نثر الشعر / اياد شماسنة

نثر الشعر.

الشعر المرتبة الأسمى في البلاغة، أي أن الشاعر حين يقول فكرته شعرا فإنه يضعها في الألفاظ البلاغية التي تحتملها بحيث تصل الفكرة والمعنى كما أراد الشاعر بتمام الوضوح وذلك في بيت واحد وخصوصا في المعنى، وذلك أن الفكرة قد تحتمل أكثر من بيت أما المعنى فهو في أغلب الأحيان يحتمل بيتا واحدا.

وعندما يريد أحد تفسير البيت الشعري أو التحدث عن مواطن الجمال فيه أو شرحه وتبسيطه، أو حتى بيان نقاط نقده من جمال أو غير ذلك فإنه يلجأ إلى نثر البيت، أو نثر الشعر.

هذا وتباينت أساليب الشعر من جيل إلى جيل ومن عصر إلى عصر، فمنهم من بين معاني الكلمات وإعرابها وأوزان الأبيات واكتفى بشرح مجمل عن البيت وآخر أهمل هذا وفصل وأسهب في نثر البيت وشرحه وتفصيله.

وأجمع من نثر الشعر قديما وربما حديثا على نثر البيت الشعري بحيث تعاد ترتيب الكلمات فيلغي التقديم والتأخير، ويوضع علاقة الكلمات ومعانيها ثم يبين مواطن جمالها ويذكر أو يوضح عاطفة الشاعر فيها سواء بالذكر أو بالاشارة غير المباشرة.

وأغفل كثيرون أن التطويل أو القصر أي الإجمال أو الاسهاب في نثر البيت غير كاف، وإن أضيفت إليه شرح معاني كلماته بلسان عواطفه.

لذلك فإن خبرات هؤلاء أجمعت على ضرورة تفسير البيت الشعري وفقا للمقام والعاطفة والزمن والمكان والشخص والمناسبة الائي قيل فيها، وذلك ما نسميه فقه البيت الشعري إضافة أو مع تفسير ونثر البيت الشعري.

أي أن البيت الشعري يحمل بين كلماته ونغماته وموسيقاه بألوانها وايقاعاتها معان أو معنى متكاملا لا يدرك بالطرق القديمة للنثر أو التفسير.فما هو جميل في مقام لا يعد جميلا في مقام آخر للاستشهاد به، وذلك لأنه يحكم بما سبق دكره.

فقه البيت الشعري إذن هو ما يفهم من بيت الشعر أولا ومن المقطع الشعري المتعلق به بيت الشعر الذي هو ضمن القصيدة في الظروف التي ذكرت سبقا، ويدخل في تفسير البيت أو فقه كل ما يتعلق بالبيت الشعري أزو بالقصيدة أو المقطوعة.


View shamasnah's Full Portfolio
tags: