الصيام هو ضرورة استراتيجية لنا في صراعنا مع الصهيونية العالمية، ذلك أنَّ الصيام يرفع من معنويات التحمُّل لدينا، مما يساعدنا على رفع ما يلي:
1- شعار "الوحدة و…"
2- شعار "بناءِ الأرض و…"
3- شعار "لا حياةَ في هذا البلد إلا لِلْـ…"
ولكننا اكتشفنا، مؤخَّراً، أننا لم نَرفعْ سوى أرجلِنا.
كما أنَّ الصومَ يجعلُنا – نحنُ الفقراءَ قُساةَ القلب – نُحِسُّ قليلاً بمعاناة الأغنياء الذين لا يمتلكون سوى عدَّةِ مليارات من الدولارات، بالإضافةِ إلى رغيفنا اليومي.
وبما أننا بلدُ مواجَهة مع العدو، علينا أن نصومَ الآنَ في وقت السلم لنوفِّرَ لجنودنا الطعامَ في وقت المعركة. ولنعلم أنَّ المعركة قادمة حتماً وقريبة وسوفَ نهجمُ على العدو هجومَ النمور الصائمة ونفلِتُ عليهم ونأكلُهم "أكلَ عزيزٍ مقتدِر". فإذا قمنا بفريضة الصيام على أكمل وجه فسوفَ نفطر عليهم.
والصوم يعوِّدُنا على الحرمان الذي نعيشهُ من زمان ولم نتأقلمْ عليه حتى الآن، ويرفعُ من شأننا فلا نعود نهتم بالأمور التافهة كالأكل، لأنَّ "من كانَ همُّه ما يدخلُ في بطنه فقيمتُه ما يخرجُ منه".
كما يعلِّمُنا الصيامُ الصبرَ وضبطَ النفس أمامَ من يهينُنا ويسرق لقمةَ عيشِنا وكرامتَنا، ويجعلُنا نتحلَّى بالأخلاق الحميدة فلا يعود يخطر ببالنا أن نشتمَ أحداً من اللصوص حتى وإن سرقوا الكحلَ من عيوننا بل حتى وإنْ سرقوا عيونَنا…
والصيام يُـبعِدُنا عن الحسد فلا نشتهي فِـلَلَ الأغنياءِ والمسؤولين وسياراتِهم الفارهةَ حتى لا نُصيبَهم بالعين فتنفجرَ إحدى عجلات سياراتهم (التي يزيدُ عددُها عن عدد أرغفتنا)…
والأهمُّ من ذلكَ هو ذلك الجزاءُ الذي ينتظرنُا عند الله: جنةٌ عَرضُها السماواتُ والأرض مليئةٌ بكلِّ ما نشتهي من لبن وعسل وخمر وعصافير مشوية أو بروستد وشاورما إلهية وحوريات شهية بالإضافة إلى غلمان [هكذا!!!] أشهى من أشهى عذراء أرضية…
ماذا نريد أكثر من هذا ؟!
المهم أن نلتزم بالصيام.
لكنْ أيّ صيام يا تُرى؟؟؟!!!
إذا كان أكلُ الخُضار يفيد في تخسيس الوزن، فمن الغريب أنَّ الفيلَ هو أثقل الحيوانات وزناً مع أنه يعتمد في غذائه كلياً على الأعشاب.
لكنَّ الأغربَ من ذلك أنَّ نفقاتِ العالَم الإسلامي من الطعام تزداد أضعافاً مضاعَفة في شهر الصيام!!!
فإذا كان للصيام فوائدُ عظيمة من تهذيب [!!!] للنفس وإحساس [!!!] بالآخَـر وغيرها، فلماذا لا نرى آثارَ ذلك؟!
يبدو أنَّ الصيامَ يعطي نتائجَ عكسية عند المسلمين أو...
أنَّ المسلمين لم يصوموا قط!
فاستعدوا للصيام
لكنْ
ليس أيّ صيام.
محمد عبد الجليل