وبينما كانت تسير في غابات تمطر نارا… لم يعد ينفعها الترجل.. و لم يعد يفيدها الكبرياء..
بعدما سقطت في قعر سحيق…. مظلم… سقيم… كدمعة اسودت من كره ذاتها… ف
إذا بنور بعيد.. تفصله محيطات و بحار و رحلة بالزمان و المكان…
رحلة في قلب يتقلد أوسمة يصعب عدُّها و كل وسام بمسمار غُرِسَ في أحشاءه..
فتناثرت الثقوب و احمرَّت الانهار و اسودَّت البحار و و تشعبت الدروب…
و هناك كان..
كان صديقها..
منذ ساعة الصفر كانت صديقته و كانت تحب امضاء بعض وقتها معه و كان من اصدقائها المفضلين..
لكن اسوارها كانت عاليه… كانت تشاركه هواياتها..
و مع انها تمتلك عقدة المجتمع الشرقي… لكنها تصادق و تفي…
فلم تشاركه سوى كتاباتها…
و شاركها هواياته..
و مع انه يمتلك فن التعبير على الورق في عالم اصم و ابكم…
فهو لم يشاركها إلا هواياته…
و مرت سنينها مثل البرق تتسارع في ارجاء كثيرة…
و تصقعها مع كل ذكرى يملؤها الظلم و الألم… و كلما شعرت بحدته كتبت…
و على مر السنين تابعها من بعيد و كان صديقها في كل ضيق…
صديق مقرب… يعلم عن مكنوناتها الكثير و لا تعلم عنه سوى القليل من ما كتب…
و بلا شروط.. بلا سبب.. بلا رقيب.. ولدت صداقة من ذهب!
و بقيت اسوارهما عالية… ففي النهاية كلاهما تاها في غابات السنونو…
و كلاهما تقلدا من الاوسمة ما يكفي..
وبرغم احمرار الانهار و اسوداد البحار و تعذر المسافات و برغم انها متشابهان…
ف هما خطان، متوازيان.. لا يلتقيان…