--------------------------------------------------------------------------------
http://www.alwatan.com.kw/Default.a...3831&pageId=114
يرى أنه من العيب تجاهل قيمته وسيرته
د. طارق البكري: نطالب بتكريم الكيلاني ونشر أعماله المخطوطة كرائد لأدب الأطفال في العالم العربي
كتب عماد جمعة:
صدر قبل ايام كتاب جديد تحت عنوان كامل الكيلاني رائد ادب الاطفال العرب وهو دراسة في اللغة والمنهج والاسلوب لمؤلفه الدكتور طارق البكري وفي هذه الدراسة قدم البكري بحثا قيما تناول ادب الاديب المصري العربي كامل الكيلاني الخاص بالطفل باعتباره وبشهادة كثير من الباحثين الرائد الاول لادب الاطفال في مصر والعالم العربي، وقد جاء الكتاب في مقدمة عامة وستة فصول وخاتمة، تنطلق الفصول من تحديد معنى الادب عامة وادب الاطفال خاصة.
صورة تفصيلية
وبعد ذلك تعرض البحث لجانب من حياته وثقافته وانماط قصصه ومصادرها واسلوبه ولكي يضيف الكاتب جوانب لم يتطرق اليها الباحثون في ادب الكيلاني قدم صورة تفصيلية حول قصص شكسبير كما كتبها الكيلاني والقصص العلمية في دراسة تطبيقية بحثية شملت اللغة والمنهج والاسلوب مع استعراض امثلة من واقع هذه القصص ليؤكد الكاتب ان الكيلاني قدم مثالا واقعيا وعمليا لمن يريد الارتقاء بمستوى الطفل من حيث اللغة والاسلوب والادب والعلوم والمنهج والاخلاق لذا حرص الكيلاني على تقديم انماط لغوية عديدة الى جانب اهتمامه بالنواحي الترفيهية والتاريخية والتربية والدينية.
ظواهر فنية
وقد امتلأت قصصه بالظواهر الفنية التي تعرض لها الكتاب في جوانب منه، وقد كان الخيال حاضرا مع حرص الكيلاني على القصائد الشعرية القديمة او التي من تأليف الكيلاني نفسه والقى الكتاب ايضا الضوء على جوانب تطبيقية في قصص الكيلاني تفتح الباب لدراسات اخرى تهتم بادب الاطفال وكيفية تطويره.
ـ يقول المؤلف د. طارق البكري رغم ثراء تجربة كامل الكيلاني الا انها لم تنل حظها لا في ايام الكيلاني نفسه ولا حتى بعد وفاته رغم كل ما يقال في مناسبات تكريم هذا الاديب الكبير ورغم كل الدراسات الاكاديمية والكتب والابحاث وجلسات الحوار التي يذكر فيها الكيلاني مقارناً بالجهد الكبير الذي بذله والانتاج الغزير الذي تركه، كما ان قصصه المتوافرة مطبوعة طباعةرديئة في معظمها.
شريحة كبرى
ـ ويرى الدكتور البكري ان البحث في ادب الطفل وعالمه يشكل في عصرنا الحاضر صدارة اهتمام الباحثين لفيض ما يحتويه هذا النوع الادبي الراقي من معان تربوية بنيوية بالغة الاهمية، فهو يتوجه لشريحة كبرى من المجتمعات العربية والاجنبية ولدوره البناء الكبير في تشكيل الانسان ولدوره في بلورة افكاره ومشاعره ومعتقداته ويأتي هذا الكتاب في سياق اهتمام المؤلف بادب الاطفال وسعيه لابراز قيمته الادبية في مجالات البحث العلمي باعتبار ان اغلب الدراسات العلمية الجامعية في هذا النوع من الادب تكون في الجانب التربوي، ونادرا ما نجد اهتمام المتخصصين بادب الطفل منصبا على الجانب الادبي من النص بقدر الاهتمام بالجانب التربوي، ومع الاهتمام المتزايد الذي بات العالم يبديه نحو ادب الاطفال بشكل خاص فالمشكلة تبرز من اهمية ادب الاطفال في تشكيل الشخصية الانسانية والتعرف الى طرق الخطاب السردي الذي يتعرض له الطفل.
ثلاثة محاور
ويسعى المؤلف في كتابه الى دراسة الادب الكيلاني الخاص بالطفل من ثلاثة محاور رئيسية هي:
المنهج واللغة والاسلوب والاسئلة التي كانت تطرح نفسها وما هي طريقة الخطاب السردي الذي اعتمده كامل كيلاني وما هو اسلوبه ومنهجه وما هي اللغة التي استخدمها؟
تجربة ثرية
ويهدف الكتاب او البحث الى دراسة ما كتبه كامل الكيلاني في ادب الطفل وتحليل ادبه من خلال مجموعة من القصص لتقديم تجربة ثرية ومهمة في ادب الاطفال وجعلها في متناول الباحثين، وقد لجأ المؤلف الى اسلوب تحليل المضمون بغرض تحليل الانماط السردية في قصص شكسبير والقصص العلمية كما كتبها الكيلاني وذلك من خلال استخدام بعض ادوات النقد وعرض النماذج وتحليلها، وفي الجانب النظري الذي احتل القسم الاول من الدراسة اعتمد المؤلف على المنهج التاريخي التحليلي الذي يهتم باستعراض التطورات التاريخية حسب تسلسلها مع التعليق عليها وتحليلها، كما لجأ الى المنهج الوصفي في معالجة بعض الجوانب الشكلية في الدراسة.
