Author Information
كم أنت عظيمة يا أم ألشهيد
Folder:
هموم فلسطينيه  كلما شاهدت ما يحصل هذه الأيام في فلسطين أعود بالذاكره إلى ذلك اليوم المشؤوم الذي افتتح به سيئ الذكر ناتينياهو النفق تحت المسجد الأقصى وكان ذلك يوم 26 /9 /96 حيث تأججت نار الانتفاضة في ذلك اليوم . وكانت حصيلة الشهداء في يومين 86 شهيدا وكان عدد شهداء رام الله 21شهيدا ومما شرف بلدتي أن كان منها شهيدان وكانا صديقان منذ الصغر أحدهما كان ابن أختي واسمه محمد شارك في اليوم الأول وجرح جرحا بسيطا أخفى عن أمه ذلك وفي الصباح نهض مبكرا وصلى الفجر وغادر المنزل للمرة الأخير سألته أمه وهو يخرج إلى أين أنت ذاهب يا محمد ؟ قال إلى العمل إن شاء الله . صدق محمد , فهل هناك عمل خير من الجهاد في سبيل الله ؟ وما هي إلا ساعات قليلة حتى قصفت الطائرات المر وحيه مدينة رام الله وكان قدر محمد أن يصاب برصاصه اخترقت جبينه . قام صديق طفولته عبدا لفتاح بحمله إلى المستشفى حيث كان قد فارق الحياة. عاد عبدا لفتاح إلى ساحة الجهاد عاد إلى اجله. كذلك نال الشهادة . تواعد الصديقان في الخروج معا وأبيا إلا أن يكونا معا إلى اللأبد في الجنه إن شاء الله. وعند العصر جاءني من يخبرني باستشهاد محمد وقال إن جثمانه مسجى في المسجد وسيوارى التراب بعد صلاه العصر . استرجعت وانطلقت مسرعا إلى المسجد وعند وصولي إلى المسجد رفعت الغطاء عن وجهه فإذا بي أرى ابتسامه ترتسم على وجهه الطاهر فقلت ليرحمك الله يا محمد ويجعل لنا نصيب من الشهادة . عندما حملنا الجثمان إلى مثواه الأخير ونحن نحمله على الأكتاف تقدمت إلي شقيقتي من بين النساء وطلبت أن ترى ابنها للمرة ألأخيره. فأنزلت لها الجثمان ورفعت الغطاء عن وجهه وأنا انظر إلى شقيقتي وعيناها متحجرة وكأنها زجاج وقد توقف الدمع فيها . هنا لم أتمالك نفسي فأجهشت بالبكاء فنهضت في وجهي وقالت لا تبكي يا أخي والله لو أني زوجت محمد لما وجدت في عرسه هذا الجمع الذي تجاوز الآلاف وقالت إلى رحمت الله يا محمد ويا أخي لا تحزن إن محمد في جوار ربه . هنا شعرت كم أنا قزم أمامها وكم هي عظيمة أختي أم الشهيد وتلقيت منها درسا بالصبر والإيمان . فلله درها أسال الله أن يكون في ميزان حسناتها. إنني أتذكر هذه الواقعة في هذه الإيلام طوال الوقت وأنا أرى عظمة نساء فلسطين وهن يدفعن أبناءهن إلى الشهادة . فلهن التحية والإكبار. أسال الله أن يرحم شهداء فلسطين وكافة شهداء المسلمين وان يعيد لنا فلسطين كل فلسطين والقدس والأقصى الجريح وان يهناء شعب فلسطين بالتحرير والعيش الكريم. و أقول أجرك عند الله يا أم الشهيد. فــــارس |
