مؤقتا ..تحت غيمة / ابراهيم الوافي





؟؟؟؟..                    ؟؟؟..                    ؟؟؟  ..                    ؟؟؟        






















مقال / ابراهيم الوافي بصحيفة الرياض





مؤقتاً تحت غيمة..!



التاريخ: الأحد  2002/09/22  م  /جريدة الرياض





اثنتان وعشرون قصيدة تنتمي لتيار قصيدة النثر التي بدأت تشكل هاجساً فنياً متطوراً، هي مجموعة الشاعر محمد خضر الصادرة حديثاً عن دار الأزمنة بعمَّان تحت عنوان (مؤقتاً تحت غيمة)، والحقيقة أن جل قصائد المجموعة كان الشاعر محمد خضر الغامدي قد نشرها تباعاً في منتدى الشعر المعاصر الخاص بموقعي، مما أتاح لي فرصة الوقوف بها بشكل مستمر ومتواصل ناهيك عن قراءة ردود الأفعال حولها نتيجة عملية التفاعل الإلكتروني، وهي وإن كانت انطباعية إلا أنها تعكس مدى تفاعل جزء كبير من المجتمع الأدبي حيال قصيدة النثر.



ومهما كانت الآراء متباينة حول نصوص الشاعر إلا أن الواضح أن هذا التباين تباين تياريين متنافرين التيار الكلاسيكي والتيار الحداثي وليس تباين حول تجربة الشاعر الفنية فالنصوص التي اشتملت عليها المجموعة تعكس واقعاً تجديدياً على مستويات متعددة أحدها وأوضحها مستوى التعامل المتطور مع اللغة العصرية وفق معطيات بلاغية تراثية اتكأت على المجاز بأبعاده المختلفة وتوظيفه حداثياً لخلق رؤى وصور شعرية مبتكرة ومتطورة تتنازعها تيارات ثقافية وفكرية تمرحل فيها الشاعر وانعكست على نصوص مجموعته البكر، وثانيها توسيع دائرة الرؤيا الشعرية حتى تشتمل على دوائر ضوئية متعددة ومتنوعة يمكن تصنيفها في ثلاث دوائر..



الدائرة الأولى هي تلك التي تحتفل بالمشهد العادي فتجيء فيها القصيدة منكفئة على ذاتها تنطلق منه إليه وتهوِّم بها كما هي الحال في قصيدة (نصوص من البحر القليل) كنموذج..



والثانية يمكن أن نطلق عليها دائرة الهوامش في مخزون الذاكرة من أجل إحداث هزات شعرية ينتج عنها انقلاب في مخزونها المعرفي ويمثلها نصوص متعددة أهمها (أغنية الآثام.. ونص مكنسة ونصف موج)، وهما النص الأكثر ضجيجاً وصخباً بل ومواجهة من قبل أقطاب النص الكلاسيكي الجاهز نتيجة اتساع مساحات التأويل فيهما، وحاجتهما لقارئ متحفز ذي حس إبداعي، ومنها كذلك دائرة التفاصيل اليومية التي تتجلى في نصوص متعددة من أهمها نص (الصبي الأسود)..والحقيقة أن مجموعة (مؤقتاً تحت غيمة) للشاعر الشاب محمد خضر تعكس نضجاً فنياً جلياً في مستوى التعامل مع قصيدة النثر التي بدأت تتضح هويتها المحلية على أيدي مجموعة ثرية من الشعراء الشباب الذين يأتي الصديق الشاعر محمد خضر على رأس قائمتهم.. وإن كان لا يزال (مؤقتاً تحت غيمة)..!



2004




















View alghamdi's Full Portfolio