بسم الله الرحمن الرحيم
إن مشكلة الضعف الإملائي لدى الكثير من الطلاب تعد من المشكلات الخطيرة في ميدان التربية والتعليم بل تفاقمت هذه المشكلة إلى درجة أن طلابا في المرحلة الثانوية لا يجيدون الكتابة العربية بالشكل اللائق بهم ... وتتزايد المشكلة فأجدها قد طالت الموظفين بل وحتى من هم في الوظائف المرموقة ـ مع الأسف ـ وكان لزاما على كل عربي يغار على لغته وكيانه أن يخوض غمار هذه المشكلة الشائكة لعله يجد الحلول المناسبة لهذه المشكلة وإن أخفق فله شرف المحاولة والعمل على إيجاد حل أو تقديم عمل يليق به كعربي .
ومن هذا المنطلق بدأت أفكر في كتابة بحث حول هذه المشكلة لإيجاد الحلول الناجعة لها في ضوء ما أراه في الميدان وأعايشه صباح مساء وسوف أتناول هذا البحث من خلال العناصر الآتية : ـ
أولا : أسباب مشكلة الضعف الإملائي .
ثانيا : تحديد المشكلة ( المهارات الإملائية المفقودة ) .
ثالثا : تقديم الحلول المناسبة لحل المشكلة .
رابعا : خاتمة .
خامسا: المراجع .
من البديهي إذا أردنا أن نحل مشكلة من المشكلات يجب أن نتعرف أولا على الأسباب التي أدت إلى هذه المشكلة كي نستطيع أن نحلها على هداية ومعرفة .
أولا :أسباب مشكلة الضعف الإملائي :
ونرى أن أسباب هذه المشكلة تتلخص في النقاط الآتية : ـ
1 ـ أسباب تتعلق بالطالب نفسه : ـ
أ ـ الضعف البصري يؤدي إلى عدم الرؤية السليمة الحروف والكلمات وخاصة في المرحلة التأسيسية حيث بناء الأساس لدى الطالب وبذلك تحدث المشكلة للطالب في الإملاء وعدم معرفة كيفية الكتابة السليمة منذ الوهلة الأولى وتستمر المشكلة وتتزايد مع الطالب .
ب ـ الضعف السمعي يؤدي الضعف السمعي إلى عدم معرفة التمييز بين الحروف والمقاطع والكلمات وهنا تحدث المشكلة فالكتابة تقوم في المقام الأول على السمع والبصر .
ج ـ الضعف العقلي يؤدي الضعف العقلي إلى تأخر الطالب عن أقرانه في كل مجالات التعلم ومنها الإملاء فيكون بطيء التعلم وسريع النسيان كالأرض الملحة لا تبقي على نبت .
د ـ الضعف العام في صحته يؤدي ضعف صحته إلى عدم التركيز إلى فترة طويلة على مقعد الدراسة والميل إلى الكسل وعم المثابرة والخمول الدائم .
هـ ـ ميل الطالب إلى الراحة والدعة واللعب والتمرد على أي أنظمة أو قيود تحد من حريته وتخالف النمط الذي تربى عليه في البيت .
وـ كثرة الغياب والهروب من مقعد الدراسة إن غياب الطالب من مقعد الدراسة أمر خطير ينتج عنه مشكلات لا حصر لها وإحداها الضعف في الإملاء .
ز ـ فقدان الدافعية للتعلم وهنا بيت القصيد في أن فقدان الدافعية للتعلم داء عضال قد استشرى بين عدد كبير من الطلاب ـ ذلك محصلة أسباب كثيرة ومتشابكة ـ أدى إلى ضعف التحصيل الدراسي ومنه الضعف الإملائي بل وقد أدى إلى عديد من المشكلات في ميدان التعليم والدراسة .
2 ـ أسباب تتعلق بأسرة الطالب .
أ ـ عدم الوعي الأسري بأهمية التعلم في حياة الطالب والأسرة والمجتمع إما عن جهل أو اتجاه الأسرة إلى شيء بعيد كل البعد عن الدراسة .
ب ـ انفصال الوالدين من المشكلات الخطيرة التي تؤدي إلى ضياع الأبناء وفشل الكثير منهم في دراسته وبالتالي ضعفه في الإملاء .
