ليلة الملاك والبناء الحداثي
الحداثة وعي
الموروث الأسطوري وعي
وهذا ناتج عن إلحاح متبصر.. بل هو تلقي الأبعاد الدلالية في اكتشاف المجاز الرؤيوي..والتواصل من اجل الرقي إلى المستوى الفني والجمالي الرفيع في التعبير عن الحداثة الواعية بكل ما تمتلك من خزين واعد.
فجاءت (ليلة الملاك) الصادرة عن دار الشؤون الثقافية/الفائزة بالجائزة الأولى للروائي(نزار عبد الستار)التي جاءت معتمدة المعيار الإبداعي للحداثة.
(ليلة الملاك) وبعيدا عن الإطراء التنظيري..ولكن أود أن ابني للتخييل علائق بمستوى هذا العمل الإبداعي.. وبتعريف شديد استقبل فيه المعرفية عند هذا المبدع الذي خبرناه منذ(المطر وغبار الخيول)
ليست العلاقة في (السومارتو) الأسطوري..ولكن العلاقة في المتخيل الواقعي لهذه الأحداث التي تبدو رؤيوية مجاز ناصع وذا طاقة انبنائية عالية..هذه الخلايا الكاملة والكامنة في الرواية تتحرك دون امتثال للوجع الواقعي.
استطيع أن أقول بان هذه الرواية هي مسار
صادق وصحيح عن -ما كتب عن- فنتازيا
الحرب
أية سرية يمتلك هذا الروائي الشاب الذي يمشي على الجمر دون تناثر أفعال الإرادة…/مدارك مفتوحة مدروسة ومتاصلة بجذر إنساني دون متاهات مفتعلة بشحنات هذا البث الجسدي..المغمور بفيوضات ممتدة إلى أعماق النفس/عقدة/حل/قدوم مغادر/عوامل اكتشاف مستمرة توعز للعقل أن يتحين له فرصة التأمل المدرك لمفاصل جسد الحياة المليء بالإثارة والامتثال أمام قوانين مبراة من الذنوب./جماليات مسخه غير مدركة أمام هذه الأحاسيس الرئيوية المفتوحة على البسيطة..
فعل روحي ساخر يسري وسط ظلام النفس ليفتش بإبرة سوداء عن هذا الخلط غير المتوازن..بين عالم متخيل ورموز (التخييل)/مراس ذكي يحاول عقلنه الأشياء بمعانيها وأشكالها/اعتقادات غير متحفظة تجوز ما لا يجوز.
يرى الحداثة لاذعة كما يفسرها وكأنه يقول(والغليون)تأرجحه شفتيه..هي الفضاءات المتخيلة في المجاهيل الغائصة من اجل تنوير ما هو معتم/فهي متأصلة في جذور أحكامها../إذن هي إثارة انبنائية يقظة../وبما أن عملية فبركة البناء الفني ملغومة في الرواية بلغة تخييل جديدة تتجاوز معطيات (العادية)في الكتابة..من هنا تقاوم الحداثة بمضمونها كل ما ينصرف إليه خيال التعبير العادي ذا الحس الملموس/إن عقلية الحدس تسحبنا نحو مضامين أخاذة وخارقة غارقة (بفنتازيا)من الصور من اجل إظهار المجوف من باطن الصورة والنفس../فتتركب أساليب جديدة للمفرد لتمتلك مشهدا خاصا بها..وهذا ينطبق على الشعر أيضا/هنا تنفلت من الفخاخ المنصوبة من خلال الاحتمالات النقدية وما أكثرها/ فتخترق(البعدية)ليكون لها مصدر إشعاع ليس الرمزي فحسب..ولكن لتتوحد بإمكانية الكشف عن معالم وحدة الوجود المكون برياضياته وكيميائه وفيزيائه..بمسوخه وجماله ومحصلتها الاستنساخ العضوي للكون القابع في الروح المطلق./هذا هو الإدهاش الذي يثير بصيرة المتلقي وبما ان الغموض يتآلف مع إمكانية الكشف عن القادم داخل الذاكرة..(اقصدها فلسفة)وهذا ليس غموض كما يوصف..فالحداثة لها مفهوم مطلق في النص الروائي لا يتكيف مع واقعية الرمز فحسب ولكن تتجاوز أبعاده..لأنها ستكون خارج زمنه../اعني كل المدارس تصب في علم الحداثة لأنها تتفاعل مع كل رموز الحضارة/الأسطورة/والمادة ومكوناتها الخلقية..هنا الإنجاز يقوم بمهمة تحريك الجامد والخامل الكسول/فيستغني عن الخرائط الموضوعة للنص/فيتيح له امتلاك السيرة المستقبلية/مغادره/أو قادمة من الذاكرة فيخرج عن استقراره ليغادر في حدس قرائي منفلت بلا خرائط/فتدهشنا مشيئة الصور المحلقة والمشبعة بالمجاز والإشارات الحرة..!
هذه اليد الملوحة من هذا البئر الروائي../ربما نقلت الحداثة إلى أجواء خاسرة..الرأي ليس بعين النقد ولكن من قلم يؤدي بعض إلى منابع الأضواء الجارحة.