في ذلك الزقاق الضيق الذي لا مخرج لة منذ سنوات طويلة بنيت اربعة دور ومع مر الزمن الت ملكيتها الى اربعة اشخاص هم ابو عمر ذلك الانسان المسالم الذي يريد ان يربي اولادة الثلاثة ويوصلهم الى بر الامان لينهي رسالتة بالحياة لدية محل بقالة
وابو علي اب لولد وبنت ومتدين لدية محل لبيع الفواكة والخضر
وابو ازاد الرجل البسيط الذي يعيش من اجل تربية ابنائة الاثنين ازاد وروجين وتسكن معة امة وابية العجوزين
وابو بطرس رجل محب للحياة والناس يعمل معلما في احدى المدارس جمعتهم الايام كجيران وكان لكل واحد منهم مشاكلة الخاصة التي تورق ليلة ورغم اختلاف انتمائهم كانوا بحق نموذج للمجتمع المتسامح والمحب للجميع بعيدا عن الفرقة
- كيف هم جيراننا الجدد يام عمر
-- يظهر انهم اناس بسطاء ولا دخل لهم باحد وبابهم مغلق طوال الوقت
تعرف يمكن والعلم عند اللة انهم مسيحيون
-- علينا ان نقوم بزيارتهم والتعرف عليهم ولا تنسي فلافرق بيننا اننا ابناء بلد واحد ساتفق مع ابو علي وابو ازاد ونذهب جميعا
وتذهب زوجة ابو ازاد الى جيرانهم الجدد للتعرف عليهم واخبارهم ان جيرانهم سيزورهم وتحدد الموعد في مساء اليوم التالي
يذهب الجميع الى بيت ابو بطرس مساءا ويتم التعارف وتبادل الاحاديث
وتقدم الشاي والحلويات والكليجة وتستمر السهرة الى وقت متاخر ويتم دعوة الجيران الجدد الى وليمة عشاء في بيت ابو عمر بعد يومان
--تعرف انا جيراننا اناس طيبون واريحيون والرب اني لا تصور نفسي اعرفهم منذ زمن
--فعلا يايفلين اناس لا يعرفون من الدنيا سوى الحب والتسامح والعشرة الطيبة ويقول المثل الجار فبل الدار والرب انهم سيكونون نعم الجار
-- متي ماذا عن العشاء هل سنلبي الدعوة
-- كيف لا طبعا سنذهب وعيب علينا ان لانلبي الدعوة ماذا تريدين ان يقولوا علينا
--ولكن اختك ستاتي في ذلك اليوم
--اخبريها ان تؤجل زيارتها الى يوم اخر ولتاتي فماذا في ذلك سنذهب ونعود وهى بالبيت
وفي الصباح عندما يخرج ابو بطرس يلتقي بابو علي ويتبادل معة السلام ويسال عن ابو عمر وابو ازاد فيقول ان ابو عمر يذهب الى العمل منذ الفجر لكونة ينتظر سيارات بيع الحليب والالبان
وابو ازاد يعمل في شركة ولكن عملة يبدء ظهرا الى المساء
في يوم الدعوة يذهب ابو بطرس مع زوجتة وابنة وابنتة سالي الى بيت ابو عمر حيث يكون الجميع بانتظارهم بعد ان يتركوا اختة وزوجها بالبيت
وقبل تناول الطعام وخلال لعب الاطفال تتحدث سالي عن وجود عمتها وزوجها عندهم بالبيت فتسمع ذلك ام علي فتخبر زوجها الذي يبدي هو وجيرانة انزعاجهم من عدم احضار ابو بطرس معة اختة وزوجها لتناول العشاء ويقول لهم انة نسى ان اختة قد حددت اليوم لزيارتة عندما اتفق معهم
ولكن ابو عمر يزعل كثيرا ويقسم ان يذهب لاخضارهم يذهب مع زوجتة يطرق الباب فيخرج جوزيف يسلمون علية ويطلبوم منة ان يحضر معهم العشاء يحاول الاعتذار بانهم تناولوا الطعام ولكن ابو عمر يقسم باغلظ الايمان لياتوا معة
وتجتمع العائلات الخمس على العشاء الذي كان مكونا من الاكلة التي لا تخلوا منها دعوة انها الدولمة والتمن مع الدجاج والكبة
ويقدم الشاي وطوال تلك السهرة لم يحس اي منهم بوجود فرق بينهم وتحدثوا عن حياتهم واعمالهم
وتحدث ابو ازاد عن ما يعانية من بعض الناس بسبب قوميتة غير العربية ومحاولة بعضهم دفعة للانضمام لحزبهم الاوحد وانة لا يريد الانتماء الى اي حهة بل يبقى ونتمي للعراق
وتحدث ابو علي عن المضايقات التي تتعرض لة افراد طائفتة من البعض وكيف يتم التضيق عليهم تحت شعارات ولافتات مختلفة
لا علاقة لها بالواقع ولكن المراد منها سكوت الناس عن افعالهم
اما ابو بطرس وجوزيف فقد تحدثا عن وضع الدوائر الحكومية وانة لا يقبل اي موظف الا اذا كان من جماعة الحزب الاوحد وانهما انتميا الية من اجل الوظيفة لا ايمانا بة
اما ابو عمر فقد كان يصغي اليهم وتحدث عن محاولة البعض بذر الطائفية والعصبية بين ابناء البلد
وكيف انهم يعيشون منذ مئات السننين متجاورين
متاخين وان الحزب لا هوية قومية او طائفية لة ولكنة هدفة
احكام السيطرة على البلد متسخير مقدراتة لهم
وانهم لا يتوانون عن اعدام أي كان اذا وقف ضد اهدافهم او
اعترض على تصرفاتهم
وايد كلامة جوزيف الذي قال ان وجودهم اليوم معا لهو اكبر
دليل على هذا الحب والوفاق بين ابناء العراق
وان المصاهرات بين مختلف القوميات والطوائف لهو شئ يبعث
على السرور لان من يرتضي ان يصاهر شخص فلا بد ان يكون
محبا لة لا كارها لانة كلمة المصاهرة تاتي من الانصهار
وهى
درجة من التجانس لا تحث الا اذا توفر الحب
وقبل المغادرة دعاهم ابو بطرس لوجبة غداء عندة يوم
الجمعة
ايفلين اريدك ان تبيضي وجهي يوم الجمعة وان تقدمي افضل
ما عندك من الطعام
--ماذا اصبخ لهم لا اعرف
--ماذا تقولين لو ذبحنا خروف لهم
-- ولكن هذا يكلف مبلغ كبير
--لا يهم اريد ان ارد لهم الدعوة بشكل لا ئق والرب
انهم نعم الجار
--افعل ما تريد
يذهب الى السوق ويشتري خروف وياخذة الى احد القصابين
لذبحة وبعدها الى الفرن ويتفق معة على موعد الاستلام
والمبلغ بينما تقوم زوجتة باعداد المقبلات وبعض الحلويات
وقبل الموعد بساعة يذهب ابو بطرس لجلب الخروف بعد ان
تم حشوة بالرز والكشمش واللوز والبهار واصبح جاهزا
للافواة التي ستحضر
يحضر الضيوف ويكون هو وزوجتة باستقبالهم بالحفاوة التي
تعبر عن اعتزازة بهم
وقبل ان تمد السفرة يهمس باذن ابو على ان الذبح تم عند
احد القصابين المسلمين فيبتسم لة ويقول
-- لا تقول هذا ياخي فلا فرق بيننا وما دمنا قبلنا
دعوتك فهذا دليل على اننا قبلنا الاكل من طعامك ولا يوجد
ما يحرم هذا
---ياخي لا بد للواحد منا ان يحترم ويراعي مشاعر الاخر
ومعتقداتة واذا كنت لا تعير لذلك اهمية فقد يوجد من
يتحسس منة فلا بد من احترام مقدسات الاخرين
بعد الانتهاء من تناول الطعام يقدم الشاي الذي لا
يحلوا الطعام بدونة وتقدم السكائر ليتصاعد دخانها مكونا
سحابة في سقف الغرفة
تقدم الحلويات والفاكهة والعصائر ويتحدث كل منهم عن
اعمالة وينفض الجمع
--تعرف يابو عمر ان اخينا قد دفع مبلغا كبيرا لتلك
الدعوة فقد اغرقنا بكرمة وضيافتة
--هذا هو كرم العراقي الاصيل فقد اراد الرجل ان يرد
لنا حسن استقبالهم عندما حلوا جيرانا علينا ماذ تقول ابو
ازاد
--اتصور ان تلك الوليمة كلفتة راتب عدة اشهر ولكنة
عراقي اصيل اراد ان يعبر لنا عن اصالتة ولا تنسى المثل
القائل اذا اكرمت الكريم ملكتة
تمر الايام والشهور على هؤلاء الجيران ككل ابناء البلد
بين حلوها وما اقلة ومرها وما اكثرة في تلك البلاد
