رقص في حريق
مازلت أرقص رقصتين
والقلب ينزف قطرتين
ما بين ذئب قد عوى والشهقتين
والزفرتين
والصوت قد خرق السماء
والأرض صامتة البكاء
وقبيلة تبغي الغناء
قد زركشت فستانها سبا وقذفا بانتشاء
قالت تقول ولم تقل
ونهاية معروفة في كل يوم
والكذب عنوان الذئاب مع الخليفة والحكم
سحقا لهم سحقا لنا سحقا لميزان الخليفة
فالديدن المعهود إدمان القبيلة
والناب يفترس اللحوم يذيبها آواه يبتسم الخليفة
وآراه يضحك في انتشاء
هذا الغناء هو الغناء
كم كان مختالا صفيق
وآراه يضحك مثل قطاع الطريق
وأظل أرقص رقصتين
والقلب ينزف قطرتين
مازلت أذكر يومها إذ كنت في أحلى منام
ففزعت من ألحانها وظننت أن اليوم بعث للأنام
والبيت يمضي في حطام
أو شب فيه من الحريق
أو مات خل أو صديق
كم كنت أنظر في السكون بألف عين
والصوت قد خرق الجدار
فإذا غناء قد بدا قبل الصباح
وعرفت أن الفجر لاح
فنهضت نحو السترتين
وبخطوة أو خطوتين
خرجت أرقص رقصتين
والقلب ينزف قطرتين
ما بين ذئب قد عوى والشهقتين
والزفرتين
وتنفس الصعداء من قلب حنون
والرقصة الأولى تحين
أماه أين أخي الرضيع ؟
أماه ما هذي الدماء ؟
أماه أين أبي يكفننا جميعا في التراب ؟
أماه ما هذا الدخان ؟ ما هذا اللهيب ؟
كانت تجيب مع البكاء مع النحيب
هذا الغناء هو الغناء
أواه يبتسم الخليفة وأراه يضحك في انتشاء
والأم تكظم في شفاهها للصغير
علّ الصغير يكف يصمت لا يشير
وطريقهم نفس الطريق
وحريقهم أعتى حريق
وشعارهم هذا الغناء
كم يرفعوه مع الصباح مع المساء
مازلت أرقص رقصتين
والقلب ينزف قطرتين
غدت شوارعنا مسارح للخيانة
شاشات فسق أو غواية
وذئاب شارعنا خؤونة
وحياة شارعنا ضرر
العقل فيه كالحجر
رضع الحرام من الطفولة للكبر
وصلاته مضغ " الحشيش "
أو وقفة بالليل ينظر خلف " شيش "
ذهب " الشويش " مع " الحشيش " وراء " شيش "
وخرجت أرقص رقصتين
والقلب ينزف قطرتين
ذهب الحنان مع الأمان
إلى الطفل الرضيع نسي الحرائق والمكان
وبرقصة كم كنت أنظر في السكون
وفي العيون وفي السحاب
كم كنت أنبش في القبور
وفي السراب
وأذيع من عينيّ أنباء الكتاب
والرقصة الشنعاء كادت تكتمل
لكنما لا صوت يسكت أو يمل
والكل جاء ليستمع
فصل النهاية في الحريق المشتعل
قالت تقول ولم تقل
ونهاية معروفة في كل يوم
لكن أستار النهاية لا تلم
والكل ينظر للحريق بنظرتين
وبقيت أرقص رقصتين
والقلب ينزف قطرتين
ما بين ذئب قد عوى والشهقتين
والزفرتين
ابن خاطر