الفصل الرابع
مجلات الأطفال الكويتية
و
دورها في بناء الشخصية الإسلامية
محتويات الفصل
[1] تطور الصحافة الكويتية
[2] مجلات الأطفال الكويتية
[3] السمات العامة لمجلات الأطفال الكويتية
[4] دور مجلات الأطفال الكويتية في بناء الشخصية الإسلامية
الفصل الرابع
مجلات الأطفال الكويتية
و
دورها في بناء الشخصية الإسلامية
تهتم الكويت بصحافة الأطفال ، من منطلق الاهتمام بمواطنيها عامة ، والأطفال خاصة . وتقوم السياسة الإعلامية للدولة ( ) على الالتزام بالإسلام ، ديناً وعقيدة وأسلوب حياة ، لبناء الفكر والوجدان والقيم للفـرد والمجتمع على حد سواء ، وإبراز الوحدة الوطنية ، وتعزيز التلاحم بين الشعب وقيـادته ، وتأكيد انتماء الكويت للأمة العربية ، وحرصها على مصالح شعوبها ، وتكوين علاقات إيجابية معها ..، كما تقوم على خدمة قضايا التنمية والإسهام في بناء شخصية الإنسان الكويتي المبدع والمنتج ، والمتفاعل مع مجتمعه وأمته العربية والإسلامية ، والمشاركة في المسؤولية في صنع القرار السياسي لوطنه والإسهام في تنميته وازدهاره .
كما تهدف السياسة الإعلامية لدولة الكويت إلى إشاعة المفاهيم التي تحافظ على القيم الأخلاقية ، وتعميق أثرها في الممارسة والسلوك ، وزرع قيم جديدة ، تتفق وتطور المجتمع ، وتقدمه ، كقيم العمل والإنتاج والتعاون والتكافل الاجتماعي .
ويرعى الإعلام الكويتي المواهب الشابة ، ويشجعها مادياً ومعنوياً ، ويدعو إلى تعهدها بالإعداد العلمي والميداني ، لإعداد طاقات بشرية قادرة على تنفيذ سياسة الدولة الإعلامية .
وتشدد وزارة الإعلام على الاهتمام باللغة العربية ، وتوجيه الكتاب ومعدي البرامج والمذيعين إلى استخدامها والارتقاء بلغة البرامج الشعبية التي تقدم باللهجة العامية ، وذلك بإحلال الفصحى المبسطة محل العامية .
وتلتزم وزارة الإعلام الكويتية بالعمل على النهوض بالمستوى الثقافي والتربوي والإرشادي ، منطلقة من أن العمل الإعلامي هو بالضرورة عمل تربوي تثقيفي إرشادي يهدف إلى تنمية الوعي واكتساب المعلومات والمهارات اللازمة للحياة المنتجة الفعالة في مرحلة إعادة البناء .
كما أن الاستراتيجية الإعلامية لدولة الكويت ، تولي اهتماماً خاصاً بالنشء في جميع وسائل الإعلام ، أما فيما يتعلق بتعاون جهات الاختصاص في مجال البرامج التلفازية التي تعني بالشباب والنشء فإن هذا التعاون قديم قدم هذه الجهات ، فهناك على سبيل المثال تعاون مستمر بين وزارة التربية ووزارة الإعلام ، حيث يتجسد هذا التعاون في الإشراف على برامج مختلفة تعنى بالشباب والنشء ، كما أن الجهات المختصة بالتوجيه الديني ، مثل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ، وكذلك الجهات الأمنية ، تتعاون مع وزارة الإعلام بهذا الخصوص .
ويهدف الإعلام الكويتي من وراء ذلك إلى العمل على التنمية الشاملة ، وذلك باستثمار إمكانيات وطاقات الإنسان الكويتي ، وتنمية شخصيته ، وتعميق فاعليتها ، ودعم روح الإحساس بالمشاركة والمسؤولية عنده ، وتنمية اعتماده على ذاته ، كما يؤكد من ناحية أخرى ضرورة تنمية وتقدم المجتمع وتقدمه . ويهدف أيضاً إلى العمل على إبراز اهتمام الإنسان الكويتي بأرضه وتاريخه ومواقف أجداده وإنجازات حاضره ، وتأكيد بطولاته وخاصة بطولات شهداء الكويت وإبرازهم كأبطال يقتدى بهم ، وتأكيد الاستقرار الأمني والسياسي للدولة في ظل سيادة القانون وتعزيز ثقة المواطنين بأن الكويت واحـة أمن وأمان . كما يهدف إلى تأكيد الولاء المطلق للوطن وإبراز الوحدة الوطنية واستثمار التــلاحم مع القيـادة السياسية ، وتجسيد مفهوم الأسرة الواحدة ، وتأكيد مبدأ تكافؤ الفرص ، وإقرار العدالة وتكريس الحق والدفاع عنه .
ولعل الأهداف السابقة هي أبرز الخطط والأهداف التي تسعى وزارة الإعلام الكويتية إلى تحقيقها عبر وسائلها الرسمية مباشرة ، أو بواسطة الوسائل العامة والخاصة التي تتعاون معها . ولعـل تنوع الأهـداف( ) يـرتكز على بنــاء شـخصية الإنسـان الكويتي عمومـاً ، والطفل بشكل خـاص ، ويظهر هـذا الاهتمام جلياً من خـلال مـا تبديه وسائل الإعلام المختلفة بالناشئة ( ) .
وفي هذا الفصل ، دراسة ميدانية ، تهدف إلى حصر المجــلات الصـادرة للطفل في الكويت ، حسبما تبين للباحث ، ودراسة هذه المجلات من حيث محتواها وأهدافها ودراستها دراسة وصفية مختصرة ، ومدى ما تحققه من أهداف تسعى إلى بناء شخصية الطفل المسلم بناء حضارياً متكاملاً . ونقصد بمجلات الأطفال هنا ، المجلات التي صدرت خصيصاً للأطفال والملاحق التي صدرت ملحقة بصحف والكبار ومجلاتهم ، والتي اتخذت شكل المجلة المتكاملة .
وبعد أن نستعرض مجلات الأطفال هذه ، نتناول الدور الذي تقوم به من أجل تنمية شخصية الطفل المسلم ، على أساس بناء الإنسان وفق النمط الذي يريده الإسلام ، بالقدر المتاح للمجلات الخاصة بالطفل ، في سبيل تعديل القيم والاتجاهات ، التي تعزز السلوك الإيجابي في المجتمع ، بما يتناسب مع التوجه الإسلامي البناء ، وذلك من خلال الأدوار التي يمكن أن تقوم بها المجلة ، ومن خلال ما هو مقدم فعلاً .
والسؤال الذي نطرحه هنا ، هل هنالك مجلات إسلامية خاصة بالطفل في الكويت ، وهل هنالك أهداف محددة لهذه المجلات ؟
إن المادة الثانية من الدستور الكويتي تنص على أن (( دين الدولة الإسلام والشريعة الإسلامية مصدر رئيسي للتشريع )). وتقول المادة العاشرة (( ترعى الدولة النشء وتحميه من الاستغلال وتقيه الإهمال الأدبي والجسماني والروحي )) . إن هاتين المادتين ، إلى جانب سياسة الدولة المعلنة ( ) يؤكد توفر النهج الرسـمي السـديد في الاهتمام بالطفل في الكويت ، في العموميات والعناوين المعلنة . وسوف نحاول في الصفحات المقبلة ، دراسة بعض مضامين مجلات الأطفال الصادرة في الكويت بصورة عامة ، وإيفاء كل مجلة حقها ، بما يتناسب مع قيمتها ، وما تقدمه للطفل من موضوعات .
وسنحاول إبراز الأدوار من خلال أبواب كل مجلة على حدة ، ثم نتناول السمات العامة لمجلات الأطفال في الكويت ، والهدف من ذلك معرفة الريادة الحقيقية التي يمكن أن تحققها مجلات الطفل الكويتية ، ولن نثير هنا الاهتمامات الخاصة للأطفال ، والطموحات التي يتوقع وجودها في كل مجلة ، إذ إننا سنعرض ما هو موجود ونحلله كما هو ، مع بعض الإشارات الطفيفة ، التي تحفز اهتمام الباحث . فلكل طفل اهتماماته الخاصة ، تنمو مع تقـدمه في السن ، وللمجلة جمهورها المحدد من الأطفال ، كما هو محدد في أهدافها ، نسبة إلى الشريحة العمرية المستهدفة .
ولعلنا لا نبتعد كثيراً لو اعتقدنا في تقديمنا لهذا الفصل ، أن إصدار مجلة أطفال ليس بالأمر الهين ، خصوصاً إذا كان للمجلة أهداف سامية تسعى إلى تحقيقها ، دون الخضوع لمبدأ الربح أو الخسـارة ، ودون اعتبار أن الصحافة الخاصة بالطفل مهنة للارتزاق أو الوجاهة ، فالعمل الصحفي الموجه إلى الطفل يكتسب أهمية بالغة ، ولسنا بحاجة هنا لتأكيد أهمية مرحلة الطفولة ، وأن الطفل في الحاضر رائد المستقبل ، فالحاجة اليوم إلى الإعلام الهادف تفـوق أي حـاجة أخرى ، ورسالة المجلات يجب أن لا تقف عند حدود معينة ، فالطفل يحتاج دائماً إلى من يرفده بالمعلومة الصحيحة ، والتوجيه السليم ، والكلمة الطيبة الصادقة ، من هنا تتحمل المجلة مسؤولية كبيرة ، لأنها وسيلة يمكن استثمارها بشكل فاعل لو وجدت الإرادة الطيبة .
وسنحاول في الصفحات التالية أن نلقي الضوء على صحافة الطفل في الكويت قديماً وحاضراً ، وسنحاول أيضاً استشراف المستقبل ، مع الإشارة في البداية إلى تاريخ الصحافة الكويتية كمدخل عام لصحافة الأطفال .
[1] تطور الصحافة الكويتية
تشير مختلف المصادر الكويتية إلى أن أول مجلة كويتية صدرت عام 1346هـ ـ 1928م ، على يد الشيخ عبد العزيز الرشيد ( ) عندما أشـرف شخصياً على إصـدار مجلة (( الكويت )) من مقر إقامته في القاهرة ، حيث كان يتابع عدة حلقات دراسية في الأزهر الشريف ، (( لتكون أداته في الدعوة إلى التجديد والإصلاح ))( ) ، وكان طابعها (( ثقافياً ودينياً وأدبياً ))( ) (( ينتقل قارئها من فائدة تاريخية إلى مثلها أدبية ، ومن مسألة دينية إلى أخرى علمية ، ومن بحث أخلاقي إلى موضوع اجتماعي ، إلى كل ما تتوخى فيه الفائدة واللذة ))( ) . وبهذا نستنتج أن الصحافة الكويتية نشأت نشـأة دينية وثقافية وأدبية ، وهـو (( ما تميزت به الصحافة في الكويت والخليج في طور النشأة ))( ) .
وبعـد مـوت الرشـيد ( عام 1938م ) (( ران صـمت كئيب على الكلمة المطبوعة ، أكثر من 15 عاماً ، إلى أن صدرت مجلة (( البعثة )) في عام 1946م ))( ) ثم ظهرت مجلة (( كاظمة )) في يوليو 1948م ، وهي أول مجلة تصدر من الكويت ، وتطبع فيها ، فقد كانت (( البعثة )) تطبع في مصر ، ثم (( توالى بعد ذلك إصدار عدد من الصحف منها (( الكويت اليوم )) الجريدة الرسمية التي أصدرتها دائرة المطبوعات والنشر( ) في ديسـمبر 1954م ، ثم ظهرت جريـدة (( الفجـر )) عام 1955م ثم (( الشعب )) عام 1957م ))( ) ، وهي صحف أسبوعية ، كانت بمثابة (( إشراقات لعمل إعلامي شق الطريق فأنار العقول ، لكنه كان ينقطع مع انقطاع صاحبه أو انتقاله ))( ) .
ويرى أحد الباحثين ( ) أن صحافة الكويت مرت بأربع مراحل أساسية ، مرحلة النشأة ، ومرحلة الاستقلال ، ومرحلة النهضة ، ومرحلة الازدهار .
المرحلة الأولى تبدأ بصدور مجلة (( الكويت )) عام 1928م ، وتستمر حتى إعلان استقلال الكويت في يونيو 1961م . وتوصف بدايات هذه المرحلة بأنها كانت (( بعيدة كل البعد عن الخبرة الفنية والقدرة المالية ))( ) . وأكثر صحف هذه المرحلة صدرت خارج الكـويت ( فـي مصـر وإنـدونيسيا ولبنـان ) ومنها مجلات : الكويت ـ الكويت والعراقي ـ التوحيد ـ البعثة ـ كاظمة ـ الفكاهة ـ اليقظة ـ الرائد ـ الإرشاد ـ أخبار الأسبوع ـ الرابطة .
أما مرحلة الاستقلال ، فتبدأ بإعلان استقلال الكويت في 19 يونيو 1961م ، وقد شهدت نقلة حقيقية في تاريخ الصحافة الكويتية ، فقد أصبحت الصحافة من المؤسسات التي توليها الدولة الفتية حقها من الرعاية والاهتمام ، فكان أن صدرت الصحف اليومية والأسبوعية ، والمتخصصة والمتنوعة ، وأصدرت الدولة قانوناً يحمل الرقم (3) لعام 1961م يعرف بقانون المطبوعات والنشر ، ثم توالت بعد ذلك القوانين المتعلقة بالإعلام ، وتعتبر جريدة (( الرأي العام )) اليومية ، البداية الحقيقية للصحافة في الكويت ، حيث صدرت في 16 أبريل 1961م بشكل أسبوعي لمدة سنة ، ثم صدرت بعد ذلك يومياً ، واستمر صدورها حتى الآن .
ومن أهم صحف هذه المرحلة ، مجلة الهدف الأسبوعية ، ومجلة الكويتي الأسبوعية ، وجريدة الوطن اليومية ، وجريدة الطليعة الأسبوعية ، وجريدة السياسة اليومية ، ومجلة الوعي الإسلامي الشهرية ، ومجلة البيان الشهرية ، ومجلة البلاغ الأسبوعية ، ومجلة سعد الأسبوعية .
أما مرحلة النهضة فهي التي بدأت في السبعينيات بصدور عدد من الصحف اليومية على شكل مؤسسات كاملة الإمكانات وبهيئات تحرير متعددة الانتماءات السياسية والكفاءة الفنية ، وهي ذات سمة تجمعية على شكل أسر ذات نفوذ اقتصادي وتجاري ، وهي على شكل شـركات مساهمة محدودة أو مقفلة ، وهذه المرحلة هي مرحلة النمو الوطني والقومي ، كما تعتبر مرحلة السبعينيات مرحلة النمو الاقتصادي والازدهار المالي .
ومن أبــرز صحف هذه المرحلة : جريدة القبس اليومية ، مجلة المجتمع الأسبوعية ، مجلة عالم الفكر الفصلية ، مجلة دراسات الخليج والجزيرة العربية ، وهي مجلة فصلية محكمة ، جريـدة الأنبـاء اليـومية ، مجلة الحقوق والشريعة وهي مجلة نصف سنوية .
أما المرحلة الرابعة فهي مرحلة الازدهار التي تبدأ مع بداية الثمانينيات ، حيث تطورت الصحافة الكويتية بشكل شامل فنياً وتحريرياً . وفي هذه المرحلة أصبحت صحافة الكويت عالمية في خدمتها وتغطيتها الإعلامية ، وانتقلت إلى الكويت معظم الخبرات الصحفية العربية بعد حصار بيروت واستمرار الحرب الأهلية ، وشهدت البلاد نهضة صحفية استفادت من الخبرات والطاقات البشرية المدربة ذات الكفاءات العالية ، والتقت مع الرغبة من المسؤولين على الصحافة في الكويت ، وتم التعاون لتصل الصحافة الكويتية إلى مستوى العالمية ، وقفزت الصحافة الكويتية في هذه المرحلة (( قفزة سريعة لم تكن تخطر على بال من سبقوها في هذا المضمار بشوط بعيد لا من نـاحـية الكم فقط ، ولكن من حيث الكيف أيضاً ، كما أنها لم تكن تخطر على بال أصحاب هذه القفزة ، ولكن من يعرف ما تفعله الأموال من عجائب لا يستغرب ما يحدث ))( ) .
وقد توقفت المرحلة الرابعة في الثاني من أغسطس 1990م ، بعد ما دخلت القوات العراقية الكويت وأعلنت بغداد بعد فترة قصيرة عن ضم الكويت إلى العراق ، وقد استمر احتلال الكويت سبعة أشهر ، لم تتوقف فيها الصحافة المناهضة للاحتلال العراقي ، حيث صـدرت مجموعة كبيرة من النشـرات( ) منها : المرابطـون ، والصمود الشعبي ، والصباح ، وصرخة ، وصوت الحق ، والقبس ، وأحرار الكويت ، فضلاً عن صدور عدد من الصحف الكويتية من خـارج الكويت ، كصدور جريدة السياسة من جدة السعودية ، وصوت الكويت من القاهرة ولندن ، والأنباء من القاهرة .
وبعد انسحاب القوات العراقية ، مرت الصحف بمخاض عسير ، وعادت بعض الصحف إلى الصدور بمدة قصيرة ، بعد أن أعادت تأهيل مطابعها التي نهبت تماماً ، فيما تأخرت بعض الصحف لمدد متفاوتة ، لكن معظمها عاود الصدور ، بعد استقدام وسائل طباعية حـديثة ، مما أسفر عن طباعة في غاية الجودة ، وانتشرت الصحف الملونة والأنيقة ، والممتازة في طباعتها .
[2] مجلات الأطفال الكويتية
يصدر في الكويت عدد كبير من مجلات الأطفال ، وهي كثيرة ومتعددة بعضها قديم ولا يزال مستمراً ، وبعضها توقف ، وبعضها الآخر جديد ولكنه متعثر الصدور .
ونسعى في هذه الدراسة الميدانية إلى تحديد عدد المجلات الخاصة بالطفل في الكويت ، عبر إجراء مسح عام ، شمل وزارة الإعلام الكويتية ، وجمعية الصحافيين الكويتية ، ومختلف المؤسسات الصحافية ، وسائر المؤسسات والأفراد المهتمين بإعلام الطفل في الكويت .
وسنقتصر على مجلات الأطفال أو ملاحق صحافة الكبار الخاصة بالصغار ، ما دامت تصدر على هيئة مجلة مستقلة ، والدراسـة تقتصر على مجلات الأطفال الصادرة في الكويت ، سواء أكانت تصدر عن مؤسسات أهلية أم حكومية أم أفراد ، وسواء أكانت مرخصة من الكويت أم من خارج الكويت . ولا تتوقف الدارسة عند الصحف التي يقرأها الطفل الكويتي وتكون صادرة خارج الكويت ، ولا يدخل في ذلك المجلات الكويتية الصادرة في الخارج ، لأنها تعتبر مجلات كويتية حكماً ، ولذا فإنها تدخل في إطار الدراسة . وسوف تسير الدراسة وفق الخطوات التالية :
أ ) حصر المجلات الصادرة للطفل في الكويت ، قديماً وحديثاً .
ب) عرض كل مجلة من هذه المجلات بشكل يعطي صورة كاملة عنها .
ج) تحليل بعض جوانب المضمون ونقدها شكلاً ومحتوى .
د) دراسة المجلات من حيث : الوصف ـ المحتوى ـ الأهداف ـ الشكل ـ الأسلوب ـ اللغة .
وقد اعتمدنا في كل ذلك على المجلات الكويتية نفسها وعلى أسئلة مباشرة ( ) وجهت إلى رئيس تحرير كل مجلة ، وذلك لوضع ردود نظرية ، ومقارنتها بمضمون المجلة نفسها . على أن نخلص من خلال ذلك إلى السمات العامة لمجلات الأطفال الكويتية ودورها في بناء الشخصية الإسلامية .
وقد التزمت في دراستي لمجلات الأطفال الكويتية بتوجيه أسئلة خطية مباشرة إلى أصحاب ورؤســاء تحـرير تلك المجلات ؛ للحصول على معلومات رسمية من المصدر المعني ( ). ثم استخدمت المنهج الوصفي التاريخي في استعراض المجلات بشكل سريع يلقي الضوء على هذه المجلات وشكلها ومحتواها ، وذلك من خلال بضعة معايير تستخدم عادة في عملية نقد مجلات وصحف الأطفال استفدت من بعضها بما يتلاءم مع أهداف البحث ، أما هذه المعايير العامة فهي :
أولاً : مقدار التمازج بين الكلمة والصورة واللون والرسم بما يخدم المادة المقدمة .
ثانياً : مدى مراعاة الجوانب الفنية في التصميم والإخراج وجودة الورق والطباعة .
ثالثاً : مدى مراعاة التوازن بين الأشكال الأدبية المقدمة .
رابعاً : سلامة المادة من حيث اللغة والدقة العلمية والموضوعية ، وأسلوبها ومناسبتها للطفل من النواحي العقلية واللغوية والنفسية ، وموافقتها للميول المتنوعة للأطفال ، وثراء هذه المادة وقدرتها على القيام بدور فعال في بناء الشخصية الإسلامية .
خامساً : مدى تركيز المجلة على هموم الطفل وهموم مجتمعه .
سادساً : مدى مراعاة ضرورة غرس القيم والعادات والصفات الحميدة في جمهور الأطفال.
وفيما يلي عرض لمجلات الأطفال الكويتية بالتسلسل من حيث تاريخ الصدور :
[1] مجلة سعد ( صدرت عام 1390هـ ـ 1969م )
تعتبر مجلة (( سعد )) أول مجلة مستقلة صدرت للأطفال في دولة الكويت ، حيث صدرت في 22 أبريل 1969م ، عن دار الرأي العام ، ولم تكن الساحة الكويتية تعرف قبل هذا التاريخ مجلة للأطفال ، تصدر أسبوعياً وبصورة ثابتة ومتتابعة .
