المتجدد في الشعر العربي / اياد شماسنة

المتحولات والمتجددات:

فالشعر حياة، والقصيدة قصة حياة... تتحول وتتجدد وفق أصول وقواعد لا تغير في الشكل العام، وانما تبقى زهرة الشعر زهرة.

إنما حتى لا تمل النفس المألوف تتشكل الزهرة ألوانا وعطورا على أن تبقى زهرة لا تخالف قانون الطبيعة.

والشعر هذه الزهر.

في الشعر العربي القاعدة والفروع.. القاعدة لا تتحول... والتجديد يخرجها عن قانون الطبيعة، أما الفروع فهي ا؟لأولى بالتجديد.

فالمعاني والدلالات والرموز مما يعتريه التجديد والتحويل والأغراض على أن يكون الشعر فيها سلعة تخرجه من غرضه وابداعه وعاطفته كيفما كانت.

والنظرة للأمور وطريقة تناولها تتجدد من فرد لفرد ومن عصر لآخر أما اللغة والأوزان وما إلى ذلك فهي من الثوابت لأنها عجينة الشعر وهيكله التي لا نمسها.

بقي أن نقول أن التجديد في الشعر مباح متى وافق الفطرة والطبيعة والتصوير الطبيعي المتفق مع القاعدة ومحرم متى خرج عن الفطرة بطفرة.



الأغراض الشعرية.

تنوع القول وأغراضه من أول شاعر حتى اليوم، إنما بعد أن قطع الشعر شوطا كبيرا... وصار لدى بعض الناس مرتبة سامية ارتأى بعض الناس أن يهذب الأغراض فلا يقول إلا فيها وينآى عن غيرها.

فالهجاء مثل كان في الماضي مقذعا، ينهش الكرامة والعرض.. تحول اليوم إلى نوع من السخرية المبطنة غير المباشرة... وهكذا لذلك رأينا أن نقوم على ما قاموا عليه ونترك ما نأوا عنه مع الاحترام لما سبقنا ومن سبق.

والمدح كالهجاء بعد أن بدأ سلعة للتكسب صار بشكل يترفع عن المادة ليوافق لسان المرء ضميره وضمير أمته وإن شذ بعض الناس من ذلك في زمن كثرت فيه الشواذ.



أما نحن فقد رأينا شيئا رآه سابقونا وأبرزناه قليلا.. وهي فن الحب... نرى أن الحب هو مدرسة كونية تعبر عن كل عواطف المرء وتقلباتها... وهو أوضح الاغراض استيعابا للمعاني والدلالات، فالحب حب لكل شيء... والهجرات هجرة لكل شيء، وما ينطبق على غير الحب نجد الحب  يعبر عنه بكل تهذيب، ومعقبات الحب تعبر عن غيرها ممن لا يعبر عنها... لذا فإن لغة الحب هي الأنسب للتعبير عن باقي الأغراض، فأنت تصف ما تحب وتتغزل وتمدح ما تحب وتهجر وتفارق من لا يتفق لك معهم مقام.


View shamasnah's Full Portfolio
tags: