الإخوان المستبدون .. ديكتاتورية بإسم الدين
بقلم : عبدالله عبداللطيف المحامي
الإخوان المسلمون جماعة محظورة لكنها موجودة وفاعلة وتنشط الآن في إطار الحملة الإنتخابية البرلمانية في مصر ، لا يؤمنون بالتعددية لكنهم يخوضون الإنتخابات في ظل نظام التعددية ، يكفرون بالديمقراطية لكنهم يعلنون أنهم ضحايا الديمقراطية ، وهم مستبدون وبإسم الدين .
شاهدت مسيرة إنتخابية إخوانية لتأييد مرشح إخواني وكانوا يرددون بحناجر قوية ( قال الله عز وجل .. الإسلام هو الحل ) شعار مخادع يخدع عامة الناس التي تعيش واقعا مريرا مليء بالفقر والجهل والمرض والفساد ، وكأنهم وجدوا ضالتهم في هذا الشعار وساروا من وراء الجماعة في سبيل الله .
وإذا ناقشت أحدا منهم في برنامج إنتخابي ننتخبه علي أساسه يصادر عليك ويردد القرآن دستورنا والرسول زعيمنا والله غايتنا ....الخ ووجدتني أقول لهم هل نزل الله الإنتخابات ؟ هل رشح نفسه ؟ أو بمعني آخر هل أصدر الله توكيلا لأحد منكم ليحتكر الحديث بإسمه ويقيم الحكم بما أنزل الله ؟ !!!
وإذا رفضت ما يقولون به ، إذن فأنت ترفض الله والإسلام وتهين الدين الإسلامي ويرمونك بالكفر والخروج عن الملة ، ونحن في مجتمع متدين فكيف يكون أمرك وأنت علي هذه الصورة .
هذه هي الديكتاتورية هذا هو الإستبداد في أنصع صوره سيما وأنه بإسم الدين ومنسوب زورا وبهتانا إلي الله .. فيبقي خطابهم الديني هو الصحيح ومن ليس معهم فهو ضدهم أو بالأحري يقف في معسكر الكفر ضد الله ، أليس هم من قالوا أن هناك فقط حزبان حزبهم هم يعني حزب الله وحزب الكافرين ويقصدون به حزب الشيطان !! أي تعددية يتقولون بها ويخدعوننا بها .
إن جماعة الإخوان المستبدين هي أسوأ ظاهرة تشوه الدين وتحارب الله ورسوله وتقف حجر عثرة ضد تقدم الوطن وتقودنا إلي وهم كبير وإستبداد عظيم نقبله ونحن صاغرون .
فها هو إمامهم حسن البنا السائرون علي دربه وفي ظل تعليماته يؤكد علي رفض التعددية الحزبية بقوله في مقال نشره بمجلة الإخوان المسلمون الأسبوعية بتاريخ 9/4/1946 " لقد آن الآوان أن ترتفع الأصوات بالقضاء علي نظام الحزبية في مصر ، وأن يستبدل به نظام تجتمع فيه الكلمة وتتوفر جهود الأمة حول منهاج إسلامي صالح "
كما أن البنا نفسه قائدهم يقول في كتابه بعنوان مشكلاتنا في ضوء النظام الإسلامي ص 41 منه أن الأحزاب تقسم الأمة ولا تتفق مع النهج الإسلامي .
بل أكثر من ذلك فإن فكر الإخوان المستبدين واضح ويتلخص في إلغاء الكل لصالحهم هم فقط إذ يؤكد البنا فيما كتبه بعنوان الرسائل الثلاث ص 112 " إن حل الأحزاب السياسية سيتلوه قيام حزب واحد علي أساس برنامج إسلامي إصلاحي "
ولما سئل البنا عن برنامج الإخوان المسلمين في الحكم أجاب في مذكرات الدعوة والداعية ص 53 " نحن مسلمون وكفي ، ومنهاجنا منهاج رسول الله وكفي ، وعقيدتنا مستمدة من كتاب الله وسنة رسوله وكفي "
هؤلاء هم الإخوان الإنتهازيون الذين ينظرون إلي كل المختلفين معهم علي أنهم ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين ، لا يقبلون بالآخر ويرفضون التعددية وسيسحقون الديمقراطية وسيستبدون بالحكم لأنهم ظل الله في الأرض فهم أصحاب الأيدي المتوضئة وما عداهم أياديهم نجسة وقذرة .. أي إستبداد هذا ؟!!!