اللامنطق!

و ذات يوم بينما كنت اقلب الصفحات…

خطفتني سترة زرقاء… نظرته.. و لم يكن حتى يناظرني…

شعرت ب رجولته… و لم اعلم بانني كنت أحادثه هنا و هناك

دون ان اعلم…

و ذات يوم… وصلتني رسالة…

لا أعير اهتماما ل رسائلهم… و لكنه أثار فضولي…

و حين عدت لتقليب صفحاته…

كان نفس الرجل الوسيم الذي كنت أحادثه دون ان اعلم…

و هنا كان السهم الاول…

سعدت ببدء صداقة… و لم اعلم ان السهام ستتالى على قلبي…

و لكن عقلي كان يمنع كيوبيد من التدخل…

يقف له دوما بالمرصاد… و مع كل جملة كان يصد سهما….

إلى ان احب عقلي محادثتك… احب عقلي عقلك... 

مفاتيح عقلي خبأتها هنا و هناك و كنت بارعا جدا في إيجادها….

ففتحت أبوابي واحدا تلو الاخر دون ان تعلم….

ف خاف قلبي حين بدات جدراني بالانهيار…

و حين بدات السهام تخترق كل زاوية من زواياي

مع كل مرة أكملت جملتي، او أكملت جملتك…

لم اشعر منذ زمن بعيد…

لم ارغب ان اشعر ب اي شيء منذ زمن بعيد…

و جعلتني ارى انني لم اكن على قيد الحياة…

اخبرتك انني لا ارغب ان اشعر ب شيء و لم اخبرك انني اشعر بالخوف…

اخبرتك انني لا ارغب بالتعلق و لم اخبرك ان روحي تعلقت بروحك…

اخبرتك ان احدنا سيمل من الاخر و لم اخبرك ان خوفي كان ان تمل انت…

اخبرتك انني اخجل… فلا أعبر عن مشاعري إلا ب غباء ملتوِي المعالم…

و خلف كل جملة ملتوية اخبرتك بها عالم كامل من المشاعر…

أخبرتني بانك تخاف فأخبرتك بانني اخاف اكثر…

و لم اخبرك بانني اخاف ان أتعلق، ان احب، ان اشعر…

لم اخبرك انني اخاف ان افتقدك…

او الأسوأ…

ان أفقدك…

اخبرتك عني بالكثير…

و لم اخبرك ان هنالك بحرٌ هاديءٌ هائجٌ في داخلي لا تعلم عنه شيئا… 

و الان…

هأنذا … أترنح ما بين عقلانية و جنون

كمن شرب برميلا من النبيذ المعتق…

تتمايل خصلات شعري القصير بين العيون،

كلما تراقصت نسمات الرياح على وجهي المنمق..

أتجول في رحاب الكون هاربة… 

تأتيني افكار و تغادرني افكار،

كثيرها مجنون و بعضها احمق…

أتسول منك الكلمات و أتسول من نفسي رحمة و رأفه…

ولا فائدة ترجى مني الي… فيا مرحبا بال لا منطق!

و هانذا!

امشي بين الحشود… ملكة… رافعة راياتي البيضاء…

كبريائي يعاتبني…

ففي قلبي قلب، عبدٌ، حائرٌ يقتلني في كل مرة حين ينبض… 

فأصبحت انا ذلك الكتاب الذي أُعجِبتَ ب غلافه…

مَدَحتَهُ إلى ان انتهت حروف الابجدية…

فقرأتَ المقدمة ولم تعلم ان في كل حرفٍ سرٌّ دفين…

او ربما علمت…

و في كل مرة باح لك حرفي ب سر عُدتَ صفحة الى الوراء…

إلى ان عدت إلى الغلاف… لست الومك..

ف انت منذ البداية أخبرتني انك لا تهوى الكتب

و انا منذ البداية اخبرتك انني لا اهوى التعلق… 

Author's Notes/Comments: 

لما قلبي يعورني

View free_spirit's Full Portfolio