بين الماضي والحاضر
ـ وعلى صفحات الفصل الاول تناول المؤلف ادب الاطفال بين الماضي والحاضر وتضمن تعريف الطفل لغة واصطلاحا ومراحل نموه وماهية ادب الاطفال واهدافه وادب الاطفال في التاريخ القديم وفي العصرالحديث، اما الفصل الثاني فكان بعنوان »كامل الكيلاني حياته وثقافته« ويتضمن مقدمة عامة عن الكيلاني ومراحل طفولته وشبابه وثقافته وانتاجه الفكري، اما الفصل الثالث »فكان قصص الكيلاني للاطفال المصادر والمنهج والاهداف« وتضمن تعريفا بماهية النهج والاسلوب ومناقشة منهج الكيلاني في الكتابة للطفل من خلال مقدماته واهدافه وشعره كجزء من منهجه القصصي، بينما تناول الفصل الرابع اسلوب السرد عند الكيلاني وتضمن تحديدا لاسلوب الكيلاني والظواهر الاسلوبية العامة التي كشفت عنها قصصه والسمات العامة لاسلوب السرد عنده، وتناول الفصلان الخامس والسادس الجانب التطبيقي ـقصص شكسبير والقصص العلميةـ وتضمنا عناوين متشابهة منها وسبب اختيارالكيلاني لكل من المجموعتين ومضمون القصص ومنهج الكيلاني فيها من حيث الشكل والمضمون ولغة الكيلاني فيها واسلوبه ومزاياها السردية وخصائصها المتنوعة، وقد خلصت الدراسة الى جملة من المسائل الهامة نستعرض بعضها في هذه النتائج وتفصيلاتها في ثنايا الدراسة
منهج محدد
كما يرى المؤلف ان الكيلاني وضع منهجا محددا قائما على رؤية نقدية تربوية اخلاقية علمية شاملة ولم يكن عمله مجردا أو مائلا الى الهوى، بل كان مركزا وفاعلا، وقسم الكيلاني اعماله بحسب مراحل الطفولة وان لم يحدد سنا معيناً في جميع مؤلفاته باستثناء مجموعة واحدة.
النواحي الترفيهية والترويحية
ـ تمكن الكيلاني من لفت اهتمام الباحثين قديما وحاضرا الى اهمية ادب الاطفال، وهذا دليل على مكانته في زمانه وما بعده وتوجه الكيلاني في كثير من كتاباته الى اطفاله ومنهم الى اطفال العرب كافة، وفي ذلك اهتمام بالشكل والمضمون، كما وعى الكيلاني اهمية تشكيل جميع حروف الكلمات في القصص لما في ذلك من تقويم للسان الطفل وتعويده على النطق السليم في وقت فشت فيه العامية وضعف مستوى تحصيل الاطفال للغة وحرص على تقديم انماط عديدة من القصص، استخدم فيها مستويات لغوية مختلفة، بحسب السن الذي توجه اليه كل قصة، وكانت الناحية الترفيهية والترويحية تسير جنبا الى جنب مع النواحي العلمية بحيث لم تطغ واحدة على اخرى حتى في القصص العلمية التي كان يستخدم فيها الكلمات المنغمة والجمل الرشيقة، كما قدم الكيلاني مثلا واقعيا لمن يريد الارتقاء بمستوى الطفل لغويا فقد كان حريصا على استخدام كلمات ومفردات واساليب متطورة وهي في الوقت نفسه متأصلة في اللغة وكان يحرص على تقديم مفردات جديدة في كل قصصه ويحرص على تكرارها وشرحها حتى يطمئن الى رسوخ الكلمة ومعناها في عقل القارىء الصغير وقلبه، ووظف الكيلاني بعض العبر والامثال لتحقيق اهدافه التربوية.
رؤية المؤلف
ـ وفي نهاية هذه الدراسة يرى المؤلف اهمية ايلاء ادب الكيلاني حقه اولا بتكريم صاحبه ونشر اعماله ورعايتها، خاصة القصص المخطوطة والمطبوعة بمستوى رديء واقامة موقع للادب الكيلاني على الانترنت، وطالب المؤلف ان تعتمد وزارات التعليم في العالم العربي قصصه او بعضها في مناهجها الدراسية وان يعاد طبع هذه القصص باسلوب عصري وكميات كبيرة.
تاريخ النشر: السبت 25/2/2006