في يوم من أيام الربيع بينما كان يمتطي صهوة جواده ويسير في تلك الصحراء القاحلة وحصانه يمشي بخطى متثاقلة وتغرز حوافره بالرمال الناعمة لا يكاد يرى خضرة ولا ماء فتيقن انه يسير في طريق الفناء فتملكه الشقاء ----- فبدا له من بعيد في الأفق منظر فريد فاعتقد انه سراب وسار إليه بارتياب فاقترب منه ودنا فتأكد انه من الموت نجى فإذا به في دوحة غناء يتدفق من على جنبيها الماء وتلتف حولها الأشجار تتدلى منها الثمار فاعتقد أنها جنة القرار ----- فنظر من تحت الشجر فرأى فتاة من حسنها النظر انبهر فاقترب منها ودنا فإذا به يرى وجها كالقمر وشعرا كالحرير وبدا من تحت شفتيها صفين من اللؤلؤ والعاج وفوق شعرها يستقر تاج فتيقن أنها أميره ----- فنظرت إليه والبسمة على وجهها ارتسمت فحيته من جديد وقالت ما أتى بك من ذلك البلد البعيد ؟ قلي اشقي أنت أم سعيد ؟ ----- قال لها إني أنا.... ابحث عن السعد و ألهنا وإني أرى فيك كل المنى ----- فتنهدت وابتسمت ونظرت في وجهه وتكلمت إني كنت إليك في انتظار وارقب مجيئك ليل نهار ----- فاقتربت منه وحضنتنه وقبلها وقبلته وغازلها وغازلته واستسلم لها واستسلمت له فأسعدها وأسعدته ----- وفي الصباح استرسل الديك بالصياح فإذا به يستيقظ ويفيق من ذلك النوم العميق واكتشف ما جرى وصار من أخر الليل حتى أول النهار ما كان إلا حلما كبير جعله من الفرح يطير فـــارس
View fares's Full Portfolio
|