ورأيت في وجه الزهور حبيبتي
كالبدر كانت تبتسم
أيام عمري مذ رأتها في ارتحال
عبر أطياف الخيال
كل يوم كم أسافر عبر موجات الحنين
والزورق المسكين مع الأشواق يحدوه اليقين
هل تسمعين حبيبتي هل تسمعين ؟!
ما كنت أدري أنك تهجرين
ما كنت أدري أن يوما سوف تمضين
بعيدا عن الحنين
يا من جعلت جميع اللغات يتيمة
وشعارها بات الأنين
ألا ترحمين
ألا تتركين الهجر
ألا تتقين الله في قلب حزين
يشتاق من أطيافك شيئا
يمنحني الحياة
يمنحنى نشيد العاشقين
يمنحني أحلام السنين
يا من أناجي ...ألا تسمعين؟!
أين أنت ؟ ألا تدفعك أشواق الليالي ؟
ألا تسمعين ؟
ألا تسمعين نبض قلبي وأشواقا
لا تكف ولا تلين؟!
يا سيدتي لا تبتعدي
إنما نحن من ماء وطين
لسنا ملائكة كراما
وما كنا يوما مرسلين
أنت إكسير الحياة
أنت طيفي
أنت حلمي
أنت أرضي
في وجودي وارتحالات الخيال
يا من أسافر كل يوم لعيونك
في ابتسامات القمر
طالت بنا سنوات السفر
والأرض تشتاق المطر
وفؤادي في لهيب مستعر
أطيافك الحرى كم تنادي
كل الجوانح في نداء مستمر
عل يوما يأتي فيه الغيث منك
ويبتسم الزهر
عل يوما يأتي فيه الطيف حقا
عبر بستان السمر
عل يوما يأتي فيه الحلم صبحا
تستريح النفس فيه وتستقر
عل يوما يأتي حبيبتي
وألغي كل جوازات السفر
عل يوما نحيا فيه بين أحضان القمر
عل يوما نحيا فيه بين أحضان القمر ....
ابن خاطر