ويقول سكرتير تحرير المجلة للباحث ( ) إن (( سعد )) صدرت لتحقيق الأهداف التالية :
1 ) تقديم المفاهيم الإسلامية وتأكيدها في نفوس الأطفال بوسائل مبسطة ، وشيقة ، وذلك من خلال الطفل القدوة المتمثل في شخصية (( سعد )) وغيره من الشخصيات .
2 ) ربط الطفل الخليجي بتراثه العربي وبأمته العربية .
3 ) تقديم جرعات مناسبة من العلوم والمعارف والثقافة التي تساهم في تربية الطفل .
4 ) رعاية مواهب الأطفال العرب ونشر إنتاجهم وتشجيعهم على الكتابة .
وتخاطب المجلة الأطفال من ( 7 إلى 15 ) سنة ، وتقدم عدداً من الشخصيات الثابتة والمتنوعة التي تقدم أنماطاً سلوكيته مختلفة تتوافق مع القيم الإسلامية والعربية ، وتهتم بالجانب العلمي ومشاكل الأطفال إلى جانب ركن خاص بالبنات الصغيرات (( مطبخ شهد )) .
وكانت المجلة تصـدر بشكل أسبوعي حتى بداية الاحتلال العراقي للكويت في أغسطس 1990م ، وتوقفت المجلة بعد ذلك ، ثم عادت للصدور بشكل شهري ابتداء من أول أبريل 1993م . وكانت المجلة تصدر في البداية في ( 36 ) صفحة من القطع الكبير ، ثم عادت للصدور بعد توقفها في ( 44 ) صفحة بالحجم نفسه ، وملونة بالكامل على ورق مصقول عالي الجودة وبطباعة فاخرة .
ويرى أحد الباحثين في دراسة نشرت قبل فترة قصيرة أنه (( على الرغم من عراقة مجلة (( سعد )) الصادرة عن (( دار الرأي العام )) إلا أنها تعاني أزمة واضحة تتجلى في ضمـور كادرها الصحفي ، مما يجعلها عرضة للوقوع في أخطاء كبيرة من الناحية الصحفية ، إذ تتكرر فيها الأسماء في العدد نفسه مرات عدة ، على الرغم من غنى المادة التي تقدمها غالباً ، وهو ما يوقعها في الرتابة ، شكلاً ومضموناً . والمجلة على ما يبدو لا تفكر في منع تراجعها المستمر أمام المجلات الأخرى ، حتى ليظن المرء أنها تصدر بحكم العادة لا أكثر ، وبجهود فردية واضحة . ولم تنج (( سعد )) من الأخطاء اللغوية ، التي تتكرر في كل عدد ، مما يقلل من جدية تعاملها مع الطفل من موقف تربوي أصيل ، أما من حيث الإخراج الفني فنرى إهمالاً لعناوين القصص ، فهي رتيبة في معظمها على الرغم من الرسوم الجميلة الناجحة التي تزينها غالباً ، وهناك إهمال في مجال التسالي والمسابقات ، إذ إنها تخلو من التنوع والإثارة ))( ) . ورغم اتفاقنا إلى حد كبير مع الرأي السابق ، فإنه يشفع للمجلة أن هناك شخصاً واحداً يقوم بمهام التحرير منذ صدورها الثاني في أبريل 1993م .
كما أن المجلة بإمكانياتها المحدودة تحفل بالتنوع المطلوب والمرغوب من قبل الطفل ، وقد لاحظت كافية رمضان ( ) أن (( سعد )) تعتمد أساليب مختلفة لعرض المادة المقدمة للأطفال . وأهم هذه الأساليب كما عرضتها كافية رمضان :
1 ) الأسلوب القصصي بأشكاله المتعددة : القصة المسلسلة في صور ، منها ما ينتهي في العدد نفسه ، ومنها ما يستكمل في عدد أو أعداد لاحقة ، ومنها أسلوب القصة السردية ، والتي قد تزينها صورة أو أكثر . كما اتبعت المجلة منذ بداية الثمانينيات أسلوب القصة الذي يزاوج بين الصورة والكلمة ، بحيث يستغنى بالصورة عن الكلمة في بعض المواقف ، وهو الأسلوب الذي يناسب الأطفال في السنوات الأولى من تعلم القراءة .
2 ) الأسلوب المباشر : وذلك كطرح بعض المعلومات المباشرة التي تجيب عن بعض الأسئلة أو تقدم بعض المعلومات المعرفية .
3 ) الأسلوب التسجيلي : الذي يعتمد على الصور الفوتوغرافية ، سواء ما كان منها محلياً أو عربياً أو عالمياً .
4 ) أسلوب النشاط الذاتي : الذي يعتمد على استثارة الطفل ، ليساهم ذاتياً في بعض الأنشطة ، كالرسم ، أو تطبيق بعض التجارب البسيطة التي يمكن أداؤها دون مساعدة واضحة من الكبار .
[2] مجلة براعم الإيمان ( )( صدرت عام 1395هـ ـ 1975م )
صدرت مجلة (( براعم الإيمان )) في شهر رجب 1395هـ الموافق شهر يوليو 1975م ، على شكل ملحق لمجلة (( الوعي الإسلامي )) يوزع مجاناً مع العدد في بداية كل شهر عربي . ويقول رئيس تحرير المجلة ( الملحق )( ): إن (( الهدف من إصدار براعم الإيمان )) توعية وتعليم أبناء المسلمين أمور دينهم قولاً وفعلاً ، وغرس القيم الإسلامية والتربوية ، وتوسيع دائرة المعارف من العلوم الشرعية والأدبية والعلمية )).
ويلاحظ أن المجلة ( الملحق ) تغير أبوابها باستمرار ، كما يلاحظ غلبة الصورة على الكلمة ، ويعود ذلك بسبب الشريحة العمرية الموجهة إليها المجلة ( من سن 6 إلى 10 سنوات ) ، وهي مرحلة من العمر ذات مواصفات محددة ، لأن (( حصيلة الطفل من مفردات اللغة ومن التجارب الاجتماعية ، ومن الوعي بالبيئة ، ومن التعليم في المدرسة ، هذه العوامل كلها تنقل الطفل خطوات في طريق النمو الوجداني والعقلي ، وهنا يصبح الطفل قادراً على الاستيعاب والتمييز والاستمتاع بألوان المعرفة الجديدة بشرط أن تكون مبسطة منطقية متعارفاً عليها وجذابة ، تثير خياله ، وتدعوه للملاحظة وتحثه على إعمال فكره وتحترم ذكاءه ، وفي الوقت نفسه ، تعطيه الفرصة لاستعراض عضلاته بين أصدقائه بما حصل عليه من معرفة ))( ) .
وكانت المجلة قد صدرت بحجم صغير حتى الغزو العراقي وتوقفت مدة سنتين ، ثم عادت لتصدر بحجم من القطع الكبير ، وكانت من (16) صفحة وفي الأشهر الأخيرة أصبحت (32) صفحة بعد تطور مستمر وزيادة في عدد صفحاتها .
وتتبنى المجلة بعض الشخصيات الثابتة ، وتعتمد على القصص الحقيقية من القرآن والسنة وسير الصحابة والصالحين ، ولا تعتمد على الموضوعات المترجمة ، وتكتب بأسلوب قصصي جذاب ، وبلغة مبسطة ومفهومة وبإخراج ورسوم فنية مشوقة ، كما تعتمد المجلة الأسلوب التسجيلي وإثارة الدافعية الإيجابية عند الطفل والمشاركة والتفاعل .
[3] مجلة افتح يا سمسم ( صدرت عام 1400هـ ـ 1980م )
لم نتمكن من الحصول على أي معلومات رسمية عن المجلة من قبل المسؤولين عن الجهة التي كانت تصدرها ، وهي مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ( ) فقد ردت المؤسسة بأنها لا تملك أي معلومات حول المجلة ( ).
وكانت المجلة قد صدرت في سبتمبر 1980م ، ثم توقفت بعد نحو ست سنوات وذلك في عام 1986م . وجاء في تعريف المجلة ( العدد الأول ، الصفحة الثانية ) : مجلة افتح يا سمسم ، تصدر عن المجموعة المتحدة للإنتاج ، بترخيص من وزارة الإعلام بدولة الكويت ، وبالاشتراك مع مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لدول الخليج العربي ومقرها الرئيسي بالكويت ، الناشر أسامة فوزي القاوقجي . جميع حقوق الرسم والتأليف والطبع والنشر والتوزيع محفوظة للمجموعة المتحدة للإنتاج ، بموجب اتفاق مع مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لدول الخليج العربي ، وبإذن خاص من ورشة تلفزيون الأطفال بنيويورك ومؤسسة مابيتس .Children’s Television Workshop, NewYork, .Muppels . Inc
ويقول رئيس تحرير المجلة إبراهيم اليوسف في افتتاحية العدد الموجهة إلى الأهـل ( العدد الأول ، ص2 ) :
(( أعزاءنا الكبار ، بين أيديكم العدد الأول من مجلة (( افتح يا سمسم )) هي للصغار يطالعونها بمساعدتكم ، تصدر عشر مرات في السنة ، في عشرة أشهر ، وترتاح شهرين . أهدافها : تنمية فكر الطفل العربي ، ومعلوماته ، وتربيته على حب المثل ، وتحريضه على السلوك السوي . مواد المجلة مصممة لتوجه إلى أطفال ما قبل المدرسة ، ويمكن لأطفال السابعة أن يقرأوها ولأطفال الثامنة أن يساعدوا الأصغر على قراءتها . هذا العدد لا يحقق الأهـداف كلها ، وهو لم يولد كاملاً ، الأعداد القادمة ستغطي الأهداف الأخرى بنسب متفاوتة ، وفق خطة محكمة . شخصيات (( افتح يا سمسم )) المسلسل التلفزيوني التي تظهر في المجلة ستكون جسراً للمعرفة وأداة للمتعة . فهذه المجلة ، عمل متواضع ، نقدمه إلى الطفل العربي ، وهي تكمل ما بدأه (( افتح يا سمسم )) المسلسل ، وتؤكد ما يبثه من معلومات وقيماً ، وتنفصل عنه بأسلوبها المتميز ،لأنها مطبوعة ثابتة ، ولعل ما فيها ، سيجعل الطفل أكثر فاعلية وأقرب إلى الاستجابة المباشرة )) .
وترى كافية رمضان أن افتح يا سمسم (( مجلة هي الأولى من نوعها في العالم العـربي تتوجــه إلى الطفل غير القــارئ ، وقد اعتمدت اللغة العربية الفصحى المبسطة ، واعتمدت إثارة دافعيه الطفل ، وجعله فاعلاً أكثر منه منفعلاً ، وأن أهدافها تتنوع تنوعاً شديداً ، ولكن المجال الروحى يلقى أقل عناية بالقياس إلى المجالات الأخرى ، وأنها تعتمد في كثير من صفحاتها على الترجمة ، وقد تنقل حرفياً ما يرد في مجلة (( شارع السمسم )) الأميركية ، بما لا يتناسب وثقافة الطفل العربي ))( ) .
ويلاحظ من خلال أعداد مختلفة من المجلة أنها صدرت في ( 30 ) صفحة من القطع الكبير وملونة بالكامل ، وعلى ورق أبيض عادي ، عالي الجودة . وكانت تتصدر المجلة صفحتان للأهل (2ـ3) للتعريف بمحتويات العدد ، وهدف كل مادة مقدمة ، وتوجيهاً إلى الطرائق التربوية للتعامل مع الطفل حتى تتحقق الأهداف . وهذه التوجيهات تساعد الأهل والمدرسين على فهم المادة المقدمة ، وطريقة تقديمها للأطفال بحسب الغرض المقصود منها ، وحين تتوجه المجلة إلى الأهل يفترض أن يساعدوا الطفل الذي لا يعرف القراءة ، بشرح ما يراه من صور ، وقراءة القصص له ، وبتوفير الجو المناسب لقيامه ببعض النشاطات الذاتية بإشرافهم . وبذلك تصبح المجلة وسيلة طيبة لإجراء حوار مشترك بين الأهل والأطفال ، وتوفر المجلة للطفل غير القارئ فرصة الترفيه والتعلم بطريقة علمية سليمة .
وتقول كافية رمضان ( ) إن أهداف مجلة (( افتح يا سمسم )) لا تختلف عن أهداف البرنامج التلفزيوني في جزئه الأول ( ) ، فهي أيضا تتوجه إلى أطفال ما قبل المدرسة من 3 إلى 6 سنوات ، لتهيئتهم للمدرسة الابتدائية ، وهناك ما مقداره 20% من أهداف المجلة موجه إلى الأطفال في سن القراءة .
وترى كافية رمضان أن أهداف المجلة تتوزع على تسعة مجالات هي :
1 ) المجال المعرفي : ويتضمن التعريف بالرموز وتنمية الثروة اللغوية وتنظيم الإدراك.
2) المجال الاجتماعي : ويتضمن التعريف بالأدوار الاجتماعية والمؤسسات والفئات الاجتماعية ، والتفاعل الاجتماعي .
3 ) المجال الاقتصادية : ويتضمن التعريف بالعمل والإنتاج والمال والتكنولوجيا .
4 ) المجال الصحي : ويتضمن التعرف بأعضاء الجسم والعناية بالصحة البدنية والعقلية والعاطفية .
5 ) المجال العلمي : ويتضمن التعريف بالطبيعة والبيئة من صنع الإنسان ، والتشجيع على التجريب .
6) المجال القومي : ويتضمن التعريف بالتراث العربي والوطن العربي والتقاليد وفنون الحرف العربية .
7 ) المجال الإنساني : ويتضمن التعريف بأطفال العالم والحضارات والأجناس البشرية وتبادل المنافع .
8 ) المجال الروحي : ويتضمن معرفة الله من خلال خلقه ، وتوجيه الطفل إلى العمل الصالح ، وتعريفه بالمسجد .
9 ) المجـال العملي : ويتضمن تنمية المهارات كالرسم والتلوين والقص وتوصيل النقاط ، وغير ذلك .
[4] مجلة العربي الصغير ( صدرت عام 1406هـ ـ 1986م )
مجلة شهرية تصدر عن وزارة الإعلام الكويتية ، بدأ ظهورها كنشرة ملحقة بمجلة (( العربي )) التي تصدرها وزارة الإعلام الكويتية منذ ديسمبر 1959م ، حيث مرت كما تقول كافية رمضان (( بفترة حضانة طويلة امتدت حوالي ربع قرن من الزمن ، وقد مر صدورها بمرحلة انتقالية تجريبية ، تمثلت بظهور العدد التمهيدي رقم ( صفر ) الذي صدر في شهر أبريل 1985م ، ثم العدد التمهيدي الثاني الذي حمل رقم ( صفر ) بعد مدة قصيرة ، وقد سبق ظهور هذين العـددين دراسات تمهيدية ، ولحقت صدورهما دراسات استطلاعية تستهدف قراءة ردود فعـل الأطفـال واستطلاع آرائهم في شكل المجلة ومحتواها . وقد استطلعت آراء طلبة المدارس في الكويت من بنين وبنات وبعد دراسة ردود أفعالهم وآرائهم ومقترحاتهم تم تعديل بعض النصوص ، كما استخدمت المواد التي نالت استحسان الأطفـال في الأعداد الرسمية التي صدرت بعد ذلك ))( ) ، ابتداء من الأول من فبراير 1986م .
وقد حدد المشرفون على إصدار العربي الصغير بناء على توجهات وزارة الإعلام الكويتية قارئ المجلة بأنه (( الطفل العربي في كل أقطار الأمة العربية ، بل إنه الطفل العربي الذي يتكلم ويقرأ اللغة العربية ويعيش في أي بلد من بلاد العالم ، وتصله مجلة العربي الصغير ، وينتمي إلى الثقافة العربية ، كما حددوا الفئة العمرية التي لهذا الطفل من الخامسة وحتى الخامسة عشر من العمر ، ولا شك أن هذا التحديد بمساحته الممتدة مكاناً إلى كل الأقطار العربية ، والممتدة زماناً لتغطي كل مراحل الطفولة ، إنما يعكس تأثير مجلة (( العربي )) ذاتها التي ظلت لأكثر من ثلاثين عاماً تربط بين القراء في كل الأقطار العربية بثقافة عربية أصيلة ومستنيرة ومتقدمة ، كما يعكس رغبة المسؤولين في وزارة الإعلام وفي مجلة (( العربي )) بأن تقوم مجلة (( العربي الصغير )) بالنسبة للأطفال في مختلف أقطار الأمة العربية بدور مماثل للذي قامت وتقوم به مجلة العربي ، مع اختلاف الأدوات والوسائل بطبيعة الحال ))( ) .
ويقأول مدير تحرير مجلة (( العـربي الصغير )) أنـور الياسين للباحث في رد مكتوب( ) : إن لمجلة العربي ثلاثة أهداف رئيسية :
أ ) تزويد الطفل العربي بالعديد من المعارف الأساسية ، في مجالات العلوم والتاريخ والدين بأسلوب مشوق وجذاب يمزج القصة بالمعلومة والحقيقة والخيال .
ب) إثراء ثروة الطفل اللغوية والبصرية من خلال القصص التي يقرأها والرسوم التي يشاهدها .
ج) التأكيد على القيم الأساسية للإنسان العربي ، وإعطاء الطفل الأسس لبناء مستقبل يعتمد على القيم والمبادئ .
وفي مقال لرئيس تحرير مجلة (( العربي الصغير )) محمد الرميحي ( ) أوضح أن المجلة تهدف إلى المساهمة في تكوين أفراد يحملون اتجاهات وطنية إسلامية قومية مستنيرة ، وهي لا تقيد نفسها بتوجهات ضيقة ، بل تحرص على تبني مجموعة من الأهداف التي تتمثل في :
أ ) القيم الدينية الأصيلة والواضحة التي تمنح الطفل التوازن النفسي والأمن والثقة بالحياة ، وتؤكد على النزعة الإنسانية ووحدة البشر أمام خالقهم ، وتنزع إلى تحرير الإنسان من مخاوفه وأوهامه ، بالشكل الذي يمكن للطفل أن يتقبلها وتؤثر في سلوكه .
ب) القيم العربية التي تؤكد انتماء الطفل إلى أمته العربية ، وتحريره في الوقت ذاته من التعصب العرقي أو الطائفي أو المذهبي أو الإقليمي ، وتبرز تفاعل الثقافة العربية مع الثقافات الإنسانية في الماضي والحاضر ، كما تبرز التوجه العام والإنساني للثقافة العربية .
ج) القيم الإنسانية المعاصرة ، مع إبراز جذورها في الماضي وتطورها في الحاضر ، وتوجهها للمستقبل ، مثل احترام العقل ، النظرة العلمية والموضوعية ، الحق ، الواجب ، احترام الآخر واستقلاليته ، معنى الحرية ، حدود الحرية ، قيمة العمل ، الإبداع ، الإنتاج ، المبادأة الإيجابية ، أهمية الوقت ، مع الأخذ بعين الاعتبار تداخل هذه الحلقات والمنظومات .
وبعد صدور العدد 54 ، اضطرت المجلة للتوقف ابتداء من سبتمبر 1990م ، إثر دخول القوات العراقية إلى الكويت . ورغم خروج هذه القوات بعد سبعة أشهر ، فإن العدد (55) لم يصدر إلا بعد حوالي سبع سنوات ، وتحديداً في مايو 1997م .
ومن خلال استعراض بعض الأعداد التي صدرت في هذه الفترة نلاحظ وجود كثير من السلبيات ، التي لم تكن متوقعة من مجلة لها تاريخها ، فضلاً عن أنها تصدر في دولة تبدي اهتماماً كبيراً بالطفل المسلم ، ولا يعني ذلك انعدام الإيجابيات والأفكار التربويـة البنّاءة .
ففي العدد الأول من الإصدار الثاني رقم (55) نلاحظ أنه امتاز بورق أبيض عالي الجـودة ، وهو أمر مستحسن ، على خلاف الأعداد التالية التي صدرت بورق لماع مصقول ، وهذا الورق يعكس الضوء ، وقد يؤذي أعين الأطفال ولا يمكنهم من القراءة بوضوح ومن مختلف زوايا الصفحة .
وفي كلمة رئيس التحـرير في العدد نفسه رسالة موجهة إلى قراء المجلة من الصغار ، كما جاء في أعلى الصفحة ، لكن مضمون الكلام لا يوحي بذلك ، فالكلام موجه إلى الكبار تحديداً ، فالقارئ الصغير لا يمكن أن يدرك نظرياً أنه (( كان لابد و (( العربي الصغير )) تولد من جديد أن تواكـب الجـديد في مجالات العلم والتقنية على وجه الخصوص )) . فما يعني الطفل هو المجلة نفسها ، لا معاناتها وجهود محرريها ، كما لا يعني اهتمامه أبداً أن يعلم شيئاً عن (( الدعم الذي قدمته وزارة الإعلام الكويتية )) و لا يهمه مطلقاً أن يعرف (( أن كبار المسؤولين بوزارة الإعلام قد آمنوا بأهمية أن تكون هناك مجلة متخصصة للطفل العربي تتيح له العلوم والمعرفة وتفتح أمامه آفاق المستقبل )). فهذا الكلام عبارة عن تصريح ، كان من الأفضل لو نشر في الوسائل الإعلامية الأخرى ، أو في مؤتمر صحفي .
وفي العدد نفسه ، ودون أي مقدمات مريحة تطل علينا قصة للطفل ، وهي قصة مصورة عنوانها : (( موزع البريد الطائر )) فلا وجود للمساحات الملونة المشجعة ، والكلام محشور داخل بالونات غير منظمة ، وكثيرة جداً ، بالرغم من أن الاعتماد على الصورة المعبرة من المفترض أن يكون له الأولوية ، ومساحته أكبر من الكلام ، فالقصة موجهة للطفل ، والطفل تستهويه الصور أكثر من الكلمات .
