يا لي دهشتي من ذلك النبيذ المعتق
وقد خرج من ثنايا قاروره مصفاة
عندما يباغتني الشوق الى ذلك الهمس العليل
اجوب في أزقه المدائن وارتقب النوافذ ان تفتح
كي اطفى حرارة الشوق في نفسي
وعندما اصل الى ناصية الطريق
ياخذ لساني بالتتمتمه فاصغي اليه
فإذا به يكرر كلمات اخذت من مسمعي مقام
الصدى المتررد
حقيقتا لا اعلم ما الذي قلت ونحن على مقربه
وما الذي لم اقل ففي صمتي بلاغ شديد اللهجه
لا يسمعه الا قلب استضاء
في عمق الليالي لينير لي مجراه ومساره
صرت ارتقب مثل تلك الليالي بلهفه لا مثيل لها
وانا احمل في جعبتي ما فاض من بين عروقي وثنايا صبابتي
أتدرين باني حاولت الاقتراب اكثر
ولكني فشلت لمرات عديده
فكلما قلت قد اقبل الوقت لحط رحالي
لا ارى سوى تحرك مطيتي
الىحيث الرحيل مره اخرى واخرى
ليس لي بديل اعلق اشرعتي
وارسو ولا مرسى يقبلني لما جنيت من ضنا الايام
اقلب اوراقي
فاذا بك تهتفي لي من وراء حجاب
واصغي اليك
ملتمسا العذر منك على تبلدي
ولكن ثقي تماما
باني لن افرط فيك قيد انمله
و الله شاهد على ما اقول