ج ـ غياب الأب طوال اليوم في العمل وانشغاله كليا عن بيته وأسرته يؤدي إلى فقدان السيطرة على البيت وخاصة إذا كانت الأم ذات شخصية ضعيفة ولا تنظر إلى مستقبل الأبناء بشيء من الحكمة والكياسة .
د ـ غياب دور الأم في تربية الأولاد التربية الصحيحة لانشغالها في التسوق أو في أشياء أخرى تبعدها عن الأبناء ورعايتهم والوقوف على أخبارهم الدراسية وغيرها .
هـ ـ اعتماد الأم على المربية أو الشغالة في رعاية البيت والقيام بأعبائه ومتطلباته مما يفقد الأبناء أهم شيء في طفولتهم وهو الانتماء وحب الأم والبيت وكل القيم الجميلة وغرق الأبناء في اللامبالاة و الانحراف والبعد عن الأخلاق الحميدة بدءا من المربية ذاتها ... وبذلك يضيع الشاب في كل نواحي حياته بما فيها الدراسية وتشمل الإملاء .
و ـ جهل الأم وعدم تعليمها أدى إلى عدم الإلمام الصحيح بخصائص مراحل النمو وكيفية التعامل مع الأبناء في السنوات المختلفة وذلك يفقد الطفل المبادئ الأولى والأساسية في تنشئته بالصورة الصحيحة .
ز ـ عدم متابعة الطالب دراسيا وعدم زيارته في المدرسة والسؤال عنه وعدم تشجيعه على مواصلة الدراسة والتفوق وبذلك يغيب عامل مهم من عوامل نجاح العملية التعليمية وهو أن البيت والمدرسة وجهان لعملة واحدة وكما يقول المثـــــــل العربي "يد واحدة لا تصفق " وغياب الترابط بينهما يؤدي إلى ضعف الطالب بل وفشله في بعض الأحيان وبذلك يصبح ضعيفا في الإملاء .
3 ـ أسباب تتعلق بالمعلـــــــــم
أ ـ عدم كفاءة بعض المعلمين تؤدي إلى إعاقة تعليمية للطالب وخاصة في سنـــوات تعليمه الأولى ( المرحلة التأسيسية ) وهؤلاء أعتبرهم غير منتمين للتربية والتعليم حيث إنهم يدمرون الزهور ويسببون العاهات والتشوهات التعـليمية لكثير من الطلاب ومنها الكتابة والإملاء .
ب ـ عدم إيمان بعض المعلمين برسالة التربية والتعليم وشرف هذه المهنة المقدسة وأخذها وظيفة لكسب القوت فحسب مما يؤدي إلى ضعف الطلاب في كثير من الجوانب التعليمية ومنها الإملاء .
ج ـ عدم احترام ميول وحاجات الطلاب في العملية التعليمية يؤدي إلى اصطدام المعلم مع الطالب وعدم تحقيق الأهداف المرجوة وبذلك يفشل المعلم والطالب ويضعف الطالب في جوانب دراسته ومنها الإملاء .
د ـ ظهور طبقة المنافقين والوصوليين ومرض المحسوبية والعنصرية والمحاباة والشللية في مجال التعليم المقدس ـ مع الأسف ـ واختلط الحابل بالنابل وتدهورت أركان عظيمة واندثرت قيم نبيلة من أهم ملامح النظام التعليمي المقدس وفي هذه المعمعة ضاع الطريق من تحت أقدام الجميع وظهر الضعف وانطفأ بريق الألمعية والتفوق ليحل مكانهما الضعف والحمق والفشل في كل مجالات التعليم لدى الكثير من الطلاب ومنها مجال الإملاء.
هـ ـ خوف بعض المعلمين من زيارات الموجهين والمديرين والعمل على إرضائهم أفقد المعلم أهم شيء في العملية التعليمية وهو إبداع المعلم وابتكاراته بل وأعدم المصداقية لدى البعض وأهمل الطالب وسط هذه الاضطرابات وضعف مستواه في جوانبه التعليمية ومنها الإملاء .
و ـ عدم التخطيط العلمي المدروس لمعالجة نواحي الضعف الإملائي لدى الطالب وعدم تقديم العلاج الصحيح في الوقت المناسب وبالجرعة المناسبة التي تتناسب وقدراته .
ز ـ عدم قدرة البعض على تحديد المهارات المفقودة إملائيا لدى الطالب وفقدان الصبر والمثابرة في حل مشكلة الطالب , ويزيد من تفاقم المشكلة عدم وجود جسور من المودة والألفة بين المعلم والطالب .
4 ـ أسباب تتعلق بفلسفة الدولة في النظام التعليمي :
أ ـ إن نظرة الدولة إلى نظام التعليم تختلف باختلاف الزمان والمكان بل وباختلاف المسؤولين وشخصياتهم ومرمى كل منهم والعمل على تخريج أكبر عدد من الطلاب لسد حاجة الوطن من العمالة الوافدة وبذلك تكمن النظرة في الكم لا الكيف وبذلك نجد الانتقال الآلي من صف إلى آخر دون مراعاة لنوعية الطالب وقدراته ومدى ما حصل من المعارف والمهارات .
ب ـ إن مشكلة الانفجار المعرفي والأحداث المتلاحقة في هذا العصر تحدث نوعا من الفوضى الفكرية في المناهج والمهارات وعدم مسايرتها أو اللحاق بها بل وحتى الاقتراب منها وبذلك أصبحت المناهج في واد والساحة العالمية في واد والمعلمون في واد ثالث . وحدثت الفجوات التربوية الخطيرة التي نشأت عنها العديد من المشكلات التعليمية .
ج ـ اتساع الفجوة بين المسؤولين عن التطور والتغيير في مجال التربية والتعليم والمعلمين وصفوة الطلاب وبذلك أصبح المعلم آلة أو موظف مطلوب منه أن ينفذ ما يملى عليه دون إبداء الرأي مما يقتل فيه روح الإبداع والابتكار والحماس لهذه المهنة المقدسة .
د ـ عدم الحرص على تصفية الطلاب في المرحلة التأسيسية والإبقاء على فئات الضعف العقلي وفيما بعد طلاب سنوات الرسوب المتكرر والتسرب وكثيري الغياب ومتعددي المشكلات كالعدوانية والسرقة ....... إن أمثال هؤلاء خطر عظيم على المسيرة التعليمية وعلى إخوانهم الطلاب ويجب أن يفصل بين هؤلاء وهؤلاء وليكن بإلحاقهم في مدارس خاصة تؤهلهم وما يتناسب وقدراتهم وميولهم .
هـ ـ استيراد العلوم التربوية الغربية وإهمال ما قدمه علماؤنا المسلمون في التربية وأصبحنا نحكم على أفكارنا بالإعدام وتعطيل أي مجال للإبداع أو التفكير وأصبحنا عالة على غيرنا حتى في أدق أمور حياتنا وأعظمها وهو ميدان التعليم . كان لذلك عظيم الأثر على الموهوبين من المعلمين وعلى نظرتهم التربوية وكأننا نأكل أفكارنا بل وحتى رؤوسنا .
و ـ تقديم المناهج نفسها لطالب المدينة وطالب الصحراء وطالب الساحل دون مراعاة لحاجات ورغبات الطالب وسمات البيئة ومتطلباته التعليمية وبذلك لا يشبع النظام التعليمي للدولة رغبات وتطلعات أبنائنا الطلاب وبذلك تكون المناهج سببا من أسباب الضعف والتحصيل وبالتالي ضعف الطالب في الإملاء .
5 ـ أسباب تتعلق بمادة الإملاء .
أ ـ الكتابة والقراءة هما العنصران الرئيسان في عملية التعليم وخاصة في المرحلة الأولى والمتأمل في توزيع درجات اللغة العربية يجد عجبا ؛ أيعقل أن تكون درجة الإملاء عشر درجات فقط في المرحلة الابتدائية وسبعا في المرحلة الإعدادية ؟! علما بأن الدرجة الكلية لمادة اللغة العربية مئة درجة ـ إن ذلك يحتاج إلى إعادة نظر في توزيع الدرجات ـ إن هذا التوزيع من الأسباب الرئيسة لضعف الطلاب في فرع الإملاء وبالتالي المادة ككل .
