زمن بارز







زمنٌ بارز

1

سيدي العقيد  :-

اكتب إليك التماساً مفضاهُ عمر سيبتدئ، دون خوف من خزر عينيك التي تهددني بالسجن ، أو بالواجبات الخطرة، ولا من إشارة يديك الفانية.

بتّ‘ الآن بعيداً عن سيطرتك.. أكتب بتأن وبلا ضعف.. فصارت حريتي فيك أيها الداجي اكبر من حرية عصفور حلق في الأعالي… الآن وأنا أحاول سبك هذه السطور الجريئة إليك يتملكني ضحك كثير ، فلا يدعني أضع الحرف في الصميم.. اضحك متذكراً صلفة أفكارك كانت تدل على شخصك المهزوز، وأنت تحاول ان تحشوه رزانة، وتملأ وجهك تجهما وأنت لم تع كيف لا يمشى الإنسان مثل الحمير على أربعة.

اضحك منك الآن واجتاز خطواتي الأمينة لأتمكن من ذم نفسي فيك، وهى التي استحقت ذلها الذي فرضت.. ذلك لأني كنت بالغباء الذي أهديتك فيه يداي، وأنت تقيدهما ..كما تقيد الراحلة في إسطبل مكشوف ..

اكتب إليك بضعة الكلمات هذه لأحلّ عن نفسي عهدا ً قطعته بأني سارد إليك جزءاً مما تعرض وجهي لبصاقك النتن.. كنت ساعة تلك لو فضلت الغطس في بركة (خراء)، فلا أشمّ رائحتك الزنخة، لكن رتبتك الحاجز الوحيد بين الكرامات المهدرة، فأثبت لك بأنها محض وهم، ومنزلة سقوط… أيها التعيس.. أكشف لك إحدى الحكايات التي جرت وقائعها كالماء الموزع على مسالك سوية.. لكنك لن تفهم اقسم بالكرش المتهدل، وبعينيك الغائرين كعين تمثال.. بأنك لن تفهم أبدا، و لن تصبر على الجوع لحظة واحدة.. لم تعرف الحيرة والتفنن بإظهار مكارم الأخلاق.. بتَّ معروفاً لي مثلما خبرتُ حذاء التدريب..

عجباً سيدي العقيد خليفة حفظك الله من قلمي الصغير، الذي يتعثر من كثرة اللججّْ الصعبة التي حوتها ذاكرتي، أستطيع مواصلة ما تمنيت جهرا..



2

كان البطل كلما يتأخر يجد ما يلي :-

1- فاتحة مقامه تحمل صورته، و(يافطة) مدونة بالخط العريض، سوداء على بداية الزقاق تحمل اسمه.. وكل مرة يعود.. الأطفال والشيوخ  والنساء، تهرب منه فزعه كأنها تظنه جثه تمشي..

2- زوجته تجد عشيقاً يمدّها بالذي تحتاجه في غيابه الطويل..

3- أبوه قد تزوج إحدى الأرامل، وراح يبني بها بعيداً عن اخوته الصغار..

4- الزقاق اكثر نتانة.. الليل اكثر دهمه .

5- شقيقته انتفخت بطنها، وهي لم تزل عذراء..

6- زوجة صديقه تراوده‘ عن نفسه، ويصعب عليه التخلص من مضايقاتها..



4

يقال إن السيد أبو خليل قد اصطحب معه زوجته إلى بيت العقيد خليفة تودداً كي لا يكلفه عناء الهجوم المقبل وكي تمتد أواصر العلاقة بين الأسرتين ..

كان السيد العقيد على خلاف دائم مع زوجته، فاعجب أيما إعجاب بأبي خليل، ورحب به ترحيباً حاراً، مما جعله يأتمنه كل الائتمان، وجعله ينسى كلما يربط الآمر بمأمورة تكررت الزيارات، تبادلوها، بإخلاص ودود.. حتى إذ جاء اليوم الذي خبط أبو خليل رأسه في أقرب جدار، عندما شمَّ رائحة العقيد بين نهدي زوجته!! .



5

لم يكن العقيد يمتلك شيئاً.. لكنه بين يوم وليلة تمكن من مشاركة أبي خليل، معمل الطحين الذي يملكه، وبعد أيام آخر تمكن عليه كاملاً، دون أن يدفع فلساً واحداً، وبقي أبو خليل على فراغ راحة اليد…

6

عندما تنبه أبو خليل إلى الهاوية التي ما زال يسقط فيها.. قرر أن يغتسل، وان يبتدأ من جديد، وما أن أحس العقيد به من خلل مجسات الخاصة.. كلفه بواجب عاد منه نتفاً !!.




Author's Notes/Comments: 

mu29@hotmail.com محمد الأحمد  


View alahmed's Full Portfolio
tags: