اليوم ارسلت اليك رسالة غاضبة جدا…
مليئة بالذم… و بعض السب..
و ربما اهانة او اثنتين… او اكثر…
لا ادري لماذا..
لكن على ما يبدو ان شياطيني استولت على تفكيري
و استولت على حواسي الحركية
بينما كان قلبي محاطا ب بالكثير من العواصف
و الغيوم الرمادية الماطرة و الكآبة..
كآبة شديدة احاربها منذ ليلة الامس…
خرجت لأخفي دموعي في المطر بعد ان اصبح جو غرفتي خانقا جدا…
لم اكن اريد البكاء في هذه الرحلة…
و لكنني في كل خطوة اخطوها اتذكرك…
لا اعلم لماذا ذكرتني Dortmund بك…
ربما بسبب المطر…
ربما بسبب العدد الكبير من الساعات…
ساعة وحيدة كانت تعمل… و مررت ب ٥ على الاقل…
معظمها متوقفة…
مشلولة الحراك، صامتة.. عنيدة…
مثلك…
او ربما بسبب هدوئها رغم الزحام…
او انني كنت مشتتة لدرجة انني لم اكن أعير ايا من ما حولي اي انتباه…
في خضم ديسمبر و خضم احتفالات الميلاد..
لم اعط اهتماما لكل الضوضاء التي حولي…
ف كانت الضوضاء داخلي اكبر و كان الطبل أشد و اعظم…
و ربما كان المطر يبرد القليل من حرقة قلبي…
كان الجو باردا جدا و لكنني لم اشعر بالبرد…
لم اشعر ب اي شيء…
كما لا اشعر ب اي شيء الان،..
اكثر ما يفرحني هو مشاهدة الغيوم المتناثرة من شباك الطائرة..
و منظرها الآن في ال ٤:٤٥م جميل جدا جدا جدا ..
ليست متناثرة عن دون العادة…
انه وقت الغروب..
على احد جوانب الطائرة ف هو غروب بالوانه الجميلة..
البرتقالي الممزوج ببعض الهدوء ينعكس على سحاب بمد النظر…
و فوق السماء سماء أخرى و كأنني بين البينين..
و الشمس لا تغرب مرة..
بل تغرب مرتين…
بينما في الجانب الاخر من جناح الطائرة فالالوان تميل اكثر نحو زهر البنفسج…
و تلك الجهة البديعة تتسم ب كآبة على طول النظر…
و غروبها مظلم و منظرها يملا قلبي بالصقيع…
مع انني احب الوان البنفسج و لكن هذا البنفسج يخيفني…
كأن الطائرة قسمت السماء الى قسمين..
قسم يحمل كل مشاعر الهدوء و ينبيء ب يوم جميل
و قسم يحضِّرُ عالمي لعاصفة هوجاء…
نعم لست اشعر بشيء…
حتى بعد موجة الغضب التي اعترتني من حيث لا ادري…
لو وصلت ابنتي قبل ثانية واحدة.. لما ارسلت تلك الرسالة…
كنت انظر الى هاتفي لبرهه…
و قراتها عدة مرات و ارسلتها قبل ان تاتي ب جزء من الثانية….
It would’ve created a different time line…
ولكن ربما كان يجب ان ارسلها عاجلا ام آجلا…
لتعلم كم اذيتني… مع انك تعلم كم اذيتني و كيف…
و تعرف كل الاجوبة… و انا لا اعرفها…
و لكن ربما لم يتوجب على ان اشتمك…
ف أنا نادرا ما اشتم احدا… و لكنني اردت ان اشتمك…
قررت ان اتنازل عن احترامي لذاتي… فانت لا تحترم احدا…
ترى نفسك فوق كل البشرية.. و لست افضل مني…
انت بالذات.. لم تستحق احترامي…
ف لن احترمك… نعم..
لا اشعر بالندم على ما وصفتك به من صفات…
هكذا اراك الان… و نعم اردت ان اشتمك…
اردت ان اشتمك لانك لم تحظر حسابي..
و لانك لا زلت تتابعني من بعيد.. و لانك لا زلت تمارس الاعيبك الشيطانية…
نعم.. انا اردت ان اغلق هذا الباب اللعين الى ابد الابدين…
فان كان فيك ذرة صدق ستبحث عني و ستجدني و ستثبت انك عكس ما قلت…
و ستتوقع مني اغلاق الابواب و ستتوقع مني اسوا تصرفاتي و اسوا نوع من انواع الغضب…
و لكنك ستستمر بالمحاولة…
و لكنني اعلم جيدا انك لن تفعل…
و ان اسامحك... اعلم جيدا انني لن افعل...
فلتعلم انت و ليعلم قلبي انني لن اترك مجالا للشك انك فعلا شخص سيء…
لو كان فيك ذرة صدق ل وجدت طريقة لا تؤذيني بها…
و لكنك آذيتني ب كل طريقة تعرفها…
ف سلاما على قلبك… قلبك الذي احببته بكل جوارحي…
و سلاما على عقلك… عقلك الذي هواه عقلي بكل تفاصيله…
سلام عليك يا من لا تستحق السلام…