عن رواية صنع الله ابراهيم (شرف)



الواقع المرعب في رواية

شرف



رواية : صنع الله ابراهيم

قراءة : محمد الأحمد

رواية (شرف ) احدى العلامات الروائية الجريئة التي اضافها الروائي المصري (صنع الله ابراهيم)، الى المكتبة الروائية العربية. اتسمت بموضوعية جلية اعطت هويتها لاجل ان يبقى الكاتب الملتزم مزاحما احقية الرواية على الراوي ذاته... بكل تاريخه الشخصي، وسلوكه. فتكون الكتابة هي الحقيقة التاريخية الوحيدة التي لا تقبل التزوير، من بعد ان (انتزعت القلة المستغلة منا الروح، الواقع مرعب، وفي ظل هذا الواقع لا يستطيع الكاتب ان يغمض عينيه او يصمت، لا يستطيع ان يتخلى عن مسؤوليته لن اطالبكم باصدار بيان يستنكر ويشجب فلم يعد هذا يجدي لن اطالبكم بشيء فانتم ادرى مني بما يجب عمله، كل ما استطيع هو ان اشكر مرة اخرى اساتذتي الاجلاء الذين شرفوني باختياري للجائزة واعلن اعتذاري عن عدم قبولها لانها صادرة عن حكومة لا تملك في نظري مصداقية منحها وشكراً ).

الكتابة هي الثبات في المواقف لان مبدعها العبقري ارتضى ان يكون فاضحا لكل خلل بشري كالانتهاك والاستغلال، والظلم... يخطها الاديب الواعي لذاته في حركة التاريخ، وعمق نظرته المحايدة، ليكون الدرس المتكامل الذي يجعل البشرية تتخطى اخطائها، وكوارثها الاستنزافية للأقتصاد والعقل.

لمع اسم (صنع الله ابراهيم) بعطاء تواصل بالواقعية الموضوعية. فروايات مثل رواية (تلك الرائحة)، رواية (اللجنة)، رواية (نجمة اغسطس)، رواية (بيروت.. بيروت)، رواية (وردة)، ورواية (ذات).. كل منهما جعلها تعطي القاريء كشفاً دقيقاً لما حوله من انتهكات بالغة من الصعب عبورها، وهو يسلط عليها الضوء كاحد عباقرة الفن الروائي العالمي.. بكل عصوره، ومدارسه.. بقيت الرواية الحقيقية عصية الكتابة لن تحقق ذاتها الا باضافة جديدة جادة... كالذي نقرأهُ في (شرف) حيث لبنة اخرى في الجراة، وموضوعا جديداً فاضحا لكل العيوب المخفية تحت اسم القانون، وطائلته.. خاصة مشرعيه وسدنته. فالواقع اكثر بشاعة من الخيال، وما جرى ابلغ حدة، واشمل اتساعاً (لقد انحدرت الواقعية في مستوياتها الدنيا الى صحافة، الى اطروحات، الى وصف علمي- وباختصار الى لا فن. اما في المستويات العليا فقد تجاوزت على ايدي اعظم كتابها امثال بلزاك، وديكنز، ودستوفسكي، وتولستوي، وهنري جيمس، وابسن، وحتى زولا، حدود نظرياتها، وخلقت عوالم من صنع الخيال، ونظرية الواقعية هي في نهاية المطاف استطيقيا سيئة لان كل الفنون خلق، وهي عالم بذاتها قوامه الايهام والاشكال الرمزية- رينه ويليك )، فبقيت الواقعية التي انتهجها المبدع الراوي عبر سلسلة حقائق، اعطه الشروع نحو جديد لم يكن نهج احد غيره.