وفي باب (( الإسلام حضارة )) ، من العدد نفسه ، نلاحظ اعتماداً كلياً على الكلمة ، فالصور غير معبرة ، كما أنه تم وضـع كادر ملون ( للصفحة 9) تحت عنوان الأوائل ، ليس له أي عـلاقة بموضوع (( الإسـلام حضارة )) مع الإشـارة إلى أن هذا الموضوع تناول (( الجواد العربي )) وأهمل الجانب الإنساني ، فالجواد ليس حضارة إسلامية . وكان بالإمكان تناول البطولات التي حدثت على ظهر الجواد العربي ، مع عدم إغفالنا لأهمية الموضوع عامة .
ونقلب صفحات العدد ، فنعثر على صفحة شعرية بعنوان (( عندما لمعت السمكة )) ، الهدف فيها غير واضح ، والمغزى غير مفهوم ، تقول القصيدة : (( الطائر العجيب / يطير في الصباح / فوق البركة / الطائر اللماح / ينقض نحو الماء / مثل السهم / مسكينة يا سمكة / لكن أكان ممكناً / أن تصبحي ضحية / يا سـمكة فضية / لو لم يكن صاحبنا الدؤوب / قد / رآك / تلمعين / تحت / ضوء / الشمس )) .
وبمراجعتنا هذه القصيدة مرات ومـرات ، لم نعثر على لمحات فنية أو بنائية تربوية ، ولم نفهم الهدف من ورائها ، فهل تقديم مجرد كلام متتابع هو كفيل بجذب اهتمام الطفل ، أم تصل القصيدة إلى هدفها من خلال توجيهات تربوية أو جمالية ، رمزية أو مباشرة .
وفي العدد (57) الصفحة (11) نجد الطرائف في باب (( الإسلام حضارة )) وهو خلط ليس له مبرر ، كما نجد صوراً تمثل الشياطين بأشكال غريبة منكرة ، كما نجد موضوعاً عن قصة آدم وحواء ، لا يستحسن تقديمه للأطفال ، وكأنها مسلمات ثابتة ، لأنها معلومات مأخوذة من مصادر غير موثوقة .
وفي الصفحة (31) (( مغامرات دبوس )) ، وهي رسومات ضعيفة جداً ، لا وجود لفكرة معينة ، كما أنها تهين الإنسان ، بتشبيهه بالأرنب ، كم تسيء للأطفال الذين تتميز أسنانهم الأمامية بالبروز قليلاً إلى خارج الشفة .كما أن هناك حكايات تتناول مشاهير الغرب في الصفحتين ( 36 ـ 37 ) دون ذكر نوابغ العرب حتى يعتز الأطفال بتراثهم وأجدادهم .
وفي العـدد التـالي رقم (58) نلاحظ انعكاس صورة الشيطان على رسومات الأطفـال ، ففي بـاب (( فنـانون صغار )) نجد رسمة تمثل (( دراكولا )) الشخصية المرعبة ، والدماء تسيل على فمه ، وفي الصفحتين (12-13) طــرائف تخـلو من الطرافة والإفادة ، وفي قصة (( الربيع الآخر )) المصورة ، نلاحظ أنها تتحدث عن تلوث البيئة ، فتتحدث عن حل كيميائي دون محـاولة معالجة الأسباب ، كما نجد في الصفحة (16) إيحـاء بأن المتحدثين ليسوا عرباً ، وفي الصفحة المقابلة نسمع باسم (( الدكتورة وفاء )) ، وهو اسم عربي ، الأمر الذي يحدث بلبلة في ذهن الطفل .
وفي الصفحة (44) قصيدة فضـلاً عن أنها تخلو من أبسط مقومات الترابط فيما بينها ، فإنها تدعو مباشرة إلى عدم الصلاة ، يقول الشاعر : (( بيت أبيض / بين النخل الأخضر / وشراع أزرق / يتهادى / صوت ناي / طفل يضحك / عصفور يتنقل / بين الأغصان / سرب حمام / مختلط الألوان / آذان المغرب / انصرف الناس / وظللت مقيماً في هذا المشهد )) .
فما الهدف الذي يريد أن يصل إليه الشاعر ، الصور متفككة تماماً ، والشاعر يدعو إلى تأمل المشهد ، بدلاً من الذهاب إلى الصلاة ، وكأنه يقول : (( أنا أفضل حالاً من الذين ذهبوا إلى الصلاة لأنهم لا يتمتعون بمشاهدة منظر الغروب )) ، ونقول : الحمد لله لأن الشاعر يؤكد أن الجميع ذهبوا إلى الصلاة ، وأنه الشاذ بينهم لأنه فضل المشهد على أداء الفريضة ، ومن فمه ندينه .
الصفحة الأخيرة من العـدد (60) شهر سبتمبر 1997م ، مغـامرات تحت عنوان (( ظقلوت وشحتوت )) ـ في العدد (58) كان اسمها شقلوت وشحتوت ـ حيث نرى شحتوتاً يمحي ظقلوتاً بممحاة قلم الرصاص ، وهذه هي كل القصة ، دون أي هدف أو رسالة ، بل تبدو وكأنها تسلية خفيفة ساذجة ، لم تعد تناسب عقلية الطفل المعاصر الذي بات مطلعاً على كثير من وسائل الإعلام الحديثة .
ونقفز إلى العدد (74) نوفمبر 1998م . حيث نجد قصة تحت عنوان (( مغامرات حادي وبادي )) ، وهي قصة مصورة مثيرة ، حيث نجد مجموعة كبيرة من الكلمات التي من المستحسن عدم تقديمها للطفل بواسطة مجـلته ، وهذه الكلمات التي تكررت أحياناً : (( أيها البلهـاء ـ يا للمصيبة ـ يا للكـارثة ـ عليك اللعنة ـ أيها الأحـمق ـ سائق متهور الأبله )) ، وفي الصفحة (26-27) نلاحظ وجود قصة مصورة بسيطة الرسوم ، دون أي مغزى كما أنها تشجع التعارف بين الجنسين .
ولا يعني الكلام السابق أن المجلة تخلو من الإيجابيات ، إذ إنها تحوي إيجــابيات كثـيرة ، (( كالتنوع الشديد والتركيز على تعريف الطفل بالتراث العربي الإســلامي ، وربطه بواقعه ، وتنمية معلوماته العلمية ، ووجـود صفحات للقارئ الصغير ، والعناية إلى حد معقول بجودة الورق وحسن الإخراج ))( ) .
وقد (( عمدت المجلة إلى تبني شخصيات لها صفة الثبات إلى حد كبير كي يعتادها الطفـل ويتفاعــل معها ويتقمص بعض أدوارها ، مثل شخصية همام ، وتوته وكيكو وزيكو ، وجحا ، وحسونه وسـونه ، وشقلوط وشحتوت ، والعربي الصغير ، وحادي وبادي ، وكريم وحليم وغيرهم من الشخصيات . وقد تنوعت الأساليب القصصية ، منها القصة المروية ، والقصص المستمدة من التراث العربي ، والقصص العالمية ، والقصص التي تعتمد على الرسوم المتتابعة ، والقصص التي تعتمد على الكلمة والصورة . كما قدمت المجلة الأسلوب التسجيلي الذي يتمثل في الاستطـلاعات عن البلاد والمهن والأشياء الفريدة . كما قـدمت الأســلوب المباشـر الـذي يتمثل في تقديم بعض المعلومات والمعارف ، والأسلوب الذي يشجع الطفل على المبادأة والبحث عن المعلومة كالمسابقات والألعاب ، والأسلوب ( الكاريكاتيري ) المرح ، وهو الذي يستخدم لنقد بعض العادات السيئة التي قد يمارسها الأطفال ، أو لإضفاء روح البهجة والمرح على بعض صفحات المجلة ))( ).
[5] مجلة ماما ياسمين ( صدرت عام 1407هـ ـ 1986م )
لم تذكر المصادر الكويتية التي اطلعت عليها والتي تناولت صحافة الأطفال في دولة الكويت هذه المجلة ، رغم أنها صدرت في الكويت ، بثوب كويتي وتمويل كويتي ، وربما يكون سبب ذلك أن ترخيص المجلة كان من نيقوسيا بقبرص .
وكان العدد الأول قد صدر في الأول من ديسمبر 1986م ( ) ، عن (( دار الياسمين للصحافة والطباعة والنشر ))( ) . وجاء في الافتتاحية : (( إن هذا العدد ، هو الخطوة الأولى في مشوار الألف ميل ، ولكي تكون المسيرة سريعة الخطى وواثقة ، نمد يد التعاون لكل الآباء ، ونـدعـو أشـبال العرب للتوجه لمجلة منذورة لثقافة الطفل العربي وسعادة مستقبله )) . وبالرغم من أن المجلة أسبوعية فإنها صدرت شهرياً وتمكنت (( دار الياسمين )) من إصدار ثلاثة أعداد ثم توقفت بعد صدور عددها الأخير في جمادى الآخرة 1407هـ ـ فبراير 1987م .
وبعد أكثر من سنة كاملة ، عادت المجلة للصدور في ربيع الأول 1409هـ ـ نوفمبر 1988م ، عن (( دار الياسمين للصحافة والطباعة والنشـر )) ، وجاء في افتتاحية العدد الرابع ( الصفحة الثالثة ) :
(( من الواضح أحبائي أن بعض التأخير طرأ على موعد صدور العدد الرابع وهو الآن بين أيـديكم متـأخراً ، والحقيقة أننا ندرك تماماً اشتياقكم ولهفتكم لصدور العدد في حينه ، لكن الظروف الطباعية التي فرضت علينا بعض القوانين هي التي تسببت في تأخير العدد ، وقد اتخذنا كل التدابير اللازمة للتغلب على المشاكل الطباعية ، ونرجو أن يكون ما واجهناه هو آخر المطاف ، في سلسلة التحدي الطويلة التي نخوضها ، لكي تأتي إليكم المجلة في موعدها وفي ثوبها الأنيق المعتاد )) .
وقد صدرت المجلة بثوبها القديم ، وفي عــدد الصفحات نفسه ، والبالغ (52) صفحة ، من القطع الكبير ، ومطبوعة على ورق أبيض عادي عالي الجودة ، وبألوان جميلة ، وإخراج مناسب ، حتى صدور العدد (12) وهو تاريخ توقفها النهائي في ذي القعدة 1409هـ ـ يوليو 1989م .
وتقول رئيسة تحرير المجلة للباحث : ( ) إن مجلة ماما ياسمين (( صدرت مجدداً من خلال مؤسسة شيخة عبد العزيز الزاحم ( ) ، فقد اشترتها من مؤسسها بعد أن أفلس وكسدت وتكدست الأعداد لديه لأنه لم يستطع نشرها على نطاق واسع ولأنها مكلفة ، آملة أن تأخذ طريقها إلى الرفعة والازدهار وأن تصل إلى الطفل بأحلى حللها المزدانة بالألوان الزاهية وبالصور الجذابة المغرية وبملمسها الحريري ، من أنقى أنواع الورق وأصفاه ، حتى يتمتع الطفل باقتنائها وتستهويه بروعتها ورونقها ، وقد كان ترخيصها من قبرص لأن الكويت حينها لم تكن تعطي رخصاً ، وذلك لعدم قناعتها بجدوى الفائدة من الإصدار .
أما أهداف المجلة ، فهي السعي من أجل بناء الطفل الكويتي والعربي ، على حد سواء ، يقيناً من المسؤولين في المجلة بأنها تزرع في طفل المستقبل صناعة الجد والعمل ، وعندما يرى شيئاً نظيفاً ومميزاً ، سيساهم بالكتابة إلى المجلة ، ويشارك في صناعة الفكر والإبداع ، وفي نشر ما يجول بخاطره من أفكار وصور وخواطر ذهنية محشوة داخل محور ذاته ، وعندها تبنى شخصيته من خلال مراسلاته المتكررة .
أما الخصائص ـ كما تقول رئيسة التحرير ـ فهي زراعة ذهن جديد وعقل محوري إعلامي يتنفس من خلاله الطفل ويندمج اندماجاً عملياً بالرسم والكتابة والمراسلة ، لأنه قد انتمى للنادي العلمي والفني ، من خلال قراءته لأعــداد المجـلة ، فيصبح لها شريكاً فعلياً ، من خلال إبداء الرأي والاختيار الأنسب بالمشورة بين الجهتين : الطفل والقائمين على العمل .
وتضيف رئيسة تحرير ماما ياسمين : إن حسن اختيار الموضوعات القيمة والنافعة تربوياً وعملياً ، والإبداع الدائم في كل ما تختاره المجلة هو ما يميزها عند الطفل ، فيندفع ذاتياً دون اختيار الأهل له ، فيحتويها ، ويسأل عنها عندما تغيب عن عينيه ويكون شغوفاً منتظراً إصدارها الجديد لامتلاكها من جديد ، لأنها قد أصبحت أسيرة ذاته ، وقارئها من سن ست سنوات حتى 15 سنة .
ونلاحظ أن المجلة كانت جديدة شكلاً ومحتوى ، بالنظر إلى أنها مجهود فردي ، كان من المناسب لو تم استثمارها بشكل أفضل ، ومد يد العون لها لتستمر بالصدور .
[6] مجلة أزهار ( صدرت عام 1408هـ ـ 1988م )
صدر العدد ( صفر ) من مجلة (( أزهار )) عن دار الوطن للصحافة والطباعة والنشر( ) صباح الثلاثاء 23 شوال 1408هـ الموافق 7 يونيو 1988م كملحق لجريدة الوطن اليومية ، مكان وصدور الملحق كل ( 15 ) يوماً ، واستمر دون انقطاع لغاية شهر أغسطس 1990م ، إثر دخول القوات العراقية إلى الكويت ، وتوقف الصحف الكويتية ، ولم يعاود (الملحق) الصدور بعد عودة الكويت إلى أهلها .
وصدرت المجلة (الملحق) بحجم (( التابلويد )) المعروف عالمياً ( 40 × 25سم ) ، في (16) صفحة ملونة بالكامل ، مطبوعة بشكل مناسب ، لمحلق يصدر بالألوان على ورق صحف زهيد الثمن . وجاء في تعريف المجلة أنها (( ملحق خـاص للطفولة والناشئة وهي معـرفة للعقل ومسرة للقلب )) ، وكان هذا التعريف يذكر في كل عـدد على الصفحة الأخيرة ، والأولى أحياناً . ولا يظهر على المجلة من خلال تتبع أعدادها ( صدر منها 55 عدداً ) أهداف محددة ، يمكن تلمسها من خلال صفحاتها ، إذ يغلب عليها التسلية والترفيه والإمتاع ، مع بعض المعلومات المتفرقة ، ولا يبدو أن هناك خطة معينة أو دوراً بنائياً عمدت المجلة إلى القيام به .
والإسلام لا يظهر على صفحات المجلة إلا بشكل خجول ، وبذلك لا تتمتع (( أزهار)) بأي صبغة إسلامية ، وإن كان صدورها في مجتمع إسلامي ، وبأموال إسلامية ، وموجهة لشريحة مسلمة من الأطفال . وتتميز المجلة برسوماتها الجميلة ، وشخصيتها المستقلة ، وأبوابها الثابتة التي حافظت على أغلبها طوال فترة صدورها ، وقامت بتطويرها وتنويعها . وكانت المجلة تحرص في أعدادها الأولى على نشر أنشودة شعرية جميلة في الصفحة الأولى ، مرفقة برسمة لفنان محترف .
وتتوزع أغلب أعداد المجلة على الأبواب التالية :
1) مرح الأصدقاء : وهي صفحات للتسلية والتلوين والألغاز ، والطرائف ، وقوة الملاحظة ، و(( الكاريكاتير )) ، والاختلافات ، وتتكرر أكثر من مرة في العدد أحياناً .
2) قصص مصورة : هي في أغلبها قصص خيالية ، تعتمد على الإثارة ولا تهدف إلى تحقيق أهداف تربوية في معظمها ، حيث نلاحظ وجوداً متكرراً لقصص المغامرات والإثارة والخيال غير المعقول .
3) ثقافة الأصدقاء : تثير (( أزهار )) رغبة الطفل الملحة بتلقي المعلومات وتخزينها ، وذلك بتقديم وجبات متكررة من المعلومات بقالب جميل وجذاب . ولا تكتفي المجلة بتقديم المادة المكتوبة ، بل ترفق ذلك بصور ورسومات توضيحية ، لا تزدحم فيها المعلومات بشكل منفر ، وممل ، وهو الأمر الذي يدعو إلى الشوشرة والتكدس في جـوانـب المجـلة ، ومن ثم إلى سـوء استيعاب الطفل لما تقدمه المجلة من ثقافة خاصة . ومن المعــلومــات الثقافية التي قدمتها (( أزهــار )) تفسير آيـة من كتاب الله ، ومعلومات عن بــلاد العــالم ، وقصص تراثية قصيرة ، وأخبار غربية تهم الأطفال ، ومعلومات صحية وتاريخية وفنية وأدبية وعلمية .
4) لقاء الأصدقاء : يحوي هذا الباب مجموعة من صور الأطفال ، وبعض المشاركات المختارة للأطفال ، ولعل هذا الباب الدائم يشجع الأطفال على المشاركة بإيجابية في الكتابة . وظـهر هـذا الباب واضحاً فيما بعد من خــلال إنشـاء باب جديد عنوانه : الصحفي الصغير ، وكان يكتب في أعلى الصفحة دائماً : (( دعوة مفتوحة نوجهها لجميع قـراء أزهـار الأعزاء ، للمشاركة في تحرير صفحـات (( الصحفي الصغير )) ، وأسـرة أزهار ترحب بإنتاجكم سواء كان قصة قصيرة أو حكمة أو طرفة ، أو خبراً طريفاً ، وسينال صاحب أفضل رسالة هدية قيمة تشجيعاً له )) ، وقد تحول للباب فيما بعد إلى (( ديوانية الأصدقاء )) .
5) علوم الأصدقاء : يحاول هذا الباب التركيز على المعلومات العلمية المختلفة ، ويقدمها بطريقة وأسلوب مبسط . ويهدف الباب إلى تنمية المعارف العلمية عند الأطـفـال ، في مختلف فـروع المعـرفة ، وتطـويعها بالكلمة والرسمة والصورة ، لتسهيل عملية استيعاب الطفل للمادة . ومن العناوين المقدمة في هذا الباب : اكتشاف ، عباقرة خالدون ، مع المستقبل ، عالم الحيوان ، الموسوعة العلمية ، العلم بين يديك .
6) مسابقة العدد : كانت المسابقة تتكون من بضعة أسئلة ، وفي كل عدد سؤال ، يهدف إلى تنمية دافعية البحث والاستفسار عند الطفل الصغير ، والرغبة في المتابعة والمشاركة المستمرة .
7) مهارات : لا تحفل أزهار بكثير من المهارات ، لكنها كانت تنشر في أعداد متفرقة بعض النشاطات اليدوية ، كما نشرت في بعض أعدادها باب : نصنع نتسلى .. نتعلم نحزر .
8) قصص من الخيـال العلمي : قـدمت المجلة في بعض أعـدادها قصصاً علمية خيالية ، على اعتبار (( أن الأطفال يشغفون بالتقدم العلمي وهو من مظاهر تكيفهم الاجتماعي والحضاري مع العالم الخارجي عن طريق الاهتمام بالاكتشافات العلمية والاختراعات الحديثة ))( ) .
ورغم تنوع أبواب المجلة بشكل لافت ، حيث كانت الأبواب السابقة ، مع غيرها من الأبواب الكثيرة مبتكرة ، تشكل محطات تعليمية وتربوية وتثقيفية ومهارية ، وفنية ، وجمالية فإنها كانت تحفل أيضاً بالموضوعات المترجمة ، مثل قصة ( باسل وجزيرة الغموض ) بدءا من العدد ( 14) ، ورغم أنه كتب أن القصة هذه هي من كتابة ورسوم حسام عرفة ، فإن الشخصيات تبدو شخصيات غربية بأسماء عربية . وتركز المجلة أيضاً على إبراز شخصيات غـربية ( ابتداء من العدد 18 ) مثـل : والت ديزني ، رامبو ، بينوكيو ، النينجا ، استريكس سكيليتور ، وغير ذلك من الشخصيات الغربية ، التي لا تناسب الجمهور المستهدف من الأطفال العرب والمسلمين .
كما أن المجلة تغفل عن تناول المظاهر الإسلامية ، والتراث العربي ولا تربط الطفل بقضاياه المصيرية ، وإذا تناولت بعض الجوانب الإسلامية تعرضها بشكل سريع ، وفي أماكن غير بارزة ، ولافتة . وتهتم المجلة بإبراز شخصيات بعيدة عن الواقع ، مثل الوطواط والأبطال والأشرار ، كار بار ، شيتارا … وغيرها من القصص والشخصيات التي تخرج الطفل من الواقع ، فيما نحن بأشد الحاجة إلى تنمية إحساسه الواقعي ، وإبعاده عن الخيال اللامنطقي ، الذي يهدف إلى الإثارة وجذب الأطفال إلى المجلة فحسب .
7) مجلة دانة ( صدرت عام 1410هـ ـ 1989م )
تعتبر مجلة (( دانة )) امتداداً لمجلة (( ماما ياسمين )) ، وتقول رئيسة تحرير (( دانه )) للباحث ( ) : إن المجلة صدرت في سبتمبر 1989م ، عن مؤسسة شيخة الزاحم ( ) ، وهي مثيلة لمجلة (( ماما ياسمين )) ، وترخيصها من سويسرا ، وقد وفت المجلة بجميع التزاماتها تجاه قراء (( ماما ياسمين )) ، وقدمت لهم المادة نفسها بأسلوب جديد جذاب ، وحافظت على المبادئ والاهتمامات نفسها ، وتعتبر مكملة لأهـداف مجلة (( ماما ياسمين )) ، وكانت تحوي أبواباً ثقافية وإسلامية وفنية واجتماعية ، ومصورة وبالألوان ، وعلى الأوراق الفاخرة ، وكان عدد صفحاتها (52) صفحة ، وصــدر منها (11) عدداً ، وكان العدد الثاني عشر بالمطبعة ، وتوقفت الطباعة مع دخول القوات العراقية إلى دولة الكويت ، ولم تتمكن المؤسسة بعد الغزو من إعادة إصدارها لأسباب مالية وفنية .