ب ـ تقديم الكثير من المهارات الإملائية في قطعة واحدة تملى على الطالب تحدث نوعا من الصعوبة ونفور الطالب منذ الوهلة الأولى فالطالب يحتاج إلى أن يستمع إلى كلمات الثناء والتشجيع على ما يحصل عليه من مهارات وخبرات , فعند تقديم العديد من المهارات في قطعة واحدة تفقدنا مواصلة الطالب ـ متحمسا وحريصا ـ على التحصيل والتقدم .
ج ـ صعوبة معاني القطعة الإملائية على فهم الطلاب واستيعابهم لها , وعدم إشباع رغبة لهم أو حاجة من حاجاتهم تؤدي إلى الفتور والملل وعدم التحمس للقطعة الإملائية وبذلك يفقد الدرس الإملائي الهدف المرجو منه وبهما يفقد الطالب المهارات الإملائية شيئا فشيئا .
د ـ اعتماد النظام الحالي على الإملاء التعليمي والأمثلة البسيطة وإغفال الإملاء الاختباري الذي يصقل مهارات الطلاب في هذا الجانب فبعد أن كان الطالب يأخذ قطعة اختبارية كل أسبوع أو أسبوعين على الأكثر ـ مما يوجد نوعا من المنافسة الإيجابية ـ أصبح يأخذ قواعد إملائية مع الأمثلة والتدريبات البسيطة التي لا تؤهل الطالب لأن يكون على المستوى المطلوب في الإمـــــــــــلاء .
6 ـ أسباب تتعلق بغياب دور وسائل الإعلام المختلفة :
أ ـ عدم نشر الوعي بين الأهالي وأولياء الأمور بالطريقة المثلى الواعية بأبعاد العملية التعليمية وبذلك يفقد ميدان التربية عاملا هاما من عوامل نجاحه إذ لابد أن تشارك وسائل الإعلام عن طريق الحوار والمناقشة وإبداء الرأي على مستوى البيت والمدرسة والشارع , لأن الكل شريك في هذه المشكلة .
ب ـ إغفال دور المسجد في المساهمة التعليمية ونشر الوعي بين الآباء وتوضيح أهمية التعليم وفوائده للفرد والمجتمع . وتبصير الأهالي بدور المعلم وضرورة التعاون مع المدرسة ومتابعة الطالب في البيت لأن ذلك من الأمور الضرورية في التربية والتعليم .
ج ـ قلة البرامج التعليمية المقدمة في وسائل الإعلام وكذلك المسابقات الدراسية عن طريق التلفاز أو الصحف وافتقار التلفاز إلى البرامج الممسرحة والمشوقة التي تجذب الطالب وتنفعه في دراسته ومنها مجال الإملاء .
7 ـ أسباب تتعلق باللافتات والإعلانات والصحف والمجلات :
أ ـ وجود لافتات وإعلانات مكتوبة بطريقة مستفزة حيث كتبت بطريقة غير صحيحة لا تغتفر تدل على جهل من كتبها باللغة العربية وكيفية كتابتها وبذلك يدمر ما يبنيه المعلم ويغرسه في أبنائه الطلاب .
وأمثلة على ذلك : ـ
1 ـ ( 7 طرق ذهبية للسعادة مع أبناءك ! ) .... مجلة نبراس ـ العدد الثاني ـ مجلة تربوية تصدر عن منطقة أبو ظبي التعليمية
2 ـ ( شارع الشاظيء ) .
3 ـ ( بناءا على توجيهات .... ) المشروع السكني على امتداد شرق 10 في مدينة بني ياس .
4 ـ ( في الإنتظار على المدار ) برنامج في تلفاز أبو ظبي .
5 ـ ( مؤسسة الأمارات للإتصالات ) مطبوعة على الفاتورة .
6 ـ أخطاء كثيرة في الكتب المدرسية .. سوف أقوم بإرسالها إلى توجيه اللغة العربية ـ إن شاء الله تعالى ـ في كشف خاص بها .
7 ـ ( خسم ) 25% تنزيلات عامة .
ب ـ وجود أخطاء فادحة في بعض الصحف والمجلات والتي يعتبرها الطلاب مصدر توثيق للمعلومات وبذلك يكون التناقض بين ما يقدم للطالب وبين ما يقرأه في هذه الصحف والمجلات مما يكون له أثر سلبي على تحصيله وتقدمه في كل المجالات ومنها الإملاء .
