بسم الله الرحمن الرحيم
المعلم
المعلم ذلك الطود الشامخ عبر العصور يبني ويخرج الأجيال جيلا فجيلا يعطي بلا حدود يغرس القيم ويهذب الأخلاق ينير الطريق بحب وإخلاص لتستمر مسيرة الأمل عبر حلم الشعوب بخطوات واعية فما أعظم مهنة المعلم إنها مهنة الأنبياء وفي ذلك يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ : ( إنما بعث لأتمم مكارم الأخلاق ) إنه عمل الأنبياء يقوم به المعلم يبني وينشئ .. وصدق الشاعر العربي إذ يقول :
قم للمعلم وفــــــــــــه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رســــولا
أرأيت أشرف أو أجل من الذي يبني وينشئ أنفسا وعقــــولا
المعلم ذلك الشمعة التي تحترق لتنير للآخرين درب الحياة القويم ونتحدث في إجلال عبر موضوعنا عن المعلم والحديث عنه يختلف فأي كلام نقوله ثناء ومدحا له لا يمكننا أن نوفي بعض حقه علينا بل على البشرية كلها .
المعلم جوهر الحياة في المجتمع فعلى يديه تنشأ المفاهيم وبه تتغير الاتجاهات وبنبضه تثمر القيم والمثل والمبادئ في كل صباح نراه في همة ونشاط يقبل بحب على أبنائه يعطي العلم والتربية بكل أمانة وإخلاص فما أعظمه من مرب يحرص على أن يجلو العقل وينظف شوائب النفس من شهوانيتها برفق وخبرة لا حدود لها ما أعظم أستاذي الذي أقف له احتراما وتقديرا فقد علمني العلم ومن قبله الأخلاق وزرع بداخلي حب الحرية والخير والإخاء لكل البشر ما أروعك أستاذي وحفظك ربي وأراني في كل حين ألهج بقول الشاعر الذي قال :
أقدم فضل أستاذي على فضــل أبي وإن كان نالني منه المجد والشـــرف
فهذا مربي الروح والروح جوهرة وذاك مربي الجسم والجسم كالصدف
وإعداد المعلم الإعداد العلمي السليم شيء هام في حياة الشعوب وكلما كان المعلم على قدر كبير من الإعداد الجيد كان دوره رائعا ومؤثرا في حياة أبنائه الطلاب لذلك حرصت دولة الإمارات في عهد الاتحاد العظيم بقيادة صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وإخوانه حكام الإمارات على إعداد المعلمين الإعداد العلمي الصحيح الذي يحقق الطموحات ويسهم في استمرار مسيرة الاتحاد لقد فطن الجميع لدور المعلم المهم في حياة الشعب بكل طوائفه .المعلم يرسم لنا وجه الحياة على أرضنا بحب وإخلاص وتفانٍ فعلى يديه يتخرج الطبيب والمهندس والضابط والمعلم وكل فئات المجتمع لهذا للمعلم دور كبير في كل صغير وكبير بالحياة فما من إنسان إلا وقد تعلم وتشرب من علم المعلم فما أعظم دوره في حياتنا ..
وقد قال المصطفى صلى الله عليه وسلم : العلماء ورثة الأنبياء
والمعلم له دور عظيم عبر العصور فقد أسهم بدور هام في حياة الشعوب فعلى يده تبصر الشعب وألهب وجدانه ضد المعتدين فقد علمه الحرية والثورة ضد الظلم والمستعمرين والتاريخ حافل بما قدمه المعلمون في ذلك فمعظم ثورات الشعوب قامت بفكر المعلمين المخلصين العاشقين للوطن .
المعلم كان قديما هو المعلم والمدير والعامل والإداري وهو كل شيء فقد قام بعمله يعطي وينير بنور العلم أركان الحياة حتى تفتحت العقول وتنورت بنور العلم وتقدمت خطى المجتمع على درب التقدم والرقي خطوات كبيرة ..
ولا يفوتنا ما قام به المعلم في صدر الإسلام فقد جعل المصطفى صلى الله عليه وسلم دية الأسير من كفار قريش أن يفك نفسه من الأسر بأن يقوم بتعليم عشرة من المسلمين فقد فطن المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم لدور المعلم المهم في تعليم وتبصير الجميع وهو من هو إنه المعلم الأعظم ـ صلوت الله وسلامه عليه ـ فقد غير وجه التاريخ وعلم الجميع الحق والخير حتى أصبحوا هداة للعالمين وأشرقت الأرض بنور ربها وهدي الإسلام . فقد علم الصحابة في مدرسة المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ تعاليم الإسلام ابتداء من دار الأرقم بن أبي الأرقم ثم مسجد الرسول فكل حياته كانت نبراسا وعلما وصدق الله العظيم إذ يقول " وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا "
ويقول عز من قائل " وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم "
فما أعظم ما قام به المصطفى الذي علم البشرية كلها وأنار بنور الإسلام دروبها قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي )
وحديثا لم يأل المعلم جهدا في مسايرة ركب التقدم العلمي والتقنيات الحديثة فنراه قد اقتحم غمارها ليحقق منها الفائدة التي تعود عليه وعلى أبنائه بالنفع وسرعة التعلم فقد استخدم في مجال عمله الحاسوب وكل الوسائل المعينة ووجه أبناءه للاستفادة من الانترنت في عمل البحوث العلمية والأدبية التي تثري فكرهم وتصقل مواهبهم إن المعلم يسابق العصر ولا يتوقف عند ثنية ليتجمد عندها إنما ينطلق إلى أبعد الآفاق ليحقق رسالته السامية ويرسم الأمل على شفاه الوطن ربيعا يتألق على وجه الوطن ويترقرق نبض الحياة ورافا غضا جميلا .
وأخيرا أحب أن أبعث بكلمة شكر لكل من علمني وأسهم في تكوين شخصيتي وأنار دربي فمهما قلت لن أوفيه حقه من التقدير والعرفان ..
قال الله تعالى " قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون "
ابن خاطر