تحت غيمة الكلمات / د عبدالعزيز المقالح





؟؟؟؟..                    ؟؟؟..                    ؟؟؟  ..                    ؟؟؟        






















تحت غيمة الكلمات / د عبدالعزيز المقالح









محمد خضر الغامدي تحت غيمة الكلمات

د. عبدالعزيز المقالح

هذه المجموعة الشعرية أثارت إعجابي ابتداء من العنوان (مؤقتا.. تحت غيمة) وبعض العناوين - وليس كلها - تحمل في كلمات قليلة إشارة دالة على مجمل ما تقوله القصائد أو توحي إليه. وعنوان هذه المجموعة يشف عن قصائدها ويؤكد أن الشاعر لم يضعه اعتباطا وإنما يختزل به تجربته الشعرية التي لا تأتي محاكاة أو استنساخا شأن كتابات كثيرة تسعى إلى الانتماء إلى الشعر دون جدوى.

وإذا كان الشعر الحقيقي هو فن البحث عن صورة غير مستقرة فإن محمد خضر الغامدي بمخيلته الإبداعية يستطيع أن يقول إنه نجح في مجموعته التي قد تكون الأولى في أن يضع مفرداته في تركيبات ذات علاقات مفاجئة للقارىء احتكاما إلى وقعها في نفسه عند القراءة الأولى, ولكننا عندما نضع تلك التركيبات في السياق الذي تقترحه القصائد نجدها ضرورية لإنجاز الدلالة, بل لا يمكن لنا أن نعدها شعرا إلا حين تنتمي إلى ذلك السياق:

كنت أبحث عن فضاء

يليق بي

واكتشفت أن الشمس

تقصدني باصفرارها

فاختبأت

كنت أبحث

عن وقت أضع رأسي

في عقاربه وأنام

لن أتكلم عن غياب الإيقاع المباشر في قصائد المجموعة, فالشاعر محمد خضر الغامدي واحد من جيل من الشعراء يلتزم القطيعة التامة مع العروض التقليدي وهو يذهب إلى غيمته الشعرية متخففا من حمولات الأوزان والقوافي معلنا بإصرار أن قصيدته قادرة على ابتكار إيقاعاتها الخاصة تلك الإيقاعية المنخفضة التي تجسد جوهر القصيدة لا شكلها المعماري, والتي تكشف عن طاقات الشعر وأنساقه الاستعارية لا عن أصواته اللفظية, وقد نقبل هذا الاتجاه أو نرفضه, نتخاصم معه أو نتسامح, لكن النصوص المنتجة في ظله تقنعنا بأنها تتكيء على قاعدة تعبيرية راسخة:

لم أكن وحدي

دفتري كان سريري

والقلم كان

خبيرا في اصطياد اللغة

أقفلي النافذة

....

اليوم يستقر اللظى

تبكي الشرائع

بين رملينا

نبحر في المد والجزر

نبدأ حوار الحضارات

النهر مرجعيتنا الأبدية

الطابع الخلاق للقصيدة (الأجد) لا يتجسد في تكثيف الصورة والاقتصاد في المفردات وحسب, وإنما يتجسد أيضا في هذه المساحة الواسعة من البياض بدلالاته التي تجعل للصمت معنى رمزيا يستدعي الإصغاء ويعزز إمكانات التموج في فضاء مفتوح تحلق في أجوائه الكلمات وكأنها تبحث عن قرار لا وجود له, كما أنها صياغة نموذجية بما تنطوي عليه من تميز بين الأجناس الأدبية القديم منها والحديث المبهم والواضح. ولغة المجموعة ساخنة ترفض الحيادية وتلتحم بالواقع ناسه وأشيائه بالقدر الذي لا يحرمها الانتماء إلى ذاتها, أي إلى الشعر ولا يمنعها من أن تتفيأ في ظلال القصائد وتثبت وجودها الشعري بجدارة تحت غيمة الكلمات.



2004




















View alghamdi's Full Portfolio