ألأن أتقبل منكم التهاني










كان يوما من أيام خريف عام 1996 م حيث أعلن عن تشييع جثمان أحد

الشهداء من أبناء بلدتنا الذي روى بدمه الطاهر ثرى فلسطين دفاعا عن ألأقصى .



وجدت نفسي مع ألألاف من أبناء بلدتي مجتمعين في مقبرة ألشهداءعلى أحد ألتلال في أطراف ألبلده . حيث يحضن ثراها جثامين عددا كبيرا من ألشهداء ألأبرار، حتى انها لم تعد تتسع للمزيد .



فمنهم من إستشهد على أيدي جيش ألإنتداب ألبريطاني ومنهم من روى بدمه ألطاهر ثرى حيفا ، وعدد أخر إستشهد على أرض ألقسطل مع رفيق دربهم ألشهيد ألقائد عبدالقادر الحسيني . وكان ألأهل ونحن أطفال يحدثونا عن بطولاتهم ،ولحق بهم من إستشهد بحرب عام 67 م وفي ألإنتفاضه ألأولى . وكنا في أليوم ألسابق قد وارينا ألثري جثمان أحد شهداء إنتفاضة ألنفق كما اطلق عليها .



كنت انظر إلى والد ألشهيد وكان من أصدقاء طفولتي ،ولكن فرقتنا ألأيام ، حيث إضطر لترك مقاعد ألدراسه مبكرا وذهب للعمل حيث عمل حجارا ، فاكتسب ألجلد والقوه من صلابة وقوة صخور فلسطين كما إكتسب ألشموخ والإباء .



تزوج ورزق بثمانيه من ألأولاد وثلاثه من ألبنات وها هو أليوم يودع أحدهم وقد قدم حياته في سبيل الله وفداء للأقصى وفلسطين .



كنت أسترق ألنظر إليه وهو شامخ شموخ شجر الزيتون الفلسطيني متماسكا صلبا صلابة ألحجارة ألفلسطينيه،مسترسلا بالدعاء و الأسترجاع .



أحضر جثمان ألشهيد وبعد ألصلاة عليه ، ما كان من هذا ألأب المؤمن ألصابر ألمحتسب إلا أن قفز إلى داخل ألقبر .



هم إلجمع إلى إخراجه .



خاطبهم بصوت المؤمن بقضاء الله وقدره ، الذي لم  يزده مصابه إلا إيمانا وصلابة .



دعوني



لقد وهبني الله إبني وزادني من فضله بأن إختاره شهيدا ،وأريد أن أستودعه وديعة لي عن الله ،كي يكون في ميزان حسناتي .



وقف إلجمع مذهولين أمام إيمان و صبر وجلد هذا ألأب ، وقد لقنهم درسا بالصبر والإيمان .



قام بدفن جثمان إبنه إلشهيد بيديه ألطاهرتين .



وما أن تم ألدفن حتى وقف منتصبا  شامخا وللجميع مخاطبا :



ألأن أتقبل منكم ألتهاني



فـــــارس

View fares's Full Portfolio