ثانيا : تحديد المشكلة ( المهارات الإملائية المفقودة ) :
كي نستطيع أن نحل مشكلة من المشكلات يجب أولا أن نحدد حجم المشكلة وما المهارات المفقودة لدى الطالب :
1 ـ الهمزة المتوسطـــــة على ألف .
2 ـ الهمزة المتوسطـــــة على واو .
3 ـ الهمزة المتوسطــــة على نبرة .
4 ـ الهمزة المتوسطـة على السطر .
5 ـ الهمزة المتطـــــــرفة على ألف .
6 ـ الهمزة المتطــــــــرفة على واو.
7 ـ الهمزة المتطــــــــرفة على ياء .
8 ـ الهمزة المتطــرفة على السطر .
9 ـ همزة الوصــــل .
10 ـ همزة القطــــــع .
11 ـ همزة المـــــــــد .
12 ـ همزة ابن وابنة .
13 ـ المـــــــــــــدود .
14 ـ ألف واو الجماعة .
15 ـ اللام الشمسية واللام القمــــرية .
16 ـ التاء المربوطة والتاء المفتوحة .
17 ـ الهاء المربوطــة .
18 ـ التنوين ( تنوين فتح , تنوين ضم , تنوين كسر ) .
19 ـ ألف تنوين الفتح .
20 ـ كلمات بها حروف تكتب ولا تنطق .
21 ـ كلمات بها حروف تنطق ولا تكتب .
22 ـ النقط .
23 ـ نسيان كلمات .
24 ـ نسيان حروف .
25 ـ زيادة كلمات .
26 ـ زيادة حروف .
27 ـ عدم فهم ما يكتب .
ثالثا : الحلول المناسبة لعلاج الضعف الإملائي : ـ
أ ـ السطر الإملائي .
ب ـ الإملاء المنقول .
ج ـ الإملاء الاختباري .
د ـ متابعة ولي الأمر لخطة العلاج في البيت .
هـ ـ الملخص السبوري في كل مادة دراسية .
و ـ التقوية الصباحية والمسائية .
ز ـ إعطاء خمس كلمات إملائية معينة ومقننة للطالب في مطلع كل يوم دراسي من كل يوم .
ح ـ العيادة اللغوية .
أولا : السطر الإملائي :
ما هية السطر الإملائي : ـ
هو عبارة قصيرة جدا أو سطر واحد فقط وضع بعناية وحكمة وفق خطة زمنية لعلاج مهارة واحدة من المهارات الإملائية المفقودة لدى الطالب .
• إن السطر الإملائي له أهمية عظيمة وفوائد لاحصر لها مع الطلاب الضعاف ليس في مجال الضعف الإملائي فحسب وإنما في مجال الضعف القرائي والتحصيلي والجوانب النفسية والتوافقية لدى هذه الفئة من الطلاب .
* تطبيق السطر الإملائي وما يجب مراعاته فيه: ـ
1ــ أن يوضع بعناية من المعلم بحيث يكون في متناول قدرات الطلاب العقلية بحيث يفهم الطالب ما يكتبه .
2ــ أن يتضمن المعاني التي يحبها الطلاب ويقبلون عليها وبذلك يجذب الطلاب ويشوقهم في التعلم والعلاج .
3ــ أن يقدم السطر الإملائي في وقت مناسب فلا يقدمه المعلم في وقت ميت بالنسبة للطالب حيث يكون مجهدا ومتعبا ويصعب عليه أن يستوعب ما يقــدم له , لذا يجب أن يقدم مثلا في التقوية الصباحية أو متى يكون نشيطا .
4ــ إثراء السطر الإملائي بكلمات تحمل المهارة الإملائية نفسها التي تعالج من جانب المعلم أولا للاقتداء ثم الطلاب مع حثهم وتشجيعهم بالقدر الملائم دون إسراف أو تقتيــر .
5ــ يقوم الطلاب بكتابة السطر الإملائي أكثر من مرة بهدف ترسيخ المهارة وتحسين الخط وتعويد الطالب الصبر والاجتهاد والمذاكرة لفترة زمنية أكبر بالتعاون مع البيت .
