عندما عاد الى وحدتة كانت اعداد كبيرة من الجنود قد هربوا وتركوا الوحدة وبعضهم لم يلتحق من الاجاز فلم يعد الى الوحدة مع علاء الا بحدود نصف المجازين وبعدها تقرر وقف الاجازات لمنع الهروب وتم تشكيل سيطرات على الطريق لمنع الهاربين وكانت عقوبة الهروب قد تصل الى الاعدام وما يجلبة ذلك من متاعب على اهل المعدوم
الخوف من الموت شئ غريزي عند الانسان وكل انسان يحاول التشبث بالحياة قدر المستطاع والانسان يعلم ان مصيرة الموت والقبر ولكن عندما يرى نفسة يموت هباءا وبلا سبب الا لارضاء رغبات ونزوات شخص يريد ان يتجبر ويطغي بل يريد ان يتذلل لة الكل ويحس انة اصبح محور العالم بالاضافة الى ما يتعرض لة الهاربين من اهانة وتعذيب وسب
تحدد يوم 15-1-1991 كاخر موعد لانسحاب القوات العرقية من الكويت وحشدت امريكا قوات ما عرف بتحالف الثلاثيني
في تلك الاثناء عقد اجتماع في سويسرا بين جيمس بيكر وطارق عزيز وزيري خارجية امريكا والعراق ولم يسفر عن اي شئ وكاخر محاولة في طريق منع الحرب وصل بغداد الامين العام للامم المتحدة حاملا غصن الزيتون كاشارة على السلام الا انة بقى ينتظر ان يلتقي بة صدام لمدة اكثر من اربعة ساعات وكانة موظف لدى صدام ثم التقى بة ولم تسفر الزيارة عن انفراج بل ازدادت الامور تعقيدا
قبل الحرب بحدود اسبوع ارسل علاء الى مدينتة بمهمة تتعلق بالوحدة لمدة خمسة ايام ولم يتصور احد انة سوف يعود التقى عائلتة واصدقائة وكانت اقوالة توحي انة لن يعود من الحرب حيا فقد كانت الامور تسير بكل المقايس لصالح التحالف وطلب منة عدد من اصحابة ان لا يعود الى الحرب وان يذهب ليسكن عند اقاربة رفض الفكرة ليس حبا بصدام او ايمانا منة بالحرب ولكن لكي لا يتهم بالجبن والتخاذل ويعرض عائلتة الى مشاكل مع النظام ولا يتعرض هو الى الاهانة والمذلة على يد ازلام النظام عاد قبل الحرب بيومين وكانت الامور اصبحت اكثر تعقيدا
فارزاق الجنود قلت بنسبة كبيرة والماء شحيح الى درجة كبيرة والدبابات لا تعمل الا بعد سحبها ونسبة العطلات لا حد لها وتقرر تحديد حركة العجلات ترشيدا لاستهلاك الوقود والاغرب والانكى من ذلك ان الاوامر صدرت الى امري الوحدات ان تكون تقاريرهم جيدة وان المنعويات عالية اي عكس الواقع
في ذلك الشتاء الاسود كم ابتلعت الرمال في حفر الباطن من الرجال الذين لم يكونوا الا ضحايا الحرب والطغاة
انتهت المهلة واصبح الكل يترقب الحرب او ان يقرر صدام الانسحاب من الكويت ليجنب بلدة حربا ودمارا اكيدين ولكن كيف يراد لمن ركبة الغرور وجنون العظمة ومن يعيش في بروج عاجية وعالم خاص بة ان يحس بالالم الشعب
بعد الخامس عشر من كانون الثاني كانت احاديث الجميع تصب في الحرب
باسم -قد لا تفعلها امريكا وتضرب العراق
حسن- الحرب قادمة لا محال فهم لم ياتوا الى هذة الصحراء للنزهة
باسم -لا مجال للهروب الان فالسيطرات في كل مكان والصحراء كبيرة ولا يوجد طريق اخر
علاء -باسم هل تريد الهروب الان لماذا لم تهرب سابقا
باسم -كنت امني النفس بالانسسحاب من الكويت
باسم- فكروا بما سنتعشى الليلة فلا يوجد طعام بالمطبخ
علاء - لدينا بعض التمن في المدرعة ليذهب احدكم ويجلبة ليطبخة والشاي المر فلا يوجد سكر
حسن - هم تمن وشاي مر لقد تلفت امعائنا من ذلك
علاء - يلة اجلب لنا الدجاج او البط اذا عندك بلا بطر رجاءا
بعد العشاء والبرد القارص يدق مفاصلهم ينام الجميع او يتظاهرون بالنوم
عند منتصف الليل يقوم باسم بايقاظ علاء
قاسم -انهض علاء
علاء -ماذا تريد
قاسم الامر يريدك الان
علاء ماذا يريد كم الساعة
باسم - الثانية والنصف
علاء -ماذا يريد هذا البطران الان
باسم -اذهب واعرف فقد بعث عليك اكثر من مرة
يغادر علاء بعد ان يرتدي ملابسة الى مقر الامر البعيد عن موضعة ويصل بعد ان كاد يضيع في الصحراء
الامر -علاء اريدك ان توزع جماعتك على السرايا وتبقى انت بالمقر
علاء - ماذا حصل
الامر - الحرب بداءت الان
علاء -لنؤجل هذا الى ان نتقدم للهجوم
الامر - لا صباحا يتوزعون هذا امر
علاء -حاضر سيدي
يعود علاء الى موضعة ويبلغ رفاقة بذلك الامر وامر الحرب
باسم - لا نبقى جميعا معا
علاء - اذهب وقل للامر ذلك
باسم -من يقول ان الحرب بداءت لم نسمع اي اخبار الى الان
يقررون النوم
وعند الصباح يوقض باسم علاء
لقد بداءت الحرب فعلا
علاء ----اذن قضي الامر الذي كنتم فية تستفتيان
انها الحرب والدمار والموت
ليرحمن اللة
انتهت
21-12-2004