القسم الأول:

بطل الرواية (اشرف عبد العزيز سليمان- المولود سنة 1974م) الملقب بـ(شرف) طالب جامعي شاب يعرف (قشرة) عالمه الحديث دون ان يكشف ما وراء ها من عوالم، طري العود مدلل اهله، يدخل السجن فتجعل منه التجربة على محك الحقيقة، وقد دمغته لانه لمس عمقها الجلي الاشراق. ادخل السجن بجريمة قتل رجل استرالي اسمه (جون)، وضبط مرتدياً (سلسلة غالية جداً) تعود ملكيتها الى القتيل، وفي الحقيقة بان المجنى عليه هو الذي خلعها والبسه اياها، وبالتالي تحولت دليل ادانة ضده (جاهد الشاب في دفع مهاجمه الذي كان يفوقه قوة، ونجح في شلّ حركته الى ان شعر به يحاول تجريده من ملابسه، وهو يلهث، فامده العدوان بقوة جديدة).... ويستمر الرواي في دقة بليغة ليرسم السبب الحقيقي الذي دفع بـ(البطل المحوري) دخوله السجن.. (لم يتمكن جون من تفادي الزجاجة، واصابته الضربة بالذهول فجمدت حركته. ولم يلاحظ شرف الدماء التي سالت على وجهه، لم يلحظ شيئاً على الاطلاق ولا حتى يده القابضة على شظية مدببة من حطام الزجاجة كانت مستمرة في الارتفاع والهبوط فوق الراس الاشقر المخضب بالدماء- الرواية ص 22)، وتحت تعذيب لم يسنطع تحمله اعترف بجريمة لم يقترفها بقصد وعمد، وانما دفاعا عن كينونته.. من بعد ان كانت له حرية لم يعرف نعمتها، اذ صادرته الحمية فصيرته مدافعا عن كينونته الحقيقة و شرفه الذي لم يهدر الا بعد ان دخل السجن في جريمة دفاعه عن قيمه، واخلاقه. و (شرف) يدون الصور الخفية بدقة متناهية.. ما وراء القضبان من عوالم سريتها الغامقة صارت حكرا على سجون الناطقين بحرف الضاد وكتابه.. رواية تنفلت من معجزة الخوف، لتبوح بالفجيعة المريرة المفتقدة على الرغم من انها مازالت قائمة تثقل كاهل الانسان وتقيده بجملة مفاهيم بالية مسماة في السر، وفي العلن مساومات من اجل العبور.. نظرة من القاع العميق الى السطح، نظرةُ الفوارق في الاختلاف، او الاختلاف في الفوارق.. نظرةُ السجين الى الطليق عاريا مكشفا، ووحيداً.. نظرة الى الفساد الاداري المتراكم في كل مرفق من مرافق الحياة، بالرشوة التي تصل الى القضاء بواسطة محامين متمرسين، وتصل الرئيس بواسطة المرؤوس.. ثمة فوارق تعرضها الرواية. العتمة ودكنتها، يقاس كل ذلك السطوع. فثمة فساد اداري مقيت في ارفع مراكز الدولة... تتسلم رشاوي لتمرير الادوية والاغذية الفاسدة، صفقات غايتها المال، مخلفة ورائها تخريبا متعمدا في الانسان، وبنيته لاجل ان تتقلص انسانيته. تستغله ابشع استغلال، فنعهد الروائي مدافعا فيها عن هوية انسان انتهكته الاطماع الكبرى، واقصته العزلة القاتمة عن دوره الحقيقي كانسان له هوية وجود فاعل، (اذا كان شرف موجوداً بجسده بين الجدران الاربعة، فأن روحه كانت ترفرف في الخارج طول الوقت، ليلاً ونهاراً، فهو من سلالة شعب عظيم فضل دائما ان يكون مستعبداً كي لا يحرم من الحرية، والتطلع اليها- الرواية ص 171).