6ــ أن يحمل السطر الإملائي قيمة سلوكية محببة ويكلف الطالب بكتابة السطر الإملائي في بطاقة أو لوحة وتعلق في الصف مع تشجيعه على ذلك , ومطالبته من حين إلى آخر بكتابة السطر الإملائي غيبا في ورقة خاصة وإعطائه التعزيز المناسب على ذلك .
7ــ تعاون المعلمين جميعهم في تطبيق السطر الإملائي في بداية الحصة الأولى والثانية فقط وربط ذلك بخطة عامة ومقننة لكل فصول المدرسة وتعالج مهارتان إملائيتان فقط في كل أسبوع دراسي وبذلك نأتي على كل المهارات الإملائية في الفصل الدراسي الواحد وتكرر الخطة العلاجية في الفصل الدراسي الثاني بالطريقة نفسها وبصيغ مختلفة وجمل جديدة .
8ــ تخصيص دفتر خاص للسطر الإملائي مع كل طالب ومتابعته من قبل معلم اللغة العربية وإدارة المدرسة وتقديم الشكر والتقدير العلني للمعلم المتميز في تطبيق السطر الإملائي مع طلابه وحرصه على العلاج والمتابعة .
9ــ أن يتمشى تطبيق السطر الإملائي مع المهارات الإملائية في المنهج المقدم للطالب من قبل الوزارة في الكتاب المدرسي كي يحدث الإثراء والتعزيز للمعلومة لدى الطالب .
** نماذج مقترحة للسطر الإملائي : ـ
على سبيل المثال لا الحصر والمعلم أقدر الناس بمعرفة ميول الطالب واهتماماته والتي من خلالها يقدم السطر الإملائي .... فمثلا :
1 ـ عدنان الطلياني لؤلؤة الكرة في الإمارات , يؤدي مرانه بإخلاص , ويؤمن بأهمية التعاون مع الجميع , ويؤسس حياته على النظام وحب الناس , ويدرس في جد واجتهاد , وبذا حقق النجاح الباهر . ( الهمزة المتوسطة على الواو ) .
2 ـ الأم رمز الحنان والحب , تسهر على راحة الأبناء , يتعلم منها العظماء والعلماء , يستمد الرضيع منها الدفء والغذاء , وأوصانا بها رب السماء , فلك أيتها الأم التقدير والوفاء , وصادق الدعاء . ( الهمزة المتطرفة على السطر ) .
وهكذا مع باقي المهارات ......
ثانيا الإملاء المنقول : ـ
• استخدام طريقة نسخ جزء من الموضع القرائي الذي يدرسه الطالب في دفتر خاص ثم يقوم الطالب بتصحيح ما كتبه بنفسه مرة ثم يقوم بتصحيح ما كتبه زميله مرة أخرى في جدية وحماس وتنافس بين هذه الفئة من الطلاب .
• قيام الطالب بنسخ قطعة الإملاء المكتوبة على لوحة معدة بعناية وبخط واضح وجميل ويقوم المعلم بتحديد الوقت لنسخها ويقوم الطلاب المتفوقون بمساعدة المعلم في التصحيح ويعتمد تصحيحهم المعلم .
• نسخ السطرين المحددين سلفا من قبل المعلم في بطاقة أو على السبورة بخط واضح من قبل الطالب ثم التصحيح من قبل الطلاب في حماسة واجتهاد .
• ضرورة قراءة الطالب للقطعة الإملائية وفهمها من خلال مناقشته في مضمونها بعد ذلك يقوم الطالب بكتابة القطعة الإملائية وذلك يعود عليه بفوائد جمة في الإملاء وغير الإملاء من الفروع الأخرى .
الإملاء الاختباري : ـ
• إعطاء قطع إملائية مقننة ومعدة من قبل المعلم وفق خطة زمنية وعلمية وليكن قطعة كل أسبوع وإعطاء درجات عليها ليحقق الحماس والتنافس مع مراعاة أن تقدم القطعة في التوقيت المناسب وأن تكون مناسبة لقدرات الطلاب الضعاف ليتحقق الهدف منها وتكليف المتفوقين بأعمال مناسبة ومتابعة الفئتين بالتوجيه وحث الجميع على التفاعل وبذل الجهد .
