انا لست مجنونة…
لكن حبك اوصلني مراحل الهذيان…
غرقت في احلام اليقظة و سبحت بعيدا في شطآن لم يطئها قلبي من قبل…
احببتك حبًا لم ار له مثيلا في قلبي المحطم…
احببت بكل ما تبقى فيه من حطام…
احتفظت ب كل ما تبقى مني من مشاعر في تلك القطع الصغيرة..
التي جمعتها و لم اجرؤ ان اجاهر بها…
لم اقوَ على اخبارك لئلا ترفضها فاحتفظت بها لنفسي…
احتفظت بها لاحفظ السلام..
و بعد ان هربت بعيدا عني…
لا زالت تعذبني هذه القطع…
نَقَشَت على نفسها حروف اسمك و باتت تؤرقني في كل الليالي…
تغرس براثمها في كل شراييني لتؤلمني عقابا على جبني…
عقابا على جبنك…
لست مجنونة…
لكن عقلي افقدني بصيرتي…
ف يرسلني تارة الى عالم الخيال و حين انغمس في السعادة يعيدني الى واقع مفعمٍ بالاحزان…
عشقتك حبا أُجاج…
بلا منطق و بلا اسباب..
عشق لم يرَ عقلي له شبيها في هذا الدماغ المعظَّم..
عشقتك بكل ما تبقى في عقلي من علام…
احتفظت بكل المحادثات و بكل ما تبقى من أمل في تلك الغرف الصغيرة…
التي افرغتها من ايامٍ مريرة..
لم أقوَ على اخبارك لئلا تستخف بها…
لئلا تراها ضعفاً..
لئلا تعلم انني قوية جدا و لكن ضعيفةٌ بك…
و بعد ان هربت بعيدا عني…
لا زالت تطاردني هذه الافكار..
و تضربني ب سهامٍ و سيوفٍ من نار…
كلمات و وعود و اسرار…
يتسلل لهيبها الى عناصري فَيُحيي المزيد من موتي و يحرقني حنين الانتظار…
لست مجنونة…
لكن تعلُّق عيني بتلك النظرة اوصلني الى مراحل العجَزان…
تاهت مقلتاي بين حيرتي و بين التعابير و غادرتني بحثاً بين صور و وجوهٍ و شياطين…
و بكل ما تبقى من ملامحك في ذاكرتي ابحث عن محيّاك في الآخرين…
لم أكتسب من رحلتي في مراسم وجهك سوى نبضٍ ف جرحٍ ف أنين…
و بعد ان هربت بعيدا عني…
لا زالت تجول عيناي في كل الاماكن…
و تقذفني مدافعها في كل اتجاه..
و بين لُغمٍ و كمين التقط انفاسي ك هاربٍ سجين…
فأدفِنُ وجهي بين راحتيّ و أُطبقُ بصري فينغمسُ بين مدٍّ و جزرٍ كَغارِقٍ حزين..
لست مجنونة…
ف كل عناصري في استواء…
و كل مشاعري في احتواء…
الى ان يزورني طيفك…
تضطرب عناصري في السماء…
ف أعلم جزماً… انني لست مجنونة…
و لكنني مجنونة بك…
ف هل هذا عشقٌ ام هيام؟
ام هو ضربٌ من غباء؟