رواية (شرف) نبرة عالية لكلمة عصر احتاج التغيير كامر واقع من بعد ان تفاقمت الاخطاء، المتراكبة فوق بعضها البعض، فالخطأ يلد مثله، ولا يمكن ان يصلح الا ببناء جديد على اسس سليمة.. رواية مشوقة تسرد احدثا حقيقية مقنعة.. رايناها تطوف بين الاسطر التي تحمل وجه الكاتب الحقيقي لتعكس اوقاتا عصيبة تشكل فيها العالم المقصي عن النظر، العالم المحجوب المغيب تحت اسم القانون، حيث تنتشر في تلك الاقبية اوراما سرطانية اكثر شراسة وفتكا بالمجتمع، ومنه تخرج اليه منظمة تحت مسميات تفلت من القانون أو تحت وصاية سدنته.. اقبية لم تك غامضة على روائي مثل (صنع الله ابراهيم) ذلك العالم الذي غمض على الغير فيه ما كل في العالم من حرية رغم تقنينها، وتعتيرها، ورغم صغر مساحة العالم الضيق الذي اتسع عميقا من عمق المجتمع فكشفه الرواي من الداخل.. حيث لا ممنوع او محجوب داخله، بل تخله كل الموبقات، والآفات الاجتماعية وتنتشر فيه جميع انواع المخدرات المحلية والمستوردة، تحت بصر الرقيب، وهو المستفيد الاكيد من كل تلك.. فالحارس هو الذي يهرب الى عمق السجن.. الافيون، الهيرويين، الحبوب المخدرة، وكل شيء.. حيث هناك شراكة متعاقبة، وشبكة منظمة هدفها الكسب المادي، وتخريب اغلى المثل في الانسان، الظلام الداجي يعرف كل حاضرة تجري (اضافة الى الانباء المحلية وخلفياتها، كان الشيخ عصام يحتفظ بارشيف كامل لكبار موظفي وزارة الداخلية من اول تاجر في انتاج السجون وزميله الذي خرج من الوزارة بعشرة ملايين من الجنيهات من وضع اليد على الاراضي، والثالث الذي كون شركة امن ضمت اربعمئة من قيادات الشرطة ولم يدفع فيها مليما واحداً مكتفيا باسمه الى ان اعد مشروعا وهميا لأسكان الضباط ودفع من صندوق الشرطة 4 ملايين جنيه ونصف لمكتب استشاري واشترى متر الأرض بسعر 30 قرشا وباعه ب43 جنيها للضباط و150 جنيها للمستثمرين، وزميل الذي شارك بعدة ملايين في شركة صرافه وشركة تسفير عمالة للخارج وطبعا في شركة الامن اياها، والثالث الذي اختلف مع زميل له على عمولة صفقة سلاح، فهاجم بيته بالصواريخ- الرواية ص223)..

فمن داخل السجن يطل (شرف) على العالم بكل مافيه، ويرى ما لم يستطع رؤيته.. يتابع ادق الاخبار و اشنع الافعال، وعلى الرغم من اقصائه البعيد يعرف (تمسكه بحقوقه التي تنص عليها مصلحة السجون، وهي قطعتان من اللحم الاحمر لاالجلد، في اليوم لا في االاسبوع- الرواي ص107)، ويكشف الاستغلال الشنيع للمسجونين كأيدي، مهدورة الجهد، لصالح السجان (هناك مساجين آخرين يعملون في حظيرة مواشي يملكها، بها خرفان، وبط، ودجاج. وان المفروض ان يتقاضى الواحد منهم ثلاثة جنيهات من المأمور نفسه طبقا للوائح لكنهم لا يحصلون على شيء- الرواية ص 131)..

بعين مفتوحة حرص الكاتب على توثيق ما يحدث، كمصور محايد، يترك القاريء ليكوّن استنتاجه (لم نلبث ان علمنا بنتائج التحقيق: اسفر عن مجازاة رقيب الدور بالحجز في الثكنة ثلاثة ايام لعدم قيامه بواجبه في الحيلولة دون وقوع الاعتداء، وجوزي الضابط (علي بلبل) بالأنذار لعدم قيامه بتفتيش عنبرنا بنفسه، وبدقة الامر الذي ترتب عليه وجود ممنوعات مثل المشرط ومفصلة الباب- الرواية ص135)...