يذكر أن العدد الأخير من المجلة صدر في الأول من أغسطس 1990م ، أي قبل الغزو العراقي بيوم واحد ، وأن العدد المذكور لم نعثر عليه لدى رئيسة التحرير أو أي من المصادر الأخرى . أما أعداد المجلة الأخرى ، من العدد الأول إلى العدد العاشر فإنها متوافرة كلها . وثلثا المجلة بالألوان ، وكانت تصدر بالقطع الوسط ، على ورق مصقول لامع وعالي الجودة ، وبإخراج جيد وطباعة ممتازة .
وبمتابعة أعداد المجلة نجد أنها تناولت عدداً كبيراً من الموضوعات مستفيدة من مختلف الأسـاليب الصحفية الممكن استخدامها في مجلة الطفل ، حيث نجد القصص المصورة ، والمعلومات العلمية المختلفة ، والألعاب الترفيهية ، والمهارات اليدوية ، والفنون الصحفية التي يحررها الصغار ، كما استخدمت المقالة ، والتحقيق ، والرسومات المعبرة ، والفنون الإخراجية المختلفة ، والاستطلاعات ، والمسرحيات …
ويلاحظ أن المجلة لم تتبن شخصيات لها صفة الثبات إلى حد كبير حتى يعتادها الصغار ويتفاعلوا معها ، ويتقمصون بعض أدوارها . ولقد ظهرت بعض الصفحات ( ثلث المجلة في كل عدد ـ 16صفحة ) يسود فيها لونان فقط ، وجميع الرسومات باللونين الأسود والأبيض ، وهي تقل بجاذبيتها عن الصفحات الأخرى ، بالرغم من إخراجها الجيد ورسوماتها المقبولة . وتحتوي المجلة على مجموعة من الموضوعات ، أغلبها لم يتخذ صفة الثبات والاستمرار .
وبمتابعة جميع أعداد المجلة ( من 1 إلى 10 ) لم نتمكن من تحديد أهداف ثابتة واضحة لها . ورغم أن محتويات المجلة تبدو بمعظمها نقولات ، فإنها كانت عبارة عن مختارات موفقة ، إلا أنها لم تخضع لدراسة تربوية ، ولم تتمتع بشخصية واحدة .
ففي العدد الأول مثلاً ، نجد في الصفحتين (2ـ3) قصة زيزي الحالمة التي تتحول إلى بطة ، حيث لم نجد فوائد تربوية مستفادة ، لكننا نجد في الصفحتين (4ـ5) قصة مصورة أخرى حول (( محبة الأسرة )) حيث نلاحظ درساً في التربية الأسرية ، وحادثة تعبر عن حب أفراد الأسرة بعضهم بعضا .
وفي الصفحتين (6ـ7) قصة حشرة اليعسوب ، وهي قصة مترجمة تتناول طريقة عيش اليعسوب ، إلى جانب معلومات علمية . وتخصص المجلة صفحتين للفتيات الصغيرات وفيها معلومات عن كيفية المحافظة على (( الزرع )) ، (( والمطبخ )) ، و(( لكل مشكلة حل ))، و(( أزياء خليجية )) . وخصصت صفحتان (14ـ15) لمحطات من تاريخ الكويت ، وتحوي المجـلة صفحـات إسلامية للطفل الصغير (17ـ 18ـ 19) ، وأخبار الفضاء والكــواكب ومعلومات عن بعض الشخصيات العالمية الشهيرة ، ومعلومات عن العالم ، والفنون التعبيرية ، والرياضة ، والألعاب ، والتسالي ، والمسابقة الشهرية ، وصور الأطفال ونادي التعاون وغيرها من القصص والمعلومات المتفرقة .
[8] مجلة كويتنا ( صدرت عام 1411هـ 1991م )
صدرت (( كويتنا )) في 25 من شهر فبراير من العام 1991م ، إبان الاحتلال العراقي لدولة الكويت ، عن المركز الإعلامي الكويتي في القاهرة ، وذلك لمتابعة الأحداث داخل الكويت ، وربط الكويتيين الصغار الموجودين في مصر بهذه المجلة التي بدأت في (16) صفحة من القطع المتوسط ، ثم أصبحت (32) صفحة ، مطبوعة بالألوان على ورق مصقول لماع . واستمرت المجلة في الصدور بعد خروج الجيش العراقي من الكويت ، وظلت تصدر بصورة نصف شهرية حتى العدد الثامن الذي صدر في الأول من سبتمبر 1991م .
وتقول رئيسة تحرير المجلة كافية رمضان : (( إنها هدفت إلى ربط الطفل الكويتي خارج الوطن بوطنه أيام العدوان العراقي على دولة الكويت ، كما عملت على التوجه إلى الأطفال الكويتيين داخل الوطن بعد التحرير ، للمساعدة على تجاوز الآثار النفسية السيئة التي خلفها الاحتلال على الأطفال . وتحتوي مجلة (( كويتنا )) على مجموعة من الأبواب المتنوعة التي تركز على الجانب الوطني ، كما تقدم صفحات دينية ، وصفحات من تاريخ العرب ، وصفحات تدفع الطفل إلى الإيجابية والمشاركة . وقد اعتمدت المجلة اللغة العربية الفصحى المبسطة ، وقد كان يقوم عليها مجموعة من الخبراء في مجال ثقافة الطفل وصحافته ))( ).
وبمتابعة أعداد المجلة الثمانية ، نلاحظ أن المجلة لم تستهدف عمراً محدداً . كما أنها كانت مغرقة بالوطنية ، وذلك بسبب الظروف الصعبة التي كانت تمر بها الكويت من احتلال ، والحياة القاسية التي كان يعيشها الكويتيون مهجرين خارج وطنهم . وكانت المجلة تستهدف الأطفال الكويتيين الموجودين بالقاهرة ، حيث صدرت في 25 فبراير 1991م ، وهو يوم العيد الوطني لدولة الكويت والذي لم يتسن للكويتيين أن يحتفلوا به ، ولكنهم احتفلوا باليوم الثاني من صدور المجلة بمناسبة خروج القوات العراقية .
وقـد جـاء في تعـريف المجـلة أنها نشرة للصغار ، وتصدرها إدارة شؤون المرأة والطفـل بالمركـز الإعلامي الكـويتي بالقـاهرة ، وكتب المحرر في افتتاحية العدد الأول ( الصفحة الثانية ) : (( عزيـزي الطفل الكويتي ، عزيزتي الطفلة الكويتية .. هذه النشرة الصغيرة موجهة إليكم وأنتم خارج الوطـن ، وكنا نتمنى أن نكون على أرض الكويت ، وطننا الذي نحبه كثيراً ، وكنا نتمنى أن نحتفل بعيدنا الوطني على أرض الوطن المحرر ، ولكننا سنعود بإذن الله )) .
ومن خلال صفحات الأعداد الثمانية التي صدرت في القاهرة ، يظهر أن المجلة كانت بنت الظروف المصاحبة لصدورها ، فهي لم تصدر إلا بسبب هجرة الكويتي إلى القاهرة وغيرها من بلاد العالم ، وكان رأي المشرفين على المجلة ضرورة إصدارها في ذلك الوقت لتواكب الأوضاع القاسية التي عانى منها الكويتيون ، ولتكون صوتاً كويتياً خاصاً بالطفل . ويغلب على المجلة طابع الوطنية في جميع صفحاتها وأعدادها ، وقد توقفت بعد انتفاء سبب صدورها إثر عودة الكويتيين إلى ديارهم .
ونلاحظ أن المجلة استخدمت جميع أساليب العمل الصحفي الممكن حسب الإمكانات المتاحة فهناك القصيدة ، والقصة ، والقصة المصورة ، والمعلومات العامة ، والألعاب ، والتسالي ، والأحاديث النبوية الشريفة ، والقصص التراثية ، ورسومات الأطفال ، وغير ذلك من الموضوعات التي تتفق مع صبغة المجلة الوطنية .
ولا يمكننا هنا أن نأخذ على المجلة حصر نفسها بقضية الوطن ، ولا أن نلومها على ذلك ؛ لأنها صدرت في ظروف لو مر بها أي وطن من الأوطان لاستلزم صدور مجلات مماثلة ، لذا لا يمكننا اعتبار مجلة (( كويتنا )) مجلة أطفال عامة ، أو مجلة تهدف إلى تحقيق تنمية معينة ، فهي مجلة صدرت في ظرف معين ، وبعد أن انتهى ذلك الظرف توقفت المجلة عن الصدور بصورة تلقائية ، لانتفاء الظرف الذي كان يستدعي إصدارها .
[9] مجلة جندي المستقبل ( صدرت عام 1412هـ ـ 1992م )
تصدر مجلة (( جندي المستقبل )) شهرياً عن مديرية التوجيه المعنوي والعلاقات العامة بوزارة الدفـاع الكويتية ، منذ الأول من أغسطس 1992م ، بالقطع الكبير ، وملونة بالكـامل ، ومطبوعة على ورق مصقول عالي الجودة ، وتستخدم أحدث الوسائل الطباعية ، في إخراج ممتاز ، ورسومات جذابة .
وبالرغم من الإمكانيات الجيدة المتاحة للمجلة ، والتي من المفترض أن تهيئ السبيل لإصدار مجلة خالية من العيوب (( فجندي المستقبل )) ، باستثناء الطباعة الجيدة ، ورسوم الغلافات التي يقوم بها فنانون ماهرون ، فإن محتوى المجلة ضعيف جداً ، سواء من حيث المادة أو من حيث الرسوم المستخدمة . كما أن المجلة تسيء أحياناً إلى القيم المتوقع منها الالتزام بمضمونها ، خصوصاً إنها تصدر عن وزارة الدفاع وموجهة للأطفال ، الجنود الصغار ، الذين سيكبرون يوماً ليقودوا جيش الدولة .
فالمجلة في أعدادها الأخيرة ( النصف الثاني من العام 1998م ) تخلو تقريباً من القصص والموضوعات التي تبث قيم البطولة والجهاد في الطفل ، وبما أنها تصدر عن جهة عسكرية ، فإن المتوقع منها كان إعطاء الأولوية لقصص البطولات الإسلامية والعربية على مرّ التاريخ سواء في الماضي أو الحاضر .
ويبدو أن المجلة تحاول أحياناً تغطية أكبر عدد من صفحاتها الـ( 34) بالموضوعات الإخبارية ، التي لا تقدم للطفل فائدة علمية أو تربوية ، فهي وإن حوت بعض الفائدة في تشجيع أنشطة الأطفال المختلفة ، إلا أن ذلك لا يعني التوسع إلى تخصيص ست صفحات من العدد (73) تاريخ أغسطس 1998م ، وكذلك ست صفحات من العدد (76) تاريخ نوفمبر 1998م ، وثماني صفحات في العدد (77) تاريخ ديسمبر 1998م أي حوالي 25% من حجم المجلة الإجمالي .
كما نلاحظ أن صفحات المعلــومات في المجلة مأخوذة نقلاً ، بطريقة القص واللصق ، من كتب وموسـوعـات الأطفـال ، حيث تنشر المادة ، ومعها رسوم الكتب نفسها ، دون إعداد رسام خاص بالمجلة ، وهذا الأمر وإن كان مقبولاً ، ويمكن تفهمه في مجلات لا تملك الإمكانات الكبيرة ، إلا أنه في حالة مجلة كجندي المستقبل يعتبر أمراً يدعو إلى الاستغراب .
كما أن المجلة تخلو في بعض صفحاتها من الجد والطـرافة ، ولا تحدد الشريحة العمرية المستهدفة ، ولا تتناول الموضوعات الدينية بإسهاب ، فتربطها بالقضايا العسكرية والدفاعية والجهادية ، نظراً لأن المجلة تصدر عن جهة ذات اختصاص .
فضلاً عن أن المجلة لا تخلو من الأخطاء اللغوية والتربوية ، فهناك رسوم غير لائقة ، وتبث قيماً لا تتناسب مع القيم الإسلامية مثل رسوم لفتيات بلباس البحر (( المايوه )) العدد ( 76 ) . ولا يعني ذلك أن المجلة لا تبث سلوكيات حميدة ، بل فيها عدد من الموضوعات تتناول قضايا توجيهية خاصة بجندي المستقبل ، كما تعرفه على الجيش وأقسامه ووحداته ..
وتتوزع موضوعات المجلة على الشكل التالي :
1) أخبار متفرقة : وهي أخبار وزارة الدفاع التي تهم الأطفال ، ونشاطات الأطفال المختلفة ، ويلاحظ أنها مكثفة كما أشرنا سابقاً .
2) قصص مصورة : وهي قصص متنوعة لشخصيات مختلفة ، وبذلك لا تقدم المجلة شخصية محددة في مختلف أعدادها باستثناء شخصية (( فرحان )) .
3) ألعاب وتسال : وفيها رسوم وألوان ، وقوة الملاحظة .
4) الأخبار العلمية .
5) تراث وحكم .
6) معلومات متفرقة .
7) صور الأطفال .
8) أخبار رياضية .
9) موضوعات إسلامية .
10) بريد الأصدقاء .
11) مسابقات متنوعة .
[10] مجلة زينة حياتنا ( صدرت عام 1413هـ ـ 1992م )
صـدرت مجلة (( زينة حياتنا )) كملحق لمجلة (( حياتنا )) الكويتية ، وهي مجلة شهرية منوعة ، صدر العدد الأول في بـداية شهر فبراير 1992م في (16) صفحة من القطع الصغير ، ملونة بالكامل .
ويقول رئيس تحرير المجلة للباحث ( ) : (( إنهُ وبعد تحرير دولة الكويت ، كان هناك إنسان لم نعطه الاهتمام الكافي ، على الرغم من أن الجميع يحرص على تلبية طلباته ، إنه الطفل الذي عانى طوال الاحتلال العراقي كثيراً ، سواء من كان خارج الكويت أو من كان بالـداخل ، فمن كان خارجها ، كان يتساءل عن الذنب الذي اقترفه حتى يحرم من بيته وبلده ، من مهد طفولته ومدرسته وملعبه ، ومن كان داخلها ، كان ما ارتكبه جنود الاحتلال يكفي ليشبع الفزع في قلبه الصغير . هذا الصغير الذي نحبه جميعاً ، لم تصدر مجلة خاصة به منذ ذلك الوقت ، ولم تكن له صفحات تعوضه عما لاقاه أو عن بعض ما لاقاه ، ولهذا قـررت أسـرة تحرير مجلة (( حياتنا )) أن تكمل رسالتها ، فأصدرت صفحات خاصة بالصغار ، تحكي لهم ، وتنشر صورهم ، وتكتب ما يفيدهم وما يمتعهم ويسليهم )) . وصدرت المجلة لمدة سنة كاملة ،مطبوعة على ورق عالي الجودة ، أبيض عادي ، ملونة بالكامل ومن القطع الوسط .
وحافظت المجلة ( الملحق ) طوال فترة إصدارها على نمط واحد من الإخراج والأبواب الثابتة ، وامتازت رسوماتها بشخصية موحدة وبجودة في الرسم والطباعة . وحـوت مجموعة متنوعة من الموضوعات ، وكانت موضوعاتها ذات صبغة إسلامية تربوية . ورغم قلة صفحاتها ، فقد استثمرت الصفحات بطريقة مثالية ، قياساً بالإمكانات المتاحة ، خصوصاً أن مجلة (( حياتنا )) لم تكن مجلة أطفال ، ولكنها استطاعت إخراج مجلة أطفال على شكل ملحق .
وتقسم أبواب جميع أعداد المجلة على الشكل التالي ، وكانت ثابتة في كل الأعداد :
1) كلمة العدد .
2) قصة العدد .
3) القصة المصورة ( خالد بن الوليد ) .
4) صور الأطفال .
5) العلوم والإنسان .
6) العظماء من التاريخ .
7) مهارات ( اصنع بنفسك ) .
8) زاوية خاصة للفتيات الصغيرات .
9) التسلية والطرائف .
ويلاحظ أن التوجه العام للمجلة كان توجهاً إسلاميا ، وأن المجلة استخدمت صنوفاً من الأســاليب المتبعة في إصـدار مجلات الأطفال ، رغم أن السنوات المستهدفة غير واضحة ، فالأطفال المنشورة صورهم سنهم صغيرة جداً وبعضهم لا يزال رضيعاً لا يحسن الاطلاع على المجلة ، ولكن من خلال الموضوعات المتفرقة ، نرى أنها صالحة للسنوات (8ـ15) .
وتعتمد المجلة اللغة العربية الفصحى ، وتشكل أواخر الكلمات بطريقة واضحة تساعد الطفل القارئ على ضبط الكلمات ، لكن هذا الأسلوب ليس مطرداً في جميع صفحات المجلة ، وهو مركز في قصة العدد ، التي تأخذ في كل عدد مساحة صفحتين فقط . ولا يخفى مقدار الإفادة التي يمكن أن تتحقق من تقديم المادة الصحفية المقدمة للطفل مشكلة كلماتها ، حيث تنمو في نفس الطفل ملكة القراءة السليمة ، ويستطيع تمييز الفاعل والمفعول به والمبتدأ والخبر . وقدمت المجلة قصة مصورة مسلسلة ، تروي سيرة القائد الإسلامي الكبير خالد بن الوليد رضي الله عنه ، وكانت القصة تستعرض أربع صفحات من كل عدد ، مما يمنح المجلة ميزة لافتة للطفل ، حيث تجذبه الصور الملونة ، والحركة والإثارة ، في قصة شخصية عظيمة من شخصيات الإسلام ، الذين أحدثوا تأثيراً عميقاً في الأمة وبقي ذكرهم عطراً إلى يومنا هذا ، رغم مرور مئات السنين .
كما نلاحظ أن المجلة تحوي معلومات مختلفة مثل : الدببة ، ابن هشام الأنصاري ، العين ، التماسيح ، الخلية الحية .
وفي باب خصص للفتيات كان يستهلك نصف صفحة بصورة مستمرة ، تناولت المجلة مجموعة من الموضوعات مثل : السراجة ، غرزة التنبيته ، غرزة السراجة المسحورة ، غرزة الشلالة ، تركيب الأزرار( ) ، وغير ذلك مما يدخل في باب تنمية مهارة الفتيات الصغيرات .
ولتنمية المهـــارات عامة ، هنالك موضـوعات مثل : صناعة : الأجراس الملونة ، جرس جميل ، المنارة ، حصان البحر ،علبة أقلام ، حاملة الأغطية . وفي ركن التسلية والطرائف ، كان هناك كلمات متقاطعة بصفة دائمة ، في كل عدد واحدة منها ، مع بعض الطرائف على صفحة واحدة فقط .
كما يلاحظ أن المجلة اهتمت بالجانب الوطني ، حيث كانت تنشر أحيانا صورة أمير البـلاد وولي العهد ، كما تنشر صورة ( كـاريكاتيرية ) لصـدام حسين وتحتها عبارة تقول : (( اندحر الطاغية وبقيت الكويت حرة )) ( الصفحة الأخيرة من العدد السادس ) ، وكانت المجلة تنشر أحياناً بعض الإعــلانات التي لا تؤثر على مضمون المجلة ( الصفحة الأخيرة من العدد الرابع ) ، ( الصفحة الثانية من العدد الرابع ) ، ( الصفحة الأخيرة من العدد الخامس ) ..
ونلاحظ أن المجلة ( الملحق ) قامت بدور مناسب بالنسبة إلى حجمها البسيط ، إذ إنها سخرت الإمكانات المتاحة لتقدم المادة بأسلوب متقدم ، كما أنها التزمت بالقيم الدينية والأخلاقية للمجتمع ، وشجعت الطفل على المشاركة ودفعته إلى المبادأة والتعلم ، وإن في حدود ضيقة ، كما أن موضــوعاتها تخلو من الترجمة ، وأنها استخدمت الأساليب الصحفية المتنوعة ، وقدمت للطفل شخصية إسلامية مألوفة ، لتكون لهم مثلاً حياً ، وقدمتها لهم بأسلوب جذاب ومثير . ورغم أن المجلة استخدمت الأسلوب المباشر في تقديم المعلومات فإنها قدمتها في قالب حي غير ممل وبصور تشجيع على القراءة .
وبالرغم من أن المجلة لا تجسد توجهاً فكرياً معيناً ، وإنها لا تحرص على ترسيخ قيم معينة ، فإنها بالإجمال تعتبر ( ملحقاً ) ممتازاً من حيث المضمون والإخراج ، ومحاولة طيبة ، كان بالإمكان تطويرها وتحسينها ، لو كتب لها الاستمرار والبقاء .
[11] مجلة سدرة ( صدرت عام 1413هـ ـ 1993م )
صدر العـدد الأول من مجلة (( ســدرة )) في مارس 1993م ، وجاء في تعريفها ( الصفحة 3) أنها مجلة تصنع الغد ، أسبوعية للأولاد والبنات من (8ـ12) تصدر مؤقتاً نصف شهرية . وجاء في افتتاحية العدد ( الصفحة 2) بقلم رئيسة التحرير : (( من أجلكم أنتم ، من أجل عيونـكم التي تـرون بهـا العــالم ، تصدر هذه المجلة الجـديدة ، وتنطلق من أرض الكويت ، أرض الخير والمحبة لتتـــوجه إلى كل طفل عربي ، مؤمنين بأن الأطفال هم الذين يصنعون المستقبل وهم وحدهم القادرون على أن يجعلوا الغد أفضل . من أجلكم ، من أجل مستقبل أفضل لأمتنا العربية والإسلامية تنطلق هذه المجــلة بعد دراسـات طويلة ، وتسعى إلى أن تكون مجلة عربية متميزة ، شكلاً ومضموناً ، ونأمل أن تكـون كالسدرة المورقة المثمرة ، فيها كل ما هو جميل ومفيد وممتع ، تتوجه إليكم يا أطفال العرب )) .
