الفكرة مشاغبة ، والبوح عميق ، والمسافة مديدة ،والغوص في أعماق الوجدان لاكتشاف تفاصيل أخرى للمدهش الممتع ، هو نوع من المغامرة ..مغامرة لصعود قمة شاهقة ، ذروتها بين السحب ، ورغم أن المحاولة في حد ذاتها ، انعتاق وتحرر فلا ركود ولا جمود
ولا حدود ولا قيود ، إنها انعتاق خلاق مبدع ، وسفر أخاذ ممتع
تكسير لحدود رؤية ، وتفجير لجمود بنية ، إنه المطلق اللا منتهي بالمسافة ، و اللا منتمي للزمان ..إنه البوح بمكنون الذات ، و الانبثاق من عواصف العواطف في رتابة وجدوى .
إن الحضور في أكمل فسيفسائه ، هو مجال الرؤية الوحيد لاستجلاء ذلك الغامض الوامض ، القريب البعيد ، وهو شرفة لاستجداء غيم السطوع من بهرة التجلي والمشاهدة .
قد يكون الشعر بهذا المنظور ، غياب ..وقد يكون غفوة ..ولكن من غير غفلة عن مرايا الواقع ، واستعدادات الدوافع ، كما قد يكون شكلا آخر من أشكال الحرية الحريـة بالاكتمال في أروع صورة من صور التعبير عن الجمال .
إن الاستفهام العميق لا يتوقف عند معرفة ماهية الشعر بقدر ما يبحث في جزئيات الشعور الفالتة من قبضة الجمل الجريئة ..وما أكثر ما نريد أن نقوله بيد أن العبارة تذبل في ريعان ربيعها ..لأسباب وأسباب.
إنني أريد أن أقول شيئا ما ..أنا بالطبع لا أجهله ، ولكنني لا أعرفه تماما ، في فمي بعض الحروف ، فلا تذروها تحترق ..في حلقي .