بواكير الربيع 2019
إذا جاءكم الربيعُ كرسولٍ من أمّه الحياة ..
لا تكذّبوه قائلين.. ما أنتَ نبيّ بل متنبّي..
و سحرٌ و شعرٌ ما تفتّق عنك من زهورٍ و طيورٍ و نسائم .. ولا يفلحُ الساحرُ حيث أتى..
لا تعدّدوا على مسمعه دورةَ الحياةِ .. و كيف تلتهبُ أنفاسهُ الطيبةُ إنّ حلّ صيفٌ و تتساقطُ أوراقُه باهتةً في حزنِ الخريفِ و تغسل زهوَ ألوانه عربدةُ الشتاء.
لا تعودوا لجيناته و شريط ال DNA لتثبتوا عدمَ أصالتهِ و أنه العابرُ كضيفٍ يقيمُ برهةً في حقولِ الوهمِ.. ثم تتداعى قمصانهُ البهيجةُ واحداً إثر آخر.
فما كذّبه أحدٌ إلا حلّت لعنةُ العجزِ في مفاصلهِ و خبا نبضُ عروقهِ و تخشّب كشجرةٍ تُحتطبُ لموقدِ الشتاء..
و ما أنكر نبوّته متشدقٌ بالفلسفة و قصصِ الغيبِ إلا حُرمَ من أن يعيشَ جنّة الله ههنا على الأرضِ..
محكوماً أن يبقى محبوساً في صقيعِ أفكاره و حميمها..
كونوا في حضرتهِ عشاقاً
اصغوا لثغائه كحملٍ و للثغةِ الحروفِ في زقزقةِ عصافيرهِ و اصنعوا من الورقِ زوارقاً لينبوعٍ ما همّه إن غاضَ أو انتهى في سوقِ زهرة..
خذوا ملءَ الرئتين هواءً نظيفاً لم يتلوثْ برمادِ أفكاركم..
و تمايلوا طرباً مع تموجاتِ العبيرِ في الأثير..
ثم احضنوا أحبابكم باسمينَ أن ربيعكم نور.