القسم الثاني:

اما في القسم الثاني من الرواية يجعلنا نقرا ما جاء في محتوى كيس الاوراق.. استطاع (شرف) الاطلاع عليها متعاونا مع ضابط السجن، لتعمق معنى (الشرف) بكل دلالاته، كيس اوراق حاول صاحبه السجين ( الدكتور رمزي بطرس نصيف) ان يخفيه عن الاعين، لان محتواه من اوراق قصاصات جرائد، واشبه بالمذكرات وثق فيها الاعيب شركة كوش العملاقة السويسرية للادوية.. المؤسسة الخطيرة ذات اليد الطولى المتحكمة من (بازل) بما تريد التحكم به، فالقصصات توثق ما كان يحمل الأفق من اكاذيب، و صار ضحية الشرف كل من لديه المثل  العليا، وبقية الاوراق شهادة العامل بعمله، والدال بمدلوله..

ان رواية (شرف) عنيت الشرف المهني لكل موظف مهما كان موقعه في السلم الاداري لاية دولة في العالم، من بعد ان التفت المثقف نحو الخلل؛ بان تخلف ماحوله نتيجتهُ الفساد الاداري الذي يصوره (صنع الله ابراهيم) في مجمل عطاءه الروائي بانه السوسة التي تنخر البلدان، وتجعلها في صور متخلفة، وان تلك السوسة تصل باطماعها لتؤسس مؤسسات عبقرية شرسة تطول ماتريد، وتهيكل ما تطمح عبر مناهج ذكية للوصول الى غاياتها... (ان كوش صارت مصدر خطر على استقلال اي بلد. فنفوذها اقوى من الحكومات وهي غير مسئولة امام أية جهة في أي مكان. وهي تتحكم في أموال هائلة وبوسعها أن تنقل ماتشاء من هذه الاموال من أي بلد وإليه. الارباح يمكن تصويرها على أنها خسائر، والاصول تباع، كل هذا دون أن يعرف أحد أو يتبينه بسبب السرية المضروبة على حساباتها. كيف يمكن لأي حكومة أن تتحكم أو تسيطر على كيان مثل هذا يشبه (سمك الجيلي): موجود في كل مكان وليس موجودا في أي مكان؟ أعدت على سمعها ما أقترحه أحد المدراء من ضرورة التفكير في شراء أو أستئجار بعض الدول الأفريقية الغنية بالموارد الطبيعية طالما أن حكومتها عاجزة عن حل مشاكلها- الرواية ص 334).

ومثلما سخر (سرفانتس) من ادب الفروسية، نقرأ كيف اقتنص صورا لوجوه زعامات عربية تجملت بالخطب الثورية، لتظهر باجمل الصور، ويكاد يقول بان ذلك لم يكن ينطل على قارئ تلك الدمى المتشابهة الادوار ذات الوجوه المريضة بالنرجسية البليدة، مهما اوغلت بالتنكر.. (ربما لايعرف الكثير عن وحشية صدام وساديته والجرائم التي ارتكبها في حق العراقيين، العرب منهم والاكراد. في سنة 1979م وفي اجتماع لزملائه في قيادة حزب البعث امسك برأس صديقه (عدنان) وجعل  يخبطه في الحائط حتى تفجر منه الدم. لقد رايت جانبا من هذا الاجتماع في فلم فيديو اذاعته CNN. صدام في بدلة بيضاء جالسا خلف منصة مرتفعة مطلا على قاعة امتلات بالجالسين وينادي اسما وراء اسم، فيصيح الواحد منهم (والله العظيم انا مو خاين سيدي) لكنهم يقتادونه للاعدام- الرواية ص 328). و ادرج مع الأوراق نصّاً مبدعاً لعرض كامل للعرائس (دمى) الذي اقيم داخل السجن بمناسبة ذكرى الانتصار العظيم في حرب اكتوبر 1973م، اعده واخرجه الدكتور (رمزي بطرس نصيف)، حيث قال فيه ما لا تتحمل مسؤليته اية نشرية عربية. وادرج بجراة منقطعة النظير كل ما يخافه الرقيب، لانه قوَّل الدمى كل ما استطاعت قوله، ففضحت من افتضح وعرّت من عريّ، بأداة تقنية لم تكن غريبة على المؤلف لانه ادخل في احدى روياته السابقة (سيناريو فلم عن بيروت)، و تعمد بفطنة العارف ان يدخل ما اراده في رواية (شرف) كما ذهب اليه مقصد استاذ النقد العربي الحديث الدكتور محمد غنيمي هلال (اذا لا يسوق الرواي افكاره وقضاياه العامة منفصلة عن محيطها الحيوي، بل ممثلة في الاشخاص الذين يعيشون في مجتمع ما، والا كانت دعاية، وفقدت بذلك اثرها الاجتماعي وقيمتها الفنية معا ).

