أيها المسؤول العظيم
معذرة فقد تأخرت كثيرا
فقد غرقت في لجة الألوان وزيف الحقائق ... فقد اعتقلوني بين ضروس طاحنة من الحناء وبالونات فارغة ...
سيدي المسؤول العظيم أنا مازلت أحيا بين هذه الأنياب التي تنهشنا فأنا في عمق المأساة صباح مساء
سيدي دعني أتنفس إليك بعض أنفاسي ومعذرة إن جاءت أنفاسي من هناك
من هناك حيث الزخرفة والزركشه والحنتفة حيث نسينا الجوهر نسينا أن نبني إنسانا ينفع بلده ووطنه نسينا أن نبني رجلا يقول للظلم لا ولا يدفن رأسه في الرمال رجلا يثور على الظلم رجلا قويا بعلمه وثقافته رجلا يخشى الله تعالى
سيدي ذات يوم تم اختياري لحضور مؤتمر تعليمي يكشف الأوجاع ويداويها في أحد المجالات ... وبدأ الجميع يتبارى برسم صورة ناصعة البياض وغاية في المثالية وكأننا ملكنا الأرض وما عليها وأننا أفضل ما في الكون بل أننا يجب أن يطبق في العالم ما وصلنا إليه في ميدان التربية بل ونعلمه للكواكب الأخرى كم كانت جميلة صور أطياف الخيال والصور الجميلة التي رسمها السادة الموجهون وكأن هناك سباقا بينهم على إخفاء الحقائق وعشقوا الغناء على شواطئ المثالية ونسينا الميدان ونسينا رأي المدرس ورأي الآباء والطلاب وماذا يحتاجون وما ميولهم وما العلوم التي يحبون وما الجرعات العلمية التي يطمح إليها الوطن ......
سيدي لا أخفيك سرا كدت أنفجر فأنا لا أحب تزيف الحقائق وأمقت الكذب والنفاق كما أمقت الظلم وإسرائيل ...
وذلك لأني تعلمت حب بلادي وتعلمت أن أكون مسلما أينما كنت وأينما حللت أكون كالغيث أنفع بلادي فالمعلم صاحب رسالة وأي رسالة هذه إنها أمانة عظيمة والله ...
وقبل ختام المؤتمر رفعت يدي أطلب الكلمة وبهذه العبارة بدأت ( لدي صرخة على هامش هذا الاجتماع من عمق الميدان ‘ن أذنتم لي ) وأخذت الحديث سيدي :
قمت بسرد أسباب مشكلة الضعف الدراسي في بلادنا ووضعت حلولا مناسبة لها وكان ذلك في نقاط محددة وسهلة التطبيق ....
ولكن سيدي وجدت الرد باردا وفاترا يدمر كعادته الحقائق اسمح لي أن أسمي هذا الرد بأنه جريمة فقد قال بالحرف الواحد ( هذه فلسفة الدولة ) وفلسفة الدولة منهم براء
وهل تحب أي دولة أـن يأتي النشء هزيلا عقيما كأشباه متعلمين
وهل تحب الدولة أن يتخرج الأبناء جهلاء كالقنابل الموقوتة
معذرة أيها المسؤول العظيم رسالتي لم تكتمل فلي عودة فالميدان مليء بالرسائل المهمة والخطيرة اسمح لي أن آتيك زائرا بين الفينة والفينة أرسم عشقي لهذا الوطن وحبي للبلاد فكم أحبك يا وطني ....
ابن خاطر