في يوم تتعرض سالي الى مرض مفاجئ يستدعي نقلها الى
المستشفى وكان ابوها مسافرا الى العاصمة فقام ابو على
وابو ازاد بنقلها وقرر الاطباء اجراء عملية جراحية لها
وذلك لازالة الزائدة الدودية وطلب الطبيب منهم التبرع
بالدم وبعد ان اجريا الفحص تبين ان دم أي منهم لا يطابق
دمها واتصلوا بابو عمر وقام الاخير بعد ان تبين ان دمة
مطابق لدمها بالتبرع لها ووقع ابو ازاد اوراق الموافقة
على العملية قبل ان ياتي احد من اقاربها واحضروا امها
بعد ان خرجت من العملية وبقيت ام ازاد معهم بالمستشفى
وكم كانت دهشة الطبيب عندما علم انهم ليسوا اهلها بل هم
جيران
وعندما عاد ابوها بعد يومان وعلم بما جرى لم يتمالك
نفسة من ان تترقرق عيونة بالدموع وقال لعن اللة كل من
يقول ان هناك تفرقة او فرقة بابلد وعجز ان يقول لهم كلمة
شكر فقد انعقد لسانة مما فعلوا لا نقاذ حياة ابنتة
وسارت الحياة في البلد الذي يصارع اهلة الكبت والحروب
والحصار الذي لم يذوق مرارتة الا الناس الفقراء البسطاء
فاصحاب البروج العاجية لم يحسوا بما يحصل على الارض
في يوم قرر سكان الزقاق ابو بطرس وابو ازاد وابو عمر
ان يقوموا برصف الزقاق بالسمن وذلك لرفع الابناء فية حيث
ان المياة لا تخرج من الدور الا بواسطة انابيب تصريف
تخرج من كل بيت الى الزقاق الاخر في بادء الامر لم
يقولوا لابو علي وذلك لان بيتة تخرج مائة الى الشارع
مباشرتا
الى الشارع مباشرة ولكنة عندما علم بالامر اصر على المساهمة معهم والعمل يدا بيد لانة جزء من الزقاق الذي قضى بة سنوات ى تعد من حياتة
في يوم جاء مسؤل الامن وابلغ ابو علي بالحضور الى دائرة الامن لطلبة لامر هام
قضى الرجل ذلك اليوم في ذهول فهو لم يفعل شئ مخالف ويتجنب المشاكل
في صباح اليوم التالي ذهب الى الدائرة واخبر موظف الاستعلامات باسمة وانة مطلوب للحظور انتظر قليلا سمح لة بالدخول
دخل الى غرفى مربعة الشكل حيث كان يتربع8 خلف مكتب رجل في اواسط الثلاثينات من العمر ذو كرش وشارب مفتول وقد علقت خلفة على الجدار صورة كبيرة مؤطرة للقائد الرمز
سالة وكان قد سحب من درج مكتبة اضبارة صفراء واخذ يقلب اوراقها
-- هل انت فلان
--نعم استاذ انا هو
--نعرف عنك الكثير اريدك ان تتكلم عن نفسك قليلا
-- ماذا تريد استاذ ان احكي لك انا رجل بسيط لا علاقة لي باحد
--اسمع ان الوطن والقائد الرمز يحتاج ان تقدم لهم روحك ولكن لا نريد روحك بل ان تساعدنا
البلد محاصر من الاعداء وهناك اناس لا يريدون الخير لقائدنا وعليك ان تخبرنا عنهم
--ما هى علاقتي بالموضوع انا لا اعرف احد منهم
--اسمع اريدك ان تنقل لنا كل ما تعرف او تسمع عن جيرانك اريد ان اعرف كل شئ عنهم
--استاذ انهم اناس طيبون لا علاقة لهم باحد
--اسمع هذا نحن نقدرة عليك ان تنفذ الامر
--لا اسنطيع ان اكون جاسوس على جيراني على من اكلت في بيتة واكل في بيتي
--ترفض ان تتعاون مع الدولة والقائد الرمز
--استاذ هذا تجسس ونفاق ولن اكون جاسوس ابدا
--هذا سوف يكلفك كثيرا وستدفع ثمنة
--اسف لا استطيع الموت اهون عندي من هذا
--اذهب الان وسوف نرى
يخرج الرجل من الامن مذهولا يسير بلا هوادى بل لا يعرف كيف وصل محلة
جلس على مقعد على باب المحل سالة عاملة اذا بة شئ اجاب بانة يحس بالمرض وسيذهب الى البيت