القسم الثالث:

اما القسم الثالث من الرواية فهو مواصلة ما يحدث وراء الحيطان المتراصة، وما بينها. حيث ينتخب (شرف) لمتابعة احد ادعياء الدين، ونتيجة لتعاونه مع الضابط السابق للسجن (كمرشد) يتغير مكانه من مجاورة دلو البول حيث كان الى زنزانة اخرى تجمعه مع ناس اكثر خطورة من المجرمين السابقين، وتبدأ معه مشاوير لم تخطر على باله، وبعد عن خطابات العارف العليم الدكتور(رمزي): (هل تعرفون ان 60 بالمئة من ثمن الدواء في مصر يذهب الى الموزع والمستورد، وان الدواء الذي تدفعون فيه ثلاثة جنيهات ستدفعون فيه عشرين بعد تطبيق الجات، وهل تعرفون بان 55 بالمئة من الاطفال مرضى باكبادهم وان عدة افراد لا وطن لهم ولا ضمير كدسوا ثروات بالملايين من اجل استيراد الاطعمة الفاسدة ورش المبيدات. هل تعرفون انهم يبيعون السرطان لعشرين مليون طفل.. اشربوا هذا بطعم البرتقال، وكلوا هذا بطعم الفراولة، الحسوا هذا بطعم الاناناس والشكولاته والملح والخل والكاري والكباب والخراء.. مياه غازية وكولا ملونة وشكولاته وحلوى واعصرة ومربات وغزل بنات عبارة عن مكسبات طعم ورائحة ولون اي امراض تدوخ اطفالكم طوال العمر الى ان يقصفه السرطان بعد ان يصابوا بالفشل الكلوي من جراء المياه الملوثة او الطرش او الغباء بسبب التعرض للرصاص المنبعث السيارات او يرحمهم الرحيم فيقعوا في بالوعة مجاري او تدهمهم سيارة- الرواية ص 478)، واستبدلت بنصائح السفاح (ليس هناك اسرار في السجن).. شيئا فشيئا يستدرج الى حمل ما يحملون مقابل عدة سكائر، ويرى بام عينه كيفية اولئك العتاة في الادمان يأخذون ما ادمنوا عليه. وتنتهي الرواية حين يقترب (سالم)، محاولا الاقناع وتبرير السلوك الشائن.. ليبدأ اول الهبوط، حيث لم يعد للشرف الذي يحمله شرف من معنى..

رواية اعطت معلومات ودونت تاريخاً لن يعبره الزمن الحاكم مهما حاول الطمس، ومهما ابتكر من عوارض وكوارث، اذ تكللت بالنصر كونها تأخذ من انسانية الانسان كل الوقت والمال، لتعطي رأسمالا قيما في كيفية انتصار الحكومات على محكوميها، وليس على غيرهم.. خاصة المحكومات الغنية بالثروات، والموقع الأستراتجي..







‏الثلاثاء‏، 20‏ تموز‏، 2004


Author's Notes/Comments: 

mu29@hotmail.com محمد الأحمد  


View alahmed's Full Portfolio
tags: