--------------------------------------------------------------------------------
اصدارات جديدة:
كامل كيلاني رائداً لأدب الطفل العربي
صدر للزميل الدكتور طارق البكري عن دار الرقي كتابه الجديد الذي جاء بعنوان: «كامل كيلاني رائداً لأدب الطفل العربي، دراسة في المنهج واللغة والاسلوب».
الكتاب من القطع الكبير، الفاخر، يتألف من ستة فصول وخاتمة، يتناول فيها مواضيع عدة تتمحور حول آدب كامل كيلاني، الاديب المصري المتخصص بقصص الاطفال والمتوفى منذ نحو نصف قرن.
يقول د. البكري ان فكرة الكتاب تعود أولاً الى اهتمامه الشخصي بأدب الاطفال، ثم لدراسته في جامعة الكويت، كلية اللغة العربية وآدابها، حيث كان قسم من الكتاب جزءاً اساسياً من اطروحة الماجستير التي قدمها قبل فترة وجيزة الى الكلية.
والكتاب الجديد يستهدف تجديد الذاكرة وتوضيح رؤى الكيلاني الخاصة بالطفل وأدبه، حيث يركز على جانبين اساسيين وهما قصص شكسبير كما كتبها وترجمها الكيلاني، والقصص العلمية، وهما مجموعتان شهيرتان من أعمال الكيلاني، درسها اطفال مصر وناشئتها في كثير من المراحل التعليمية، ولا تزال بعد مرور نحو نصف قرن على موت الكيلاني، محط اهتمام الباحثين والقراء حيث يشير المؤلف الى عشرات الدراسات المتخصصة التي تناولت الكيلاني، وهي دراسات متنوعة، بعضها لنيل الماجستير او الدكتوراه.
ويؤكد د. البكري ضرورة الاعتناء بمثل هذا النوع من الدراسات. وتشجيع الطلاب على خوض البحث في ادب الأطفال، وتنمية روح الكتابة والتأليف عند من يملك الموهبة وتأمين فرص نشر مناسبة وبنسخ وافية.
ولكي يضيف البحث جوانب لم يتطرق اليها الباحثون في ادب الكيلاني قدم صورة تفصيلية حول قصص شكسبير كما كتبها الكيلاني والقصص العلمية في دراسة تطبيقية للبحث، شملت: اللغة والمنهج والاسلوب، مع استعراض امثلة من واقع هذه القصص، وفي النهاية ذكر البحث خاتمة تضمنت النتائج والتوصيات وبعض الاقتراحات الخاصة بأدب الاطفال.
وخلص البحث الى ان الكيلاني قدم مثالا واقعيا وعمليا لمن يريد الارتقاء بمستوى الطفل، من حيث اللغة والاسلوب والادب والعلوم والمنهج والاخلاق.
لذا حرص الكيلاني على تقديم انماط لغوية عديدة الى جانب اهتمامه بالنواحي الترفيهية والتاريخية والتربوية والدينية، وقد امتلأت قصصه بالظواهر الفنية التي تعرض لها البحث في جوانب منه، وقد كان الخيال حاضرا، مع حرص الكيلاني على القصائد الشعرية القديمة او التي من تأليف الكيلاني نفسه.
وجاء البحث ايضا ليلقي الضوء على جوانب تطبيقية في قصص الكيلاني، وليفتح الباب امام دراسات اخرى في ابواب كثيرة، لأهميتها ودورها في تطوير ادب الاطفال.
ولعل البحث في هذا المجال قد تكتنفه عثرات وتتضمنه عقبات، فالمادة البحثية شديدة الخصوبة والتنوع، والغوص فيها شديد الخطورة، يتطلب من الغائص حذرا فائقا، وبخاصة ان موضوع البحث، اديب كبير، ملأ الدنيا ضجيجا ولا يزال، والبحوث التي تتناوله توضع تحت المجهر لكثرة الباحثين الذين يرغبون في دراسة هذا الموضوع الحيوي، ويهتمون بنقد وتمحيص ما يتوالى من بحوث تدرس جانبا من عالم كامل كيلاني.
ويقول الباحث انه لا يزعم ان هذا البحث قد اتى بكل حق هذا الاديب، ولا اوفى بالتمام والكمال في كل المجالات التي طرقها، فلا شك ان كامل كيلاني صاحب رؤية عالمية مستقبلية فريدة، لم تأخذ حقها الكامل سواء في السابق او الحاضر. وتراثه الكبير - الذي لم يزل بعضه طريح الادراج مخطوطا ومنسيا - تراكم فوقه الغبار حتى كاد يطمره، ولولا بعض الانشطة البحثية الفريدة، وبعض بقية من عارفيه، ثم حماسة ابنه رشاد، لذهب هذا التراث مع الريح، وتناثر حتى يصبح اثرا بعد عين.
http://www.alqabas.com.kw/alqabas_m...date=2006-03-07