دخل بيتة راتة زوجتة على تلك الحال هبت الية
--ماذا بك لونك متغير
--لا شئ اريد ان انام
-- لماذا لا تذهب الى الطبيب
--انا ما بي ليس بعلة بالجسم بل في الذهن
--خير ان شاء اللة
--كنت اليوم بالامن طلبوا مني امس الحضور
-- ماذا يريدون
--يريدون ان اكون جاسوسا على جيراننا هل تصدقين
---لا تقول انك قبلت بهذا
--لا كيف تريدين منى ان اخون من اكلت في بيتهم واكلوا عندي
لم يتاخر الرد فبعد يومان جاءت مفرزة من الامن الاقتصادي لغرض محاسبة المحلات على الاسعار ولماذا لايبعون حسب التسعيرة والمهم في الامر ان محل ابو علي هو الوحيد الذي شملتة الزيارة
وهم يعلمون ان الفواكة والخضر غير خاضعة للتسعيرة حيث ان سعرها يقررة العرض والطلب
وبعد اخذ ورد بة نوع من التهديد تركوا
في المساء جاء الية مسؤل الامن
-- ابو علي يقول لك الضابط هل وصلت الرسالة هذا الاول ويليها اخرى
--نعم وصلت ولكن مهما عمل لن انفذ ما يريد
--اسمع انك تاخذ الامر بحساسية زائدة
لماذا لا تجارية بالامر وقول لة نعم موافق ثم اترك الامر للزمن انا اخاف عليك وهو قادر على ان يؤذيك اسمع كلامي انا اعرف منك بة
-- لاتحاول فمجرد التفكير بالموافقة هو خيانة لما بيننا من محبة وشرف واصالة وزاد
-- لا اريد لك ان تتعرض للاذى
-- لا يهم فواللة لن اوافق واللة خير الحافظين
-- اخي لا تزعل مني انا عبد المامور
يذهب رجل الامن يبقى هو يفكر بهذا الضابظ الذي لا يمكن ان يكون لدية اخلاق او قيم او مبادئ وامثل عليا
ولكنة يبدء يتحوط من القادم بعد اسبوع تزورة الرقابة الصحية لترى تطبيق الشروط الصحية في محلة والزيارة لة وحدة مثل السابقة
وبما انة كان قد اخذ حذرة فلم يجدوا عندة شئ يذكر
بعد مدة يبلغ ابو بطرس عن طريق مدرستة بالحضور الى دائرة الامن
يذهب الرجل وهو لا يعرف لماذا هذا الاستدعاء يسلم الكتاب الى الاستعلامات
وبعد مدة يطلب منة الدخول الى ذلك الضابط ذو الكرش والشاربين يدخل الية
يرى نفس الضابط ياخذ يحدق بة بعيون ملؤها الحقد واللؤم
كان يقلب اضبارة بين يدية يشير الية بالجلوس
-- انت متي بطرس اسحاق
-- نعم
-- وتعمل معلمل بمدرسة القائد المنتصر
-- استاذ ماذا هناك لقد اشغلت فكري
-- نعرف هذا واكثر ونريد منك امرا ولكن لتعلم ان من يتعاون معنا يكون في امان ولا يتعرض لة احد
-- لا افهم ما تريد
--اسمع بدون مقدمات نريد منك ان تنقل لنا كل ما تسمع من حديث جيرانك او تصرفاتهم
--ماذا تقول
--لقد سمعت جيدا لا تتغابى
-- استاذ نحن اكثر من اهل وقد اكلنا في بيوت بعضنا وهذا امر صعب
--ليس صعب ان البلد في خطر وعليك ان تحمي العراق
-- اي خطر اناس لا علاقة لهم باحد يريدون العيش بسلام
-- هذا نحن نقدرة عليك ان تساعدنا
-- هذا يسمى تجسس وانا لا اقبل ان اكون جاسوس
--لا تريد ان تتعاون مع الدولة
-- ليست مسالة تعاون من عدمة بل المسلة فيها مبادئ وقيم هؤلاء اكثر من اهلي لقد دخلت بيوتهم ودخلوا بيتي ولا استطيع ان اخونهم انا مسيحي وهم مسلمون ولكن والرب لم احس يوما بوجود فرق بيننا بل نحن جزء واحد عندما يصاب احدنا بالحزن نحزن معة واذا فرح نفرح معة لقد عشنا سنوات كاننا عائلة واحدة لا يمكن ان افعلها الان واتجسس عليهم
-- بلا فلسفة اي مبادئ تتحدث عنها ولكن اعلم انك برفضك هذا سوف تندم
