قصة قصيرة
حوار مع الماضي
بخطوات ثابتة وبلا تردد تقدمت نحوه وعيناها تتطلعان إلية بعمق لا يخلو من اللهفة
والشوق والحنين كأنها كانت تريد ان تدخل معة في حوار مباشر تشرح له فيه معاناتها ويأسها وضعفها وقفت إمامة
وأخذت نفسا عميقا ثم زفرت بقوة وكأنها تستعد للمجابهة وكان كل جسدها ثابتا ومتماسكا سوى شفتيها فقد كانتا ترتجفان بشدة ومع ذلك فإنها لم تتردد في بدء الحوار معه
آه ,, لو تعلم كم كنت سعيدة وفخورة بك يازوجي الحبيب
بقى هو صامتا ولم يقل شيئا
واستمرت هي في حديثها معة دون ان تنتظر منة جوابا
لقد هجرت اهلك وأصحابك وكل من وقف في طريقنا كي نكون معا ولنحيا معا الى الأبد
أحببتني واحببتاك تمسكت ني وتمسكت بك
وكنت تراهنني على ان حبك لي اكبر من حبي لك
ولكن لتعلم ألان بأنني احبك حد العبادة
ولأخر نفس في حياتي
وبعد كل ذلك تركتني وذهبت وبقيت وحيدة أتكلم مع الجدران
أنادي عليك ولا اسمع سوى صدى صوتي
والان وبعد ان رحلت مع من سأراهن بحبي ومن اجل من سأضحي بنفسي ولمن سأهب قلبي
اجب بحق السماء
وفي هذه اللحظة لم تتمالك نفسها وأجهشت بالبكاء
لأنها كانت تنتظر منة ردا على أسئلتها
واستمرت تنادي علية بأعلى صوتها ولكن هيهات
فهي كانت تعلم أنها تتكلم مع صورة حبيبها
وتعلم ان الصورة لا تسمع ولا تتكلم
سوى انها صورة زوجها الذي مات وتركها وحيدة
ولكن حبة لم يمت في قلبها
علي الطائي