الإنسان عقل وروح وفكر ومعتقد /10

الإنسان  عقل وروح وفكر  ومعتقد /10

ولذلك لا بد من القراءة من المشافهة والسماع فلو حفظ إنسان الشاطبية مثلا فليس لة ان بقراء بما فيها إن لم يشافهه من شوفه بة مسلسلا لان في القراءات شيئا لا يحكم الا بالسماع والمشافهة وقد ميز علماء القراءة بين اخذ القراءات عن الشيوخ مشافهة وتلاوة وبين حفظها من كتب القراءة دون مشافهة العلماء بها

قال أبو عمرو الداني في أول كتابة الكبير /جامع البيان في القراءات السبع المشهورة

وآخرون قراءة كل من الأئمة برواية من اخذ القراءة عنة تلاوة وادي الحروف عنة حكاية دون رواية من نقلها سماعا في الكتب ورواية في الصحف اذا الكتب والصحف غير محيطة بالحروف الجلية ولا مؤرية عن الألفاظ الخفية والتلاوة محيطة بذلك ومؤدية عنة

وجاءت روايات عن عدد من الصحابة والتابعين تؤكد ان القراءة سنة أي انها تتلقى ولا يجوز معها الرأي والاجتهاد فقد روي عن زيد بن ثابت أنة قال ( القراءة سنة ) وفي رواية أخرى القراءة سنة فاقرؤوه كما تجدوه

وقال عروة بن الزبير (ان القراءة سنة من السنن فاقروا كما اقرئتموة )

وفي كتاب القراءة وإخبار القراء أمثلة كثيرة وشواهد متعددة على ان قراءات الأئمة منقولة عمن تقدمهم حتى تنتهي الى الصحابة رضوان الله عليهم

ويذكر مكي بن ابي طالب في كتاب (التبصرة في القراءات )

ان ابا زيد اللغوي قال قلت لأبي عمرو (أبو عمرو بن العلاء إمام أهل عصره في اللغة وقارئ أهل البصرة ) أكل ما اخذتة وقرأت بة سمعته قال لو لم أسمعة لم اقرأ بة لان القراءة سنة

ولم يكن هذا الركن الأساسي بصحة القراءة أقوالا تتردد على الألسنة او تسرد في الكتب وإنما وراءه جهد كبير في تلقي القراءة وعرضها ويكفي المرء من ذلك ان ينظر الى مقدمات الكتب المؤلفة في القراءات حين يذكر مؤلفوها أسماء القراء ورواتهم ومن نقل قراءاتهم ليجد هذا المعنى واضحا

ثانيا موافقة خط المصحف

اجمع المسلمون على ان المصاحف التي أرسلها عثمان بن عفان (رض )

إلى الأمصار الإسلامية وتركوا ما عداها من الصحف او مصاحف مكتوبة عليها شئ من القران وتركوا أيضا كل قراءة تخالف خط تلك المصاحف

وقرؤوا بالقراءة التي توافق الخط وكانت الكتابة العربية آنذاك تمتاز بخلوها من علامات الحركات ومن نقط الاعجام فساعد ذلك على الاحتفاظ ببعض قراءات الأمصار

خاصة القراءة التي لا تقتضي تغير رسم الكلمة فثبت أهل مصر من الأمصار الإسلامية على ما تلقوه من قراءات موافقة للخط عن الصحابة الذين نزلوا بينهم وتركوا ما كان من القراءات خارجا عن خط المصاحف

وهكذا صارت موافقة القراءة للخط ركنا من أركان القراءة الصحيحة واجمع القراء على ترك كل قراءة تخالف المصحف

وقد استعمل مقياس موافقة الخط في رد ما خالف من قراءات قال أبو زكريا الفراء وقولة ((فما اتان الله )) 36 النحل

ولم يقل (فما اتاني ) لأنها محذوفة الياء في الكتاب

وروي  ابن مجاهد عن خلف بن هشام انة قال سمعت ألكسائي يقول السين في ( الصراط ) أيسير في كلام العرب ولكن إقراء بالصاد اتبع الكتاب الكتاب بالصاد

وتظهر قوة هذا الركن في قبول القراءة او ردها من موقف القراء مما أقدم علية محمد بن احمد بن أيوب المعروف بابن شنبودة (ت 228 هجرية )

فقد كان يرى جواز القراءة بما صح سنده وان خالف رسم المصحف وذكر ابن النديم في كتاب الفهرست أمثلة كما قرأ بة من ذلك (_وكان إمامهم ملك يأخذ كل سفينة (صالحة ) غصبا )

و ( إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة (فامضوا ) إلى ذكر الله )

بزيادة كلمة (صالحة ) في الآية الأولى واستبدال (فامضوا ) بكلمة فاسعوا ) في الثانية

وكان قد ناهضة إمام القراءة في عصره أبو بكر بن مجاهد بسبب قراءاته تلك وعقد له الوزير ابن مقلة مجلسا بحضور ابن مجاهد وجماعة من العلماء والقضاة وكتب علية فيه المحضر واستتب عن مذهبة بعد اعترافه بة

القسطلاني /لطائف الإشارات ج1 ص 105

الفهرست /ص31

الذهبي /معرفة القراء جذ ص 222

ابن الجوزي / غاية النهاية ج2 ص54

يرى العلماء إن حمادا  الراوية كان حفظ القران من المصحف فكان يصحف نيفا وثلاثون حرفا من ذلك

قولة تعالى ((وأوحى ربك إلى النحل إن اتخذي من الجبال بيوتا ))

النحل 68 صحفها حماد إلى النخل بالخاء

ومن قولة تعالى (( وما كان استغفار إبراهيم لأبية إلا عن موعدة وعدها اياة ))التوبة 114

صحفها حماد إلى أباة بالباء

ومنة قولة تعالى (( هم أحسن أثاثا وريا )) مريم 74

صحفها حماد إلى وزيا بالزاي

وهناك أمثلة أخرى لأخطاء التي وقع فيها حماد لأخذة القران من المصحف دون ان يتعلمه من علماء القراءة بالمشافهة

ثم تقول السيدة وفاء سلطان

(ثم يذهب أبعد من ذلك فيستهزأ بعقلي محاولا إخفاء المزيد من فضائحه باللجوء إلى حكاية الجمع والتنقيط والترقيم والتحريك، وهي حكاية تافهة ولم تعد قادرة على أن تُجيب على سؤال أو تستبدل الشك باليقين! )

تحاول الكاتبة وفاء سلطان

إن تردد عبارة (فيستهزأ بعقلي ) لتوهم القارئ أنها صاحبة عقل كبير ومطلعة على كل شئ عن الإسلام والمسلمين

إنا لا اعرف مدى اطلاعها على تاريخ العرب والمسلمون

سيدتي العبرة ليست في كثرة المطالعة والاطلاع ولكن العبرة في فهم ما نقرأ لا إن نحاول تشويه الصورة ونتلاعب بالألفاظ ونجتز ما نشاء من كتاب الله أو غيرة من الكتب من اجل تحقيق هدف معين

اذ كنت تعانين من عقدة او مشكلة مع المسلمين أو الإسلام فهذا شانك

قصة الجمع والتنقيط ليست تافهة بل هي حقيقة مؤكدة وواضحة وضوح الشمس لا تحتاج الى نقاش وهى لا تقبل الشك عند المسلمين أبدا

كمسلمين  نختلف واختلفنا  منذ أربعة عشر قرنا إلى فرق ومذاهب وطوائف  

ولكن لم يقول احد أبدا بعدم صحة القران وان حكاية جمعة تافهة

انك تتلاعبين بالألفاظ وتدخلين القراء في متاهة علم النفس الذي (تدعين ) انك أخصائية فية

يكفي سيدي رسول الله (ص ) أنة جمع امة وأصلح بينها لقد كانت الأوس والخزرج في المدينة (يثرب ) قبل البعث في صراع دائم وحروب مستمرة حتى جاء الإسلام فألف بينهم ومحي العداوات فهل يستطيع فرويد وغيرة من علماء النفس الذين تستشهدين بأقوالهم في مقالاتك ان يصلحوا بين عائلتين متخاصمتين

أيتها الفاضلة  

ومن أمثلة الأخرى على تلاعبها بالالفاط قولها

(عندما أقرأ القرآن تُصيبني حالة رهيبة من الذهول فأتساءل: كيف يقرأ عاقل ذاك الكلام ولا يقف عنده؟!!

تقول إحدى آياته:

"يا أيها المزمل، قم الليل إلاّ قليلا، نصفه أو انقص منه قليلا، أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا..."

تضع تلك الآية قارئها أمام ثلاث خيارات أسهلها مستحيل:

قم الليل إلا قليلا؟!!

