احاول بكل ما اوتيت من قوة ان احافظ على نقائي…
و صفاء نيتي…
فاشعر بالذنب حين افكر ان من يحادثني يكذب..
حتى ان كانت قصته تخلو من معالم الحقيقة..
فاعطيهم الفرصة ل يهينو ذكائي…
و بعدها ارحل في خضم الضوضاء…
لم اكن هكذا..
اصبحت هكذا..
ضربني الزمان بشدة…
كمن امسكته الدنيا من شعره الجميل الطويل
و قامت ب ضرب ذلك العقل الجذاب ب بلاط المطبخ مرات متتالية لتفقده وعيه…
ف قصصته …
و بعدها تلونت ايامي بالكآبة..
لم اعد احب شكلي و لم اعد احب شعري ف بدأت الوانه تتغير كألوان الطيف..
لعل لون شعري يزين ايامي بالالوان ثانية…
و لكن… بعدها…
دفعني الزمان بشدة كمن ضربه قطار مسرع فألصقه بالحائط
لتتابع العربات صفعي واحدة تلو الاخرى
الى ان فقدت كرامتي امام نفسي..
نفسي التي لم اتمكن من الدفاع عنها…
و تأتي تلك اللحظة الحاسمة في خضم المواجهه..
حين تستبسل كرامتك بالدفاع عن نفسها
ف التقط ذلك السكين الذي لم استعمله ابدا في الطبخ..
السكين الذي اشتريته لادافع به عن نفسي…
و امسكه بينما تنهال على الصفعات كالمدافع..
فتخور ارادتي فلا أقوى على طعن من يستحق القتل…
فتلومني نفسي..
ادير السكين ببطء لاطعن تلك الارادة التي خانتني في ضعفي
فلا أقوى على اغضاب الواحد الاحد..
لتتزلزل الينابيع من عيني
فاستسلم للمزيد من الغضب لمن اتخذني خصما له في معركة لم اختر خوضها…
فالتقي على الارض مثقلة بالجراح
اراقب كرامتي التي تسطحت بجانبي من جهة
و الى قلبي الذي ادماه الالم..
ف لم اعد اسمح لأحد بالاقتراب مسافة حضن..
و بدأت باستخدام مساحيق التجميل لاخفي تلك الكدمات…
و بعدها…
كرهت مساحيق التجميل… و بت افضل الشحوب…
كدمات بقيت في روحي و لم تغادر..
كدمات اخفيها بابتسامتي و دعاباتي…
افتح دفاتري القديمة فتتصادم الذكريات القبيحة كالبندول..
يثبتني عنادي في منتصفه، فتضربني اثقالها جيئة و ذهابا الى ان ينالني القصور…
فاغلق ذلك الصندوق الاسود و اتمنى ان لا افتحه مجددا…
ماض قاس..
ماض دنيء…
فأحاول ب كل قوتي ان اختار بتمعن..
من يستحق ان يشاركني ذكرى و من لا يستحق…
لئلا اعطيهم الفرصة ليهينو ذكرياتي…
لم اكن هكذا..
اصبحت هكذا..
اصبح "الحمام" سجني و مأواي…
المكان الذي اهرب اليه لأحظى بالسلام..
و لكن تبقى افكاري معي..
تتربص لحظة ضعف ل تنال مني..
نعم نظرية المؤامرة…
حين اقرأ ما اكتب ارى كما هائلا من الامراض النفسية التي سببها هذا العالم لي…
و لكنني قوية… في عين الاخرين…
صامدة.. امرأة ب الف رجل.. يقولون…
و لا يعلمون انني مللت الترجل..
و مللت التظاهر بالقوة… و مللت من كل شيء…
و الان بينما اتذكر تجاربي (كنت سأقول السيئة و لكن كلمة سيئة لا تصفها)
احبس دموعي لانني لا اريد ان اتذكر ذلك المزيج من المشاعر…
و بينما احاول طرد الافكار و الذكريات و تلك الغصة في حلقي…
تنزل دموعي رغما عني لعلي اشعر بتحسن…
ربما يأتي يوم لا اشعر به بشيء…
٤٠ سنة مضت و انا اهرب من ما اشعر…
اصبحت اخاف شعورا بالسعادة لانه دائما يتبع ب الم قاس و مهلك..
الم تعلمت اخفاءه خلف نكاتي السوداء…
طفولة جميلة و بنفس الوقت كانت سيئة.. خطبة سيئة..
زواج سيء… طلاق سيء… فراق سيء…
عملي "الانساني" مؤلم… مشاهدة الموت مؤلمة حين لا استطيع شيئا…
ادافع عن الاخرين بشراسة و لا ادافع عن نفسي ابدا…
بل اهرب…
٤٠ سنة من الهرب.. من ماذا اهرب؟؟؟
و حين افكر ب مراجعة طبيب نفسي.. اضحك على نفسي بشدة..
كأنني القيت نكتة سخيفه… ف انا بالكاد استطيع التحدث عني مع نفسي…
ف كيف اخبر شخصا اخر ؟؟؟
اتمنى يوما واحدا فقط..
يوما و ليلة..
٤٠ ساعه ان كنت اجرؤ ان اطلب…
٤٠ ساعة من السعادة هي كل ما احتاج…
٤٠ ساعة.. ساعة لكل سنة…
ف هل هذا كثير؟
يقولون حين تتمنى اطلب اكثر..
و لكن ٤٠ سنة من السعادة مستحيلة..
ف ربما لم احظ يوما باكثر من ٤٠ دقيقة متواصلة…