الإنسان عقل وروح وفكر ومعتقد /8

الإنسان  عقل وروح وفكر  ومعتقد /8

( رب اوزعني ان اشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وان اعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك واني من المسلمين وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين )

الاتجاه الأول هو ان عدد السبعة لم يقصد بة الحصر

ذهب جماعة من العلماء إلى أنة ليس المراد بالسبعة حقيقة العدد بل المراد التيسير والتسهيل والسعة ولفظ السبعة يطلق على إرادة الكثرة في الآحاد كما يطلق السبعون في العشرات والسبعمائة في المئين

ولا يراد العدد المعين

قال أبو شامة المقدسي  هو كما قيل في معنى قولة تعالى (( ان تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم )) 80 التوبة  

أنة جرى كالمثل في التعبير عن التكثير لا حصرا في هذا العدد والله اعلم )

قال ابن الجزري ( وقيل ليس المراد بالسبعة حقيقة العدد بحيث لا يزيد ولا ينقص بل المراد السعة والتيسير وأنة لا حرج عليهم في قراءته بما هو من لغات العرب من حيث ان الله تعالى إذن لهم في ذلك والعرب يطلقون لفظ السبعة والسبعين والسبعمائة ولا يريدون العدد بحيث لا يزيد ولا ينقص بل يريدون الكثرة والمبالغة من غير حصر

قال تعالى ((كمل حبة انبتت سبع سنابل )) 261 البقرة

وقال تعالى (( ان تستغفر لهم سبعين مرة )) 80 التوبة

وقال (ص ) في الحسنة ( إلى سبعمائة مرة إلى إضعاف كثيرة )

والى هذا الرأي جنح القاضي عياض ومن تبعة

تنويه :: سنوضح ونشرح موضوع القراءات بشكل مفصل لما لهذا الموضوع من أهمية في قراءة القران الكريم ولكي يتم منع أي لبس أو تشويه يحاول البعض الصافة بالإسلام والقران ويدعي البعض ان هناك اختلاف في اللفظ والكتابة والقراءة

قال ابن الجزري عن هذا الاتجاه في  تفسير قولة (ص ) سبعة أحرف

( وهذا جيد لولا ان الحديث يأباه ) قال السيوطي ( ويرده ما في حديث ابن عباس في الصحيحين ان رسول الله (ص ) قال اقرأني جبريل على حرف فراجعته فلم أزل استزيدة ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف )



وفي حديث أبي مسلم (ان ربي أرسل إلي ان اقرأ القران على حرف فرددت إلية ان هون على أمتي فأرسل إلي ان اقرأ على حرفين فرددت إلية ان هون على أمتي فأرسل إلية ان اقرأ على سبعة أحرف )

فهذا يدل على إرادة حقيقة العدد وانحصاره

إكمال العلم بفوائد مسلم / القاضي عياض – مخطوطة في مكتبة الأوقاف العامة ببغداد

شرح صحيح مسلم / للإمام النووي ج5 ص 99

الاتجاه الثاني

ويذهب أكثر علماء السلف إلى ان المقصود بالسبعة في الحديث الحصر وإرادة حقيقة العدد لكن اختلفوا في تعين السبعة وأشهر الأقوال في هذا الاتجاه ثلاثة

القول الأول :: أنها سبع لغات من لغات العرب

لعل أقدم من شرح هذا القول واخذ بة في تفسير الأحرف السبعة هو أبو عبيد القاسم بن سلام فقال في كتابة غريب الحديث

قولة سبعة أحرف يعني سبع اوجة وهذا ما لم نسمع بة قط ولكن نقول هذه اللغات السبع متفرقة في القران فبعضة نزل بلغة قريش وبعضة بلغة هذيل وبعضة بلغة هوازن وبعضة بلغة أهل اليمن وكذلك سائر اللغات ومعانيها في هذا كله واحدة

ومما يبين ذلك قول ابن مسعود إني قد سمعت القراء فوجدتهم متقاربين فاقرؤوا كما علمتم إنما هو هلم وتعال وكذلك قال ابن سيرين 0انما هو كقولك هلم وتعال واقبل 9 ثم فسرة ابن سيرين فقال في قرأة ابن مسعود (ان كانت إلا زقيه واحدة ) وفي قراءتنا (ان كانت إلا صيحة واحدة ) 29 يس

وقال أيضا ولا يكون المعنى في السبعة الأحرف إلا على اللغات لا غير

بمعنى واحد لا يختلف فيه حلال ولا حرام  ولا خبر ولا غير ذلك

وقال في كتابة فضائل القران ( وليس معنى تلك السبعة ان يكون الحرف الواحد يقرا على سبعة اوجة  هذا شئ غير موجود ولكنة عندنا أنة نزل على سبع لغات متفرقة في جميع القران من لغات العرب  فيكون الحرف منها بلغة قبيلة والثاني بلغة اخرى سواها والثالث بلغة اخرى كذلك الى السبعة وبعض الاحياء اسعد بها من بعض واكثر حظا فيها من بعض )

ونقل ابو عبيد عن قتادة عمن سمع ابن عباس انة قال (انزل القران بلغة الكعبيين كعب قريش وكعب خزاعة )

ونقل عن الكلبي عن ابن صالح عن ابن عباس انة قال نزل القران على سبع لغات منها خمس بلغة العجز من هوازن

وقد تابع ابا عبيد في هذا القول كل من ابي حاتم سهيل بن محمد السجستاني (ت 252 هجرية على خلاف )

وابو العباس احمد بن يحيى الملقب بثعلب (ت 291 هجرية )

وابو منصور محمد بن احمد الازهري (ت 370 هجرية )

واختارة عبد الحق عطية الغرناطي (ت 543 هجرية )

