حكايتي معها

 


 

 

 

 

ح

 

 

 ح

حكايتي معها

 العاشرة ليلاً أدخل بيتي ,,بعد يوم عمل شاق ومتعب ..وأصوات ضجيج وثرثرة الموظفين   


في المكتب والتحضيرات لعمل الغد , يملأ آذاني المتعبة والمرهقة من أسئلتهم 

واستفساراتهم 

طلباتهم واحتياجاتهم .. تكاد تستخلص البقية الباقية من صبري .. يا إلهي ,هذا الجسد 

 المنهك تعبا , يكاد يسقط أرضاً من شدة الإرهاق . وكعادتي أتفقد من في البيت ,كلّ في غرفته 

 .. ألقي عليهم تحية المساء 

أستفسر عن آخر مستجدات دراستهم وأخبارهم واسأل إن كان هناك ما يودون أخباري 

به .. أشعر بنظرات الاشفاق على حالي المرهق , وهم يردون على أسئلتي بأن كل شيء 

!! .. على ما يرام .. وأتجه مباشرة الى غرفتي ..أفتحها .. هناك شيء غير اعتيادي اليوم

!! .. لماذا ..؟ لا أشتم رائحتها 

!! ..  لا أشعر بدثار عبقها 

 ..شيء ما ينقص روحي ..التي تحتاجها 

ها ها 

أمممم

.. هززت رأسي 

!! .. وابتسمت ابتسامة العارف الذي لا يُعرفْ 

!! .. تيقنت ما القصة ! إنها تعاقبني على طريقتها 

.. ازدادت ابتسامتي 

  .. لفني إحساس رائع بانتمائها وإصرار وفائَها وحبها 

 .. أسرعت الخطى إليها ..دخلت صومعتي التي تمتلئ وتحتل شجيراتها أغلب أركانها 

 .. لقد عاقني ما جعلني أهملها الأيام الماضية 

.. فمن طقوسي اليومية .. زيارتها والجلوس بجانبها .. وأبدأ بترتيل ثرثرتي إليها 

 .. أخبرها عن أحداث يومي وما جرى معي ..همومي ..مخاوفي ..آلامي ..أحوالي 

.. أبثها حنيني ..وهمسات روحي اليها 

.. فتفيض علي بحنانها بأن تزيد من فوح عطرها بحيث تملأ روحي برطب أريجها 

أخلع رداء تعبي ومشاق يومي عندها.. أزيح غيوم المجهول التي تعربد فوق رأسي 

بألوانها الرمادية 

!! ..  القاتمة .. تنتظرني هي..أعرف أنها كذلك

 

.. تشتاق لي .. كما أنا.. إنه عهدنا الذي قطعناه.. منذ وعيت على حبها 

 .ألا يفرق بيننا شيء

 .. وفي حالة السهو والنسيان !! توقف عبيرها..عن أجوائي .. تذبل وتنحني أزهارها 

!! .. مهددة برحيلها ..تنذرني 

 .. أبتسم بحب إليها ,أنحني عند حوضها وألف ذراعي حول قصيصها 

. أعانقها بكل الحب والحنين والإشتياق 

.. أقبل بتلاتها ..وأمرغ وجهي بزهرها ووريقاتها 

.. أسرع وأسقيها من الماء ما يشبعها 

. وأقرر..أن أُمضي السهرة كعادتي في ضيافتها 

 .. وبعد أن تشعر أني  قدمت لها اعتذاري وفروض طاعتي وحبي وولائي 

 ..تعود الفرحة إليها
 
.. وتنثر عليٌ عبيرها .ترقص أمامي .. منتشيه فرحة , فتُسْقِطْ بعض من زهورها 

 تطالبني أن التقطها , لأصنع منها أطواقاً .. وعلى شعري وعنقي .. أ ضعها
 
. وأقطف  بتلاتها التي لم تتفتح , لأصنع عطري الخاص منها 

!! أن أسامرها ..وأتزين بها .. وأتعطر منها 

.  على ذلك تعودت هي ..إنها توأم روحي .. لذا أنا أحِبها
 
                                                                                                                      . تلك هي حكايتي مع الياسمين

 


عبق الخاطرة                                                                       

 

 
  للروح بوح وهمس .. في الفرح والحزن 

في الأمل واليأس

وأروع وارقى وأنقى بوح لي هو

للياسمين 

 

 

 



عطر الندى سعادة

 

 

 

 

 

 

 

 

 


 

 

View 3abak_alyasamine's Full Portfolio
tags: