القاصّة كُليزار أنور:
القصة هي التي اختارتني!
أجرى الحوار: ناظم السعود
تحظى الأديبة الموهوبة كليزار أنور بمكانة طيبة بين مجايليها من القصاصين في مدينة الموصل بعد أن نشطت كثيراً في السنوات الأخيرة وظهرت قصصها منشورة في العديد من الصحف والمجلات العراقية والعربية، وتمتاز قصص كليزار بامتلائها بالهموم الإنسانية وحالات الغربة التي تجتاح أقانيم شخوصها إلى حد التقاطع أحياناً مع واقعها والقوى الضاغطة.. ولعل الجو الرومانسي الذي تحسست القاصة نسجه وتمرير الأحداث من خلاله هو ما يعطي قصصها سمة أسلوبية مميزة.
سألتها أولاً: لماذا اخترت القصة دون غيرها كملاذ تعبيري لك؟ فأجابت:
- لم أخترها! بل هي التي اختارتني.. قلتها وسأقولها دائماً: القراءة هي التي قادتني إلى درب الكتابة.. صدفة وجدت نفسي على هذا المرفأ الرائع.. وها أنذا أُحلق وحيدة بخفة في عالمي.. عالم حقيقي ونقي بالنسبة لي.. ذلكم هو (عالم القصة)!
س2: ألم تكتبي الشعر مثلاً؟
- بإمكاني أن أكتب الشعر لكنني أوظفه في القصة.. ولهذا تجد ويجد كل مَن يقرأ لي أن قصصي مكتوبة بأسلوب شعري ولغة شاعرية.. فبقصصي أحاول أن أُحول أكبر تجربة ممكنة إلى وعي وأن أنقلها إلى الواقع.. إلى الورق بعربات الشعر!
س3: كقاصة شابة، من مدينة الموصل، هل يمكن أن نقول أن هناك ملامح مشتركة تجمع بين النتاجات الإبداعية للأدباء الشباب في المحافظة؟
- في الموصل لكل منا خصوصيته في الكتابة.. إننا نحاول أن نحول عوالمنا الفردية إلى عوالم إبداع على اختلاف مجالاتنا، لكننا في المحصلة النهائية نكتب بروح واحدة وكأننا فرقة اعتزمت أن تعزف سيمفونية مشتركة! وكلنا نقاط في سماء الأدب، لكن المهم مَن يلمع أكثر!
س4: وبماذا تختلفين عن غيرك من الأدباء الشباب؟
- اختلف عنهم بأني رومانسية وحالمة بعض الشيء وهم أكثر واقعية مني!
س5: برأيكِ هل استطاعت الحركة الأدبية الشبابية أن تثبت خصوصيتها داخل المحافظة وخارجها؟
- كانت وستبقى الموصل من المدن المتميزة في مجال الأدب.. قديماً وحديثاً.. ونحن امتداد لهذا العطاء الدائم وحركتنا الشبابية متميزة بجديتها ودأبها على إثبات وجودها عراقياً وعربياً.
لاحظ الساقية.. إنها تسعى إلى الجدول.. والجدول يسعى إلى النهر.. والنهر يسعى إلى البحر.. ونحن نعمل بنشاط في انتظار أن نصب في البحر!
س6: أريد أن أسألك هل أنت محظوظة في مسألة نشر كتاباتك؟
- إننا في زمن النشر فيه (بالقطارة) والسبب (المشجب) الذي بدأنا نعلق عليه سلبياتنا.. نعم، انه الحصار.. ربما أنا أكثرهم حظاً في الموصل بمسألة النشر وخاصةً في بغداد.. ولكن حتى هذا النشر لم يرتق إلى الآن إلى مستوى طموحي وحلمي!
س7: وماذا عن النقد؟ هل تجدين أن النقد العراقي قد أفادكِ بشيء؟
- الأدب، في أي شكل من أشكاله، رسالة إن لم تصحبها حركة نقد صحيحة فهي رسالة مغلقة لن تجد لها أي منفذ نحو الآفاق التي يرغب أن يصل إليها الكاتب والقارئ معاً! بالطبع النقد مفيد إذا كان نقداً موضوعياً وبناء.. لكنني أجد النقاد يكتبون عن شيء يريدون أن يجدوه في النص وليس ما هو موجود فعلاً!
*نُشر الحوار في جريدة (الرافدين) العدد (97) الصادر في 22/ 8/ 2000.