الإنسان عقل وروح وفكر ومعتقد /15



الإنسان عقل وروح وفكر ومعتقد  /15



















الإنسان  عقل وروح وفكر  ومعتقد /15

وقد عرض البخاري كتابة الصحيح على علي بن ألمديني واحمد بن حنبل ويحيى بن معين وغيرهم من علماء عصره

فاستحسنوه وشهدوا له بالصحة إلا أربعة أحاديث  وقال العقيلي والقول فيها قول البخاري وهى صحيحة

ولا عجب في ذلك فان للبخاري سلفا في هذا المنهج الذي يدل على التواضع والتحري والتعاون في خدمة السنة وتنقيتها من كل دخيل فقد روى الخطيب البغدادي

بسنده عن الوليد بن مسلم قال سمعت الاوزاعي يقول كنا نسمع الحديث ونعرضة على أصحابنا كما نعرض الدرهم الزائف فما عرفوا منها اخذناة وما انكروا منة تركناه

وهذا الإمام ما لك إمام دار الهجرة قام بعرض كتابة الموطأ على سبعين فقيها من فقهاء المدينة

مسلم بن الحجاج النيسابوري توفى 261 هجرية

سار الإمام  مسلم على طريق أستاذة الإمام البخاري من حيث اشتراطه الصحة والانتقاء والمدة التي استغرقها في التصنيف ونقل عنة

( صنعت هذا المسند الصحيح من ثلاثة مئة إلف حديث مسموعة )

وقال في صحيحة في كتاب الصلاة ( ليس كل شئ عندي صحيح وضعته إنما وضعت هنا ما اجمعوا علية)

وقد عرض كتابة عند الانتهاء منة على شيوخه علماء عصره كابي زرعه الرازي وغيرة من العلماء

واستغرق في تصنيفه خمسة عشر سنة

وقد اتفق العلماء على ان صحيح البخاري وصحيح مسلم اصح كتب الحديث وانهما نالا من العناية والاهتمام والتلقي بالقبول ما لم ينلة كتاب اخر حيث توفر فيهما خصلتان

الصحة والشهرة مما جعلهما في الطبقة الأولى إضافة لكونهما أول من صنف في الصحيح المجرد وأول من نص على اشتراط الصحة في كتب الحديث مع ما كان يتميز بة هذان الإمامان من علم ودراية واسعة ومعرفة بالعلل والرجال وتقدم ظاهر في معرفة الصحيح على مشايخ عصرهما

وهذة بعض النصوص في تقديم صحيح البخاري وصحيح مسلم

قال الامام ابن الصلاح ( اول من صنف في الصحيح البخاري ابو عبد الله محمد ابن اسماعيل الجعفي مولاهم وتلاة ابو الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري القشيري من انفسهم ومسلم مع انة اخذ على البخاري واستفاد منة يشاركة في اكثر شيوخة وكتابيهما اصح كتب الحديث بعد كتاب الله العزيز )

وقال الامام النووي ( اول مصنف في الصحيح المجرد صحيح البخاري ثم مسلم وهما اصح  الكتب بعد القران والبخاري اصحهما واكثرهما فوائد )

وقال الأمام ابن تيمية ( إن الذي اتفق علية أهل العلم أنة ليس بعد القران كتاب اصح من كتاب البخاري ومسلم )

إما أهم أسباب تقديم كتابي البخاري ومسلم

1. اشتراطهما الصحة واحتوائهما على ارقي الشروط وأقواها

2. جلالة البخاري ومسلم وعلوا قدرهما في الدين والخلق والورع

3. تقديمهما في معرفة الصحيح والعلم بالعلل على مشايخ عصرهما

4. سلوكهما طريقة الانتقاء

5. تلقي الأمة لكتابيهما بالقبول والاتفاق على صحة أحاديثهما

6. كثرة الفوائد في كتابيهما

7. كونهما أول من صنف في الصحيح المجرد

8. عناية العلماء البالغة بكتابيهما كما يظهر من كثرة الشروحات عليهما وكثرة المختصرات والمستخرجات والمستدركات عليهما وكثرة الرواة لهما

