و ذات يوم بينما كنت اقلب الصفحات…
خطفتني سترة زرقاء… نظرته.. و لم يكن حتى يناظرني…
شعرت ب رجولته… و لم اعلم بانني كنت أحادثه هنا و هناك
دون ان اعلم…
و ذات يوم… وصلتني رسالة…
لا أعير اهتماما ل رسائلهم… و لكنه أثار فضولي…
و حين عدت لتقليب صفحاته…
كان نفس الرجل الوسيم الذي كنت أحادثه دون ان اعلم…
و هنا كان السهم الاول…
سعدت ببدء صداقة… و لم اعلم ان السهام ستتالى على قلبي…
و لكن عقلي كان يمنع كيوبيد من التدخل…
يقف له دوما بالمرصاد… و مع كل جملة كان يصد سهما….
إلى ان احب عقلي محادثتك… احب عقلي عقلك...
مفاتيح عقلي خبأتها هنا و هناك و كنت بارعا جدا في إيجادها….
ففتحت أبوابي واحدا تلو الاخر دون ان تعلم….
ف خاف قلبي حين بدات جدراني بالانهيار…
و حين بدات السهام تخترق كل زاوية من زواياي
مع كل مرة أكملت جملتي، او أكملت جملتك…
لم اشعر منذ زمن بعيد…
لم ارغب ان اشعر ب اي شيء منذ زمن بعيد…
و جعلتني ارى انني لم اكن على قيد الحياة…
اخبرتك انني لا ارغب ان اشعر ب شيء و لم اخبرك انني اشعر بالخوف…
اخبرتك انني لا ارغب بالتعلق و لم اخبرك ان روحي تعلقت بروحك…
اخبرتك ان احدنا سيمل من الاخر و لم اخبرك ان خوفي كان ان تمل انت…
اخبرتك انني اخجل… فلا أعبر عن مشاعري إلا ب غباء ملتوِي المعالم…
و خلف كل جملة ملتوية اخبرتك بها عالم كامل من المشاعر…
أخبرتني بانك تخاف فأخبرتك بانني اخاف اكثر…
و لم اخبرك بانني اخاف ان أتعلق، ان احب، ان اشعر…
لم اخبرك انني اخاف ان افتقدك…
او الأسوأ…
ان أفقدك…
اخبرتك عني بالكثير…
و لم اخبرك ان هنالك بحرٌ هاديءٌ هائجٌ في داخلي لا تعلم عنه شيئا…
و الان…
هأنذا … أترنح ما بين عقلانية و جنون
كمن شرب برميلا من النبيذ المعتق…
تتمايل خصلات شعري القصير بين العيون،
كلما تراقصت نسمات الرياح على وجهي المنمق..
أتجول في رحاب الكون هاربة…
تأتيني افكار و تغادرني افكار،
كثيرها مجنون و بعضها احمق…
أتسول منك الكلمات و أتسول من نفسي رحمة و رأفه…
ولا فائدة ترجى مني الي… فيا مرحبا بال لا منطق!
و هانذا!
امشي بين الحشود… ملكة… رافعة راياتي البيضاء…
كبريائي يعاتبني…
ففي قلبي قلب، عبدٌ، حائرٌ يقتلني في كل مرة حين ينبض…
فأصبحت انا ذلك الكتاب الذي أُعجِبتَ ب غلافه…
مَدَحتَهُ إلى ان انتهت حروف الابجدية…
فقرأتَ المقدمة ولم تعلم ان في كل حرفٍ سرٌّ دفين…
او ربما علمت…
و في كل مرة باح لك حرفي ب سر عُدتَ صفحة الى الوراء…
إلى ان عدت إلى الغلاف… لست الومك..
ف انت منذ البداية أخبرتني انك لا تهوى الكتب
و انا منذ البداية اخبرتك انني لا اهوى التعلق…