في يوم من الايام... فجأة و من دون اي كلام... عاشت قصة حب جميل... قصة حب باتت تدنو من المستحيل... قصة أجمل من احلا الاحلام... قصة أيقظت قلبها من المنام... قصة زرعت في قلبها املا و شوقا و حبا...
فجأة و دون اي كلام... دون اي عبارة او سلام... وقعت في حبه!!! التقت نظراتهما... عندها تحادثت العينان... تكلما دونما حروف او الحان... تكلما بلغة لا يفهمها الا كل عاشق ولهان... كلمات جميلة استبدلها الزمان بالآلام و الحرمان... كلمات لم تنظم شعرا و لن تكتب نثرا... لان الحب بلا عنوان... يدخل القلب بلا استئذان... و لا يغادره دونما أشجان... أحاسيس دارت في شعاع ذهبي مشبع بالالوان... احاسيس عصفت بينما كانت عيناهما تتحادثان... كلمات عجزت عن استحضارها الاقلام... مشاعرها تناثرت في أرجاء المكان, كورد جميل... بينما وقف هناك تحت المطر... مراقبا اياها كفارس نبيل... بكل سهولة ملأ قلبها المتحجر بحب لم يكن ابدا بقليل!!! حب الحديث عنه طويل... حب يحرك السكون كهواء عليل... حب عصف في قلبها دونما مثيل!!!!
لم تكن تعلم ما كانت تقول... ظنت يأنهما روح واحدة, لا روحان... دون ان تحبه لم تستطع ان تحول! بل احبته كما لم يحب ملاك او انسان! ظنت بأنه سيعلم ما أخفته العقول... فأصبحت سفينة في بحار العشق و جعلت منه الربان... ربان سلمته روحها و قلبها دون أي سؤال... جعلت منه المداوي و الطبيب... اصبح لها الجارح و الحبيب... و قالت كلماتها دون ان تقال... غنت له كالعندليب... فأصبح ربانها مستقبلا مشبعا بالآمال! الى أن اختفى من حياتها بشكل مريب!!! ملأ حياتها بألم رهيب! ملأ قلبها بصمت غريب... تركها وحدها دونما جدال... و بلا دليل... تركها تائهة... شريدة! في وسط البحر... في وحدة شديدة! خوف قاتل... ذكريات عديدة... وحشة مؤلمة... و ذكرى مريرة! ضائعة... وحيدة... مثقلة بآلام عديدة.... تركها بعدما أسرها... أماتها بعدما أحياها... بعدها.... الى قلبها وجهت أصابع الاتهام... انقضت على قلبها كما لو انه ثعبان! هو من أغرقها في الأوهام ؛مسببا لها جراحا و آلام! لم تحب قبله, أبدا لم تعرف معنى للعشق أو الهيام! سلبها حبها... سلبها قلبها... حطم روحها بعدما أهلك عقلها... جعل من قلبها ساحة للحرب... قسوته أصبحت من اعظم الأسباب... دمر قلبها ببرود عذب... مع ذلك لم تبالِ بل استقبلت رصاصاته بصدر رحب... لم تأبه للعذاب... بل انتظرت بصيص أمل... لم تجد ميناءً و لا مرسى بعدما غاب... لم تعلم ما العمل... لم تجد نفسها بعدما ذهب... لم تعد تهتم للعتاب... فأصدرت أمرا بالقتل... بخنجر قسوته طعنت نفسها... بمقدار حبها له عذبت قلبها... و صرخ ألمها بلا أي صوت! بسبب حبها و اخلاصها تعذبت و صبرت على آلامها... تحملت انكسارها و معاناتها لكنه ملأها بالألم المكبوت! جعلها تحيى, جعلها تموت! كلعبة خشبية حركها, كدمية مهترئة عنه أبعدها... لذا لم يعد يهمها ان كانت ستحيى... أو ان كانت ستموت! فبلاه لم تجد معنى للحياة, و باسم الحب فضلت أن تموت!
ابتلعها البحر كما تبتلع السماء غيمة تائهة... فنزلت الى قعره ببطء شديد... و هناك استقرت... بصيص نور لم تعد تؤمن به أشع من بعيد... و مع ذلك؛ عذاباتها استمرت... بالرغم من حبها الذي عاشته, بالرغم من كل ذكرى, و بالرغم من كل يوم سعيد لم تعد تشعر بأي لذة للحياة...
9\4\2005