وصدرت المجلة في (48) صفحة من القطع الكبير وملونة بالكامل . ونذكر هنا أن العدد التجريبي من (( سدرة )) صدر في يوليو 1992م ، (( وقد كان من المخطط له أن يستمر في الصدور تحت مظلة وزارة الإعلام الكويتية ، التي رأى بعض المسؤولين فيها أن الساحة لا تحتـاج لمجلة أطفال لكي تصـدرها وزارة الإعلام ، فقررت الوزارة عدم إصدارها تحت مظلتها ، مما حدا رئيسة تحريـرها إلى إصدارها بترخيص رسمي غير خاضع للدعم الحكومي ))( ) .
ونلاحظ من العدد التجـريبي أنه نسخة مطورة لمجلة (( كويتنا )) التي صدرت في القاهرة ( ) ، مع زيادة في عدد الموضوعات ، واختلاف بالحجم ، حيث صدرت بالحجم الكبير ، وبطباعة فاخرة ، وورق عالي الجودة وملونة بالكامل .
وجاء في افتتاحية العدد التجريبي بقلم وزير الإعلام ( الصفحة الثانية ) : (( من أجلكم تصدر هذه المجلة الجديدة ، وتنطلق من الكويت أرض المحبة والعطاء والسلام ، فبعد مرور عامين على العدوان العراقي الغاشم على وطننا الحبيب ، وبعد أن استعادت الكويت عافيتها ، حرصنا على أن نبني صرحاً حضارياً جديداً يقول بأن عطاء الكويت لا يتوقف ، وإن العدوان الظالم على وطننا الغالي لا يجعلنا نتراجع عن خدمة الطفل العربي ، ولكننا نستطيع أن ننهض فوق جروحنا مؤمنين بأن الأطفال هم عماد الأمة ، وهم أمل المستقبل ، القادرون على أن يرسموا لنا حياة أفضل ، يسودها السلام والإشراق والأخوة والمحبة من أجلكم أيها الأحبة ، من أجل مستقبل أفضل لأمتنا العربية والإسلامية تنطلق هذه المجلة ، لتكون بين يدي كل طفل عربي ، مؤكدة دور الكويت الريادي الحضاري والإنساني كما يحرص عليه قادة الكويت ، وكما يسعى إليه أبناؤها المخلصون )) .
ورغم أن العدد التجريبي يحمل أفكاراً كثيرة مبتكرة ، إلا أنه يظل نسخة مطورة من مجلة (( كويتنا )) ، حيث أن رئيسة التحرير هي نفسها ، وكذلك الرسوم متشابهة ، والإخراج متماثل ، ومعظم كتابها هم أنفسهم ، كما أن بعض المواد تحركت بثوبها نفسه إلى مجلة سدرة ( العدد التجريبي ) مثل : من تراث الأدب العربي ، مغامرات الصاروخ العجيب ، أصنع بنفسك ، من إبداع فنان صغير ، وغير ذلك من الموضوعات المماثلة في الأبواب والمحتوى .
وبعد أن توقف المشروع ، بإشراف وزارة الإعلام ، قامت رئيسة تحريرها كافية رمضان باستخراج ترخيص من وزارة الإعلام ، وصدرت (( سدرة )) بحلة جديدة ومختلفة ، مع بعض اللمسات المشتركة مع العدد التجريبي ، ولكن بأسلوب جديد مضمون مختلف . فبعد صدور العدد التجريبي في (34) صفحة ، صدر العدد الأول في (48) صفحة ، ملونة بالكامل ، وبنوعية ورق ممتازة وطباعة فاخرة ، مع تحرك بعض الأبواب إلى العدد الأول .
والمجلة تأخذ الصبغة الوطنية والإقليمية والعربية والإسلامية الشاملة وتقول رئيسة تحرير المجـلة : (( إن سدرة تهدف إلى تسلية الطفل وتزويده بالمعارف والمعلومات المختلفة ، وتحاول أن تقدم للطفل ما يستجد حوله من قضايا قد تكون محط اهتمامه أو تساؤلاته ))( ) .
وتذهب إحدى الدراسات إلى القول :(( إن سدرة بدأت بداية جيدة ولكنها أخذت بالتراجع السريع ، إذ تحولت إلى مجلة دعايات وإعلانات ، مما أفقدها مصداقية التوجه التربوي الذي سارت عليه ، مهما يُقل إن ربط الطفل بالمفاصل الاجتماعية والمدنية في حياته أمر ضروري ، لأن هناك فرقاً بين الأسلوب الدعائي والوعظي والإرشادي ، وبين الثقافة الطفلية التي تتيح للطفل الوصول إلى الأفكار والحقائق والمواقف بحرية وبطريقة غير مباشرة ، وينتابنا القلق على وضع المجلة ، ولا سيما أنها ما زالت تراوح في دائرتها التحريرية الضيقة ))( ) .
ورغم اتفاقنا من حيث المبدأ مع الآراء السابقة ، فإن الأمر يختلف مع مجلة تقوم على الجهـد الفــردي ، وإن كان هذا الجهد من شخصية متخصصة في مجال صحافة الطفل ، فالإمكانات المتاحة لفرد ، لا يمكن أن تسمح له بإصدار مجلة ذات تكلفة عالية من جيبه الخاص ، دون دعم رسمي أو شعبي . فالجهد الفردي الهادف يستحق التقدير ولو كان ناقصاً ، ولا شك في (( أن الإعلانات الكثيرة التي تنتشر في مجلة (( سدرة )) تأتي لتغطية التكاليف الطباعية والتحريرية الباهظة ))( ) ، ولعله من المناسب ، بل من المشكور أن تواصل مجلة الأطفال صدورها مليئة بالإعـــلانات ، مع صفحات تربوية هادفة وبناءة ، وبسعر مناسب ، من أن لا تصدر المجلة على الإطلاق ، أو يتعثر صدورها كما شاهدنا مجلات كثيرة أخرى على امتداد العالم العربي والإسلامي ، والتي آثرت الابتعاد عن الإعلان حفاظاً على مجلة طفل خالية من المواد التجارية ، فأدى حرصها إلى التوقف ، ولعل المحافظة على الإصدار بصفحات إعلانية محدودة أفضل بكثير من التوقف تماماً ( ) .
وبشكل عام فإن المجلة تحتوي على الأبواب الثابتة والمتحركة ، حيث نجد صفحات إسلامية (( في رحاب الإسلام )) وقصص مصــورة (( جاسم ونور )) و " مساهماتكم )) ، و (( الموسوعة )) و (( أخبار من العالم )) و(( خالد يسأل )) و (( قرأت لك )) ، و (( معلومة صغيرة )) و (( كابتن جسور )) والألعاب والتسلية والمتاهة ، والرسم والتلوين ، والرياضة ، و(( العم فصيح )) ، وطرائف ، وغير ذلك من الموضوعات .
وعن شكل المجلة وأسلوب العرض فيها تقول رئيسة تحريرها ( ) :
1) يغلب على المجلة الموضوعات السردية القصيرة المتنوعة .
2) تمثل القصص المصورة نسبة الثلث أو أقل .
3) تعمد المجلة إلى القصص السردية ، وتقدم قصصاً مستمدة من التراث .
4) تعمد المجلة إلى الأسلوب التسجيلي ، وتقديم المعلومات المرفقة بالصور .
5) تعتمد مجلة (( سدرة )) اللغة العربية الفصحى ، ويبدو التبسيط واضحاً في القصص المصورة ، بينما القصص السردية ترتفع بها نسبة الصعوبة .
6) التنوع الشديد يجعلها محل جاذبية .
7) تبسط المجلة المعارف العامة ، الثقافية والسياسية ، حيث تتعرض لقضية الغزو العراقي للكويت ، والشهداء ، والأسرى ، ولمأساة البوسنة والهرسك ومشكلات تلوث البيئة وغيرها .
8) تقدم المجلة إرشادات لترشيد الماء والكهرباء والتوعية المرورية ، بالتعاون مع الجهات المختصة .
9) تفتقر المجلة إلى عنصر المرح ، وهي بحاجة إلى زيادة عنصر البهجة وتطوير شخصيات وإضافة شخصيات جديدة .
ويلاحظ أن المجلة ، بالرغم من كثرة إعلاناتها المتفاوتة بين عدد وآخر ، أنها مجلة قيمة في المحتوى والمضمون ، وإن كان من المتوقع أن تكون أفضل من ذلك ، لأنها تصدر عن شخصية لها باع طويل في عالم صحافة الأطفال ، وهو أمر يدعو إلى التساؤل ، عما إذا كانت صحافة الطفل بحاجة إلى التمويل أولاً ، أم إنها بحاجة إلى الفكر قبل المال ؟!
إن تجربة (( سدرة )) ، تستحق لفتة حقيقية وشاملة ، لأن العجز في التمويل لا يسمح للطموحات أن تصل إلى أقصى مداها ، والاتهامات التي سيقت إليها ، والسهام التي وجهت إلى صدرها ، تخرج ممن لا يعرف معاناة إصدار صحيفة بعيدة عن الربحية ، وخصوصاً من جهة فردية ، تقوم بالإشراف ، والتمويل ، والتحرير ، والتوزيع ، والعلاقات العامة ، وبكل ما يتعلق بعملية إصدار مجلة .
ومن غير الإنصاف أن نسدد الاتهام دون معرفة الحيثيات ، فإن (( مراوحة (( سدرة )) لدائرتها التحريرية )) ـ وإن كنا لا نتفق تماماً مع هذا التعبير ـ سببه الأول المعاناة المالية التي تعاني منها صحافة الأطفال ، والتي أدت إلى توقف كثير منها عن الصدور ، في الكويت وخارج الكـويت ، وقد يكـون هذا الأمر مؤسفاً ، لكنه واقع مرير ومحسوس ، لكن صمود (( سدرة )) خمس سنوات متتالية ، بالرغم من تحولها من نصف شهرية إلى شهرية ، يجعلها تجربة فريدة ، حيث إن الأصرار على الصمود والبقاء يبدو جلياً .
أما بالنسبة إلى الدور البنائي الذي تقوم به المجلة فهو دور بنائي عام يشمل المجالات المختلفة ، مثل : الدينية والتربوية والمهارية ، والترفيهية ، والجمالية ، والمعرفية ، والاجتماعية .. وبذلك تؤدي المجلة دوراً مهماً ، نسبة إلى الإمكانات المتاحة ، ونسبة إلى الدور الفردي المذكور آنفاً . وبالرغم من إحساسنا بالنقص المتناثر في بعض جوانب المجلة ، وبعض الأخطاء التي لا تخلو منها مطبوعة ، فإن ما يشفع للمجلة هو الدور الفردي المذكور .
ونلاحظ من خلال ما تقدمه المجلة ـ مع الأخذ بعين الاعتبار الإشارات السابقة ـ أنها توازن بين الموضوعات المقدمة ، التي تتسق في عمومها باعتبار أن الطفل المستهدف هو الطفل الكويتي بالدرجة الأولى يليه الخليجي ، ثم العربي ، وكل مسلم يعرف العربية .
وتمثل موادها تهيئة للطفل ليشكل موقفاً إيجابياً من العلم والقراءة والاطلاع ، مما ينشئ رجــالاً علمـاء في المسـتقبل ، ينبـع عملهم من طريقة سليمة في التفكير والأداء ، والبحث والتنقيب . ويتمثل هذا القدر المشترك من المواد المنسقة في أهدافها في القصص المصورة ، والشخصيات الثابتة والأشعار والأنشودات ، والأمثلة التاريخية ، مما ينم عن تنوع موضوعي وشكلي ، من المتوقع لو قيد للمجلة إمكانيات مادية كافية ، تتخلص فيها من الإعلانات ، ومن مشاكل الطباعة والتكاليف والتوزيع والإدارة .. والمكاتب ـ خصوصاً أن (( سدرة )) لا تملك مقراً ثابتاً ومعروفاً ـ لو قدر للمجلة كل ذلك ، لكانت مجلة مؤثرة محلياً وعربياً وعالمياً ، بشرط أن تتخلى عن محليتها وإقليميتها وتزيد من الجرعات الإيمانية .
[12] مجلة الأصدقاء ( صدرت عام 1414هـ ـ 1994م )
صدر العدد الأول من مجلة (( الأصدقاء )) في الأول من يوليو 1994م ، في حلة جميلة وأنيقة ، في (48) صفحة من القطع الكبير ، ملونة بالكامل ومطبوعة على ورق مصقول لماع عالي الجودة . ولم نتمكن من الحصول على معلومات عن المجلة ( ) .
وقد كتب رئيس تحرير المجلة في الصفحة الثالثة : (( أحبائي الصغار .. السعادة والبهجة ، المساحة الممتعة ، الألوان الزاهية ، الصور الجميلة ، الأوقات الرائعة ، والصدر الرحب ، كل هذا وأكثر هو ما نتمنى أن تجدوه على صفحات مجلة (( الأصدقاء )) ، ونحن نصور ونسطر ونعمل ، كل هدفنا وجهدنا ، وسيبقى ، هو أن نهديكم ما تتمنونه من مجلات الأطفال ، حيث العالم الذي تجدون فيه أنفسكم وأخباركم ، واحتفالاتكم وأنشطتكم المختلفة ، بل هناك صفحات لأمور أخرى تهمكم ، وتسعد أيامكم وعالمكم الجميل . هذه الصفحات منكم وإليكم ، فلا تبخلوا على أنفسكم وإخوانكم بمشاركتهم آراءكم ومساهماتكم على صفحات مجلة (( الأصدقاء )) فالرأي والمعلومة والحقيقة مكانها هنا على هذه الصفحات )).
وفي الصفحة (18) نجـد المقال التالي : (( أصدقاؤنا الأحبة ، مجلة (( الأصدقاء )) لكم ، وبكم ، تقدم لكم كل جديد وممتع في عالمكم الجميل ، ومعكم في كل مكان وفي كل وقت تصاحبكم كأميراتها في المدرسة والنادي والمستشفى والتلفزيون والروضة والمسرح ، واحتفالاتكم وأعيادكم ، وفي كل مجالاتكم وأنشطتكم . مجلة (( الأصدقاء )) نافذتكم إلى عالمكم الرائع وأخباركم هي أول ما يهمنا )) .
وفي الصفحة (41) الإعلان التالي تحت عنوان : مفاجأة .. مجاناً .. (( يسعد مجلة الأصدقاء أن تشـارككم حفلات أعياد الميلاد والمناسبات السعيدة لأطفالكم ، ونشرها على صفحاتها مجاناً ، هدية من المجلة لأطفالنا الأعزاء ، فإذا كان لديك عيد ميلاد أو مناسبة سعيدة وتود تسجيلها في ألبوم الذكريات ، فلا تتردد في الاتصال بنا على هاتف المجلة لتحديد الموعد ليصلك مصورنا )) .
ونلاحظ من خلال هذه الكلمات السابقة أن هدف المجلة هو نشر أكبر عدد من الصور الخاصة بالأطفال ، وكأنها مجلة مناسبات اجتماعية وصور ، وليس لها أي أهداف تربوية تذكر ، ويؤكد ذلك أن أكثر من (90) بالمـائة من محتويات العدد الأول عبارة عن صور للأطفال في موضوعات ومناسبات مختلفة ، مع تعليـق بسيط ، لا يتعدى أن يكون خبراً أو إعلاناً مجانياً .
ونظن أن الهدف من وراء ذلك ، هو تأمين أكبر قدر من المشتركين ، حيث سيرغب الأطفال وذووهم في شراء المجلة لأنهم سيرون صور أطفالهم فيها .
أما الموضوعات التي تناولتها المجلة ، فقد كان أغلبها عن نشاطات المدارس وأعياد الميلاد وصور الأطفال ، مع موضوعات قليلة جداً لا ترقى لتحدد أهدافاً بنائية وتربوية ، وهذه الموضوعات جاءت تحت العناوين التالية :
[1] احتفالات المدارس ( الصفحات 5 ـ 7 ) .
[2] لقاء مع مقدمة برامج الأطفال ماما أنيسة ( الصفحات 8ـ11) .
[3] أعياد واحتفالات ( الصفحات 12ـ15) .
[4] أفراح العيد ( الصفحات 16ـ18) .
[5] وجوه سينمائية ( الصفحات 20ـ23) .
[6] مجلة الأطفال التلفزيونية والعيد ( الصفحات 24ـ 28) .
[7] قصة صحابي ( الصفحة 29) .
[8] رياضة ( الصفحتان 30 ـ 31 ) .
[9] صحة الأصدقاء ( الصفحتان 32 ـ 33 ) .
[10] كاميرا الأصدقاء في حضانة اليرموك ( الصفحتان 34ـ36) .
[11] أمي ( الصفحة 37) ( شعر ) .
[12] تعارف الأصدقاء ( الصفحتات 38 ـ 40) .
[13] أعياد ميلاد ( الصفحتان 42ـ 43) .
[14] واحة الأصدقاء ( الصفحة 44) ( تسالي ) .
[15] مسابقة العدد ( الصفحة 45) .
أما الصفحات الباقية ( باستثناء الغلاف وكلمة العدد والافتتاحية ) فهي عبارة عن إعلانات مختلفة ( 6 صفحات ) .
وبذلك نلاحظ أن معظم المجلة عبارة عن صور للأطفال ، وهي لم تكن ـ لو قدر لها الاستمرار ـ لتؤدي أي دور تربوي بنائي ، إذا سارت على المنوال نفسه ، ولن تحظى باهتمام من لا تنشر صورهم ، ويبدو أن هذه التجربة منيت بالفشل السريع ، لأنها لم تتمكن من الصمود والصدور دورياً .
ويبدو لنا أن (( أصدقاء )) كان دورها محدوداً جداً ، إذ يقتصر على الجانب الاجتماعي الخبري ، وخصوصاً المناسبات ، وهي في الغالب للمشتركين لأنهم أصحاب الصور المنشورة أنفسهم ، أو لأطفال من المتوقع أن يشتروا المجلة ليروا صورهم المنشورة فيها .
[13] مجلة أوقات ( صدرت عام 1415هـ ـ 1994م )
صدرت مجلة أوقات في ربيع الآخر ـ جمادى الأولى سنة 1415هـ ـ الموافق أكتوبر 1994م ، ويقول مؤسسها ورئيـس تحريـرها الســابق في افتتـاحية العدد الأول ( الصفحة الخامسة ) : (( هذا هو العـدد الأول مـن مجلتكم ، مجلة (( أوقـات )) ، مجلة ترفيهية ثقافية متنوعة ، نحاول من خلالها إيصال المعلومة المفيدة والطرفة اللطيفة ، والخبر الخفيف والاختبار الذكي والسياحة والمغامرة ، والمجلة كانت صفحتين في مجلة المجتمع ( ) تحت عنوان (( استراحة المجتمع )) وبفضل الله عز وجل ثم مساهمات القراء ومشاركتكم ، رأينا أن تكـون لنا مجلة خــاصة ، تهتم بهــذه الأبـواب ، وتقدم كل ما هو مفيد وجيد وجديد ، وموجهة لجميع القراء على مختلف أعمارهم وجنسياتهم ، وستجد أنها زاخرة بالمعلومات والصور )) .
وكانت المجلة تصدر ( حتى العدد العاشر ـ ربيع الأول 1416هـ ـ أغسطس 1995م ) بحلة أنيقة وجميلة ، من القطع الكبير ، ملونة بالكامل ، وعلى ورق مصقول ولامع ، وكانت موجهة إلى جميع أفراد الأسرة وخصوصاً الأطفال من التاسعة إلى السادسة عشرة سنة ، وتصدر شهرياً في (52) صفحة ، وعرفت المجلة نفسها بالعدد الأول ؛ أنها شهرية ترفيهية منوعة تصدر عن مؤسسة السنبلة الذهبية للدعاية والإعلان .
وكانت المجلة تهدف إلى ( )
1) تنشئة الأسرة المسلمة تنشئة إسلامية .
2) الدخول إلى نفوس العامة من خلال التسلية الهادفة .
3) زيادة الثقافة العامة لدى قرائها وفتح مداركهم لكل شئ .
4) تحقيق إعلام إسلامي متميز .
وتقـدم المجلة ( حتى عددها العاشـر) مجموعة من الموضوعات على الشكل التالي ( ) :
1) أوقات سياحية : وهو تحقيق شهري، تعرف به المجلة أحد البلاد وما يحويه من آثـار وتاريخ وثقافة ، والموقع والمساحة والسكان والمناخ ، وأماكن الترويح البريئة ، والسياحة ، والمعــلومات المهمة التي يحتاج إليها الزائر ، كالتأشيرة والمطاعم ، وبطاقات الائتمان ، والمقاييس والكهرباء والممنوعات ..
2) مغامرات بوليسية : تطرح المجلة من خلال الرسومات لغزاً بوليسياً يهدف إلى شحذ ذهن القارئ وتنشيط قوة الملاحظة لديه .
3) نزهة العقول : أمثال وحكم .
4) أوقات كمبيوترية : تطورات الكمبيوتر وأخباره بأسلوب مبسط .
5) حدث في مثل هذا الشهر : علمياً وثقافياً وإسلامياً .
6) أوقات قانونية : طرح القضايا القانونية بأسلوب مبسط .
7) المسابقات : وهي على نمطين :
النمط الأول : مسابقة ذكاء لا تحتاج للثقافة بقدر حاجتها للتفكير .
النمط الثاني : مسابقـة ثقافية لها جـوائز للفـائزين بالقرعـة .
8) أوقات للمرأة : تخصص المجلة أربع صفحات للمرأة ، ما بين قصة قصيرة وأقوال وحكم وأصول التربية وزاوية للطبخ .
9) أوقات للطفولة : وفيها ألعاب مختلفة كالمتاهة والتلوين والقصة المعبرة وصور للأطفال .
10) أوقات للناشئ :صفحتان إعلانيتان بأسلوب تحريري وإعلاني للجنة النشء الإسلامي التابعة لجمعية الإصلاح الاجتماعي الكويتية ، حيث تعرض أنشطتها وأخبارها .
11) استراحة القلوب : وهي مجموعة من الصفحات موزعة على أنحاء المجلة والقصد منها الترويح عن قلب القارئ ، وتحـوي : المسـابقات والتسالي والكلمات المتقاطعة ، وكلمة السر ..، وتعادل ثلث مساحة المجلة ، وهذا يعني أن أساس المجلة التسالي والمسابقات .
