الإنسان عقل وروح وفكر ومعتقد /14



الإنسان عقل وروح وفكر ومعتقد  /13










Background="http://www.moveed.com/data/thumbnails/71/B335.jpg"






الإنسان  عقل وروح وفكر  ومعتقد /14

ان كلام الرسول (ص ) هو سنة لهذه الأمة

وقد حاول الكثيرين من أعداء الإسلام من الذين ادعوا دخول الإسلام متسترين برداء الإسلام

ولكن الله تعالى قيظ لهذة الدين رجالا عملوا على غربلة الأحاديث النبوية وكشف الصحيح منها من الموضوع

وسنذكر هنا تاريخ بداية جمع وكتابة الحديث

لقد بداءت كتابة الحديث النبوي منذ عهد النبوة حيث إذن النبي (ص ) لبعض أصحابة بالكتابة مثل آذنة لعبد الله بن عمرو فقد اخرج البخاري عن همام بن منبة قال سمعت أبا هريرة يقول ( ما من أصحاب الرسول (ص) احد أكثر حديث مني الا ما كان من أمر عبد الله بن عمرو فأنة كان يكتب ولا اكتب )

وصحيفة عبد الله بن عمرو التي كتبها في عهد النبوة تسمى الصادقة وقد انتقلت هذة الصحيفة الى حفيدة شعيب ثم الى عمرو ولد شعيب

قال الخطيب البغدادي وهى اول ما كتب وقد اخرج الإمام احمد محتوى هذة الصحيفة في مسندة

ومما كتب في عهد النبوة صحيفة علي بن ابي طالب فقد اخرج البخاري عن ابي جحيفة قال قلت لعلي هل عندكم كتاب قال لا إلا كتاب الله أوفهم أعطية رجل مسلم أو ما في هذه الصحيفة قال قلت وما في هذه الصحيفة قال العقل وفكاك الأسير ولا يقتل مسلم بكافر

وقد امر النبي (ص ) بالكتابة لرجل يمني يدعى (ابو شاه ) فقد روى البخاري ان النبي (ص ) خطب عام الفتح فجاء رجل من أهل اليمن فقال اكتب لي يا رسول الله فقال ( اكتبوا لابي فلان ----- )

وثبت ان النبي (ص ) كتب الى الأمراء والعمال كتبا فيها اوامرة ومن ذلك كتب الصدقات والديات والفرائض لعمرو بن حزم وغيرة

وقد وردت أحاديث في النهي عن الكتابة وقد حملها العلماء على ان ذلك كان في اول الأمر حتى لا تختلط الأحاديث بالقران وحتى يتفرغ الصحابة لحفظ القران

فلما زال الخوف جاء الإذن بالكتابة كما ثبت في الأحاديث السابقة

ولم تنتشر الكتابة والتدوين في عهد الصحابة

اعتمادا  منهم على حفظهم وقربهم من عهد النبوة

وخشية التباس القران بالسنة

وقد كانت هناك كتابات متفرقة مثل كتابة زيد بن ثابت للفرائض

وروى الخطيب البغدادي باسنادة عن بشير بن نهيك قال كتبت عن ابي هريرة كتابا فلما أردت إن أفارقة قلت يا ابا هريرة كتبت عنك كتابا فارويه عنك؟

قال نعم اروه عني

وهناك صحيفة همام عن أبي هريرة

وصحيفة جابر بن عبد الله وغير ذلك من الصحف التي كتبت في عهد النبوة

فقد اسند الرامهرمزي عم عبد الله بن عقيل قال كنت اذهب إنا وأبو جعفر (الباقر )

إلى جابر بن عبد الله ومعنا ألواح صفار نكتب فيها الحديث

اما في عهد التابعين

فقد ازدادت الحاجة في عهد التابعين لكتابة الحديث

بسبب اتساع الدولة الإسلامية والخشية من ضياع السنة وللحفاظ عليها من الافتراء والدس بسبب ما وقع من الفتن والبدع ورغبة القصاص في الترغيب والترهيب

اذا ازداد في هذا العهد الاهتمام بالإسناد وتدوين الحديث

وتذكر المراجع ان الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز هو أول من قام بتدوين رسمي للحديث من خلال إمرة للمحدثين في زمانه بجمع الأحاديث والآثار

فقد اخرج البخاري تعليقا والرامهرمزي والخطيب البغدادي وغيرهما عن عبد الله بن دينار قال كتب عمر بن عبد العزيز إلى أهل المدينة انظروا ما كان من حديث رسول الله (ص ) فاكتبوه فاني خفت دروس العلم وذهاب العلماء

وأشهر من كتب وجمع الأحاديث النبوية هو الإمام البخاري ثم الإمام مسلم وسنشرح ونذكر طرق كل منهما بإيجاز قدر المستطاع

البخاري

هو محمد بن إسماعيل البخاري توفى سنة 256 هجرية

قال البخاري في سبب تالفية كتابة

(  كنت عند إسحاق بن راهوية فقال لنا بعض أصحابنا لو جمعتم كتابا مختصرا لسنن النبي (ص ) فوقع ذلك في قلبي فأخذت في جمع هذا الكتاب )

