________________________________________
في تحقيق أجرته الوكالة: الأدباء في عيون زوجاتهم
الاحد, 2008.10.05 (GMT)
وكالة أنباء الشعر/ العراق/ عمر عناز
قد تبدو الحياة اليومية عادية التفاصيل في بيت يعيش فيه زوجان حياديان في اهتمامها، يقضيان جل وقتهما في منهجة شؤون ومتطلبات منزلية بحتة بعيدا عن مشاكسات الفكر والثقافة بمعناهما المعمّق، لكن الحال يختلف جذريا في بيت مشحون بحضور زوج شاعر وزوجته القاصة أو زوج قاص وزوجته الشاعرة إذ لاغرو أن يكون يومهما مغايرا ولاعاديا في الكثير من حيثياته من حيث أنهما فضلا عن مشاغلهما المنزلية فإن لهما متون يجدهان في تسطيرها عبر يومها المنتظم بفوضاه والفوضوي بنظامه المبدع،
ولأن الحضور المنزلي للمرأة الشرقية يكون محايدا في الكثير من جوانبه فلا شك أن حضور الرجل سيكون محوريا مكتظا بما قد لا يمكننا استكشافه من خلال استنطاقه المقيد لما يحمله من ثقافة الفحولة التي تجانب الإفصاح لافتراضات شتى، لذا رأينا أن نحاكي حضوره الإجتماعي والأدبي بشاهد من أهل بيته فكان هذا الحديث
أعطيته نفسي وحياتي ومستقبلي كي يشكلها مثلما يحلم
أما القاصة كليزار أنور زوجة القاص والناقد محمد الأحمد فقد علقت بالقول حول ماهية مايعنيها في هذه الموضوعة قائلة
"علاقتي منذ البداية مع محمد الأحمد كانت صحيحة جدا لأنها كانت قائمة على الأختيار .. هو اختارني وانا استجبت لهذا القبول .. أعجب بي قبل ان يراني وكان اختياره لي كوني مثقفة وقاصة وملتزمة وجادة ادبيا وشخصيا .. سأل عني كانسانة وتقدم لخطبتي دون مياعة ارسل لي رسالة يقول فيها بأنه يريد ان يفتح بي بيتا.. وجدت تصرفه هذا في غاية الرجولة، سألت عنه وجدته رائعا وصادقا وأديبا معروفا وقاصا ناجحا .. قلت لنفسي لِمَ لا؟ ورميت مركبي نحو مرساته.. وكان رائعا مثلما تصورت وتوقعت.. انسان طيب وصادق وناضج هيأ لي كل شيء كي أكون مرتاحة وسعيدة.
أتعرف بأن المرأة هي التي تشكل الحياة بعد الزواج .. كنت انا ايضا ومن البداية صادقة وطيبة وحنونة أعطيته نفسي وحياتي ومستقبلي كي يشكلها مثلما يحلم
كنت الصدر الحنون والقلب الطيب واليد المساهمة بالخير لبناء عشنا، لا أغضبه نهائيا ولا أخفي عنه ابسط الأشياء، أعينه في كل شيء .. ودائما في بالي نصائح تلك الاعرابية لابنتها ليلة زفافها .. والنصيحة هذه صدقني تعويذة اتمنى لكل بنت ان تتذكرها وهي ترتبط برجل
والرجل .. أي رجل وخاصة ان كان ناضجا لايعقل ان يجد امرأةً تتصرف معه بذكاء ولا يجاريها ولا يحاول ان يقدم قلبه وحياته لها على طبق من ذهب
ولأنه أديب ولأني أديبة، فهو أول قارئ لي وأنا كذلك يستشيرني بكل شيء وأنا أفعل نفس الشيء
نسافر معنا ونشتري كتبنا معا.. ونتجادل أدبيا.. ونتناقش .. عندنا شيء آخر غير هموم المنزل نتكلم فيها
محمد الأحمد.. زميلي وصديقي وحبيبي وابني.. وبعد كل ذلك زوجي
احترمه واحترم رأيه وخياراته وهو بالمثل.. علاقتنا والحمد لله مثالية.. وما أصبحت مثالية إلاً بجهد وتضحية من كلينا..مثالية لأني بقيت امرأة وهو الرجل في كل الأحوال.. وضعت هذا نصب عينيّ.. وسأبقى هكذا معه لآخر يوم في حياتي معه أُسانده في السراء والضراء معه مكتفية بفائض الحب والحنان الذي يقده وأقدمه له،
الكمال لله وحده ولا أنكر بأن هناك بعض السلبيات، ولكننا بشر ولسنا من الملائكة.. ومتى تغلبت كفة الايجابيات تترك السلبيات وراء ظهرك.