• إعداد دفتر خاص للإملاء وتقسيمه للنسخ والإملاء الاختباري وإعطاء كلمات معينة من قبل المعلم معدة بعناية وفق الخطة المعدة وليكن عشر كلمات بعدها يقوم الطلاب بإثراء الدرس بكلمات أخرى على النمط نفسه وإعطاء الفرصة للمعلم الصغير ( من الطلاب ) بمتابعة زملائه وتصحيح إملائهم ثم اعتماد تصحيحه بعد مراجعته من المعلم .
• .يقوم أحد الطلاب بإملاء القطعة الإملائية على زملائه ليثير فيهم الحماس والجد والغيرة واستخدام إيجابية الموقف مع هذه الفئة من الطلاب وإثراء ذلك بتكرار الموقف مع طالب آخر وهكذا وإعطاء الثقة المفقودة لدى البعض ليثقوا في قدراتهم الإملائية لينطلق ويقبل على التعلم والإملاء .
متابعة ولي الأمر لخطة العلاج: ـ
**** متابعة ولي الأمر لخطة علاجية يعدها ويوضحـــــــها له المعلم وبالأسلوب اللائق وتحديد المطلوب منه بدقة ووضوح ومطالبته بزيارة مدرسية كل أسبوع أو الاتصال كل أسبوع وفي وقت محدد بين المعلم وولي الأمر وفي وجود الأخصائي ما أمكن لتحديد نتائج الخطة أولا بأول لتؤتي أكلها سريعا ـ إن شاء الله تعالى ـ .
الملخص السبوري في كل مادة دراسية : ـ
* لابد من أن يتعاون المعلمون جميعهم في تنفيذ الخطط العلاجية لعلاج الضعف الإملائي للطلاب وضمن هذه الخطط ضرورة استخدام الملخص السبوري في كل مادة يدرسها الطالب ويكتب هذا الملخص في دفتر المادة ويتابع المعلم ذلك بعناية واهتمام وتوجيه الطالب إلى الإملاء الصحيح فيما كتبه ( الملخص السبوري ) وأن يقتنع معلم المواد الأخرى بحجم المشكلة وضرورة العمل على حلها . وجدير بالذكر أن الملخص السبــــوري ليست أهميته وقفا على الإملاء فقط بل تتعداه إلى كل مادة دراسية يتلقاها الطالب .
التقوية الصباحية والمسائية: ـ
إن للتقوية الصباحية والمسائية أهمية وأثرا بالغا في الطلاب الضعاف إملائيا وذلك يرجع لعدة أسباب منها :
أ ـ قلة عدد طلاب مجموعة التقوية يعطي فرصة أكبر للتفاعل ولفترة كبيرة بين الطالب والمعلم.
ب ـ يحتاج معلم المادة إلى وقت أكبر لحل مشكلة الضعاف وفي التقوية مجال أ رحب يساعده على ذلك .
ج ـ يتضح في التقوية رغبة الطالب الحقيقية نحو التعلم حيث تكون اختيارية ومن خلال حضوره أو غيابه مؤشر أقرب كثيرا إلى الصدق يوضح ذلك .
د ـ في التقوية المسائية يتحلل الطالب كثيرا من القيود والأنظمة التعليمية التي تحد من انطلاقه نظرا للظروف البيئية التي تحيط به ونمط الحياة التي يحياها .
• ما يجب مراعاته في التقوية :
1ـ أن يعد المعلم خطة على أساس علمي تربوي ينطلق من خلالها مع الطلاب بعد تحديد نواحي الضعف والمهارات المفقودة لديهم .
2 ـ أن يقوم معلم الطالب نفسه بمعالجة هذا الضعف في التقوية فهو أقدر الناس على معرفة نواحي الضعف بكل دقة دون غيره . حيث إن هذا الغير سيبدأ بمحاولة اكتشاف نواحي الضعف وقد ينجح في ذلك أو ينجح نجاحا جزئيا .
3 ـ أن يحرص المعلم على تفعيل دور الطالب في العملية التعليمية وتحريك طاقاته وإمكاناته كي يصل المعلم إلى أعلى مستوى من درجات التعلم .
4 ـ أن يحرص المعلم على التحضير للدرس الذي يقدم من خلاله المهارة المطلوبة لغرسها في الطالب .