نصفه أو انقص منه قليلا؟

أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا؟

لا يخرج هذا الكلام المبهم عن كونه بيت من الشعر ترك المعنى في قلب الشاعر! ) إلى هنا انتهى كلام الفاضلة وفاء سلطان

هذه السورة من القران الكريم سورة المزمل هي خطاب من الله تعالى إلى رسوله ونبيه محمد (ص )

وهى توجيه وتعليم للأمة إن لكل إنسان قدرة وطاقة على التحمل فهناك من يستطيع ان يبقى طوال الليل وهو يقرأ  والأخر اقل من ذلك

لان الله تعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها

ويريد هنا إن يوجه الأمة إلى إن للبد له حق علينا والنفس لها حق

وقد رويت أحاديث صحيحة في هذا الشأن سنوردها في وقتها

فلا لف ولا دوران ولا كلام مبهم أو بيت من الشعر

في هذه الآية وغيرها هو كلام واضح وجلي ودقيق إلا لمن أراد اللف والدوران والتلاعب بالعقول

والله أعلى واعلم

ثم تقول الكاتبة وفاء سلطان

(وعندما يكون الكتاب مكتوبا بلغة واضحة وسهلة يكون كتابا ناجحا ويساهم في خلق قارئ واضح وسهل.)

ثم تأخذ نص من سورة النور هي الآية 57 ولتقول عنها

(ليقول لي عاقل مسلم أين تبدأ الجملة في تلك الآية وأين تنتهي، أين الفاصلة.. أين النقطة ...ما الحكمة التي تعلمها من تلك الآية على مدى أربعة عشر قرنا من الزمن.. وما الحكمة من أن نُكثر من قراءته كما كان مربونا يكررون علينا؟ )

عندما اقرأ للدكتورة وفاء سلطان وأمثالها من الذين يحاربون الإسلام والمسلمين ويحاولون ان يحشروا أنوفهم في كتاب الله

أقف مدهوشا ومذهولا إمام هكذا بشر لا يعترف بالخالق العظيم

لقد حاول الكثيرون على مر التاريخ من أمثالهم إن يجدوا مدخلا لضرب الدين الإسلامي ولكن محاولاتهم بات بالفشل

بل ان البعض منهم وكما حصل مع الفرنسيين عندما كانت فرنسا تحتل الجزائر إن طبعت ألوف المصاحف ( وغيرت فيها كلمة واحدة ) لتنال من الدين ولكنها فشلت وذهبت كل الأموال التي صرفت هباءا منثورا

وفي إفريقيا حاولت بعض المنظمات التبشيرية النصرانية الطعن في الإسلام من خلال طبع مصاحف وتحريف بعض كلماتها ولكن كان مصير تلك المحاولة الفشل وبقى الإسلام

لان هذا الكتاب ليس كتاب بشر بل هو كتاب رب البشر رب العرش خالق السموات والأرض فلن تناله أيادي الإثمين والمتلاعبين

إذا كانت وفاء سلطان لم تفهم شئ من الآية 57 من سورة النور

إذا لتقل لنا ماذا تفهم من سفر حزقيال 16

((كم كنت ضعيفة الإرادة حتى فعلت هذا كله كامرأة وقحة بنيت قبتك في رأس كل شارع وصنعت لك مرتفعا في كل ساحة وما كنت تزنين باجرة بل كالمرأة الفاسقة التي تستقبل الغرباء عوض زوجها كل الزواني ينلن هدايا إما أنت فأعطيت هداياك لجميع عشاقك ورشوتهم للمجئ إليك من كل صوب لمضاجعتك فكنت في زناك على خلاف النساء لا يسعى احد وراءك للزنا وتعطين أجرة ولا أجرة تعطى لك فكنت إذا على خلاف النساء في الزنا ))

أتصور إن هذه القصة لا تحتاج إلى تعليق فهي تتحدث عن نفسها

لنسمع إلى مثل أخر وقصة أخرى للعبرة

سفر حزقيال 23

(( وأصبحت أكثر وأكثر فحشا وهيجانا لتتذكر ايام صباها عندما كانت عاهرة في مصر ودفع بها الشبق إلى عشاقها الذين أعضاء ذكورتهم شبيهة بأعضاء الذكورة لدى الحمير والتي تقذف منيا كمني الخيل ))

الم تقرأ الكاتبة كيف يضرب الله الأمثال في القران الكريم

((الم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء توتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت منم فوق الأرض مالها من قرار )) 24-26 إبراهيم

هل تعلمين إن الله تعالى ضرب مثلا في القران بالحمير ولكن لنقرا كيف يضرب الله الأمثال

(( واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير )) 19 لقمان

إما اغرب ما استوقفني أيتها الفاضلة وفاء سلطان

في كتابك المقدس هو زنى المحارم ولنقرأ

سفر التكوين 19

( وخاف لوط ان يسكن في صوغر فصعد الجبل وأقام بالمغارة هو وابنتاه فقالت الكبرى للصغرى : شاخ ابونا وما في الأرض رجل يتزوجنا على عادة أهل الأرض كلهم تعالي نسقي أبانا خمرا ونضاجعه ونقيم من أبينا نسلا فسقتا أباهما خمرا تلك الليلة وجاءت الكبرى وضاجعت أباها وهو لا يعلم بنيامها ولا قيامها وفي الغد قالت الكبرى للصغرى : ضاجعت البارحة ابي فلنسقة خمرا الليلة ايضا وضاجعية أنت لكي نقيم من أبينا نسلا فسقتا أباهما خمرا تلك الليلة أيضا وقامت الصغرى وضاجعته وهو لا يعلم بنيامها ولا قيامها فحملت ابنتا لوط من أبيهما فحملت الكبرى ابنا وسمته مواب وهو أبو المؤابيين إلى اليوم والصغرى أيضا ولدت ابنا وسمته بن عمي وهو أبو بني عمون إلى اليوم )

ذكرت هذه القصص من الكتاب المقدس ليس للنيل من احد بل إنني احترم كل الأديان السماوية أو الوضعية لإيماني بان لكل إنسان الحق ان يعبد ما يشاء ولكن لا اقبل إن يتجاوز احد على ديني او يستهزئ بإلهي وينال من القران الكريم

اعتقد إن هذه القصص وغيرها تبين لكل ذي بصيرة ما هو الفرق بين كتاب الله القران الكريم وبين الكتب السماوية الأخرى

لان القران محفوظ إلى يوم يبعثون ويرث الله الأرض ومن عليها بينما الكتب السماوية الأخرى تعرضت إلى تحريف وتزوير على مر التاريخ

وتعقيبا على المقالان 4و5 من هذه السلسلة تلقيت رسالتين من شخص  لم يذكر أسمة سأنشرهما تباعا وارد عليهما

يقول السيد (؟؟ )

( يا أخي لا تقطع كلام الكتاب المقدس لترضي نفسك النبي داوود اعترف بالخطاء الذي  عملة ارجع للمزمور 51 ولكن محمد اخذ زوجة ابنة واستمر على ارتكاب المعاصي والقتل وما أكثر ما قتل واغتصب

أخي اقر أ سيرة نبيك بدون تحيز وما أكثر نسخ القران التي أحرقت من قبل عثمان لماذا الله لم ينقط القران أسئلة بدون نهاية مع احترامي )

سيدي الكريم

إنا لا اقطع الكتاب المقدس بل هو من يقطع قصصه الإباحية

إن الأنبياء لا يرتكبون المعاصي والخطايا وفي تلك القصة وقع النبي داوود في الخطيئة

هناك فرق بين الخطأ والخطيئة

الأنبياء معصومون من الخطيئة

النبي قد يقع في الخطأ أو التصرف في أمور دنيوية فيها اجتهاد وقد يعاتبه الله على ذلك

وهذا ما حصل مثلا لرسول الله (ص) عندما جاءه عبد الله بن أم مكتوم وكان رجلا اعمي ليسلم فانشغل عنة الرسول (ص ) فعاتبة الله على ذلك

في سورة (  عبس )

وكما حصل في فداء اسري بدر عندما عاتبة الله على أخذة الفدية

هذه الأخطاء ليس فيها عمد

إما الخطيئة ففيها عمد وتحدي للخالق



وما حصل مع النبي داوود هو خطيئة في كل المقاييس (رغم إنني اشك بصحة هذه الرواية في الكتاب المقدس )

إلا إن مجرد ذكرها يعني إن يتم مساوة الأنبياء مع باقي البشر ان الله عندما يصطفي الأنبياء فأنة يختارهم من خيرة عبيدة ويصمهم من الوقوع في المعاصي لأنهم قدوة لمن يتبعهم من البشر

ولا يفيد الاعتراف أو الاعتذار عن المعصية

محمد (ص ) لم يأخذ زوجة ابنة وقد ذكر الله تلك الحادثة في القران

وهذا الولد لم يكن من صلبة بل هو ابنة بالتبني واسمه الكامل زيد بن حارثة فلا تقلبوا الحقائق

ولا اعرف عن أي معاصي أو قتل أو اغتصاب يتحدث الأخ باعث الرسالة

إما موضوع نسخ القران والتنقيط  وإحراق المصاحف من قبل عثمان فقد ذكرنا كل ما يتعلق بها في السابق

وللحديث بقية إن شاء الله

علي الطائي

29/12/2007

View alihseen's Full Portfolio