مفايلة في رمال





















مفايلة في رمال







كرم الاعرجي

بين فك المدينة.. وذاكرة الصحراء.. تختلط مزية الكتابة على مستوى الفكر الانساني الذي يتكئ عليه أي قادر على تفكيك رمزية الجملة القصصية فضلا عن الترتيب الصوري الموازي للطرح..

ففي قصص [مصطبة لزوارق الوداع] للاديب [فارس الغلب] هالة كبيرة ينهض بها الخزين المعرفي كبناء دلالي عميق في تعرية المعنى وجعله امتدادا فكريا يعشق مابين حياة البداوة وضجيج المدينة..

الاراء التي يطرحها القاص هي تحديث حضاري اساسه البادية لان اي عمق يتجاوز مراحله في التقدم هو وليد قاعدة.. وهكذا يتابع نشاطه في اختيار فرص التقدم محمولا بشكواه التي ما انفكت عنه طوال مساراته في بناء الاحداث على رقعته الصحراء..

انه يودع دائما ولا ينتظر.. يتناصر بصدق مع تيارات الكتابة الحديثة بحيث اصبح له درب في التفرد على مستوى القصة الحياتية القابلة للتجديد بالمعنى والتخييل.. السرد المركز منحى جديد اتخذته القصة كحلية فنية متقنة تتحرك بحرية في التعبير مأخوذة بما خلفته المعرفية من تاريخ وموروث وصراع درامي في دواخلنا كقراء دهشة يصنعها القاص بافعالها التي تتناسب مع طموحنا القرائي كفقه صادق ومعبر.. ان اختيار البداوة كمركز للانطلاق نحو العالمية حتما سيأخذ جهدا كبيرا واتجاهات شتى على عاتق الكاتب بسبب اسرار الاكتشاف الذي ينوي فضحه عبر المدارك الواعية والمدروسة ضمن اساسيات العقل الذي يقرأ لنا القادم بما يزاح من بصيرته.. وعليه فان القاص [الغلب] قد ابدع في [تجاربه] القصصية السبعة فكانت (مسبعة) المودع للمعنى نحو محاور الاشارة..

العرف الاجتماعي الذي اوجدته القبائل المتناحرة كان نتيجة ظرف محير في قصة (الخبرا) لذا ما اراد طرحه هو ان لاتشن الحرب، فاعتبر الوضع القائم في الصحراء يتعارض مع الوعي الانساني وذلك بسبب اختراق القبائل لقانونهم الطبيعي.. والانتقالة التي لا تفارقها الشفافية لاجواء الغرائز القاتلة كانت تتعامل مع واقع اجتماعي تشوبه القسوة واضطراب التفكير، الا انه عالج في قصته (البكارة) مفهوما جديدا لتلافي هذه الموضوعية.. اما (طقوس الانا والخلخال) فتتسامى فيها القوة والصراع الى الامتثال امام جذوة الجبروت وهذه محطة اخيرة امام حيرة الانسان ولينه قدام المرأة التي اضعفته فكانت نهايته. ويبقى الكاتب يبحث في النقاء والصفاء الروحي حتى كان اختراقه للقمر صورة تأملية تنطبق على حيويته المثابرة في اختزال الجمال.. كما لحوارية (الجمل) كبطل رمزي للصحراء مسكونا بالدهشة عند اختياره للسان (الجمل) كناطق رسمي عند شخصية الراوي.. وهذا في (السد المباح) و(قصة بلهان) موسعة ودامغة للقلق..

انها اسرار الصبر التي لاتخلو من معالجة. اما (فسحة فراغية) هنالك فراغ يومي يمتد سعيره من الواقع الى الداخل اقصد الذات لهذه الحالة معضلة يعيشها الانسان بما يعانيه من فراغ.. انه يبحث عن فسحة للامل وخصوصا اذا كان الامل حاصلا وهميا يعيشه انسان هذا القرن..

(المفايلة)

1- ضرب في الرمل.

2- (مصطبة لزوارق الوداع) مجموعة قصصية للقاص (فارس الغلب

View karam's Full Portfolio