هذا حال الأحاديث النبوية فقد تم  العمل على تنقيتها وغربلتها قدر الطاقة البشرية وحسب اجتهاد العلماء

وقد وضعوا تلك الضوابط والشروط لقبول الحديث وقبول الراوي

وليس من السهل إن تتسلل الأحاديث ( الموضوعة والمكذوبة ) إلى سنة الرسول ( ص )

هناك شئ لابد من الإشارة إلية رغم أنة شئ معروف ولكن لا مانع من التذكير

هو إن سيدنا محمد ( ص ) كان لا يقرأ ولا يكتب ولم يتعلم الشعر ولم يعرف عنة قبل البعث ولا بعدها أنة قال الشعر مع إن قومه كانوا أهل شعر وأدب

وقد وردت أكثر من أية تتحدى المشركين في ذلك الوقت وفي ( كل زمان ) إن يأتوا بعشر آيات مثل القران ثم إلى أية واحدة



{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }هود13



{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }يونس38

وقولة تعالى



{حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }المائدة3

وتقول الكاتبة وفاء سلطان

عن الآية 3 اعلاة  من سورة المائدة

(هل تستطيع أن تدلني على آثار النعمة التي جاء بها الإسلام منذ أن نزلت تلك الآية وحتى اليوم؟!! )

إن نعم الله علينا كثيرة ولا يمكن ان تحصى او تعد

أليست نعمة البصر من الله

أليست نعمة السمع من الله

أليست نعمة الحياة من الله

إن الله قد انعم علينا الكثير

فهل تستطيع وفاء سلطان ان تنعم علينا يشئ بمستوى نعم الله

هل تستطيع وفاء وكل علماء الغرب إن يعيدوا الحياة لمن مات

إن العرب قبل البعث النبوي كانوا قبائل تقاتل أحداها الآخرى

وهناك تاريخ عن حروب استمرت عشرات السنين مثل حرب البسوس وحرب داحس والغبراء

والصراع الذي كان  يدور في المدينة (يثرب ) بين الأوس والخزرج

فعندما جاء الإسلام أصبحوا إخوة ونسوا تلك الأحقاد والثارات والصراعات

أليست هذة من نعم الله

أليس من نعمة الله تلك الإعداد الكبيرة التي تدخل الإسلام وتشهد

(  إن لا آلة إلا الله وان محمد عبده ورسوله ارسلة بالحق )

كل يوم هذا هو الإسلام وهذه نعمة الله أنة دين صالح لكل زمان

الإسلام والقران بشكل خاص حفظ اللغة العربية على مدار الأربعة عشر قرنا الماضية

العربية لغة حية حتى يرث الله الأرض ومن عليها

ومن قال أيتها السيدة الفاضلة

إن الإسلام فشل في فرض تعاليمه السمحة على مدار الأربعة عشر قرنا

إن تعاليم الإسلام فرضت نفسها منذ البعث ومنذ بدء الدعوة إلى الإسلام في مكة المكرمة

إن من يقول إن الإسلام لم يفرض تعاليمه السمحة

ليس له دراية واطلاع على واقع وتاريخ الإسلام والمسلمين

او انة اطلع على التاريخ المتشدد من الإسلام

في كل دين هناك أناس متشددون ومتزمتون

وهناك أناس وسطيون وهم ما يهمنا العمل بأفكارهم

فالوسطية والاعتدال هما ما يجب على المسلمين إتباعهم

وليس المتشددين الذين ينظرون إلى الدين نظرة مظلمة

يقول تعالى

(( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ{1} فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ{2} إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ{3}))



وتفسر هذه السورة كما في تفسير الجلالين

(- (إنا أعطيناك) يا محمد (الكوثر) هو نهر في الجنة هو حوضه ترد عليه أمته والكوثر الخير الكثير من النبوة والقرآن والشفاعة ونحوها

(فصل لربك) صلاة عيد النحر (وانحر) نسكك

(إن شانئك) أي مبغضك (هو الأبتر) المنقطع عن كل خير أو المنقطع العقب ، نزلت في العاص بن وائل سمى النبي صلى الله عليه وسلم أبتر عند موت ابنه القاسم )

وللحديث بقية إن شاء الله

علي الطائي

13/7/2008














View alihseen's Full Portfolio