وقد اعترض بعض العلماء على هذا القول بان لغات العرب اكثر من سبعة وانة يلزم علية ان جبريل كان يلفظ باللفظ الواحد سبع مرات

والى جانب ذلك فان عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم كلاهما قريشي من لغة واحدة وقبيلة واحدة

وقد اختلفت قرائتهما ومحال ان ينكر علية عمر لغتة فدل ذلطك على ان المراد بلاحرف السبعة غير اللغات

وقد ضعف محمد بن جرير الطبري الخبرين اللذين نقلهما ابو عبيد عن ابن عباس وابطل الاحتجاج بهما فقال رؤي جميع ذلك عن ابن عباس وليست الرواية عنة من رواية من يجوز الاحتجاج بنقلة وذلك ان الذين روى عنة خمسة منها بلسان العجز من هوازن الكلبي عن ابن صالح

وان الذي روى عنة ان اللسانين الاخرين قريش وخزاعة قتادة وقتادة لم يلقة ولم يسمع عنة

وانكر ابن قتيبة وغيرة هذا القول ايضا وقالوا الم ينزل القران الا بلغة قريش لقولة تعالى ((وما ارسلنا من رسول الا بلسان قومة ))

قال ابو شامة (وقد قال بعض الشيوخ الواضح من ذلك ان يكون الله تعالى انزل القران بلفة قريش ومن جاورهم من فصحاء العرب

ثم اباح للعرب المخاطبين بة المنزل عليهم ان يقرؤوه بلغاتهم التي جرت عاداتهم باستعمالها على اختلافهم في الالفاظ والاعراب ولم يكلف بعضهم

الانتقال من لغة الى غيرها لمشقة ذلك عليهم )

ونقل ابو شامة عن ابن عباس 0ان النبي (ص ) كان يقرئ الناس بلغة واحدة فاشتد ذلك عليهم فنزل جبريل فقال يامحمد اقرئ كل قوم بلغتهم ثم قال قلت : هذا هو الحق )

لانة انما ابيح ان يقرأ بغير لسان قريش توسعة على العرب فلا ينبغي ان يوسع على قوم دون قوم فلا يكلف احد الا قدر استطاعتة

جامع البيان / ابن عطية ص 262

تهذيب اللغة /الازهري ج5 ص 12

القول الثاني : الاحرف السبعة هى سبعة الفاظ مختلفة في النطق متفقة في المعنى

ذهب الى هذا فيما يقال سفيان بن عيينة (ت 198 هجرية ) وعبد الله بن وهب (ت 197 هجرية )

وابو جعفر محمد بن جرير الطبري (ت 210 هجرية ) وأبو جعفر احمد بن محمد الطحاوي (ت 321 هجرية ) وغيرهم

وقال الطبري ( الأحرف السبعة التي انزل بها القران هي لغات سبع ف حرف واحد وكلمة واحدة باختلاف الألفاظ واتفاق المعاني

كقول القائل هلم وتعال واقبل والي وقصدي ونحوي وقرب ونحو ذلك مما مختلف فيه الألفاظ بضروب من المنطق وتتفق فية المعاني وان اختلفت بالبيان بة الألسن

كالذي روينا انفا عن رسول الله (ص ) وعمن روينا عنة ذلك عنة من الصحابة ان ذلك بمنزلة قولك هلم وتعال واقبل وقولة ماينتظرون الازقية (إلا صيحة )

ورى الطبري ان عثمان (رض ) جمع الناس على حرف واحد وان الأحرف الستة الاخرى قد ذهبت

ان الامثلة التي نجدها في القراءات المنقولة عن بعض الصحابة وقد بدلت فيها كلمة باخرى ترادفها امثلة قليلة ولم تنقل لنا كلمة واحدة في القران قرئت بسبعة وجوه

كل وجة يغاير الاخر في النطق ويوافقة في المعنى

قال ابو عبيد القاسم بن سلام

في كتابة فضائل القران (وليس معنى ذلك السبعة ان يكون الحرف الواحد يقرأ على سبعة اوجة هذا شئ غير موجود )

وقال ابن عبد البر (ت 462 هجرية )

( وهذا مجتمع علية ان القران لا يجوز في حروفه وكلماته واياتة كلها ان تقرأ على سبعة أحرف ولا شئ منها ولا يمكن ذلك فيها )

وان كنا نجد بعض الأمثلة التي تؤيد هذا القول مثل (زقيه )مكان (صيحة ) ومثل (الصوف ) مكان (العهن )

كما ورد في قراءة بعض الصحابة فان هذه الأمثلة وهى قليلة لا نجد من بينها مثالا واحدا تتوارد فيه سبعة ألفاظ في حرف واحد بل نجد توارد الكلمة مكان الأخرى

هذا من جانب ومن جانب أخر كيف يمكن ان نتصور ان لغات العرب تختلف في تسمية الأشياء إلى الحد الذي يكون فيه للمعنى الواحد في اللغة الواحدة لفظ يغاير اللفظ الذي تستعمله اللغة الأخرى فاللهجات العربية لم تصل مظاهر الاختلاف بينها إلى حد التباين التام في الألفاظ ولو كان الأمر كذلك كما يفهم من رأي الطبري وموافقية لكانت اللهجات العربية لغات مستقلة ليس بينها صلة إلا كما بين العربية واللغات السامية الأخرى

وإذا كان الأمر كذلك فان عبد الحق بن عطية (ت 543هجرية ) مصيب فيما يبدو حين وصف هذا الرأي بأنة قول ضعيف

أبو شامة / المرشد الوجيز ص 100

مقدمة تفسير ابن عطية ص 264

وللحديث بقية ان شاء الله

علي الطائي

13/11/2007










View alihseen's Full Portfolio