الحوار واحترام فكر الآخر السطر الأول في فن الحوار فلو خرج الحوار عن هذا السطر لابد من توجيه نظر المحاور لخروجه عن النص فإن كان فكره واع ويتقبل فكر الآخرين عليه أن يتوقف عن هذا الخروج وإلا أصبحنا نخوض في وحل أو مستنقع لا يليق بمتحاورين لهم فكر وقيم ..
لقد خلقنا الله تعالى جل شأنه ونحن صنعته قال تعالى " ولقد كرمنا بني آدم .... "
وقد قال المصطفى ـ صلى الله عليه ـ كل بني آدم خطاء وخير الخطائيين التوابون ..
ومن الكمال في البشر أن يخطئوا فالخطأ وارد في بني البشر لهذا فعلى المتحاور أن يعي ذلك جيدا وليس من الخطأ السخرية أو النيل من الكرامة فهذه ليست أخطاء بل جريمة منهي عنها بنص " لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن .."
إذن على المتحاور أن يكون متحليا بالهدوء وعدم التشنج وأن يحترم فكر الآخر مهما كان وألا يحجر أو يتهكم على فكر أو يشيع الفحشاء في شخص ما كل هذا بعيدا عن أدب الحوار أو يميل لكل ما يتفوه به إنسان ما أو إنسانة ما وينساق وراء رأيه أو رأيها دون تدبر أو تفكير ..
وجانب آخر في الحوار وهو أن يرتب المتحاور أفكاره جيدا وحبذا في وريقة صغيرة وألا يسرف في فكرة دون أخرى وهكذا يعطي كل فكرة حقها في الطرح والنقاش ..
عليه أن يتابع كل ما يطرح من أفكار وإن اختلفت مع هواه وفكره فيأخذ ما هو مقنع ونافع وبذلك يتعلم المتحاور يوما بعد يوم ..
عليه أن يكون هادئا مهما كان الأمر وخاصة إن كان هو المحاور الرئيس بالجلسة فعليه أن يعمل جديا على نجاح الجلسة لأنه المسؤول عن نجاحها في المقام الأول من ثم يأتي الجميع بعده ..
لغة الحوار لغة فكر وإبداع ليست أبجدية تقاس على الأمزجه ولا على الأهواء ..
وهنا نتساءل هل على المتحاور أن يخرج من الحوار ؟
بكل تأكيد نعم ولكن متى يكون ذلك ؟
يجب على الإنسان أن يعتز بكرامته وكيانه إن خرج الحوار عن دائرة الاحترام وأخذ منحنى آخر كالسخرية من هذا وذاك وخاصة لو لم يتح لك الرد على ما يقال يجب أن يخرج الإنسان من الحوار حفاظا على كرامته وتعبيرا عن رفضه لهذا المستوى من الحوار قد تجد من يثور ويتعجب من كلامي ويصرخ ما هذا يا ابن خاطر بهدوء أقول لكل فكره ولكل قيمه وعلى الإنسان أن يحافظ على كرامته ووجوده فإن لم يستطع فعليه أن يبتعد عن دائرة الإهانة رافضا لها وعندها سيتضح له أشياء وأشياء ..
ابن خاطر