ندوات : في أصبوحة قصصية مدرسية
البكري : يجب أن نوازن بين الواقع والخيال في أدب الطفل
طارق البكري اثناء الاصبوحة
17/04/2006 كتب وليد الفضلي.
تفتحت ازهار الامل والطفولة لتحيي اصبوحة قصصية في مدرسة فاطمة الحقان والتي احيتها طالبات المدرسة جنبا الى جنب مع الدكتور طارق البكري، وذلك ضمن البرنامج الثقافي لقسم اللغة العربية الذي يهدف الى اكتشاف ورعاية المواهب الادبية، عبر التحليق الى عالم الحروف والقصة. وكان النشاط برعاية واشراف المربية الفاضلة والقاصة افراح فهد الهندال التي اصدرت كتيبا بهذه المناسبة يحتوي على قصص الطالبات تكريما لهن بعنوان 'براعم الورد' تتفتح على احلامهن قصصا ووزع على الحضور واولياء امور الطالبات.
في البداية قرأت الطالبات مجموعة من النصوص القصصية فتارة يعبرن حدود المكان والزمان نحو الخيال وتارة اخرى يسكن في باحة المدرسة او الشارع ويأكلن البوظة.
ويتحدث الدكتور طارق البكري عن 'ادب الاطفال ' قائلا: يقف الكثيرون بين مؤيد ومعارض في استخدام الخيال في الابداع القصصي، ولو رجعنا الى النقوش الحجرية والاثار القديمة لوجدنا كيف استخدم الانسان قديما الخيال فنجد صور حيوان برأس انسان وهكذا .. اذا الانسان بطبيعته يميل الى الخيال في تصوره.
واضاف البكري ان لكل طفل ولكل مرحلة لغته الخاصة في استخدام الخيال، وان الذين يقفون ضد الخيال في الابداع القصصي لدى الطفل في الواقع هم يحرمون الطفل من الكثير من الجماليات، لهذا لا بد من نظرة متوازنة ووسطية بين الامرين حتى لا نقع في فخ الخيال المفرط الذي يحول ابناءنا الى حالمين لا يشعرون ولا يدركون ما حولهم.
واشار الى ان الاهداف التي ننشدها من خلال القصة هي اهداف تربوية وثقافية واجتماعية وجمالية لكي يتسع افق المتلقي.
واكد ان الصراع الشديد ما بين ما نتمناه نحن لاجيال المستقبل، وما يفرضه الواقع علينا بعد اتساع شبكة الاتصالات بمختلف اشكالها، تجعل مهمة ادب الاطفال منقوصة واقرب الى الفشل لولا بعض المساندة التي توفرها وسائط التربية التقليدية. كما ان التأليف في مجال الطفل يستوجب الدراسة والالمام بحاجات الطفل النفسية والاخلاقية، بالاضافة الى مستوى اللغة.
ومن جهة اخرى تطرق البكري الى ندرة الدراسات العلمية المتخصصة والجادة في ادب الطفل رغم اتساع هذا اللون من الادب في مجتمعاتنا.
وتطرق الى تغيب الاعلام للادب القصصي قائلا: على الرغم من تزايد واتساع ادب الطفل نرصد غياب وتجاهل الاعلام لهذا الواقع، فما احوجنا الى ادب طفل عصري يناسب بيئنا العربية وينبع منها ويوافق قيمنا وعاداتنا.
وكشف المحاضر ان الحاجة للكتاب بالنسبة للطفل ليست من باب الترف او مجرد التسلية وتضييع الوقت بل هي حاجة اساسية مثل احتياجه للماء وللهواء.. فالطفل في بدايات تكوينه يحتاج الى جرعات كبيرة من الثقافة والوعي لادراك واقعه.
وختم الدكتور البكري بتمنيه بانشاء جامعة متكاملة تهتم بأدب الطفل.. فما احوجنا اليوم الى انشاء جامعة تهتم بأدب الطفل واعلام الطفل، وثقافته وتقنياته وبرمجياته، وكل يتعلق بالطفولة سوى الناحية النفسية او التربوية او الاجتماعية.