قصص قصيرة جدا





على الحاجز

رجعت بضع خطوات إلى الوراء..



لا تريد عبور الحاجز العسكري.. غيرت رأيها، الجندي مصر على تحسس خصرها للتأكد من انها لا تحمل حزاما ناسفا.



لحقها الجنود.. اطلقوا رصاصات تحذيرية.. رصاصة طاشت نحوها.. فتشوا الجسد المتناثر فوق الأرض..



لم يعثروا على رشاش ولا رصاص ولا قنبلة نووية.. ولا حتى ملقط غسيل.



تركوا الجسد سابحا في بقعة حمراء.. ومضوا يبحثون عن خصر آخر.. عساه يكون مزنرا بحزام متفجر.





الزعيم والفن

على مدخل المدينة صورة كبيرة لزعيم ما.. على زاوية المدخل صورة أخرى.. وفي الوسط مجسم للزعيم نفسه.



وفي تلة عالية تمثال ضخم.. وفي الأزقة والشوارع والأودية والأبنية.. وفي البحر والوادي والنهر والجبل.



وعندما رحل لم يجد الفنانون والرسامون والمثالون عملا.. فقروا اختراع زعيم جديد كيلا يتوقفوا عن «الفن».





ميزان العالم

سمع أعضاء مجلس الأمن ان رضيعا سوف يكبر ويفكر بقتل القاتل.. ولذلك قتله.. قام بعض المتصدرين وقلدوه وسام البطولة لأنه أنقذ العالم من مجرم عتيد.. ودعا دعاة السلام الى منحه جائزة نوبل وقدموا له الهدايا سلفا.





مصباح العمياء

تذهب كل يوم الى نهر يشق المدينة.. تغسل الطبق الوحيد الذي تملكه وتعود كما تذهب «عارية القدمين»، تنام أول الليل مرهقة وفي الصباح تعود الى النهر وأثناء سيرها تصطدم بدوريات المحتلين.



تمر الأيام حتى من دون ان تملأ المصباح من انبوب نفط ضخم يخترق بيتها.





الجسر المعتقل

طلعت دبابة فوق جسر قديم..



وقع الجسر من دون مقدمات..



حملوا الجسر الكسير ونقلوه الى المعتقل..



ضربوه.. شتموه.. انتهكوا عفته..



ثم قالوا: «لك الحق بالدفاع عن نفسك».



لم يجد الجسر مسوغا لذلك.. فقد كان في الأساس تململ من وجوده في مكانه فترة طويلة من الزمن.. واعتقاله في الزنزانة نوع من التغيير.



د.طارق البكري

View bakri's Full Portfolio