يا أيها المغترب
يا قصة التيه
يا رحلة الكوكب الملتهب
يا جرح قلبي النزيف ..الذي لم يزل
ويا جرح كل العرب
* *
كل الزوايا امتداد لبعدك
كل الطيور تهاجر مثلك
لا وطنا عندما تقتفيك المواسم
تقذف خطوك نحو السراب الفسيح ، فسيحي دموع الغضب
واستريحي من الإلتياع ، فنور الصباح اقترب
تلطف وأنت تعاند طول المسافة ، تعانق حد المرافئ ،
حد الشطوط ، وحد السحب
يا أيها المغترب .
* *
ظلك يخطو ويخطو
يخط السؤال
وألف خيال يطارد ظلك في كل درب
وفي كل نزل تقيم به
أين تمضي ؟ ومن أين جئت ؟ .. رويدك
يا مثقل الخطوات .. أراك حزينا
وثغرك يطفح بالبسمات
* *
نجواك هاربة للمجال البعيد
تردد أغنية الأرض
و الأرض حقل كبير
والحقل مزرعة للسلام
نايان عيناك
والقلب باقة عطر وفرخ حمام
* *
ذراعك خلفك ملوي
أدماه قيد سيكسر
وألف سؤال تأخر
وذكراك مشرقة لا تبالي
ستكبر ، تكبر فيك البطولة
حتى تصير قوافيك بيدر
كل العواصم تعرف وجهك
تحفظ كل الملامح فيه
وتلك الملاحم بين التجاعيد نائمة في التعب
يا أيها المغترب
**
عصامي .. كل العواصم تعرف وجهك
تعزف تاريخ نغمة
وكل النساء اللواتي وقفن أمام الشبابيك في الليل
يشهدن ميلاد نجمة
وليلك كلل بالدر جبهته
وتثاءب فوق وسادة أحلامه
وأنت هنا ..مثلما أنت ، وحدك
من غير مأوى ، أضعت لياليك في البحث عمن ستهوى
تشتت فيك الهوى والهوان
فأصبحت أقوى
* *
لياليك ضائعة
وضياعك طفل صغير
رأى أمه في المنام
تحلب ثدي عروبتها ، فيطير الحمام
تسلق جذوع الغمام
سيبقى العناد ،العناق هنا ..
يا ظامئ الشفتين .. ارتو بالهنا
* *
بات سؤالك يمسح وجه القمر
ويفتح جرحك أكمامه للمطر
غن اغتراب البطولة
غن اقتراب الرجوع إلى وطن الحب والبرتقال
إلى وطن ضاع منا .. ولكنه لا يزال
للشجن العربي قصيدة شعر خجولة
غن اغتراب البطولة
غن انتصار الرجولة
* *
عروبتنا يا سلام .. وهذا الكلام نسميه شعرا
عروبتنا يا سلام .. ولا شعر إلاّ ، سوى ، ما عدا.. المدح
يا للعجب..
يا جرح كل العرب
يا جرح قلبي النزيف الذي لم يزل
يا رحلة الكوكب الملتهب .. يا قصة التيه ..
يا أيها المغترب