12) لا تخلو المجلة من مجموعة أعمدة أو حتى صفحات ظهرت في بعض الأعداد واختفت في أعداد أخرى مثل :
أ ) خطوط عربية .
ب ) معان لغوية .
ج ) آيات وأحاديث .
د ) مواد علمية تتحدث عن مخلوقات الله .
وقد تنوعت الموضوعات المذكورة سابقاً على الشكل التالي ( العدد الأول ) :
[1] ¬وقات سياحية : سلطنة عمان بلد الجمال والأمان ( الصفحات 6ـ9) .
[2] نزهة العقول : أشعار وحكم تراثية ( الصفحة 10) .
[3] ألعاب وتسال ( الصفحات 12، 13، 16 ، 17 ، 20 ، 21 ، 30 ، 31 ، 36 ، 37 ، 42 ، 43 ) .
[4] حدث في مثل هذا الشهر " أكتوبر " ( الصفحتان 14 ـ 15 ) .
[5] أوقات كمبيوترية ( الصفحتان 18 ـ 19 ) .
[6] قصة مصورة : عالم القرود .. إن أنكر الأصوات ( الصفحات 22 ـ 25) .
[7] المسابقة : مسابقة الذكاء ( الصفحة 26) ، المسابقة الثقافية ( الصفحة 27) .
[8] مغامرات بوليسية : الرائـد فهـد في : عملية تهـريب عبر الحدود ( الصفحتان 28 ـ29 ) .
[9] أوقات للمرأة ( الصفحات 32 ـ 35 ) .
[10] أوقات للطفولة ( الصفحات 38 ـ 41) .
[11] أوقات قانونية ( الصفحة 45 ) .
[12] أوقات فكرية : الثابت والمتغير ( الصفحتان 46 ـ 47) .
[13] قصة مصورة : بوفلتان الكحيان .. البحث عن الكنز ( الصفحة 48) .
[14] الصفحة الأخيرة : منوعات طريفة يعدها مدير التحرير .
كما يلاحظ أن العدد الأول خصص ثماني صفحات للإعلانات .
وهذه الموضوعات المتنوعة كانت ثابتة حتى العدد العاشر مع بعض التغيرات الطفيفة ، مما أعطى المجلة شخصية ثابتة ومحددة . ويلاحظ أن المجلة لم تكن تستهدف الأطفال بشكل مباشر ، إلا أن الأطفال هم جمهورها الأكبر ، كونها مجلة مبسطة وتعتمد على الترفيه والتسلية .
وهي في العموم مجلة تزينها الرسوم والصور الملونة والمعبرة ، التي يتفاعل معها الطفل وينفعل بألوانها وأشكالها البصرية . وقد حرصت المجلة على تكديس المعلومات وتقديمها بشكل مباشر وسردي أحياناً ، مع الإكثار من صفحات التسلية ، التي لا تهدف إلى تحقيق أهداف دينية أو تربوية أو جمالية أو فكرية في أغلبها ، لأنها عبارة عن : متاهة ، وقوة الملاحظة ، وألعاب هندسية ، واختلافات ، منقولة بالغالب عن مجلات أخرى ، إلى جانب طرائف خفيفة .
ويبدو أن المجلة كانت حريصة من جانب آخر على تزويد الطفل بالمعلومات والمعـارف ، وغرس القيم والسلوكيات فيه وتعديلها ودعمها ، وإشباع رغبته بالتسلية ، والحركة والاستقصاء ، والكشف عن المجهول ، وتعريفه بالأحاديث النبوية الشريفة إلى جانب الآيات القرآنية الكريمة ، التي تؤثر تأثيراً إيجابياً على عقلية الطفل ونفسيته .
وبعد أن تملك رئيس تحرير المجلة الحالي أسعد السند امتياز المجلة ابتداء من العدد الحادي عشر ، تغير أسلوب المجلة أصبحت عبارة عن مجلة ألعاب وتسال ، تخلو من الجوانب التربوية الإسلامية إلا في إشارات محدودة ، حيث أن المجلة تركز على الألعاب ، والتسلية وهـو موجهة إلى الأسرة كلها وليس إلى الطفل فقط ، ونذكر هنا أن رئيس تحرير (( أوقات )) الحالي يصدر أيضاً مجلة (( السند )) وهي مجلة (( جيب )) للتسلية تصدر كل ستة أشهر وكذلك مجلة (( Fun Times )) الشهرية وهي تماثل مجلة (( أوقات )) ولكن باللغة الإنكليزية حيث تقتصر على التسالي والألعاب وموجهة إلى الأسرة ، وأهدافها التربوية محدودة جداً .
[14] مجلة الشرطي الصغير ( صدرت عام 1416هـ ـ 1996م )
صدرت (( الشرطي الصغير)) على هيئة ملحق شهري لمجلة (( الداخلية )) التي تصدر عن وزارة الداخلية الكويتية ابتداء من شهر مايو عام 1996م ، بهدف تقديم الوعي الأمني والمروري للطفل ، وتزويد الطفل بكل ما هو جديد في العلوم الأمنية والقانونية في شكل مبسط . والمجلة من القطع الوسط ، من 20 صفحة بالألوان ، يتم إعداد مادتها وطباعتها بإمكانيات إدارة العلاقات العامة بوزارة الداخلية ، لكن الملحق لم يكتب له الاستمرار إذ توقف عن الصدور بتاريخ 1/1/1996م .
ويقول مدير إدارة العلاقات العامة في وزارة الداخلية الكويتية للباحث ( ) : (( كان للطفل نصيب كبير فيما تقدمه مجلة الداخلية من موضوعات تهدف إلى تهذيب سلوكه والعمل على إيجاد صداقة بينه وبين رجل الأمن ، وتوعيته بالحس الأمني والمروري الذي يفيده في حياته ، وقد أصدرت المجلة بضعة أعداد من مجلة (( الشرطي الصغير )) ، التي تحتوي على العديد من الموضوعات ، منها ما هو ثقافي ، ومنها ما هو أمني أمني ومروري ، وقدمتها في عرض شيق يعتمد على الرسومات التي يهواها الطفل مع التعليق عليها بعبارات بسيطة يسهل عليه فهمها )) .
وبالعودة إلى العدد الأول من (( الشرطي الصغير)) ، نجد أن العدد يتكون من (12) صفحة ملونة بالكامل بورق مقوى ومصقول . ونلاحظ أهداف المجلة الأمنية المفيدة موجهة بشكل مباشر إلى الأطفال ، حيث نجد في الصفحة الثانية نداء للتعاون من أجل مكافة المخدرات ، وفي الصفحتين (4ـ5) قصة مصورة تحت عنوان (( جسور المشاة لسلامتكم )). حيث تقدم القصة حادثة بين طفلين يعبران الطريق العام ، ويرفض الأول العبور بين السيارات قائلاً : (( لا أريد أن أرمي نفسي بالتهلكة ، المحافظة على النفس واجب ديني ، سأستخدم طريق المشاة فهذا أسلم )) بينما يحاول الثاني أن يعبر الطريق ، فتصدمه سيارة مسرعة ، فيصاب بكسور مختلفة ، وتختتم القصة بكلمة لضابط المرور : (( إن جسور المشاة وضعت لحماية عابر الطريق وهي في خدمة الناس ونحن في خدمتكم جميعاً )).
وفي الصفحتين (6ـ7) صور للأطفال بعنوان : (( الشرطي الصغير صديق كل الأطفال )) . كما قدمت المجلة معلومات مختلفة عن الشرطة في الكويت ، إلى جانب المنوعات ، والتسالي ، والألوان ، ولغز حول قضية أمنية . وفي الصفحة الأخيرة صورة طفل يحاول ركوب السيارة في المقعد الأمامي ، فيقول له والده بإصرار (( لا يا ولدي الله يرضى عليك ، اركب في الخلف فذلك أسلم لي ولك ، ولا تنس حزام الأمان )).
أما العدد الثاني الذي صدر في شهر يونيو 1996م ، فقد كان مماثلاً للعدد الأول من حيث المحتوى والموضوعات ، وفي كلمة العدد يقول المحرر في الصفحة الثالثة : (( غايتنا الكبرى تلبية رغباتك وتحقيق ذاتك ، من خلال ما نقدمه لك من معلومة وطرفه وضرورة ، ولهذا فإننا نسعى مستخدمين ومستعينين بمختلف الوسائل للبحث عن كل ما هو جديد ، وهدفنا من ذلك تقديم خدمة مفيدة لك تعينك وتساعدك على فهم ما يدور من حولك ، إن ردود الأفعال حول صدور العدد الأول كانت جيدة ، وهذا في حد ذاته يحملنا مسؤولية أكبر ، ويلقي على عاتقنا مهمة أصعب في التطوير إلى الأفضل ، وهو ما يسعدنا ويثلج صدورنا ، لأننا نهـدف من وراء ذلك إلى تقديم أفضل خدمـة ثقافية واجتماعية وفكرية لأحبائنا الصغار )).
ونلاحظ أن صفحات العدد الثاني ، زادت لتصبح عشرين صفحة ، لكنها بمجملها ظلت تدور حول الموضوعات نفسها التي جاءت في العدد الأول ، لكن صفحات التسلية والتلوين والألعاب ازدادت مع ازدياد عدد الصفحات . ففي الصفحتين ( 14 ـ 15 ) قصة مصورة عن فتاة متعاونة مع رجال الشرطة ، وفي الصفحة السابعة إرشادات مرورية للأطفال ، وفي الصفحات (8 ـ 9 ـ 13 ) تسال وتلوين ، وفي الصفحتين (10ـ11) صور للأطفال ، وفي الصفحة (12) مقال عن علاقة رجال الشرطة بالأطفال ، وفي الصفحتين (14ـ15) قصة مصورة عن ضرورة الاتصال برقم الطوارئ عند حدوث أي حادثة ، إلى جانب موضوعات قصيرة متنوعة مثل : القراءة للجميع ، ورياضة الكاراتيه ، واللعبة المناسبة للعمر المناسب ، وعالم الحيوان ، وأنشطة شبابية ..
[15] مجلة بنات وأولاد ( صدرت عام 1416هـ ـ 1996م ولمرة واحدة فقط )
صدرت مجلة (( بنات وأولاد )) كملحق لمجلة (( مرآة الأمة )) العدد (1004) في الأول من يناير 1996م . يقول سكرتير تحرير مجلة مرآة الأمة ( ) إن بنات وأولاد (( حوت موضوعات متنوعة تهم الطفل وحاجاته الأساسية ، وكيفية تربيته ونشأته وتكوين شخصيته والعوامل المؤثرة في نموه العقلي والجسدي وتغذيته وأزيائه الخاصة به )) .
ويؤكد سكرتير التحرير للباحث أن التجربة كانت مميزة لكن لم يكتب لها الاستمرار ، وكانت الصبغة الإسلامية هي الغالبة على اعتبار أنها تتوجه إلى الطفل المسلم ، وكانت تغلب عليها النزعة التربوية الهادفة ، بعيداً عن البهرجة الإعلانية والغايات التجارية ، وكانت إدارة المجلة شديدة الحرص على كل كلمة تنشر ، لأنها تؤمن بأنه لا مجال للخطأ في الرسالة الإعلامية الموجهة للطفل ، ولم تحو المجلة ، كما يقول سكرتير تحرير (( مرآة الأمة ))ـ تسلية مجردة ، بل كانت التسلية تربط بالقيم ، واختارت المجلة مجموعة من الأشعار الهادفة ، والمعلومات الوفيرة في العلوم والجغرافيا والتاريخ والصحة والغذاء والفكر ، وهدفت إلى تنمية فكر الطفل عبر استخدام بعض التمارين الفكرية الناجحة والمستمدة من أحدث الوسائل التعليمية .
وبمطالعة المجلة نجد أنها قدمت شخصيتين جديدتين هما :(( بابا حجي وماما عودَه)) حيث يقولان في الغلاف الثاني للمجلة ( الصفحة 2) : (( تطل عليكم مجلة بنات وأولاد لتكون همزة وصل بين كل أطفال المسلمين ، إنها دعوة من أجل جيل أكثر وعياً وثقافة والتزاما بمسؤولياته تجاه دينه ووطنه وشعبه ، مجلة (( بنات وأولاد )) هي منكم وإليكم ، تنشـد المحبة وتزرع السلام بين أبناء دين واحد ، وهي تزهر بمشاركتكم وترقى باقتراحاتكم ، إنها ملتقى الأحباب والأصدقاء ، مجلة (( بنات وأولاد ))، هي مجلتكم الوفية .
وفي الافتتاحية يقـول رئيس التحـرير : (( لم تنـس مجلة (( مرآة الأمة )) الأبناء الأعزاء ، فحرصت على عمل مجلة خاصة بهم ، تناقش أمورهم ، وتوفر لهم المعلومة في قالب مسـل وممتع ، حتى تكون الاسـتفادة كاملة ، املين بذلك الحصول على رضا قرائنا الأعـزاء ، وهي غاية نحب أن ندركهـا )) . وتبدأ المجلة صفحاتها بدعاء ، على لسان نور وهي إحدى شخصيات المجلة ، حيث تقول : (( أصدقائي .. المؤمن مبتلى ، وإذا ما ابتلي فإنه أشد ما يكون بحاجة للدعاء ليهون عليه إحساسه بالهم والضيق )) .
ثم تطالعنا المجلة بموضوع الغلاف ( الصفحتان 5ـ14) ، وهو تحت عنوان (( هوشة الحبايب )) ، وهو موضوع جميل يناقش أسباب الشجار بين الإخوة الصغار ، حيث تقول المجلة : (( لا يخلو منزل من شجار بين الأبناء ، قد يعلو الصراخ ، وقد يتطور إلى ضرب ، وغالباً ما تكون الأسباب تافهة ، بل في بعض الأحيان لا توجد أسباب أصلاً ، إلا أن الشجار بين الأبناء يستمر حتى أصبح جزءاً من ( الروتين ) اليومي لأولياء الأمور ، ما هي الأسباب يا ترى ؟ هل هو تعبير عن الفراغ ؟ أم مجرد تقليد عائلي يحرص الأبناء على وجوده )) .
وتلتقي المجلة مجموعة من الأولاد والبنات للحديث عن أسباب المشكلات والمشاحنات بينهم وبين إخوانهم وأخواتهم في المنزل ، ثم تنصح المجلة الأبناء الصغار على لسان ( ماما عوده وبابا حجي ) بالسيطرة على انفعالاتهم حتى لا يتطور الشجار إلى ما لا تحمد عقباه ، وأن يشغل الصغار أوقاتهم بهـواية أو نشاط ليستغلوا أوقاتهم في أعمال مفيدة ، ويفرغوا طاقاتهم بصورة إيجابية تعود عليهم وعلى من حولهم بالخير . وتقدم المجلة بواسطة الصور مثالين لطفل جاهل وآخر عاقل فيما يتعلق بالتصرف الاجتماعي مع الأقران ( الصفحة 15 ) .
وحوت المجلة قصة مصورة تحت عنوان (( سوالف شعبية مع بابا حجي وماما عـوده )) وفيها مجمـوعة من الألغــاز الكلامية ، مقدمة بطريقة جميلة ( الصفحات 16ـ 19) . وتقدم المجلة وجبة خفيفة من الترفيه والمنوعات الطريفة ، مع بعض النصائح ، والأشعار الحكيمة والأقوال المفيدة التي تنمي شخصية الطفل المسلم ( الصفحتان 20ـ21) . ولا تنسى المجلة الجانب الصحي فتتحدث عن الماء وأهميته ، مع صور كبيرة وجميلة ( الصفحات 22ـ32ـ24) .
وتقدم قصة عالمية مصورة ، يحكيها (( خلف )) ، وهو إحدى شخصيات المجلة ، والقصة تحت عنوان : القزم الصغير ( الصفحات 27ـ 31) . ويبدو من القصة أنها لا تتناسب مع محتوى المجلة العام لأنها خالية من أي مضمون أو غاية أو حكمة تستفاد ، فضلاً عن وجود اضطراب فيها ، وخلل في وضع الفقرات ، مما يحدث إرباس وبلبلة في ذهن القارئ الصغير .
ثم تقدم المجلة صفحتين من التسالي ( الصفحتان 34ـ35) وفيهما معلومات عن : حشرة ( الميجانوريا ) و (الساندويتش) و الضغوط النفسية ، وطائر البطريق وفيتامين (أ) . وتنشـر المجـلة استفتاء موجها إلى القراء ، تقدمه (( سارونة )) ، إحدى شخصيات المجلة ( الصفحتان 37ـ 38) .
كما تقدم شخصية (( شــيماء الحيويــة )) ( الصفحة 39) في قصة تحت عنوان (( شيماء في منزلة الشهيد )) ، وهي قصة مصورة تحكي قصة شهيد من شهداء الكويت الذين سقطوا في مواجهة قوات الاحتلال العراقية ، وفي القصة دروس عن الشهادة وحب الوطن والإيمان والجد والتفوق . ونجد في الصفحتين (42ـ43) وصفات طعام تحت عنوان (( المطبخ )) وهي فكرة مبسطة مقدمة للفتيات الصغيرات . وفي الصفحتين (44ـ45) أسئلة وأجوبة عن النوم والشمس والنجوم والجوع ولون الحشيش الأخضر ، كما تقدم على الصفحتين (46ـ47) بعض الأساليب الزراعية التي يمكن القيام بها داخل المنزل . وعلى الصفحة الأخيرة شخصيتان ( تبتوبة ومتبتب ) في قصة مصورة غير ملونة عن الحلويات وأهمية الحفاظ على الأسنان ، والقصة مقدمة بطريقة تناسب الطفل الصغير ليقرأها أولاً ثم ليلونها بالألوان التي تعجبه .
[16] مجلة خالد ( صدرت عام 1417هـ ـ 1997م )
صدر العدد الأول من مجلة خالد في شوال ـ ذي القعدة 1417هـ ـ مارس 1997م بجهـد فردي ، وكان المقرر إصدارها بشكل أسبوعي ، لكن تم إصدارها بداية بشكل شهري ، وبسبب التعثر المادي فإن المجلة لم تصدر بشكل منتظم .
ويقول مدير تحرير مجلة (( خالد )) للباحث ( ) : إن المجلة تهدف إلى بناء شخصية الطفل المسلم بناء إسلامياً ، كما تقتضيه أسس التربية الإسلامية ، وفق منهجها ونظرياتها المحددة والثابتة في تربية الطفل المسلم ،وقد تم اعتماد وسائل وتقنيات لعرض هذه المفاهيم وفق أفضل الوسائل التقنية الحديثة ، فيما وصلت إليه . ويشير مدير تحرير مجلة (( خالد )) إلى أنه تم العمل لتحتوي المجلة على أغلب العناصر التي تجعل منها مجلة متميزة ، في عالم مجلات الأطفال المطروحة في أسواق الخليج حالياً ، ليصار بعد ذلك إلى إيصالها لأكبر عدد من أطفال الوطن الإسلامي الكبير .
وتصدر (( خالد )) في (44) صفحة من القطع الكبير ، ملونة بالكامل ، ومطبوعة على ورق مصقول ممتاز ، وموجهة للأطفال من سن ( 8 إلى 15) . وصدر من المجلة حتى شهر رمضان 1419هـ ديسمبر 1998م ، ستة أعداد فقط ، وكان من المفترض أن يصدر أضعاف هذا العدد ، لكن المجلة كانت تصدر بشكل متقطع على الشكل التالي :
1) صدر العدد الأول في شوال ـ ذي القعدة 1417هـ ـ مارس 1997م .
2) صدر العدد الثاني في محرم ـ صفر 1418هـ ـ يونيو 1997م .
3) صدر العدد الثالث في جمادى الآخرة 1418هـ ـ سبتمبر 1997م .
4) صدر العدد الرابع في شعبان ـ رمضان 1418هـ ـ ديسمبر 1997م .
5) صدر العدد الخامس في محرم 1419هـ ـ مايو 1998م .
6) صدر العدد السادس في رجب ـ شعبان 1419هـ ـ نوفمبر 1998م .
ويعزو مدير تحرير المجلة هذا الاضطراب إلى الأسباب المادية .
وتحوي المجلة في أعدادها المتفرقة عدداً كبيراً من الموضوعات منها : تعريف الأطفال بخالقهم ، وزرع حب الله في نفوسهم ، وتعريف الأطفال بنبيهم وقدوتهم والدعوة إلى حبه ، وتعريف الأطفال بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين ، وأبطال الإسلام ودعـاته ، وتعــريفهم بحضـــارة أجدادهم ومآثرهم ومجدهم وبطولاتهم في نشر دينهم ، وتعريفهم بقصص العرب ونوادرهم وأشعارهم ، وأنبياء الله ودورهم في تقويم سلوك البشر وما يجب أن يعرف عنهم ومواضيع تؤكد سلوكيات محمودة ، ومواضيع تسقط سلوكيات مذمومة ، وتقدم فكاهة ظريفة مؤدبة ومعلومات عامة ، ومسابقات ، وصحة وقصص بوليسية ، وعلوم حديثة .
ونلاحظ أن العـدد الأول اشتمل على مجموعة كبيرة من الموضوعات ، وقد استعانت المجلة بالقصص المصورة بشـكل واضح ، وكانت بعض القصص ذات توجه إعلاني ( الصفحة 16 لجنة مسلمي آسيا ) ( الصفحتان 42ـ43 بيت الزكاة ) ( الصفحة الأخيرة ـ بيت التمويل الكويتي ) . ونلاحظ أن هذا الموضوع متكرر في جميع الأعداد التي صدرت حتى ديسمبر 1998م .
في العدد الثاني قصة مصورة تحت عـنوان (( حمدان ونعمان يبيعان الآيس كريم )) ( الصفحات 4ـ6) لا نجد في القصة هدفاً تربوياً معيناً ، فهما قاما بهدر أموال التاجر الذي ائتمنهما على البضاعة ، حيث قاما بتوزيع ( الآيس كريم ) والحلوى والألعاب على الأطفال دون مقابل ، وأديا إلى إلحـــاق الخسـارة بصاحب المال بحجة زرع البسمة على وجوه الأطفال ، وهذا أمر لا يرضاه الإسلام .
