علي الطائي
منذ سقوط الصنم ونحن نسمع عن اعادة اعمار وتاهيل المدارس وتخصيص كذا مليون دولار لاعمار مدارس هنا وهناك وفي هذه المحافظة وتلك.
وقد قامت قوات الاحتلال باعطاء مناقصات الى بعض الشركات والمقاولين في بداية الاحتلال لاعمار بعض المدارس ولكن العمل جرى فيها ببطء وبضعف وعدم كفاءة واضح في وقت لم تنفك حكوماتنا العتيدة ابتداءً بحكومة مجلس الحكم وصولا الى حكومة الجعفري بالحديث عن تطوير التعليم والتخصيصات المرصودة لاعمار المدارس.
وانا هنا اتساءل عن أي مدارس يتحدثون واية مدارس تم اعمارها وكيف جرى صرف الاموال ومن الذي يحدد المدارس التي تحتاج الى اعمار من غيرها ومن الجهة التي نفذت وتنفذ ومن الجهة التي تراقب..واين هي المدارس التي بنيت بعد سنتين ونصف من الاحتلال؟؟؟
فرغم كل الكلام الرنان الذي سمعناة مازالت توجد لدينا مدارس لا تصلح حتى كزريبة للحيوانات ورغم ذلك يدرس فيها المئات من اطفالنا وقد تحدث الكارثة في اية لحظة فتسقط سقوفها وجدرانها على رؤوس اطفالنا، او قد تستمر الحالة ويتبقى تلك المدارس مكانا لانتقال الامراض التي قد تهدد طلابنا مع حلول فصل الشتاء.
سأورد مثالين للوضع الحالي للمدارس:-
-مدرسة العراقية الابتدائية للبنات وتقع وسط مدينة الموصل في منطقة شعبية وتضم حوالي 700 طالبة
بنايتها ايلة للسقوط وقد ادى سوء وضعها الى تفشي مرض الجدري المائي في بعض صفوفها وهو من الامراض الانتقالية وعوائل الطلاب قلقين على ابنائهم ولا حديث عن اعمارها!.
- مدرسة النجاح الابتدائية للبنين تجاور المدرسة السابقة وفيها بحدود 800 طالب ولا تحتوي على مرافق صحية للطلاب لان مرافقها قد تهدمت بفعل تقادم الزمن وتعاني من نواقص كثيرة وتنتظر منذ وقت طويل يد الاعمار!.
واذا كان هذا هو حال المدارس في وسط مدينة هي ثاني اكبر المدن العراقية وتتمتع بوضع اقتصادي جيد مقارنة بباقي المدن العراقية فترى كيف هو حال المدارس في الاقضية والقرى؟!!
اتسال اين الاعمار من هذه المدارس والامثلة كثيرة فالعشرات من المدارس تنتظر الاعمار الحقيقي وليس صبغ الجدران والشبابيك فقط.
ونحن نعرف جيدا انه حتى المدارس التي تم اعمارها ظهرت فيها بعد اشهر واحيانا اسابيع الشقوق وتساقط الصبغ وتآكلت السقوف. ترى هل هناك من يستطيع محاسبة المقاولين ؟
اين دور الرقابة والاشراف التربوي والصحة المدرسية من هذا ؟
هولاء الطلبة هم اولادنا وجيل المستقبل الذي نريده ان يعيش في بيئة صحية ويتعلم في جو نظيف!
اين الاعمار للمرة الالف نقولها من هذه المدارس وغيرها أم ان اختيار المدارس يخضع للضوابط الخفية في عراق الحرية والديمقراطية كما ان اختيار المقاولين يخضع لنظام الواسطات وليس ضوابط العمل والجودة والكفاءة.