خواطر من ليل العراق
ليل يتلوه ليل ونحن كما نحن منذ هوا علمنا وفي الفردوس طغاة
سواد ليلنا يزداد بؤسا وشقاءا وخوفا من قدوم همرا او مسرفة تشق سكون ليلنا الأسود المظلم وتعكر نومنا المضطرب
بالرعب والفزع أو ملثمينا يسحلون من يقع تحت أيديهم
أصبحت أحلامنا كوابيس تفزع كبيرنا وصغيرنا
خمس وبضع شهورا ونحن كل يوما نفقد الأحبة وننتظر الفرج من كاشف الفرج الذي لا ينام ولا بغفوة أبدا
صبح يذهبوا وصبح يأتي بعد ليلا
كل إصباحنا صارت متشابهة صوت انفجار أو جثته على قارعة الطريق تلهوا بها الكلاب
وأغلق طرق وأزقة ومداهمات وتكسيرا للأواني والبحث عن المجهول وسرقة للمال وما غلا ثمنا وخف حملا
إخبارنا كذب يتلوه كذب فكل ذو ربطة عنق يطل علينا مبتسما أو متجهما ليدلوا ويعلن كذبة وفرية ثم يأتي أخر ليكذب الأول وهلم جر
عام يمضي ويتبعه عام والبطالة تتضاعف والجامعات تخرج إعدادا جديدة تضاف إلى طوابير الواقفين لبيع السكائر والطماطة والفجل
ما أروعنا من بلدا يعيش خارج الزمن الحاضر حتى أقلامنا أصبحت تجف وترتعش بعدما تكسرت أقلاما ودفنت تحت التراب والكاسر مجهول
كم دولة عندنا وكم حكومة وكم قائدا وكم رئيس ولا احد يعلم الكل يحكم ويسيطر ويأمر وينهي
والكل يكفر الكل والكل يسرق الكل
ما أروع هذا البلد
والكابوي يسير متبخترا في همرة يضحك علينا وعلى سذاجتنا كيف صدقنا
بة وألان نريد منة إن يرحلا ولن يرحلا مهما فعلنا
ابكي عليك يا عراق
أم ابكي على حالنا
جفت الدموع في مقلتينا
وكم بعد البكاء والنواح ينفع
كيف ضعت أيها العراق
وأصبحت كجارية في سوق النخاسة
كل يوم سيد جديد
ابكي عليك يا عراق
أم ابكي حالنا المبكي المضحك
كل يوما ندفن العشرات من الأنفس
والمجرم مجهول ولا يعرف له اثر
ام ابكي على من لا خبر لهم ولا قبر
ابكي عليك يا عراق
ام ابكي حالنا المخزي المؤسف المتردي
لا ماء ولا كهرباء ولا نفط
ونحن بلاد الماء والنفط والكهرباء
ابكي عليك يا بلد الأقلام والجواهري والسياب والملائكة
والبياتي
أم ابكي على أقلامنا تكسرت لأنها نصرتك ودافعت عنك
كم أنت عزيزا أيها العراق
تفعل بنا الأفاعيل
ولا تطاوعنا أنفسنا
على هجرك أو بغضك
على أرضك ولدنا ووفي أرضك ندفن
إن كان لنا قبرا أو خبر
سلامي لك أيها العراق
علي الطائي
26/8/2008