لو دامت لغيرك ماوصلت اليك
((ففي عالمنا العربي والشرق اوسطي لا يغادر المسؤول الكرسي الا الى واحدة من اثنتين القبر اذا جاء اجله او السجن اذا غضب عليه سيده))
ان الدنيا لودامت لاحد لدامت للانبياء والمرسلين الذين هم صفوة الله من خلقه واقرب البشر اليه وفي مقدمتهم حبيب الله سيدنا محمد (صلوات ربي وسلامه عليه).
هذه الدنيا فانية ولم تدم لاحد من البشر ولكن مازال البعض من طغاة البشر يضيع عليهم الحساب فيتصورون عكس ذلك ويزين لهم انهم باقون وان أيام سلطتهم ستطول ولن تزول ابداً.
فكم من الطغاة الذين كانوا لا يهابون احد ولا يرحمون احد ولو لا الخوف من منافسيهم او اعدائهم ان يتهموهم بالكفر لطلبوا من البشر عبادتهم ..كم من هؤلاء رحل بعد ان دمر ارضه ومملكته بظلمه.
الان وعراقنا الحبيب على مفترق طرق بعد الانتخابات الاخيرة وبناءا على نتائجها ووفق ابسط مبادئ الديمقراطية فان العديد من الوجه ستتغير وتترك كرسيها لآخرين ..فلابد ان ترحل بعض الوجوه التي حكمت البلاد من مواقعها طوال اشهر وربما لن تجد من يترحم عليها .. فيما ان وجوهاً اخرى وان قلت ستترك اثرا طيباً في نفوس ابناء البلد.
من عاثوا في الارض فساداً وآذوا الناس وسخروا موارد الدولة لتحقيق اهدافهم الخاصة او اغمضوا اعينهم عن مصالح جهات خارجية او ناصروا طوائفهم وظلموا غيرها او تعاملوا مع موطنيهم بغير حق او اساؤوا استخدام سلطاتهم وسرقوا من قوت الشعب فان لعنات العراقيين ستلاحقهم اينما ذهبوا .. وان تصوروا انهم باقون على كراسيهم ففي عالمنا العربي والشرق اوسطي لا يغادر المسؤول الكرسي الا الى واحدة من اثنتين القبر اذا جاء اجله او السجن اذا غضب عليه سيده.
اننا ندعو القادمين الجدد الى كراسي الحكم ومواقع المسؤوليات ان يضعوا هذا القول امام اعينهم (لودامت لغيرك ما وصلت اليك) فلقد انتهى العهد الذي كان الجلوس على الكراسي يطول وكان المسؤول يورث كرسيه لأبنائه واحفاده من بعده...ولا بد ان ينتهي العهد الذي لا يسأل فيه الجالس عن مستوى ادائه ولا يعاقب ان اخطأ او اساء الى بلده..
ان هذا البلد بلدنا جميعاً نحن الذين تعايشنا فيه منذ مئات السنين وشربنا من دجلة والفرات واكلنا من خيرات ارضه الطيبة وهو لنا جميعا وليس لطائفة او قومية دون اخرى.وهو للخيرين ولا يمكن ان نسمح لظالم جديد ان يتحكم به.وقد عانينا الامرين من الحروب العبثية والحصار والقتل والسجن المجاني في العهد البائد .. لقد ذقنا كل اشكال الحرمان يوم كان الكثير من اصحاب الشعارات الرنانة يجوبون عواصم الغرب والفنادق الخمس نجوم بحثا عن تجارة سياسية وعن فرص للصعود ... وبعضهم يحاول الى اليوم ومنذ سقوط الصنم ان يتاجر بمعانات اهله طوال عقود ويبيع للناس شعارات لم نقبض منها سوى السراب والاوهام وسلسلة جديدة من المعاناة.
ايها السادة
يا اصحاب البروج العاجية
ان الفترة القادمة والتي ستحكمون فيها البلاد والعباد اربعة سنوات في قياس عمر الشعوب ليست طويلة وان الأيام ستمضي سريعاً فتذكروا ان يوم الحساب سيأتي ... وان المواطن ومع الايام سيعرف من هو الوطني الصادق المخلص النزيه ومن يعمل لخدمته وتخفيف معاناته ومن يتاجر بالشعارات الرنانة ويسعى لكسب مزيد من المال الحرام، وحينها فقط اما ستكافؤن او تعاقبون