كذلك في الصفحة السابعة ، قصة مصورة تحت عنوان (( أنكر الأصوات )) ، تخلو من أي هدف تربوي ، عدا أنها تشير إلى أن الحمار صوته منكر ، كما نجد في الصفحتين (8ـ9) قصيدة (( أحب الله ومخلوقـاته )) وهي قصيدة جميلة ، ولكن يلاحظ استخدام عبارة (( لشاعر الطفولة المبدع محمدي حسن الشافعي )) ولا نظن أن القصيدة المنشورة بهذا الإبداع الذي يستحق كاتبها هذا الوصف ، كما أن لفظة المبدع تتنافى مع أبسـط القـواعـد الصحفية التي لا ينبغي لها الترويج المجاني ولا سـيما في صحافة الأطفال ، على الرغم من جودة اختيارها للمنشور ))( ) .
ويتحدث أحد الباحثين عن مجلة خالد فيقول : (( إنها لم تستفد من أخطاء ما سبقها من المجلات ، ولم تكن إضافة نوعية ، إلى صحافة الأطفال ، إذ إنها بدأت متعثرة تعتمد على الاقتباس وسلخ بعض المواد المنشورة سابقاً في الساحة العربية ، ومعظم موادها مغفلة من الأسماء ، وتحاول الاتكاء على فنانين تشكيليين بارعين ، وعلى الرغم من روح الدعاية التي تطغى على عالمها الطفلي ، إلا أنها تغرف في جهامة الكبار في كثير من الأحيان ، مما يغرقها في ثرثرة كثيرة في قصصها المصورة وغير المصورة ، كما أن المجلة تفتقد الخبرة الصحفية في عرض المادة ، وتتزاحم القصص فيها بصورة عشوائية من غير اهتمام بالعناوين ولا بالتوزيع ، مما يبعدها عن الأسلوب الصحفي الناجح ))( ) .
وبالرغم من عدم اتفاقنا تماماً مع التحليل السابق ، فقد عرضنا هذه الملاحظات على مديـر تحــرير المجلة ( ) فوصف هذا التحليل بعــدم الدقة ، وعدم إجراء الدراسة بعمق ، والاكتفاء بسطحية ما هو مطروح ، معتبراً أن المجلة هي نتاج سنوات طويلة من الخبرة العملية في ميدان صحافة الأطفال الإسلامية ، وبعد تجارب عديدة على امتداد العالم الإسلامي ، ومع مراقبة المجلات السابقة ودراسـة تأثير الموضوعات المطروحة على الأطفال ، كما نفى ما ذكر عن (( سلخ )) الموضوعـات من منشورات سابقة ، مؤكداً أن أفكار المجلة وأغراضها واضحة ومتميزة بالكامل عن أي مجلة مثيلة .
[17] مجلة القاصر ( صدرت عام 1418هـ ـ 1998م ولمرة واحدة فقط )
وهي إصدار ثقافي خاص بمناسبة مرور 60عاماً على إنشاء الهيئة العامة لشؤون القصر في الكويت ( ) .
وفي تعريف الهيئة أنها أنشئت من قبل الدولة في عام 1938م ، باسم شؤون الأيتام ، بهدف العناية بشؤون الأيتام ورعاية مصالحهم ، وأعيد تنظيمها تحت اسم (( إدارة شؤون القصر عام 1974م ، وفي عام 1983م ، صدر قانون رقم (67) ، بإنشاء الهيئة العامة لشؤون القصر )) كهيئة مستقلة ذات شخصية اعتبارية وميزانية ملحقة يشرف عليها وزير العدل . وهي تتولى :
أ ) الوصاية على القصر من الكويتيين الذين لا ولي ولا وصي لهم وعلى الحمل المستكن الذي لا وصي له .
ب) القوامة على ناقصي الأهلية والغائبين من الكويت الذين لم تعين المحكمة قيماً لإدارة أموالهم .
ج) الإشراف على تصرفات الأوصياء إذا عهدت إليها المحكمة بذلك .
د) إدارة أموال الأثلاث التي يوصى بها على يدها أو التي تعين عليها .
وقد جاء في افتتاحية مجلة (( القاصر )) أنه (( يسر الهيئة أن تقدم لأبنائها هذا الإصدار الخاص من مجلة القاصر بمناسبة مرور (60) عاماً على إنشائها ، حيث وافقت لجنة النشاط الاجتماعي والإعلامي على فكرة هذا الإصدار الذي قامت بإعداده وتنفيذه إدارة العلاقات العامة والإعلام ، وهو يحوي العديد من الموضوعات الثقافية والدينية والعلمية والاجتماعية )) .
ومن خلال متابعة موضوعات هذه المجلة التي صدرت ملونة بالكامل وبأربعين صفحة من الورق المقوى المصقول والممتاز ، نلاحظ أن موضوعاتها المختلفة تعتبر نموذجاً مثالياً لما يمكن أن تقدمه مجلات الطفل المسلم ، حيث إنها تربط الموضوع المقدم بالتوجه الإسلامي ، يستخلص الطفل بمعونة المجلة مجموعة من الفوائد التربوية تقدم له على هيئة أسئلة حول ما يقرأ وما يستنتج ، حتى يحقق أعلى نتيجة في الاستفادة .
والمجلة تهدف من وراء ذلك ، كما يقول المدير العام عبد المحسن عبد الله المحجم ( الصفحة رقم 3 ) إثراء معلومات الطفل عن الدين الحنيف ، والوطن الغالي والأمة العربية الواحـدة ، ويقـول : (( تمر بكل أمة لحظات حاسمة يكون القول الفصل فيها لابنائها ، ومتى كانوا أوفياء صالحين ، استطاعت أن تقف شامخة مهما أحاطت بها من ملمات ومهما تنازعتها الخطوب . وفي ظل هذه الظروف التي تمر بها بلادنا الأبية فإن الواجب يحتم علينا أن نتكاتف ، وأن نرص الصفوف ، كل في مجاله ، لرفع راية وطننا الحبيب خفاقة في شتى ميادين الحياة . والهيئة من هذا المنطلق ، وإيماناً بدورها في المجتمع ، وثقة منها بحكم مكانتها في قدرتها على تشكيل " رأي عام " لدى أبنائها حيال مختلف القضايا ، تطل عبر هذا العدد الخاص لتقدم النزر اليسير مما قد يفيد ، علها تسهم في التواصل مع وجدان الصغار عبر هذه الصفحات )) .
ونلاحظ مما تقدمه المجلة ، تركيزاً واضحاً على تنمية شخصية الطفل المسلم ، وهذا يشير إلى أن الإصدار لم يكن ارتجالياً عفوياً ، بل كان مدروساً هادفاً ، يغفر للمجلة بعض الأخطاء المطبعية والفنية البسيطة ، التي لا تؤثر على المحتوى العام ، لا سيما وأن المجلة صدرت عن جهة غير متخصصة وغير محترفة في مجال الصحافة والإعلام .
ويبدو للباحث أن المجلة استعانت بمتخصصين بالمجال الديني والنفسي والتربوي والإعلامي .
وتبدأ المجلة أولى خطواتها بالقرآن الكريم ( الصفحة 5) حيث تقول : (( القرآن الكريم هو دستور الأمة الذي يجب أن نعمل به في حياتنا ، فقد شرح الله سبحانه وتعالى فيه جميع الحقوق والواجبات والقواعد التي يجب أن يبنى عليها المجتمع الإسلامي ، وهناك آيات في هذا الدستور العظيم تحث على آداب السلوك والخلق العظيم منها : ( وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها إن الله كان على كل شيء حسيباً ) ))( ) .
وبعد الآيات مباشرة تقدم المجلة في الصفحة التالية مجموعة من الأحاديث التي تنمي في الطفل شخصيته الإسلامية ، حيث تقول : (( تعتبر الأحاديث النبوية الشريفة مصدراً من مصادر التشريع الإسلامي وهي كثيرة ، تبلغ الآلاف في عددها ، ففي صحيح مسلم يبلغ عدد الأحاديث حوالي ( 4000) حديث دون المكرر ، وأول من دون الحديث هو الإمام البخاري رضي الله عنـه ، وهو أبو عبد الله محـمد بن إسـماعيل البخاري ، ويعتبر صحيح البخـاري وصحيح مسلم من أوثق المراجع التي دونت فيها الأحاديث النبوية الصحيحة )) . وتقدم المجلة عدة أحاديث مرفقة بصور ترسخ الهدف المنشود وتورد الأحاديث كاملة .
وإلى ذلك تقدم المجلة قصة مصورة ، تحكي عن بطولة الكويتيين أثناء الاحتلال العراقي حيث تنمي الروح الوطنية عند الأطفال ، كما تنمي الروح العربية ببعض المعلومات عن دول مجلس التعاون الخليجي ( الصفحة 10) . وتعزز المجلة شخصية الطفل المسلم بترسيخ مجموعة من القيم الإسلامية في نفسه ، مدعمة بالأحاديث النبوية الشريفة ، منها : الشجاعة ـ الفخر ـ الطيبة ـ النجاح الاحترام ـ التعاون ـ النظافة . ولا تنسى المجلة صحة الطفل ، فتقدم له معلومات غذائية وتنمي المجلة ثقافته العامة في معلومات صغيرة وسريعة مرفقه بصور مناسبة .
وتلتفت القاصر أيضا إلى الأشعار ( الصفحتان 20ـ21) ، حيث تقدم مجموعة من القصائد الموزونة والفصيحة هي : الوطن ـ الأم ـ الكتاب ـ العلم والمعلم ـ الجدة ـ سليمان والهدهد .
ويلاحظ تركيز الأشعار على قضايا متنوعة تنهض بشخصية الطفل المسلم ، ومن القصائد المنشورة نختار هذه الأبيات التي جاءت تحت عنوان : (( العلم والمعلم )) :
سبحانـك اللهم خــير معلــم علمــت بالقـلم القـــرون الأولى
أرسلت بالتوراة موسى مرشــدا وابن البتـول فعـلـم الإنجـيـلا
كما أن المجلة تقدم معلومات عن السفن الكويتية ، وقصة حياة العالم أبو الريحان البيروني (362هـ ـ 440هـ ) ( 973م ـ 1048م ) ، وهو من أبرع علماء المسلمين في أوزباكستان الذين تركوا بصمة بارزة في علوم الرياضيات والفلك والجغرافيا وعلم الإنسان وعلم مقارنة الأديان ، كما تقدم المجلة معلومات علمية حول عدد من ظواهر الطبيعة هي : المطر ـ البرق الرعد ـ البركان ـ الزلازل .
إضافة إلى ذلك ، فإن المجلة تدرك أهمية جانب الترفيه والمهارات ، حيث تعرف العلامات المرورية ، وتقدم تسالي الألوان وقوة الملاحظة ، والقصص الصغيرة ، والفوازير والألغاز والرسومات ، والاختلافات ، إلى مهارات يدوية لصنع شكل جميل ملون ليكون هدية أو لوحة تعلق في المنزل .. إلى جانب موضوعات أخرى متفرقة .
ويلاحظ من خلال الموضوعات المختلفة تنوع اهتمامات المجلة التي تدور في معظمها في الإطار الديني وهذه المجالات هي : المعرفي ـ الثقافي ـ العلمي ـ الأدبي ـ التربوي ـ الجمالي ـ المهاري ـ الترفيهي القومي ـ التاريخي ـ الإنساني ـ الروحي ـ الاجتماعي ـ الصحي .
ويؤخذ على المجلة أنها لم تتح المجال لمشاركة الأطفال بالكتابة ، كما أنها لم تستطلع آراء الأطفال وطموحاتهم ، ولم تتفاعل مع واقع الأطفال ، ولم تقدم لهم قضايا معاصرة وبذلك لم يتسن لها مناقشة الأمور التي تهم الطفل ، كما أنها لم تعن بالتطورات العلمية الحديثة التي يحتك بها الصغار يومياً ، وابتعدت عن الواقع ، فكانت عبارة عن مختارات تراثية تلائم الطفل المسلم في كل زمان ومكان . كما أن معظم الموضوعات جاءت على شكل اشارات سريعة ومختصرة ، دون أن تعطي حقها ، وتدعم ببعض النماذج الإنسانية والعلمية حتى تكون الفائدة أكبر وتثبت في ذهن الطفل .
ورغم كل ذلك ، فإن المجلة تجربة فريدة وممتازة ، كان يمكن لها أن تتقدم وتتطور لو قدر لها الاستمرار ، بفضل نهجها الإسلامي القويم الذي يظهر هدفه التربوي البنائي بوضوح ، سعياً وراء بناء شخصية الطفل المسلم .
[18] مجلة شاهين ( صدرت عام 1419هـ ـ 1998م )
وهي عبارة عن ملحق مجلة (( ولدي )) الكويتية ، صدرت بتاريخ الأول من نوفمبر عام 1998م ، وحددت نائبة مديرة تحرير المجلة أهداف المجلة ( ) بدعم المفاهيم التربوية التي تهدف إليها مجلة (( ولـدي )) وهي المجلة الأم بالسعي إلى بناء أسرة متماسكة ، مؤمنة ، تعمل من أجل رضاء الخالق سبحانه في مختلف جوانب الحياة . وهي توجه إلى الأطفال من (4 إلى 7 سنوات ) وتهدف (( شاهين )) إلى توصيل المعلومة بطريقة مبسطة وسهلة ، وإيجاد علاقة مشتركة ما بين الوالدين والأبناء ، عن طريق انتظار المجلة نفسها إلى جانب مشاركة الوالدين الأبناء في توصيل مجلة المعلومات التي يحويها الملحق ، وكذلك إيجاد شخصيات جديدة للأطـفال من البيئة إلى جـانب ربط أسمائها بالبيئة مثل (( سليل )) و(( دانة )) و(( شاهين )) إلى جانب تحبيب الكتاب والقراءة للأطفال بحيث تصبح عملية طبيعية في الطفل .
أما مميزات المجلة فهي كما تقول نائبة مديرة التحرير للباحث ، وجود الأفكار السهلة البسيطة لتوصيل الفكرة ، وتحـويل الصفحة الداخلية في المنتصف إلى لوحة أو لعبة ، وتقديم العديد من الأفكار المحددة في كل عدد ينشر وعدم ازدحامها بالأفكار .
وتصـدر¬االمجلة شهرياً مرفقة بمجلة (( ولدي )) ، بثماني صفحات من القطع الكبير ، وملونة بالكامل . ونشير هنا إلى أن مجلة ولدي حديثة العهد ، صدرت في 1/11/1998م ، وجاء في تعريف المجلة ( ) أن رسالتها مساعدة الآباء والمربين على تخريج جيل صانع للحياة وقادر على البناء .
أما أهدافها فهي ، توعية الوالدين والمربين بأهمية دورهم التربوي ، تعليم الوالدين والمربين المهارات في التعليم والتوجيه ، الاهتمام بتوجيه الوالدين والمربين إلى كيفية التعامل مع المراهقين .
وتمتاز مجلة (( ولدي )) بأنها أول مجلة تربوية في الوطن العربي كما تقول مصادر المجلة نفسها متخصصة وموجهة للأبوين والمربين ، وتشمل جميع المراحل العمرية التي يمر بها الطفل ، إلى سن العشرين عاماً ، وهي مجلة موجهة إلى الآباء الذين لديهم أبناء وبنات في سن المراهقة ، وتعطي المجلة للقارئ آخر الأخبار التربوية ، على شكل برامج خاصة بالكمبيوتر أو محطات تربوية عبر شبكة الإنترنت .
وتتناول المجلة آخر النظريات والأخبار التربوية ، وتوجه صفحاتها إلى المؤسسات التربوية أيضاً لتعريفها بآخر المناهج والأساليب التربوية الحديثة كما أنها تقدم للوالدين أحدث أساليب وفنون التربية والتنشئة الصالحة ، وتقدم أفكاراً على طريقة ألعاب تربوية لتوثيق الروابط الأسرية وغرس المفاهيم التربوية ، كما تقدم حلولاً للآباء المشغولين ليكونوا ناجحين في تربيتهم لأبنائهم . وتساعد الأم في عملية التغيير وتصل معها إلى درجة القناعة ، وتقدم الآراء والتجــارب ، وغير ذلك من الأهداف التربوية البناءة ، مثل تعليم الأبوين طريقة التنمية العقلية للأبناء في مختلف سنواتهم العمرية ، كما تحبب الأبناء بالقراءة ، وتجيب عن الأسئلة التي يسألها الأبناء دائماً بطريقة تربوية وإسلامية صحيحة ، وتساعد الوالدين على غرس القيم والأخلاق والمبادئ في نفوس أولادهم.
وبمطالعة العـدد الأول من مجلة (( شاهين )) ، نجد أنها مرتبطة تمام الارتباط بمجلة (( ولدي )) الأم ، حيث نجد في كل صفحة توجيهات إلى الوالدين ، ثم تحيل كل صفحة الوالدين إلى أحد أبواب المجلة الأم . ففي الصفحة الأولى لعبة بسيطة تحاول أن تحبب الطفل بالكتاب ، وهي عبارة عن رسم خط يصل بين (( كتاب )) و(( شاهين )) ، وهو الصقر الذي يمثل المجلة ، وتقول إنه يحب القراءة ويحرص على قراءة العديد من الكتب ، ويتبع ذلك في أسفل الصفحة توجيه إلى الوالدين حول هدف الصفحة وهو تعويد الطفل على حب الكتاب ، وإحالة الوالدين إلى إحدى صفحات المجلة الأم .
ونلاحظ أن المجلة وزعت صفحاتها على الشكل التالي :
1) للأطفال الذين يعرفون تركيب الكلمات .
2) للأطفال الذين لا يعرفون القراءة .
3) للأطفال الذين يعرفون الحروف والأرقام .
4) للأطفال الذين يعرفون القراءة .
[3] السمات العامة لمجلات الأطفال الكويتية
بعد عرضنا الموجز لمجلات الأطفال الكويتية أمكن الـتوصل إلى (37) سمة أساسية ، تلقي الضوء بوضوح على الواقع الراهن لمجلات الأطفال الكويتية من حيث عدد هذه المجـلات ، وصدورها ، وأنواعها ، وأهدافها ، وخصائصها ، وأسلوبها ، وموضوعاتها ، ودورها الثقافي ومستواها الفني ..
وتظهر السمات العامة واقع الصحافة الخاصة بالطفل في الكويت ، حيث تظهر جملة من المسائل على الشكل التالي :
[1] المسح السابق لمجلات الأطفال الكويتية ، يكشف لنا عن صدور (18) مجلة خاصة بالأطفال ، منها (5) مجلات حكومية ، ومجلتان أصدرتهما جهتان ذات صبغة رسمية و(5) مجلات أصدرتها جهات ذات صبغة مؤسساتية و(6) مجلات أصدرها أفراد ، وذلك على الشكل التالي :
أ ) المجلات الحكومية
1) مجلة براعم الإيمان : وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية .
2) مجلة العربي الصغير : وزارة الإعلام .
3) مجلة كويتنا : المركز الإعلامي الكويتي في القاهرة .
4) مجلة جندي المستقبل : وزارة الدفاع .
5) مجلة الشرطي الصغير : وزارة الداخلية .
ب) مجلات جهات ذات صبغة رسمية
1) مجلة افتح يا سمسم : مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لمجلس التعاون الخليجي.
2) مجلة القاصر : الهيئة العامة لشؤون القصر .
ج) مجلات جهات ذات صبغة مؤسساتية
1) مجلة سعد : دار الرأي العام .
2) مجلة أزهار : دار الوطن للصحافة والنشر .
3) مجلة زينة حياتنا : مجلة حياتنا .
4) مجلة بنات وأولاد : مجلة مرآة الأمة .
5) مجلة شاهين : مجلة ولدي .
د) مجلات الأفراد .
1) مجلة ماما ياسمين : إسماعيل محمد وادي ـ شيخة الزاحم .
2) مجلة دانة : شيخة الزاحم .
3) مجلة سدرة : كافية رمضان .
4) مجلة الاصدقاء : ناصر العوضي .
5) مجلة أوقات : سعيد الأصبحي ـ أسعد السند .
6) مجلة خالد : ناصر الخليفي .
[1] ثماني مجلات فقط لا تزال تصدر حتى 31/12/1998م ، وهي : براعم الإيمان ـ العربي الصغير ـ جندي المستقبل ـ سعد ـ شاهين ـ سدرة ـ أوقات ـ خالد .
[2] ثماني مجلات صدرت على هيئة ملاحق لمجلات الكبار وهي :
براعم الإيمان ـ العـربي الصغير ( صدرت كملحق لمجلة العربي أولا ثم استقلت بعد ذلك ) ـ جندي المستقبل ـ الشرطي الصغير ـ أزهار ـ زينة حياتنا ـ بنات وأولاد ـ شاهين .
[3] المجلات ذات الصبغة الرسمية هي وحدها استطاعت مواصلة الصدور ، دون تعثر ، باستثناء مجلة واحدة ( الشرطي الصغير ) .
[4] أغلب مجلات الأطفال الكويتية لا تحدد الشريحة العمريه المستهدفة ، باستثناء مجلة (( افتح يا سمسم )) التي تتوجه إلى الطفل غير القارئ ، فيما تتداخل الصفحات في المجلات الأخرى ، وإن حددت الأعمار المستهدفة ، إلا أنها تخلط أحياناً لجذب أكبر عدد من القراء والمتابعين ، كما نلاحظ من تخصيص مجلة (( العربي الصغير )) بضع صفحات للأطفال الذين لا يعرفون القراءة أو الذين يخطون الخطوات الأولى في عالم القراءة.
[5] جميع هذه المجلات صدرت من داخل الكويت باستثناء مجلة واحدة ،(( كويتنا )) التي صدرت من القاهرة أثناء الاحتلال العراقي للكويت .