-- الموت اهون عندي من هذا
-- اذهب الان وسوف يكون لنا معك تصرف
يخرج الرجل من المكتب ويتجة الى بيتة غير مصدق لما حصل
اما الضابط فياخذ الاضبارة ويكتب عليها بالحبر الاحمر يوضع تحت المراقبة لرفضة التعاون
تعصف الاهوال بالبلد وفي صباح نيساني غائم يسقط الصنم لتبدء مرحلة جديدة على الارض وتطفوا على السطح مفاهيم ومصطلحات لم يتعود الناس عليها تغير الكثير من القيم والمبادئ التي تربوا عليها تلك الافكار الغريبة التي تريد ان تمزق الانسان من الداخل وتهدم البناء الذي دام مئات السنين بين افراد الشعب
والتي تقف ورائها اياد خفية تعمل في الظلام لا نها تخاف النور الذي يفضح اهدافها وغاياتها المريبة
دوى انفجار وسط احد الشوارع تطاير معة الاشلاء البشرية والمعدنية قتل من قتل واصاب من اصاب وكان من بين المصابين روجين الفتاة الجامعية التي كانت عائدة الى بيتها وصادف مرورها في تلك اللحظة مثل الكثير
تاخرت عن موعد عودتها ابوها مسافر في عمل خارج المدينة واخوها يعمل في احدى المناطق خارج المدينة
لم تعرف الام ماذا تفعل طرقت باب ابو عمر خرجت لها زوجتة بادرت
-- ماذا هناك
--ابنتي لم تعد لحد الان من جامعتها وقد تاخرت كثيرا
--لا استطيع ان افعل لك شئ ابو عمر ليس بالبيت ودخلت واغلقت الباب
كانت تعرف انة موجود ولكن كل شئ تغير بعد الصباح النيساني
وكان رد جيرانهم الاخرين بنفس المضمون فلا احد يريد ان يتدخل في امر الاخر لان المصطلحات الجديدة التي طفت على السطح غيرت نفوسهم كما فعلت مع غيرهم
في تلك الاثناء وكانت الدمع تنهمر من عيونها رفعت يديها الى السماء لتدعوا ان تعود تلك الايام الجميلة يوم كان الواحد منهم يحزن للاخر ويفرح لفرحة كانوا بيتا واحدا
ولتلعن كل من يبث السموم والتفرقة
في ذلك الوقت كان ابو عمر يتحدث مع زوجتة عن سوء تصرفهم وعدم مد يد العون لجارتهم وانة لم يكن يوما هكذا خرج من البيت يريد ان يسال في المستشفيات عن روجين وكذلك فعل ابو بطرس وابو علي اخذوا يبحثون كل في اتجاة بعد ان نسوا الافكار المسمومة التي جعلت الواحد منهم لا يسلم على الاخر
واخيرا عثروا عليها في احدى المستشفيات حيث كانوا يذكرون اوصافها لاحد العاملين فقال لهم اخر كان يقف قربهم ان هناك فتاة بصالة العملية تنطبق عليها الاوصاف وانها تحتاج الى نقل دم تبرعوا لها بالدم وجلبوا ادوية غير متوفرة
قبل ان يتاكدوا انها هى
خرجت من العملية كانت هى روجين
بعد ان افاقت تم ارسال احدهم لجلب امها الى المستشفى في ذلك الوقت كانت زوجاتهم قد انتقلوا الى بيت جارتهم لرفع معنويات الام المنكودة والاعتذار عن ما بدر منهم
بدءت تتعافي من جراحها بعد ايام عاد الاب من سفرتة وعلم بما حصل ذهب الى المستشفى فوجد ان الكل يجلسون عند ابنتة وانهم لم يفارقوها الا للنوم
وقف غير مصدق ان النفوس طردت منها تلك السموم وبدءت تعود الى طبيعتها هو نفسة كانت متغيرة مثلهم ولكن الان صفت لم يقل كلمة بل بدءت عيونة ينهمر منها الدمع الغالي بين الحزن والفرح
فلم يتمالك الاخرين نفسهم الا ان اخذت الدموع تنهمر منها مثل المطر
ليعود الحب الى الزقاق وليموت الاعداء والحاقدين بغيضهم
فلا يمكن للسموم ان تتغلغل في النفوس الابية
انتهت
علي الطائي
18-6-2005
View alihseen's Full Portfolio