إعطاء خمس كلمات إملائية في مطلع اليوم الدراسي : ـ
• إن إعطاء خمس كلمات إملائية في مطلع كل يوم تساهم بإيجابية كبيرة في معالجة الضعف الإملائي لدى الطلاب وهذه الكلمات الخمس يجب أن تعد بعناية ودقة وفق خطة علمية سليمة يشارك في إعدادها معلمو اللغة العربية جميعهم في الإعداد وكل معلمي المدرسة في التطبيق والمتابعة والإملاء .
• هذه الكلمات الخمس يعد لها دفتر صغير مع الطالب يوميا ويطالب الطالب بنسخ هذه الكلمات ثلاث مرات بالبيت وضرورة متابعتها من قبل معلم اللغة العربية .
• يمكن أن تخصص حصة المهارات الحياتية للإملاء والاستفادة من وقتها في علاج الضعف الإملائي لدى الطلاب . (اقتراح )
العيادة اللغوية : ـ
* إن العيادة اللغوية فكرة جميلة ومفيدة في معالجة الضعف الإملائي وتكون في غرفة خاصة يتناوب فيها معلمو مادة اللغة العربية وتقسم أيام الأسبوع لعلاج المهارات المفقودة في أفرع المادة ومنها الإملاء فمثلا يخصص يومان للإملاء ويومان للقراءة ويوم عام لكل فروع المادة .
* في العيادة يقوم المعلم بمعالجة الضعف وتوجيه الطالب بكل أمانة إلى الطريقة المثلى لعلاج الضعف لديه ومتابعته بعد ذلك في إطار من الود والاحترام .
* من خلال العيادة اللغوية يمكن تبني الحالات الخطيرة ويتبنى كل معلم حالة واحدة أو حالتين فقط ويكون المعلم أبا مسؤولا عن ذلك ويشارك في كل صغيرة وكبيرة تدور حول الطالب.
خاتمة : ـ
في نهاية هذا البحث أبتهل إلى الله ـ تعالى ـ أن يعفو عنا ويغفر لنا أخطاءنا وأدعو الله عز وجل أن أكون ممن يتعلم العلم ويعلمه ,واعلم عزيزي القارئ أن الكمال لله وحده فأرجو أن تعمل العقل كي تضيف إليه كي تعم الفائدة ونتقدم يوما بعد يوم عشقا وحبا لهذه اللغة العظيمة لغة القرآن الكريم , لغة أهل الجنة , ولا يفوتني أن أشكر كل من أضاف إليّ ولو كلمة في هذا البحث كي تعم الفائدة لأبنائنا الطلاب إن شاء الله ـ تعالى ـ وأخص بالذكر الأستاذ الفاضل موجه اللغة العربية على إضافاته القيمة التي أفادتني كثيرا في هذا البحث , وأخيرا الله أسأل أن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا , وأبتهل إليه سبحانه أن يغفر لي زلاتي وكل ما وقعت فيه من أخطاء عن جهل أو نسيان . والله ولي التوفيق .
المراجع ومصادر هذا البحث : ـ
1 ـ خبرة المعلم في الميدان .
2 ـ مجلة التربية .
3 ـ تعليم اللغة العربية والتربية الدينية د.حسن شحاته وآخرون . الطبعة الرابعة 1985م
4 ـ الأخطاء الشائعة في الإملاء د. حسن شحاته رسالة ماجستير 1978م
5 ـ أساسيات في تعليم الإملاء د. حسن شحاته مطبعة الخليج العربي ـ القاهرة 1984م
6 ـ الموجه الفني لمدرس اللغة العربية عبد العليم إبراهيم دار المعارف ـ القاهرة 1966م
7 ـ تدريس اللغة العربية بالمرحلة الابتدائية محمد صلاح الدين مجاور دار القلم ـ الكويت
8 ـ تقرير عن بحث في تيسير قواعد الإملاء عبد الفتاح إسماعيل شلبي ـ القاهرة 1960م
9 ـ طرق التدريس الحديثة وأهمية تطبيقها في اللغة العربية محاسن رضا أحمد القاهرة 1981م
إعدادالأستاذ / عوض السيد
مدرس لغة عربية.
( ابن خاطر )