وفي رواية أخرى

( فقال (يعني إسحاق بن راهوية ) لو جمعتم كتابا مختصرا لصحيح سنة رسول الله (ص ) )

وقد وافق هذا العزم رؤيا للبخاري شخذت همتة وقوت ارادتة حيث نقل عنة أنة

قال (رأيت النبي (ص ) وكأنني واقف بين يديه وبيدي مروحة أذب بها عنة فسالت بعض المعبرين فقال لي أنت تذب عنة الكذب

فهو الذي حملني على إخراج الجامع الصحيح )

والكتب السابقة على تصنيف البخاري مرتبة اما على مسانيد الصحابة وإما على الأبواب  لكنها شاملة على الصحيح والحسن والضعيف وتشمل المرفوع والموقوف والمقطوع دون تميز

اعتماد على انها مروية بالأسانيد ومن اسند فقد أحال وخرج من العهدة

لكن هذا لا يشفي الغليل فتحركت همة الإمام البخاري لجمع الحديث الصحيح

- هدي الساري / مقدمة فتح الباري / ابن حجر العسقلاني

- مكانة الصحيحين / د . ملا خاطر

- شروط الأئمة الخمسة / ألحازمي

لم يذكر البخاري  في صحيحة كل ما صح عندة بل انتقى من محفوظاتة ما يراة مناسبا وفية كفاية ويسد عن غيرة فينتقي للباب الواحد من احاديث الصحابة ما يصلح لذلك الباب

وكذلك اذا كان لذلك الحديث الذي رواة الصحابي مجموعة من الطرق يختار منها او يذكر في كل باب طريقا من تلك الطرق

وقد ثبت عنة انة قال ( أخرجت هذا الكتاب من زهاء ستمائة إلف حديث وجعلته حجة بيني وبين الله )

وقال إبراهيم بن معقل ( سمعت محمد بن إسماعيل يقول ما أدخلت في كتابي الجامع إلا ما صح وتركت من الصحيح حتى لا يطول )

وروى الاسماعيلي عنة قال ( لم اخرج في هذا الكتاب الا صحيحا وما تركت من الصحيح أكثر )

قال الاسماعيلي لأنة لو اخرج كل ما صح عنده لجمع في الباب الواحد حديث جماعة من الصحابة ولذكر  طريق كل واحد منهم إذا صحت فيصبح كتابا كبيرا جدا

لذلك سمى كتابة (الجامع الصحيح المسند المختصر لسنة رسول الله (ص ) )

وقد فات البخاري ثم مسلم الكثير من الأحاديث الصحيحة لأنهما لم يردا الاستيعاب

- تاريخ بغداد /ج 2

- سير إعلام النبلاء /12

- المدخل إلى الصحيح / الحاكم النيسابوري

لقد اشترط البخاري ومسلم كل منهما شرط لنفسه في الصحيح احتاط فيه لدينه وبالغا في الاجتهاد فيما اخرجاة وأنة كان بإمكانهما ان يزيدا من الأحاديث في الأصول لكنهما تركا كل ما لم يتعلق بالايواب التي بنيا كتابيهما عليها

يعني اختصارا ولان غيرها يسد مسدها

فإذا كان الحال على ما وصفنا

بان للمتأصل من أهل صنعة الحديث إن كتابيهما لا يشتملان على كل ما يصح من الحديث وأنهما لم يحكما إن من لم يخرجاه في كتابيهما مجروح او غير صدوق

لا غرابة حيث إن البخاري انتقى أحاديث جامعة من مائة إلف حديث صحيح

فقد روى ألجليلي في الإرشاد بسنده عن محمد بن حمدوية قال سمعت البخاري يقول ( أحفظ مائة إلف حديث صحيح واعرف مائتي إلف حديث غير صحيح )

روى العزيري قال قال لي محمد بن إسماعيل البخاري ( ما وضعت في كتابي الصحيح حديثا إلا اغتسلت قبل ذلك وصليت ركعتين )

وصلاته للركعتين من باب الاستخارة والاستعانة بالله تعالى ليكون عملة مباركا خالصا  

إضافة إلى إظهار الافتقار والعجز البشري ووضعه للحديث في كتابة بعد التمحيص والنظر والموازنة فيختار من الأحاديث ما صح على شرطة ثم ينتقي مما صح ما يصلح لذلك الباب

على وجه الاختصار دون ان يستوعب مخافة الطول

روى محمد بن أبي حاتم قال سئل محمد بن إسماعيل البخاري عن خبر حديث فقال ( يا أبا فلان تراني أدلس ؟ تركت عشرة ألاف حديث لرجل لي فيه نظر وتركت مثله أو أكثر منة لغيرة لي فيه نظر )

وهذا يدل على تمحيصه ودقة اختياره وسعة اطلاعه

روى عبد الرحمن بن رسابين البخاري قال سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول ( صنفت كتابي الصحيح لست عشرة سنة  خرجته من ستمائة إلف حديث )

وللحديث بقية إن شاء الله

علي الطائي

1/4/2008


















View alihseen's Full Portfolio