Author Information
كان يا مكان
كان يا ما كان.. في قديم الزمان…
فتاة احبت…
نعم… انا..
وقعت بالحب لاول مرة…
كنت في ال التاسعة عشر من عمري..
لم اكن افقه شيئا في عالم الحب.. كنت اخجل من المشاعر و اهرب منها…
كنت اهرب من النظرات و كنت اهرب من المحادثات ان لم تكن هادفة..
كنت اهرب من كل شاب لاحقني لأنني لم ارغب ان أؤذي احدا..
لم ارغب ان يتعلق بي احد..
و كان سلاحي هو مزاحي..
او نظرتي الثاقبة التي تحذرهم بالابتعاد…
او انعقاد حاجبي الذي يمنعهم من الاقتراب…
و ان فشلت دفاعاتي، الجأ ثانية الى المزاح..
نعم، لم اتصرف ب جدية..
و لم ابادر بالاهتمام خارج حدود الصداقة…
كان هذا اقصى ما استطاع اي شخص تحقيقه معي ان لم اكن ابادله ذلك النوع من المشاعر…
و لم اعط مشاعري لاحد.. ف مشاعري مقدسة..
و حبي مقدس و صادق و امين…
و بعدها جاء هو… اقتحم اسواري بشخصيته و كلامه..
و عقله…
نعم، عقله فريد و اصراره مديد…
رأيت فيه رجلا برغم صغر سنه..
كان يعمل ب كد و يدرس بكد و يحب بقوة..
و كان فيه شيء من الخجل.. يماثلني في شخصيتي..
كنت احب حواراتنا التي لا اذكرها كثيرا..
كنت احب عقله كثيرا جدا…
و مع الايام تعلقت فتاة ب صبي… و تعلق صبي ب فتاة…
قال انه احبها و احب كل ما فيها و دللها..
فلم يكن امامها الا ان سقطت اسيرة لقلبه…
و صارحته كما صارحها… و لكن دون ان يقصد..
كسرها و رحل…
بعدها…
ككل نهاية..
دموع و الم و درس..
طعنة في القلب..
وصمة في الحب و شك و حرب..
بعدها…
فقدت جزءا من ذاكرتي…
كتبتك على اوراقي و تركتك هناك..
كتبتك حتى انتهى حبري ..
نسيت شكلك.. و نسيت كلامك و نسيت كل شيء…
لم يبق منك سوى اسمك.
نعم، لقد احببت الشتاء في صباي..
احببته كثيرا.. احببته قبلك و كرهته بعدك…
احببته كثيرا… الى ان تحطم قلبي في شتاءٍ بعيد..
نسيت كم احببت سكينته و عواصفه و تضارب عناصره في سمائي…
نسيت كم كنت احب تساقط قطرات المطر على شباكي و نسيت كيف كنت ارسم في قطرات الندى..
و كيف كنت اعشق ان امشي في المطر..
كيف احببت الشوارع الفارغة و الهدوء و الرومانسية…
و بعدها…
استمرت الحياة… و استمرت الدروس..
و استمرت الصفعات.. و استمر الخذلان..
و بت اخفي دموعي في المطر..
و يوما بعد يوم…
استبدلت حب الشتاء ب حب الليل…
احببت الظلام الدامس و احببت هدوئه..
احببت خلوه من الناس.. احببت بعده عن الزحام..
احببت القمر بكل مراحله و احببت النجوم و احببت الغيوم…
و نسيت الشتاء و نسيت كل ما احببت و كل من احببت في تلك السنة…
