قف أيها المسافر
فالشمس حزينة
والتاريخ يخجل والأيام جريحة
قف من أنت
لاوجه لا عين لا وجود لا وطن
قف فالبرعم الذي يتدلي
من سماوات الشجن
شقاء وهم
ويتفنن في الضياع
لا وقت للدموع
رباننا بين موج الهول بلا سفين
وبين موجات الحنين
تمزقت كل الضلوع
وبكت فوق الرفات السنين
أيها الحنين قف
وتمددي أيتها النجوم
في السماء الجريحة
وتوثبي أيتها النيازك فوق الأنين
وامسحي شعر المجرة بالحنان
وازرعي شعاع الشمس
بالورود وبالأمان
يا أيها المبحر
عبر متاهات الضياع قف
أيها المتبختر
فوق المستحيل قف
أين أنت والذئاب جامحة
أين أنت والكلاب نابحة
وبين الجموح والنباح
صرت وجبة شهية
على موائد الغربان
أيها المسجى فوق عناقيد السراب
والمسافر بعيدا
فوق شفاه الغريزة قف
فضريحك له ألف صوت وصوت
وبيتك ليس له أدنى فوت
فلملم شتاتك
من عيون النساء
وازرع عسجدا
فوق أطياف السماء
لا تبتأس فالقبيلة كلها هناك
تلعق في الخواء
يا أيها المسافر للحقيقة
تزود بكسرة خضراء
وبعضا من تراتيل البكاء
وانهر كل درب تتجمع فوقه
جيوش من غباء
يا بائع الأوهام قف
فالشمس حزينة
والأيام لها أنين
والخرائط يملؤها عشب البكاء
أيها القنديل الذي سرقوه
في دياجير القبيلة
قف.. قف
كفى هراء ..