النسيج المتعاقد بين المتخيل والعقل
كرم الأعرجي
قراءة في ترانيم الغربة مجموعة الشاعر عبدالكريم الكيلاني الصادرة عن سلسلة نون الادبية
تمتاز برقة الحس وشفافية المعنى في مضامين يطرحها عبر قصائده المشحونة بمزايا أخاذة تجعلنا نهيم بفضاء الوجدان ونمسك المفاتن من حيث التمحيص بشاعريته التي ستكون مرايا مفتوحة لانظمة الكتابة الشعرية فالحداثة تكمن مفاتيحها في الانفجارات الصورية داخل النص الشعري بحيث تجعلك ترقى الى مستوى هذه الماسة الجميلة التي يكتبها الشاعر ففي قصيدته (الاعصار) يحلق بنا عاليا يبحث عن مكامن خفية في المجاهيل لكي ينسج صورا شفافة تعانق مبتغاه منشدا تارة بالالم واخرى مزهوا بدهشة البداية المتأملة لهذا الخلق العظيم حيث يحلق في نصه قائلا ( إعصار هذا المعترك القاحل , اجرد هذا الجسد الراحل , آلانا ان اسفه حتى الاسفاف, او اشرب حتى العلقم , او ارقب طير الزاجل )منتظرا الرسائل من مجاهيل العماء ليرسم شكلا اخر للدنيا
أما في قصيدته (فضاء ) قد دون براءته حاملا
قلبه على كفيه ليقدمه هدية لألق العينين قائلا(اعبر
فضائي
يا قارئ الحلم الجميل
وحلق
نورسا باحداقي
فالروح تسعى والحب لفني بفيح العبير<ما يسعل
در ...
فانا ناعورها
) ويستمر في تكوين صوره لينتهي باجمل مقطع في قصائده ذات التفعيله حيث يقول( الليلة اعتقت عناني
,وجعلت الريح حصاني , ورحلت ...) وبقي مستمرا لينادي من لف الازمان زمانه الاخر الذي يجهل مزاياه لينتهي في الرحلة
وعند قرائتى لقصائد الشاعر الذي يكتب بطريقة حديثه داخل النص العمود هو .. دائما يسبح في فضاء العقل باحثا عن مناطق الجمال داخل التكوين الصوري عبر اللغه الشعريه التي اخضعت الصورة للانغلاق في قصيدته ترانيم في الغربة ليقول(صاد هو القلب مضنى هده التعب == مذ غادرت مهجتي والقلب ينتحب
هل تذكرين سويعات الهوى ولها== نشدو وحيدين والاقمار والشهب
ضمي حبيبك فالايام موجعة == ضميه دنياك دنيا امرها عجب)
هنالك خضوع لعامل التخيل عند الشاعر الا وهو الانسلاخ الروحي بالمجاز في البحث عن بواطن الجوهر وبما ان العقل متخيل والقلب متخيل الجسد والحول الكلي يسبح تحت طاقة السر الذى اعتبره بالمجاز متخيلا وبعيدا عن فلك الاعجاز كانت صوره اشبه بومضه شفافه صادره من اعماق لا اصفها بالمجهوليه لطالما تشكلت ورقت بصفائها عبر النطق الحسى شعريا وهنا الكلام المرسل الذى يسيل عبر الحس صورا جمالية ساحره قد اخضعها الشاعر لبنية تتشكل فيها الكثير من المناطق السريه لمرايا الجمال ..
ولايخلو الشاعر من إعتماده على المرجعيات الروحية التي لها علاقة بما يريد طرحه على بساط الشعر باحثا في العمق الفكري المتصل بما يؤمن به حيث يقول في مقطعة من نصه (خيط النور ) (حين تمر بغابات الطلع - السوءة تخلد للصمت ) وهنا يفتعل العلاقة بين أكل التفاحة التي أسقطتنا جميعا الى الارض ومحاربته للسوءة التي أباحها البعض رابطا هذا الموقف بالنص القرآني - وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة_ وهذا هو الشعر..
ة
View karam's Full Portfolio