[6] مجلة واحدة صدرت مترجمة بالكامل تقريباً ( افتح يا سمسم ) .
[7] مجلتان صدرتا بترخيص من خارج الكويت ( ماما ياسمين ودانة ) .
[8] لا يوجد في الكويت حالياً مجلة أطفال أسبوعية ، وجميعها صدرت بصورة شهرية ، وبعضها صدر قبل عام (1990) أسبوعياً ( سعد ) وكل أسبوعين ( أزهار ) ولكن تعريف معظم تلك المجلات بأنها مجلة أسبوعية .
[9] مجلتان فقط صدرت لمرة واحدة ولمناسبة معينة ( القاصر ) و( بنات وأولاد ) .
[10] أهداف معظم هذه المجلات غير واضحة ، وهي في أغلبها تتركز على العموميات التي تحتمل كل التفسيرات والتأويلات ، ولذلك تأتي موادها مكررة .
[11] مجلة واحـدة ( شاهين ) ظهرت في أسلوب مميز ، حيث ترتبط بمجلة خاصة بالكبار ، لتهيئة الجو المناسب ليكون هنالك أكبر اتصال ممكن بين أولياء الأمور والأطفال ، بترجمة ما يتلقونه نظرياً بالتطبيق العملي على الأطفال .
[12] ونتفق مع كافية رمضان ( ) بأن معظم مجلات الأطفال في الكويت تتميز بالحرص على القيم الدينية والأخلاقية وليست هناك سوى هنات قليلة .
[13] كما أن تلك المجلات تستخدم في معظمها اللغة العربية الفصحى ، لكن أغلبها لا يحدد اللغة المناسبة للطفل ، وربما يعود ذلك كما تقول كافية رمضان ـ إلى عدم تحديد المرحلة العمرية ، ومن ثم يتراوح مستوى صعوبة اللغة في العدد الواحد .
[14] تشجيع كل هذه المجلات على مشاركة الطفل في بعض النشاطات ، أو تدفعه للمبادأة والتعلم الذاتي ولكن في حدود ضيقة ( كافية رمضان ) .
[15] تتمـتع أغلب مجلات الأطفال في الكويت بشخصية خاصة متنوعة تميزها عن غيرها ، وإن كنا نلاحظ وجود نقولات من مصادر متنوعة ، فيما نلاحظ ايضاً انتشار رسوم لفنانين محـددين ، كما نـلاحظ انتقال بعض المسلسلات من مجلة إلى أخرى ( مجلة أوقات = مجلة خالد ) و( مجلة كويتنا = سدرة ) .
[16] بعض المجلات تنتشر فيها الإعلانات بشكل كبير ( سدرة ـ خالد ـ دانة ) مما يشير إلى اعتماد المجلات الخاصة على الإعلان ، على عكس المجلات الحكومية .
[17] لغة أغلب هذه المجلات تميل إلى اللغة التوجيهية المباشرة ، حيث لا نستطيع أن نميز أحياناً بين لغة المجلة ، ولغة الكتاب ، أو لغة القصة ، أو لغة منبر الوعظ والإرشاد .
[18] المجلات تقدم موضوعات متنوعة ، وتحفل بالخبر والمعلومة ، التاريخية والجغرافية والعلمية ، وكذلك تقدم الحكايات والقصة ، والرياضة والفنون والشعر والمهارات ، وهذا يقتضي تنوعاً في الأسلوب ، وهو أمر غير متوفر في كثير من المجلات الكويتية حيث نلاحظ أحياناً تكرار الأسماء ، ومشاركتها بعدد كبير من المجلات الصادرة ، كما نلاحظ رسومات لفنانين محدودين ،فيما يفترض أن تصدر المجلة بثوب خاص ، لتتميز عن المجلات الأخرى ، في الشكل والمحتوى . وهذا أمر يجعل المجلات قوالب متكررة ( كويتنا ـ سدرة ـ ماما ياسمين ـ دانة ) .
[19] نلاحظ أن بعض المجلات تستخدم أسلوب القص واللصق .
[20] معظم الكتاب والمحررين والمخرجين والمنفذين .. والإداريين من غير الكويتيين ، وأحياناً يظهر أنهم عناصر غير محترفة ، كما يظهر من الأعداد المتفاوتة في الجودة والدقة .
[21] مجلة خالد تصدر بشكل متقطع وغير منتظم حيث صدر من أعدادها منذ صدورها في عام 1997م ستة أعداد فقط لغاية 31/12/1998م .
[22] بعض المجلات تشيع قيماً لا تناسب المجتمع الكويتي كما رأينا في الأعداد الأخيرة من مجلة العربي الصغير ومجلة جندي المستقبل .
[23] بعض المجلات تنقل من الموسوعات العالمية بالنص والصورة .
[24] أغلب الموضوعات التي تتناولها المجلات يغلب عليها طابع القصة المصورة ، وفيما تهدف بعض القصص إلى غرس قيم تربوية معينة نرى بعض المجلات لا تقدم أي فائدة علمية أو تربوية أو أخلاقية في بعض قصصها .
[25] بعض المجلات تستخدم تعابير لا تتفق مع مستوى الطفل فكرياً ولغوياً وقيمياً ، حيث لا نجد في أغلب ما تقدمه تلك المجلات شخصية واحدة معممة في معظم الصفحات في العدد الواحد أو في أعداد متفرقة .
[26] تحرص أغلب مجلات الأطفال الكويتية على مشاركة الأطفال القراء ، والاحتكاك بهم بشكل مباشر ، عبر المشاركات بالصور الشخصية أو المناسبات أو بالمسابقات وتوزيع الجوائز أو بالكتابة في المجلة ، كما رأينا في باب الصحفي الصغير في مجلة أزهار وهذا أمر مطرد في مجلات الأطفال الكويتية .
[27] أحياناً تقدم بعض المجلات معلومات خاطئة ، ولا يمكن الاعتذار هنا بأن المعلومات منقولة فالمفروض أن يكون الاختيار محققاً .
[28] توجد أخطاء لغوية وفنية كثيرة ، أغلبها لا يمكن التغاضي عنها ، لأنها أخطاء ظاهرة ، ويمكن اكتشافها بملاحظة بسيطة ، كما أن هذه المجلات صفحاتها قليلة ، وهي تصدر شهرياً ، والخطأ في هذا المضمار يجب أن يكون شبه معدوم ، لتوافر الوقت والإمكانات .
[29] معظم الموضوعات التي تنشرها المجلات الكويتية موضوعات تراثية وعلمية واخبارية .. وهذه المجلات تغفل في معظمها عن قضايا الأمة المعاصرة التي تربط الطفل بقضاياه المصيرية .
[30] المجلات الكويتية تحاول بشكل عام أن تبرز الشخصية الكويتية والخليجية ، مما يجعلها حكماً مقتصرة على منطقة الخليج وإن استطاعت أن تحلق عالياً لتصل إلى كثير من الدول العربية .
[31] تنقل المجلات نصوصاً تراثية ترى فيها بعض القيم التي يحسن أن تغرس في أنفس الأطفال ، لكنها تنقلها أحياناً بصيغتها الحرفية ، بما فيها من غرابة .
[32] احتلت التسلية ، كالالعاب والفكاهة والطرائف والألغاز والرسوم مساحة واسعة من المجلات ، كما ظهر الاهتمام جلياً بتنمية مهارة الصغار في جوانب متعددة ، مما يدربهم على التذوق الفني عبر تعليمهم صنع الأشياء بأنفسهم ، ومشاركتهم في حل المسابقات وتعريفهم بأصول الألعاب الرياضية .
[33] تميزت المجلات بالحرص على كشف مواهب الصغار ، وذلك بمشاركتهم في طموحاتهم وأفكارهم ، عبر نشر ما يكتبونه ، أو يرسمونه ، أو نشر تجاربهم وأخبارهم ، وغير ذلك من المشاركات .
[34] نشرت المجلات موضوعات كثيرة ومتنوعة ، منها : العلمية والفنية والدينية والصحية والرياضية … إلى جانب القصص والتحقيقات واللقاءات المتنوعة .
[35] اعتمدت المجلات في عرضها لموادها التحريرية على الصور الملونة لجذب عين الطفل ، وحثه على القراءة .
[36] امتازت صحف الأطفال الكويتية بنوعية فنية عالية ، وبورق عالي الجودة وغالي الثمن ، وطباعة فاخرة ، وصور جملية وألوان واضحة ، ويعود ذلك إلى اهتمام الصحافة الكويتية عموماً بالجانب الفني ، نظراً لتوافر التقنيات الطباعية والإمكانيات المالية ، وخصوصاً لدى الجهات الرسمية .
(4) دور مجلات الأطفال الكويتية في بناء الشخصية الإسلامية
من خلال دراستنا لمجلات الأطفال الكويتية عامة ، تبين أنها تقوم بعدد كبير من الأدوار البنائيه المتوقعة ، لكنها وقعت في عدد كبير من الأخطاء المؤثرة والتي كان يمكن تداركها ، وخصوصاً في المجلات الحكومية التي تمتلك الإمكانات اللازمة لتلافي الأخطاء ، والتركيز على بناء شخصية الطفل المسلم بطريقة سليمة وسوية بعيداً عن الشوائب .
وسوف نقدم فيما يلي مجموعة من الاستنتاجات التي حدت من قيام المجلات الكويتية الخاصة بالطفل بدورها الفاعل في بناء الشخصية الإسلامية ، رغم التفاوت فيما بينها ، فالأدوار المتوقعة لا تتحقق بمعزل عن التركيز الكلي على المادة المقدمة نفسياً وفكرياً ولغوياً وعلمياً ودينياً .. لينشأ الطفل المسلم بشكل صحي سليم .
وقد لاحظت الدارسة النقاط التالية
[1] مجـلات الأطفــال الكــويتية تقـوم بدور محدود في بناء شخصية الطفل المسـلم ، ( باستثناء مجلة براعـم الإيمان )( ) فالمجلات التي صدرت بصورة دورية ، أو التي لا تزال تصدر ، تخلو في معظمها من برامج محددة ، حيث نلاحظ أنها لا تعمل وفق تصور منظم ، وأهداف واضحة .
[2] ورغم ذلك ، فإن أغلب الموضوعات المقدمة تمتاز بمراعاتها لجمهور الأطفال المسلمين بغالبيتهم . وإن لم تقدم صحافة إسلامية متخصصة .
[3] لكننا نلاحظ وجود ثغرات كبيرة في مجلة عريقة مثل مجلة (( العربي الصغير )) ولا يمكن أن نعدها هفوات ، لأنها تصدر عن وزارة الإعلام ، مما يعني امتلاكها لإمكانات ضخمة ، تمكنها من خفض مستوى الخطأ إلى الحدود الدنيا ، ولا يخفى مقدار تأثير الخطأ في مجلة واسعة الانتشار .
[4] كما نلاحظ أن هذه المجلات تخلو من مراجع شرعي ، وتربوي ونفسي ، وهذا أمر قد نتفهمه في المجلات الخاصة بسبب إمكانياتها المحدودة ولكنه مستغرب في المجلات الحكومية خاصة لأنه يؤثر على الدور الذي يمكن أن تؤديه المجلة .
[5] وتبين لنا وجود تجارب قيمة ، يمكن أن تمثل طليعة مجلات الأطفال الإسلامية مثل مجلة زينة حياتنا ، ومجلة القاصر التي صدرت لمرة واحدة ، ولم تتكرر ، لكنها تجارب محدودة وغير مستمرة وعدم استمرارها يحد من تأثيرها .
[6] أغلب الموضوعات الدينية المقدمة ذات أسلوب وعظي مباشر ، وهذا الأسلوب لا يدعو في الغالب إلى المتابعة ولا يجذب الأطفال ويخلو من عنصر الحركة والمرح والدعاية التي ترسخ الفكرة ، مما يضعف الدور المتوقع .
[7] ولا تحاول مجالات الأطفال الكويتية ربط المعلومات العلمية والمكتشفات الحديثة بالإسلام والمسلمين ، وبذلك تقدم المعلومات بحياد ، فلا تثري ثقافة الطفل الدينية ، فلا تنطبع الإشـارات الإسلامية في ذهنة مرفقة بكل شيء جديد ، فتترسخ في معتقده ، وتعمق في نفسه ، فلا يعود من اليسير انتزاعها منه ، فينشأ على منهج علمي إسـلامي سـليم ، مع العلم أن بعض المجـلات مثل (( سعد )) و(( براعم الإيمان )) و(( شاهين )) تقوم بهذه المهمة التي تحتاج إلى جهد أكبر .
[8] كما أن المجلات الكويتية الموجهة إلى الطفل تركز على إبراز البطولات الإسلامية وأبطال الإسلام بطريقة سردية ، وبشكل محدود ، فيما نرى أن هناك تركيزاً على الشخصيات العالمية ، دون ذكر ـ غالباً ـ لفضل علماء المسلمين السابقين والمعاصرين ، وهذا الدور يحتاج إلى عناية واهتمام أكبر ، ليعتز الطفل المسلم بتاريخه .
[9] كما أن مجـلات الأطفـال الكويتية لا تطرح غــالباً قضايا وتعالجها معالجة إسلامية ، حيث نجد مشكلات كثيرة معاصرة ، كقضايا الأقليات المسلمة ، والغزو الفكري ، والتحدي الإعلامي ، وقضية البوسنة والهرسك ، والأقصى ، واحتلال فلسطين ، وغيرها من القضايا لا تنال قسطاً وافراً من المعالجة مما يضعف الدور المتوقع في تنمية الانتماء .
[10] وبذلك نرى أن أغلب هذه المجلات تحب أن تريح نفسها ، فتعتمد على النقل والترجمة والاقتباس وإن كانت بعض المواد لا تتفق مع قيم الإسلام ، فيؤدي ذلك إلى إبعاد الطفل عن الدور المتوقع في تنمية حبه لتراثه وأمته ولدينه .
[11] وبعض المجلات لا تكتفي أحياناً بالنقل ، بل تستخدم عدداً من الشخصيات التي توجد في المجلات الغربية ، وهو أمر يعكس ضحالة كبيرة ، وعدم الحرص على إيجاد شخصيات عربية وإسلامية جديدة تنافس الشخصيات الأجنبية ، ولا يقصد بذلك عصبية عربية أو إسلامية ، بقدر قصد غرس روح الانتماء والتمسك بالأمة وأفكارها وشخصياتها ، وهذا الدور يشجع الطفل على الريادة والتقدم .
[12] ولا نبالغ إذا زعمنا أن بعض مجلات الأطفال الكويتية لا تراعي بشكل عام الصدور بصبغة إسلامية شاملة ، حيث تظهر المواد الإسلامية في بعض الصفحات الخجولة ، وفي زوايـا معتمة وغير بارزة .. باستثناء المناسبات الإسلامية ، مثل شهر رمضان ، حيث تركز مختلف المجلات على الجانب الديني ، والمطلوب زيادة هذا الدور يشمل جميع أعداد المجلات .
[13] ويبدو من خلال استعراض مجلات الأطفال الكويتية ، إنها تفتقر إلى كثير من القيم التربوية البنائية ، حيث إسنها لا تتمتع بروح التعاون والتعاضد ، كما أن منطلقاتها الفكرية لا ترسو على قواعد إسلامية محددة ، وإن كان الإيمان العام يجمعها ، كونها تصدر عن مسلمين ، وعن جهات إسلامية ، لكن بمشارب متعددة ، وأهداف مختلفة ، تختلف أحياناً بالجوهر والشكل والأسباب المستخدمة لتحقيق الغايات ، وربما يؤدي ذلك إلى أدوار عكسية تحد من عملية بناء شخصية الطفل المسلم .
[14] ومما تتقدم نتبين أن غالبية المجلات لا تهدف إلى غايات محددة إذ إن أغلبها ذات صبغة دعائية أو إعلامية أو تجارية ، ولو كان ذلك بشكل خفي ، حيث نلاحظ أن الأهداف التربوية الإسلامية لم تكن تحكم أبواب المجلات كلها ، مما يفقد أغلب تلك المجلات الثوب الإسلامي الكامل ، بينما تحتاج المجلة إلى هذا الثوب لتؤدي دورها البنائي .
[15] وبذلك كان تأثير تلك المجلات على شخصية الطفل المسلم من مختلف الاتجاهات البنائية محدوداً جداً ، ولا يعدو تأثيرها عن كونه بنائياً إنسانياً عاماً ، فهي تحوي قيماً أخلاقية سامية ، تتفق بمجملها مع شريعة الإسلام ، ولكنها غالباً لا ترتبط بالتربية الإسلامية .
[16] ونلاحظ من خلال الأبواب والمحتويات ، غياب عنصر مهم جداً ، وهو محاولة جذب الأطفال غير المسلمين إلى الإسلام ، وتوضيح الحقائق لهم ، بعيداً عن التزييف والتشويه ، بأسلوب ممتع جذاب ، حيث افتقرت المجلات الخاصة بالطفل في الكويت إلى هذا الجانب المهم ، مما يضعف الدور المتوقع بتنمية شخصية الطفل في الدعوة والدفاع عن الإسلام .
[17] لم نعثر على أي خطط مدونه ، مرحلياً ومستقبلياً ، لكثير من المجلات التي صدرت وتوقفت ، أو للمجلات التي مازالت تصدر ، وذلك يدل على عدم وجود تصور محدد يهدف إلى توعية أطفال المسلمين وبناء حاضرهم ومستقبلهم .
[18] لم تقم هذه المجلات بدراسة وعرض المشكلات الفاصلة في حياة الأمة ، عبر تاريخها الطويل ، بشكل تحليلي يبين الجوانب المشرقة ، كما يبين جوانب الخلل ، وإيضاح المبهمات ، وما يثيره المشككون ، ليكون الطفل حصيلة جيدة تمكنه من مواجهة الآخرين بجدارة ، ومن الدفاع عن الإسلام بمعلومات وافية .
[19] لم تقم أغلب المجلات بتنمية روح الجهاد والدفاع عن الأمة ونشر الدعوة ، وإن كانت من جانب آخر ، قد نشرت بطولات لبعض الشخصيات الإسلامية التي أحدثت تأثيراً ملحاً وفاصلاً في تاريخ المسلمين ، وهذا يجعل هذا الدور ضعيفاً وغير مؤثر بشكل كبير .
[20] لم تبين تلك المجلات العيوب التي تغلف الحضارة الزائفة والبراقة في وقت واحد ، كما لم تبذل شيئاً يذكر في مجال محاربة الغزو الثقافي ، إلا ببعض المعلومات الثقافية المحدودة ، وبذلك تغفل هذه المجلات قضية خطيرة من قضايا العصر ، و هي تحصين الأطفال المسلمين ضد إفرازات الحضارة الغربية ، وهو دور مطلوب ولكنه محدود للغاية .
[21] ولا يعني ذلك أن مجلات الأطفال الكويتية لا تتحلى أبداً بمزايا إسلامية سامية ، فهي تعمد إلى تزويد الطفل بالمعلومات والمعارف العامة ، كما تحرص على غرس القيم والسلوكيات فيه وتعديلها ودعمها ، ومن خلال ما تقدمه من قصص وبطولات ، يمكن لها أن تشبع رغبات الطفل بالعلوم الدينية ، والبحث والاستقصاء والكشف عن المجهول ، كما تعمل على تعميق الإحساس الوجداني بالدين والأرض والحياة ، عبر بعض القصص التي تبين العاقبة الوخيمة للسوء والكذب والانحراف ، وكثير من السلوكيات المرفوضة إسلامياً .
[22] وبمتابعة موضوعات مجلات الأطفال الكويتية ، نلاحظ ، بالرغم من كل الملاحظات السابقة ، أنها استطاعت تحقيق الأدوار المختلفة لمجلات الأطفال في بناء الشخصية الإسلامية ولكن بدرجات متفاوتة ، وأن بعض الأخطاء ، لا نستطيع تعميمها ، وإن كانت المجلة ـ موضوع الخطأ ـ تتحمل كامل المسؤولية ، لأن خطأها قد يسئ إلى شخصية الطفل الإسلامية ، وإن كنا نأخذ على بعض المجلات الكويتية عدم حرصها على الظهور بالثوب الإسلامي الكامل ، لاعتقادها أن هناك شريحة من القراء غير المسلمين ، لكن هذا العذر لا يمكن أن يقبل ، لأن مهمة المسلمين الأولى ، الدعوة إلى الإسلام في أي وسيلة ممكنة ، وما دام هناك قراء من غير المسلمين ، كان واجباً استغلال هذه الفرصة لغرس القيم الإسلامية الصحيحة في عقولهم وقلوبهم ، قبل أن يتخذوا مواقف مسبقة من الإسلام والمسلمين .
ونشير هنا إلى أن المجلات الغربية تحرص على نشر القيم التي تؤمن بها دون أدنى مراعاة للقيم التي تتمسك بها المجتمعات الأخرى ، وقد يكون ذلك حافزاً لنا للحرص على تبيان ما نؤمن به ، دون مراعاة لشريحة بسيطة من القراء ، على حساب الشريحة الأكبر ، والتي من أجلها أصلاً صدرت هذه المجلات ، وهم القراء الفعليون لها .
[23] وبذلك يمكن أن نستنتج أن مجلات الأطفال الكويتية تحتاج إلى وضع الخطط والتصورات المحددة لتطوير الجوانب الحية في تأدية دورها السليم في بناء شخصية الطفل المسلم ، مع تقليص الأدوار السلبية إلى حدودها الدنيا ، لأنها تمثل مجتمعاً إسلامياً ، وتوجه رسائلها إلى أبناء المسلمين .
الشكل رقم ( 7 )
أغـلفـة الأعــداد الأولـى
لمجـــلات الأطـفـــال الكـــويتية
ملاحظــة : لم نتمكن من الحصول على العدد الأول من مجلة (( سعد ))، وقد أبلغنا سكرتير تحريرها مصطفى غنيم أن جميع الأعداد الأولى فقدت أثناء الاحتلال العراقي للكويت واستبدلنا العدد الأول ، بالعدد الأول الصادر بعد خروج القوات العراقية من الكويت .